تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
فصل لتعليم الإلحاد
15-10-2014, 03:19 PM
فصل لتعليم الإلحاد

أحس:" أبو الإلحاد الرقمي" بالحنق الشديد على زملائه: إذ هجروه وتركوه في العراء الإلكتروني عرضة لشبهات المسلمين, مضوا وخلفوه في الفضاء الرقمي المكشوف بلا سلاح, حرموه صحبتهم، فخبا دخان الإلحاد من عقله رويدا رويدا, إنه وحيد شريد يخشي على نفسه الفتنة, استلقى على فراشه, شعر بضيق في صدره, حدق في السقف طويلا, أغلق عينيه لينام، فأبت جفونه أن تنطبق, يبدو أن أرقه أصبح مزمنا, وأنه طور مناعة ضد الحبوب المهدئة.
أطفأ السراج وشرد بعيدا, بدا كأنه يسترد شريط أيامه, أحس أنه عاد طفلا، تذكر الصبا، وعاودته ذكريات أيام المدرسة, غاص في ذلك الزمان البعيد, حاول أن يستعيد ذكرياته في ضوء إلحاده, تذكر المقاعد الخشبية, والسبورات السوداء, وسترات المدرسين البيضاء, تذكر آثار الحبر الأزرق على أنامله، وتذكر أقلام الرصاص, أحس برائحة تلك السنوات الهنيئة, رائحة الطباشير, تذكر الفصول المتعاقبة والمواد المختلفة.
تذكر:" مادة الجغرافيا" حتى خيل إليه أنه يسبح في أنهار الصين، ويتسلق جبال الهيملايا، ويتجول في غابات الأمازون, تصور أنه ينظر إلى قطعان الغنم في الأرجنتين، ويتسلى بمشاهدة أسراب البطريق في القطب الشمالي, تخيل ذلك كله، وتمنى لو يعود كما كان بريئا سعيدا, يركض في دروب الحياة بعقل طفل، ويقفز في خفة كنغر أسترالي.
تنهد كأنه يتحسر على صفاء تلك الأيام الخالية، وتساءل:" أين يقع إلحاده من هذا كله؟؟؟".
ماذا لو قيل له:" صف لنا الموقع الجغرافي لإلحادك يا أبا الإلحاد؟". فتح عينيه وهمهم:" لا بد أن هذا المذهب العقلاني المتنور يقع في واد سحيق بين المجازفة والتهور, أو في أخدود غائر بين الشكوك والظنون, وربما أفضى بمنتحله -إن أخفق في بلوغ بر الأمان- إلى ما يشبه ما ظنه القدماء حافة العالم.
إن:" الإلحاد": جزيرة جرداء تسبح فوق مستنقع من الظنون والهواجس والشكوك, إنها:" مكان فظيع": يحده اليأس شمالا، والقنوط جنوبا، والحيرة شرقا، والاضطراب غربا؟؟؟".
لاشك عندي في دقة هذه الإحداثيات، ف:" زعماء الإلحاد وقسسه": يحطون رحالهم إما:" في مستشفيات المجانين"، أو:" يركبون مراكب اليأس"، فيقضون منتحرين, لكنهم في كل الأحوال: لا يبرحون الجزيرة الملعونة.
تذكر كيف كتب:" إسماعيل أدهم":" لماذا أنا ملحد؟؟؟"، نشر إعلانه الجريء يتبجح ب:" يقينه الإلحادي", ويفاخر بطمأنينة نفسه وسكينتها, وينادي:" إني وجدت السعادة الروحية التي يدعيها المؤمنون لأنفسهم, إنها هنا, في مذهب الإلحاد".
امتعض:" أبو الإلحاد الرقمي" من هذا النفاق البين:" ياله من مخاتل كذاب, فلم انتحر إذن؟؟؟".
إنه يعلم هذا كله الآن، ويخشى أن يبوح بشيء منه لأحد، إنه يصارح نفسه، لأنه يفكر بعقل طفل, إنها لحظات صفاء نادرة يسترسل فيها:" أبو الإلحاد الرقمي" مع شكوكه, ويكاد يصرخ بما لا يكاد يهمس به عادة, إنه يدفع إلى ذلك دفعا, فقد هجره الأقران, وقلاه الخلان, ونبذوه كالحذاء البالي, وأوصدوا في وجهه أبواب منتديات:" الجرب والجذام", فماذا يصنع إن لم يطلق لافكاره العنان؟؟؟، هل يريدونه: أن يجن، أم يتوقعون أن ينتحر؟؟؟.
يجب أن يجتاز هذه المحنة بسلام, إنه يحب الحياة, فكيف ينتحر؟؟؟. إن:" الحرب الأهلية": تكاد تندلع في رأسه من فرط الحيرة والاضطراب, ويكاد يحس ب:" الأعاصير الاستوائية المدمرة": تعصف بين مخه مخيخه؟؟؟.
يجب عليه أن يجد لنفسه حلا، لقد أصبح بالفعل على حافة الإفلاس الفكري, ودخل فيما يشبه الركود الكبير, هل هو مقبل على الجنون؟. غطى وجهه بالوسادة، كأنه يهرب من هذا الهاجس المرعب, إن زلزالا عنيفا بدأ يهز أرجاء نفسه بقوة: لا يكفي لقياسها سلم ريشتر. استمسك بسريره، واجتهد أن يحافظ على البقية الباقية من يقينه الإلحادي، وأفكاره التنويرية.
تذكر:" مادة التاريخ", تذكر الحضارات البائدة, والممالك العظيمة, والمدن العامرة, تذكر الإنسان القديم, إنسان الكهوف الذي روض الوحوش, وتساءل:
" لماذا لم يخل زمان من دين؟؟؟".
و:" لماذا لم تخل مدينة من معبد؟؟؟".
و:" لماذا لا ينفك مجتمع بشري عن إيمان؟؟؟".
و:" من أين جاءت كل هذه الأديان؟؟؟".
أحس بجحافل جيش الشك تزحف على رأسه، وأحس بهواجس الظنون تراود عقله, وخشي إن استسلم أن تستولي دولة الإيمان على زمام نفسه, فتقلب في فراشه يدافع شكوكه, ويتخيل فصولا أخرى لعلها تزكي كفره، وترسخ إلحاده؟؟؟.
تذكر:" مادة الأحياء"، وندم أنه لم يدرس:" التطور" في صباه, فهو على كثرة ما سمع وقرأ عن:" التطور": ما يزال يشعر أنه لغز كبير محير؟؟؟.
