صورتي .... !!
12-08-2008, 04:01 PM
صورتي
بقلم : الحفناوي هالي
في يوم من الأيام أُخبرت أن جريدة البصائر نشرت صورتي ، فاهتززت فرحا ولم انتظر اشتراكي واشتريت الجريدة ، وامتددت على فراشي وفتحتها أتأمل الصورة ، وكانت صورة جميلة وأجمل من كل صورة ، وكنت كلما قرأت مقالا عُدت إلى الصورة فتأملتها ورأيت عليها بهاء جديدا ، لم أره من قبل ،وأحسست أنها بل أنني أجمل من قبل وذهبت لمكتبتي وبدأت أعمل ، وبعد ساعة أفقت فإذا بي لم أكتب حرفا ؛ لأنني كنت سابحا مع الصورة ووجدتني أردد : صورتي على الجريدة؟! وخرجت إلى الشارع وفي يدي منديلي أتهيأ لمنع الصحافيين الذين تَخَيَّلْت أنهم ينتظرونني في كل منعطف لأخذ صورتي ، وكنت أنظر على المارة حاسبا أنهم جميعا سيشيرون إليَّ ، ويُخْلون لي الطريق ، ويتبعونني وفي أيديهم البصائر لا يهتمون إلا بصورتي ، وعزمت على أن أكون مشفقا عليهم ومتواضعا لهم مقابل اهتمامهم بي وإعجابهم الكبير بصورتي ، وتأملت الناس فلم أر واحدا منهم يهتم بما أهتم به ، ولم يعترضني صحافي في الطريق مع أن الجريدة مضى على صدورها أربع وعشرون ساعة ، وشعرت بالخيبة وجلست على مقعد بمقهى ، فإذا بي على جانب رجل يقرا البصائر ودق قلبي وسَوَّيْتُ عمامتي لأجعلها كالتي في الصورة ؛لكي تسهل عليه معرفتي فيسألني عما إذا كنت أنا حقا صاحبها ، وكان بليدا وثقيلا في الفهم والقراءة ، ولعنت الذين نشرت مقالاتهم قبل صورتي فيشغلوه عن الوصول إليها ، وانتظرت طويلا وبعد نصف ساعة من الانتظار القاتل قلَّب الصفحة وهو يتثاءب – قلب الله مخه- وطلعت صورتي ورحت أنتقل في سرعة بعيني وقلبي بين الصورة وعيْنَيْه لأرى اللحظة التي يلتفت اهتمامه إليها ، ولكنه لم يفعل فتشجعت ووضعت أصبعي عليها ، وقلت وأنا ابتسم :
تكاد تنطق ، أليس كذلك ؟
والتفت إلي بجانب وفي فتور وقال : وماذا يهمني منها يا أخي ؟
قلت: أما عرفت صاحبها؟
قال: لا يعنيني ذلك .
فتحمست قائلا: إنها صورتي !!
فقال : الخبيث ": ومن بعد ؟
وشعرت كأن جالونا من الماء المثلج صب على رأسي ، وقمت أتعثر في خيبتي وأنا أُرَدِّد : ومن بعد؟ ومن بعد ؟
وأشفقت على أولئك الذين يهتمون إلى حد الغرور والجنون بنشر أسمائهم في رؤوس القوائم ، وعلى الصفحة الأولى (وقت السلم) وعلى إخوانهم الذين يمنعون الناس من الحديث ليسمعوا أسماءهم في الإذاعة وهم يسألون عن ممثل تزوج أو مغني انقلبت به سيارته .
وآمنت أن كل شيء في الحياة مما أدعيه كذب وتمويه إلا ما أنتجته يداي .
ومزقت الصورة وتحررت من أنانيتي ، وعدت إلى خلوة هالي المجهول فوجدت رضاء ضميري ، وكم في ذلك من راحة.
*جريدة البصائر العدد 330 السنة الثامنة عام 1375هـ /1955م
..............................
منقول
بقلم : الحفناوي هالي
في يوم من الأيام أُخبرت أن جريدة البصائر نشرت صورتي ، فاهتززت فرحا ولم انتظر اشتراكي واشتريت الجريدة ، وامتددت على فراشي وفتحتها أتأمل الصورة ، وكانت صورة جميلة وأجمل من كل صورة ، وكنت كلما قرأت مقالا عُدت إلى الصورة فتأملتها ورأيت عليها بهاء جديدا ، لم أره من قبل ،وأحسست أنها بل أنني أجمل من قبل وذهبت لمكتبتي وبدأت أعمل ، وبعد ساعة أفقت فإذا بي لم أكتب حرفا ؛ لأنني كنت سابحا مع الصورة ووجدتني أردد : صورتي على الجريدة؟! وخرجت إلى الشارع وفي يدي منديلي أتهيأ لمنع الصحافيين الذين تَخَيَّلْت أنهم ينتظرونني في كل منعطف لأخذ صورتي ، وكنت أنظر على المارة حاسبا أنهم جميعا سيشيرون إليَّ ، ويُخْلون لي الطريق ، ويتبعونني وفي أيديهم البصائر لا يهتمون إلا بصورتي ، وعزمت على أن أكون مشفقا عليهم ومتواضعا لهم مقابل اهتمامهم بي وإعجابهم الكبير بصورتي ، وتأملت الناس فلم أر واحدا منهم يهتم بما أهتم به ، ولم يعترضني صحافي في الطريق مع أن الجريدة مضى على صدورها أربع وعشرون ساعة ، وشعرت بالخيبة وجلست على مقعد بمقهى ، فإذا بي على جانب رجل يقرا البصائر ودق قلبي وسَوَّيْتُ عمامتي لأجعلها كالتي في الصورة ؛لكي تسهل عليه معرفتي فيسألني عما إذا كنت أنا حقا صاحبها ، وكان بليدا وثقيلا في الفهم والقراءة ، ولعنت الذين نشرت مقالاتهم قبل صورتي فيشغلوه عن الوصول إليها ، وانتظرت طويلا وبعد نصف ساعة من الانتظار القاتل قلَّب الصفحة وهو يتثاءب – قلب الله مخه- وطلعت صورتي ورحت أنتقل في سرعة بعيني وقلبي بين الصورة وعيْنَيْه لأرى اللحظة التي يلتفت اهتمامه إليها ، ولكنه لم يفعل فتشجعت ووضعت أصبعي عليها ، وقلت وأنا ابتسم :
تكاد تنطق ، أليس كذلك ؟
والتفت إلي بجانب وفي فتور وقال : وماذا يهمني منها يا أخي ؟
قلت: أما عرفت صاحبها؟
قال: لا يعنيني ذلك .
فتحمست قائلا: إنها صورتي !!
فقال : الخبيث ": ومن بعد ؟
وشعرت كأن جالونا من الماء المثلج صب على رأسي ، وقمت أتعثر في خيبتي وأنا أُرَدِّد : ومن بعد؟ ومن بعد ؟
وأشفقت على أولئك الذين يهتمون إلى حد الغرور والجنون بنشر أسمائهم في رؤوس القوائم ، وعلى الصفحة الأولى (وقت السلم) وعلى إخوانهم الذين يمنعون الناس من الحديث ليسمعوا أسماءهم في الإذاعة وهم يسألون عن ممثل تزوج أو مغني انقلبت به سيارته .
وآمنت أن كل شيء في الحياة مما أدعيه كذب وتمويه إلا ما أنتجته يداي .
ومزقت الصورة وتحررت من أنانيتي ، وعدت إلى خلوة هالي المجهول فوجدت رضاء ضميري ، وكم في ذلك من راحة.
*جريدة البصائر العدد 330 السنة الثامنة عام 1375هـ /1955م
..............................
منقول
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]
أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا
وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا
أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا
موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج
الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة
الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا
وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا
أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا
موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج
الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة
الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
من مواضيعي
0 دعوةٌ تُصيبُ هذا الصنف من التجّار
0 تاريخ الصراع العقدي مع الرافضة في بلاد المغرب الإسلامي
0 في المعدل والجارح [ لبيان دقة علماء الحديث ]
0 اعتراض أهل البدع على النصوص الشرعية وضرورة مواجهتهم
0 مختارات من ردود الشيخ أبو اسحاق الحويني حفظه الله على الطائفة المخذولة
0 علم الرجال وأهميته
0 تاريخ الصراع العقدي مع الرافضة في بلاد المغرب الإسلامي
0 في المعدل والجارح [ لبيان دقة علماء الحديث ]
0 اعتراض أهل البدع على النصوص الشرعية وضرورة مواجهتهم
0 مختارات من ردود الشيخ أبو اسحاق الحويني حفظه الله على الطائفة المخذولة
0 علم الرجال وأهميته