تخيل زملاءه في صورة:" فايروسات إلكترونية متطورة": تحمل الأفكار الإلحادية، وتترقب الفرصة المواتية لإخراجها من حيز القوة إلى حيز الفعل, ومن العالم الافتراضي إلى العالم الأرضي, تذكر كيف يتسترون في مكر بإلحادهم، ولا يبوحون به إلا في منتديات:" الجرب والجذام": التي ينزلقون إليها ليلا كالجرذان, تصور:" منتدى المجذومين العرب": مزرعة حيوانات مثل:" مزرعة جورج أورويل": تقودها الخنازير والكلاب، وهذا ليس قدحا في الكلاب والخنازير أبدا, إذ لا يفصل هذه الخنانيص الذكية، وتلك الجراء الوفية, عن الزملاء الذين يرتدون الثياب, إلا بضعة كروموزومات وبضع درجات في سلم التطور.
لقد نسفت:" الداروينية": أوهام الكرامة البشرية الأصيلة ووضعت حدا لاستعلاء فرد واحد من الأسرة الحيوانية على أقرانه؟؟؟.
ما دام الجميع يرجع إلى سلف مشترك, ففيم:" الفخر بالأحساب والتعالي بالأنساب؟؟؟".
تصور كثيرا من الملاحدة الافتراضيين: يتلونون تلون الحرباء، وينقنقون نقيق الضفادع، ويبثون أفكارهم التنويرية في مكر ودهاء، ولا يكاد يسمع لهم إلا فحيح؟؟؟.
تخيل شعر القرود: يتساقط وظهورها تستقيم، وذيولها تندثر شيئا فشيئا، لتلتحق بركب الإنسانية, تخيل الزرافة: تمد رقبتها في طموح, فهي لا تقنع بالثمار الدانية, بل تشرئب إلى العلياء حتى صار عنقها بهذا الطول العجيب. يحيا التطور.
تخيل:" مدرس الكيمياء" في سترته البيضاء يقول:" يستخرج "زيت التنوير" من مسام المجتمعات الخرافية, ومن خلايا الثقافات الرجعية, ويستخلص بوسائل علمية دقيقة، وبآليات منهجية حديثة من مستنقع الشك ومن حمأة الحيرة, ويحمى عليه في أتون التحرر، ويرش بمحلول الانفتاح، ويحفظ في جو العقلانية حتى يتخمر ويصير كالقار الخالص, حينها يسقى به المتنورون شربة هنيئة لا يظمؤون بعدها إلى الإيمان أبدا؟؟؟".
تذكر:" فصل العربية", وتذكر المعلقات والمقامات, وتذكر الشواهد القرآنية، امتعض من المدرس الذي كان يرى: أن الإسلام مبتدأ وخبر, وأنه فاعل مرفوع: لا حد لرفعته، وعلامة رفعه ضمه لأجناس أهل الأرض تحت رايته, فلا يختص به جنس دون آخر, ولا أرض دون أخرى, استغرب من اجتياح هذا الدين للشمال المتنور؟؟؟.
عجبا كيف يكون منهج من:" الماضي" فاعلا في:" المضارع؟؟؟", بل كيف يريد أصحابه أن يملكوا:" المستقبل؟؟؟"، وكيف لم يزالوا يخاطبوننا بصيغة:" الأمر؟؟؟", لا شك أن هذا الإسلام:" دين الجمع": يصر أن يجمع كل شيء تحت ظله:" المفرد والجمع"، "الضمير الظاهر والمقدر؟؟؟".
إن الإسلام يتصور أن يجتاح أعاصير عصور ما بعد الحداثة, وعواصفها الهوجاء التي تسلط عليه بسلام, لكن هيهات, نحن في زمان ما بعد الحداثة.
إن هؤلاء القوم: لا يرون حقائق دينهم إلا مصدرة:" بحروف التحقيق", ولا يراها هو إلا في جوار:" حروف الشك والمقاربة". إنه يحب السلام والتسامح، و الإسلام أقام بنيانه على "الفتح".
لكن أين:" موقع الإلحاد" من العربية؟؟؟... لا شك أنه ما زال: "مجرورا" منذ وجد, يعيش في:" الضمير المستتر", كأنه:" فعل مبني للمجهول؟؟؟", وأحسن أحواله أن يكون:" مفعولا به؟؟؟"، وربما أتاح له الزمان فلتات، فيتسلم منصب:"نائب الفاعل" على حين غرة من:" الفاعل" الحقيقي؟؟؟.
الإلحاد لا يحيا – للأسف- إلا مصدرا:" بحروف النفي", إذا كان الإلحاد استفهاما, فإنه استفهام استنكاري: لا ريب في ذلك، إنه فكر لا يرجى له مستقبل إلا في أحضان:" لعل" و:"عسى".
الإلحاد:" جملة اعتراضية"، و:" خبر محذوف".
يبدو أن هذا:" المذهب المنبوذ": قد ابتلي بكل:" حروف العلة". الإلحاد في ديار الإسلام: كلمة لا محل لها من الإعراب.
الإلحاد دين:"المفرد والمثنى": تنتحله شرذمة منبوذة, تضاف إليها كل الأوصاف الدنيئة والأفعال الناقصة.
لهذا كله: يسعى كثير من الزملاء إلى كسر كبرياء هذه اللغة المؤمنة بتوجيه سهام النقد اللاذع إليها, إن:" حزب التنوير": يفضل اللغات الأجنبية، و اللهجات العامية على العربية.
تخيل:" أبو الإلحاد الرقمي": ذلك كله، وتساءل في قرارة نفسه: "هل سيأتي يوم: ينعم فيه الإلحاد العربي بالازدهار في أحضان لغات لا تعامله بمنطق الفتح والكسر والضم والجر؟؟؟".
حينها: بدأ يحس بالنوم يسري في أوصاله، وسرعان ما شرع في الشخير.
تقبلوا تحيتي.
ثنميرت.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية warda22
warda22
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-09-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 11,951

  • وسام مسابقة الخاطرة اللغز 

  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • warda22 has a spectacular aura aboutwarda22 has a spectacular aura about
الصورة الرمزية warda22
warda22
مشرفة سابقة
رد: فصل لتعليم الإلحاد
09-12-2014, 07:31 PM
الله اكبر بما يداوي هذا الشك ان لم يكن بالايمان
لم يحن لعمر البراءة والنقاء والصفاء ان لم يعلم ان به مرضا خبيثا ""داروينبا""
لم يعيب على الملحدين الحادهم وينغمس فيه
والسؤال لماذا؟ ماذا ينتظر منك كاجابة يا ابا الالحاد ام انه درس عجزت عن فهمه واختبار قررت ان تفشل فيه ولم تنفعك لا علوم الالحاد ولا جزيرتها المقطوعة التي تحدها ""نار جهنم "" من كل صوب
لماذا يا ابا الالحاد لماذا؟؟


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فصل لتعليم الإلحاد
13-12-2014, 03:25 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

الأخت:" وردة": صدقت وبررت في قولك، بالفعل: إن:" الداروينية": مرض معنوي خبيث يحطم إيمان الإنسان، فيبعده عن طريق الرحمن، ويسلك به سبل الشيطان الموصلة إلى جحيم النيران.
ودائما يبقى:" أبو الإلحاد": عاجزا عن الإجابة؟؟؟.
ثنميرت.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:17 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى