تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
من روائع الرافعي ...
28-05-2008, 11:19 AM
البيان للكاتب الكبير/مصطفي صادق الرافعي من كتابه (وحي القلم)

لا وجود للمقالة البيانية إلا في المعاني التي اشتملت عليها يقيمها الكاتب على حدود ويديرها على طريقة مصيباً بألفاظه مواقع الشعور مثيراً بها مكامن الخيال آخذاً بوزن تاركاً بوزن لتأخذ النفس كما تشاء وتترك.

ونقل حقائق الدنيا نقلاً صحيحاً إلى الكتابة أو الشعر هو انتزاعها من الحياة في أسلوب وإظهارها للحياة في أسلوب آخر يكون أوفى وأدق وأجمل لوضعه كل شيء في خاصّ معناه وكشف حقائق الدنيا كشفةً تحت ظاهرها الملتبس وتلك هي الصناعة الفنية الكاملة تستدرك النقص فتتممه وتتناول السر فتعلنه وتلمس المقيد فتطلقه وتأخذ المطلق فتحده وتكشف الجمال فتظهره وترفع الحياة درجة في المعنى وتجعل الكلام كأنه وجد لنفسه عقلاً يعيش به.

والكاتب الحق لا يكتب ما يكتب ولكنه أداة في يد القوة المصورة لهذا الوجود تصور بها شيئاً من أعمالها فناً من التصوير. الحكمة الغامضة تريده على التفسيرتفسير الحقيقة والخطأ الظاهرة تريده على التبيين تبيين الصواب والفوضى المائجة تسأله الإقرار إقرار التناسب وما وراء الحياة يتخذ من فكره صلة بالحياةوالدنيا كلها تنتقل في مرحلة نفسية لتعلوا به أو تنزل. ومن ذلك لا يخلق الملهم أبداً إلا وفيه أعصابه الكهربائيه وله في قلبه الرقيق مواضع مهيأة للإحراق تنفذ إليها الأشعة الروحانية وتتساقط منها بالمعاني.
وإذا اختير الكاتب لرسالة ما شعر بقوة تفرض نفسها عليه منها إسناد رأيه ومنها إقامة برهان ومنها جمال ما يأتي به فيكون إنساناً لأعمالها وأعمالها جميعاً له بنفسه وجود وله بها وجود آخر. ومن ثم يصبح عالماً بعناصره للخير أو الشر كما يوجه ويلقي فيه مثل السر الذي يلقي في الشجرة لإخراج ثمرها بعمل طبيعة يرى سهلاً كل السهل حين يتم ولكنه صعب أي صعب حين يبدأ.

هذه القوة هي التي تجعل اللفظة المفردة في ذهنه معنىً تاماًوتحول الجملة الصغيرة إلى قصة وتنتهي باللمحة السريعة إلى كشف عن حقيقة هي التي تخرجه من حكم أشياء ليحكم عليها وتدخله في حكم أشياء غيرها لتحكم عليه وهي التي تميز طريقته وأسلوبه وكما خلق الكون من الإشعاع تضع الإشعاع في بيانه.
ولا بد من البيان في الطبائع الملهمة ليتسع به التصرف إذ الحقائق أسمى وأدق من أن تعرف بيقين الحاسة أو تنحصر في إدراكها فلو حدت الحقيقة لما بقية حقيقة ولو تلبس الملائكة بهذا اللحم والدم لبطل أو يكونوا ملائكة ومن ثم فكثرة الصور البيانية الجميلة للحقيقة الجميلة هي كل ما يمكن أو يتسنى من طريقة تعريفها للإنسانية.

وأي بيان في خضرة الربيع عند الحيوان من آكل العشب إلا بيان الصورة الواحدة في معدته؟ غير أن صورة الربيع في البيان الإنساني على اختلاف الأرض والأمم تكاد تكون بعدد أزهاره ويكاد الندى ينضرها حسناً كما ينضره. ولهذا ستبقى كل حقيقة من الحقائق الكبرى ـ كالإيمان والجمال والحب والخير والحق ـ ستبقى محتاجة في كل عصر إلى كتابة جديدة من أذهان جديدة.

وفي الكتاب الفضلاء باحثون ومفكرون تأتي ألفاظهم ومعانيهم فناً عقلياً غايته صحة الأداء وسلامة النسق فيكون البيان في كلاهم على نذرة كوخز الخضرة في الشجرة اليابسة هنا وهنا. ولكن الفن البياني يرتفع على ذلك بأن غايته قوة الأداء مع الصحة وسمو التعبير مع الدقة وإبداع الصورة زائداً جمال الصورة أولئك في الكتابة كالطير له جناح يجري به ويرف ولا يطير وهؤلاء كالطير الآخر له جناح يطير به ويجري ولو كتب الفريقان في معنى واحد لرأيت المنطق في الأحد الأسلوبين وكأنه يقول: أنا هنا في معان وألفاظ وترى الإلهام في الأسلوب الآخر يطالعك أنه هنا في جلال وجمال وفي صور وألوان.

ودورة العبارة الفنية في نفس الكاتب البياني دورة خلقٍ وتركيب تخرج بها الألفاظ أكبر مما هي كأنها شبت في نفسه شباباً وأقوى ما هي كأنما كسبت من روحة قوة وأدل مما هي كأنما زاد فيها بصناعته زيادة. فالكاتب العلمي تمر اللغة منه في ذاكرة وتخرج كما دخلت عليها طابع واضعيها ولكنها من الكاتب البياني تمر في مصنع وتخرج عليها طابعة هو . أولئك أزاحوا اللغة عن مرتبة سامية وهؤلاء علو بها إلى أسمى مراتبها وأنت مع الأولين بالفكر ولا شيء إلا بالفكر والنظر والحكم غير أنك مع ذي الحاسة البيانية لا تكون إلا بمجموع ما فيك من قوة الفكر والخيال والإحساس والعاطفة والرأي.

والكتابة التامة المفيدة مثل الوجهين في خلق الناس ففي كل الوجوه تركيب تام تقوم به منفعة الحياة ولكن الوجه المنفرد يجمع إلى تمام الخلق جمال الخلق ويزيد على منفعة الحياة لذة الحياة وهو لذلك وبذلك يرى ويؤثر ويعشق.

وربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ولكن الخير كذلك وبأنه مخالف ولكن الحق كذلك وبأنه محير ولكن الحسن كذلك وبأنه كثير التكاليف ولكن الحرية كذلك.
إن لم يكن البحر فلا تنتظر اللؤلؤة وإن لم يكن النجم فلا تنتظر الشعاع وإن لم تكن شجرة الورد فلا تنتظر الورد وإن لم يكن الكاتب البياني فلا تنتظر الأدب .......... انتهى عن منتدى لك
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من روائع الرافعي ...
28-05-2008, 11:19 AM
عن رسائل الأحزان .......

كان لي صديق خلطته بنفسي زمناً طويلاً وكنت أعرفه معرفة الرأي كأنه شئ في عقلي ، ومعرفة القلب كأنه شئ في دمي . ثم وقع فيما شاء الله من أمور دنياه حتى نسيني ، وطار على وجهه حتى غاب عن بصري ، والتفت عليه مذاهبه فما يقع إلى من ناحيته خبر ، وأمتد بيني وبينه حول كامل خلا من شخصه وامتلأ من الفكر فيه .
وطلعت الشمس يوماً في غيم (......) من سنة 1994هـ فأحسست قلبي من الذعر كالطائر ينفض ندى جناحيه في أشعتها ، ولم تكد ترتفع وتتلألأ حتى وافى البريد يحمل إلي خطه وإذا فيه :

ياعزيزي الحبيب !

فقدتني زمناً إن يكن في قلبك منه وخزة ففي قلبي منه كحز السيف ، لم أنسك نسيان الجحود وإن كنت لم أذكر ذكرى الوفاء فأبعث إليك بخبر يترجم عني ،
إذا كنت في سجنٍ وأنا الساعة منطلق منه . لا تجزع ولا تحسبنه سجن الحكومة ..... إن هو إلا سجن عينين ذابلتين كان قلبي المسكين يتمرغ في أشعة الحاظهما كما يكون المقضئ عليه إذا أحاطت به السيوف وجعل بريقها يتخاطف معاني الحياة من روحه قبل أن يخطف هذه الروح . بل سجن فكري الذي ابتليت به وبخياله معاً فلا يزال واحد منهما يبالغ في إدراك الجمال والآخر يبالغ في تقديره حتى تكاد تطلع نفسي من نواحيها لكثرة ما يسرفان عليهما كما يريد الأطفال أن يملأوا القدح ليستفيض لا ليمتلئ ،وليرسل الماء لا ليمسكه ، فلو أنهم صبوا فيه ملء بحرٍ بأمواجه لجرى البحر من حافة قدحٍ صغير .

ماأحسبني قط رأيت أمرأة جميلة كما هي في نفسها وتركتها كما هي في نفسها بل هناك نفسي . وآهٍ من نفسي . وما أسرع ما يمتزج في هذه النفس بعض الأنسانية المحبة ببعض الإنسانية المحبوبة فإذا أنا بشئ إلهي قد خرج لي من الإنسانيتين .

هو هذا الشعر ، هو هذا البلاء ، هو هذا الحب .

فررت منك ومن سواك ياعزيزي مُصيف إلى امرأةٍ كالتي جعلت آدم يفر حتى من الجنة ومن الملائكة ، وقد يكون اتصال رجل واحدٍ بامرأةٍ واحدةٍ كافياً أحياناً لتكوين عالمٍ كاملٍ يسبح في فلكٍ وحده .

عالم مسحور ، في فلكٍ مسحور، لا يخضع إلا لجاذبية السحر ، ولا يعرف إلا تهاويل السحر .

على أنك لم تفقد مني في هذه السنة إلا بضعة كتبٍ وكلاماً كنا نترسل به وليس فيه إلا الحبر ، فسأرد عليك من ذلك كتب سنوات وأعوضك برسائلي كلاماً فيه دمع العين ودم القلب . فقدتني صديقاً يهز يديك بتحية والآن أعود إليك شاعراً يهز قلبك بأنينه . فقدتني شخصاً وسأرجع إليك كتاباً .

أما أنت فأكتب لي رجع كل رسالةٍ من قلبي واذكر لي موقعها من نفسك وكيف كان دبيبها أو طيرانها عندك ، فإني راميك بأسهم لا قاصرات عن قلبك تنزل دونه ولا زائداتٍ تمر عليه وتتجاوزه ، بل مسدداتٍ يقعن فيه .
وأرجو ، عافاك الله ، أن لا تتطلع في قلمي بنقدٍ أو أعتراضٍ أو تعقيب بل دعني وما أكتبه فإن لكل شئٍ طرفين وإن طرفي الجمال هما الحب والبغض ، ورسائلي هذه ستأتيك بالجمال من طرفيه ، فلقد والله أحببت حتى أبغضت ، ولقد والله يضجر العمل السامي إذا أصاب غير موضعه كما يضجر العمل السافل إذا نزل في موضعه .

ومتى انقطع هذا المدد المتلاحق من كتبي فاجمع الرسائل وقدم لها كلمة بقلمك وسمها (( رسائل الأحزان )) ، إنها كانت عواطف ثارت وقتاً ما ليحدث منها تاريخ وسكنت بعد ذلك ليحدث منها شعر وكتابة .


فإن نجتمع بعد نظرنا فيها معاً وقرأتها عيناك لقلبي ، وإن ارتاح الله لي برحمته رفت عليها روحي فأسمع صوتك في الغيب سرسل إلى هذه الروح تحية من أنغام قلبها الميت .
صديقك...........)
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية gamalove2002
gamalove2002
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 11-09-2007
  • الدولة : تلمسان العالية
  • العمر : 41
  • المشاركات : 15,900
  • معدل تقييم المستوى :

    34

  • gamalove2002 is on a distinguished road
الصورة الرمزية gamalove2002
gamalove2002
شروقي
رد: من روائع الرافعي ...
28-05-2008, 11:24 AM


شكرا اخي على هذه المقتطفات
و انا افتخر انني قرات وحي القلم
و استمتعت بما راق من اساليب اللغة
شكرا في انتظار المزيد:)
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من روائع الرافعي ...
28-05-2008, 12:01 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gamalove2002 مشاهدة المشاركة

شكرا اخي على هذه المقتطفات
و انا افتخر انني قرات وحي القلم
و استمتعت بما راق من اساليب اللغة

شكرا في انتظار المزيد:)

شكرا على مرورك اخي الكريم..

ان هي الا كلمات بل نفحات تسموا بالروح عاليا في سماء الحياة فتجلوا بجمالها بعض الاكدار ..
وتشرق من بين جنباتها نورا يخترق بوهجه ظلام الكون

"نور" تزهوا لبريقه ازهار الادب لتهدي نفسها على طبق الرافعي انهارا بل بحورا من السرور يجرف طوفانها نهر الاحزان ليحيله افراحا تتلالا بل تطير عاليا مثل الطيور
.... لك مني احلى سلام
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2008
  • الدولة : استضعفوك فوصفوك
  • المشاركات : 5,147
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • حمبراوي will become famous soon enough
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
رد: من روائع الرافعي ...
28-05-2008, 08:36 PM
شكرا لاختيارك الرافعي الذي عد والبشيرالابراهيمي وشكيب ارسلان من ارباب البيان العربي ولكنه كزميليه سجي ثرى النسيان وغلقت دونه الأبواب وأوصدت بأقفال من حديد
شكرا أخي مرة أخرى
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من روائع الرافعي ...
31-05-2008, 11:43 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمبراوي مشاهدة المشاركة
شكرا لاختيارك الرافعي الذي عد والبشيرالابراهيمي وشكيب ارسلان من ارباب البيان العربي ولكنه كزميليه سجي ثرى النسيان وغلقت دونه الأبواب وأوصدت بأقفال من حديد
شكرا أخي مرة أخرى
هي اسماء خالدة في سطور التاريخ ونجوم لامعة في سماء الادب ليس من السهل ان يصيبها النسيان بطيه ذلك ان انوارها تملؤ القلوب اشراقا هناك حيث لا سلطان للبغي ولا مكان للاكدار .. سلام
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من روائع الرافعي ...
31-05-2008, 11:46 AM
وحي الهجرة/ للاديب والكاتب الكبير ..
مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى


بدأ الإسلام في رجل "النبي" وامرأة "خديجة" وغلام "علي" .. ثم زاد حرًّا "أبا بكر" وعبدًا.."بلال".
أليست هذه الخمس هي كل أطوار البشرية في وجودها .. مخلوقة في الإنسانية والطبيعة، ومصنوعة في السياسة والاجتماع ؟!
فها هنا مطلع القصيدة، وأول الرمز في شعر التاريخ !
ولبث النبي – صلى الله عليه وسلم – ثلاث عشرة سنة ..
لا يبغيه قومه إلا شرًّا، على أنه دائب يطلُب.. ثم لا يجِد، ويعرض..
ثم لا يُقبل منه!
ويُخفِق..
ثم لا يعتريه اليأس!..
ويجهد..
ثم لا يتخونه الملل!
ويستمر ماضيًا لا يتحرَّف، ومعتزمًا لا يتحوَّل.
أليست هذه هي أسمى معاني التربية الإنسانية .. أظهرها الله كلها في نبيه، فعمل بها، وثبُت عليها، وكانت ثلاثة عشرة سنة في هذا المعنى كعمر طفلٍ وُلد ونشأ وأحكم تهذيبه الحوادث، حتى تسلمته الرجولة الكاملة بموانيها من الطفولة الكاملة بوسائلها..!

أفليس هذا فصلاً فلسفيًّا دقيقًا يُعلِّم المسلمين كيف يجب أن ينشأ المسلم: غناه في قلبه، وقوته في إيمانه، وموضعه في الحياة موضوع النافع قبل المنتفع، والمُصْلِح قبل المقلد.. وفي نفسه من قوة الحياة ما يموت به في هذه النفس أكثر ما في الأرض والناس من شهوات ومطامع!

ثم ..
أليست تلك العوامل الأخلاقية هي هي التي ألقيت في منبع التاريخ الإسلامي ليَعُبَّ منها تياره، فتدفعه في مجراها بين الأمم، وتجعل من أخص الخصائص الإسلامية في هذه الدنيا الثبات على الخطوة المتقدمة .. وإن لم تتقدم، وعلى الحق وإن لم يتحقق، والتبرؤ من الأثرة .. وإن شحَّت عليها النفس، واحتقار الضعف وإن حكم وتسلط، ومقاومة الباطل وإن ساد وتغلب، وحمل الناس على محض الخيرة وإن ردوا بالشر، والعمل للعمل .. وإن لم يأت بشيء، والواجب للواجب .. وإن لم يكن فيه كبير فائدة، وبقاء الرجل رجلاً .. وإن حطَّمه كل ما حوله ؟!

قالوا: إن عمه – صلى الله عليه وسلم- أبا طالب. بعث إليه حين كلمته قريش، فقال له: يا ابن أخي.. إن قومك قد جاءوني فقالوا لي كذا وكذا.. فأَبْعِد عليَّ وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق.

فظن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قد بدأ لعمله فيه بداء، وأنه خاذله ومُسلِمه، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه.. فقال: يا عمَّاه.. لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري .. على أن أترك هذا الأمر؛ ما تركته .. حتى يُظهِره الله أو أهلك فيه ما تركته ثم استعبر – صلى الله عليه وسلم – فبكى!
يا دموع النبوة ! لقد أثبت أن النفس العظيمة لن تتعزى عن شيء منها بشيء من غيرها.. كائنًا ما كان .. لا من ذهب الأرض وفضتها، ولا من ذهب السماء وفضتها، إذا وُضعت الشمس في يد، والقمر في الأخرى!

وكل حوادث المدة قبل الهجرة على طولها ليست إلا دليل ذلك الزمن على أنه زمن نبي، لا زمن ملك أو سياسي أو زعيم .. ودليل الحقيقة على أن هذا اليقين الثابت ليس يقين الإنسان الاجتماعي من جهة قوته، بل يقين الإنسان الإلهي من جهة قلبه. ودليل الحكمة على أن هذا الدين ليس من العقائد الموضوعة التي تنشرها عدوى النفس للنفس .. فها هو ذا لا يبلغ أهله في ثلاث عشرة سنة أكثر مما تبلغ أسرة تتوالد في هذه الحقبة. ودليل الإنسانية على أنه وحي الله بإيجاد الإخاء العالمي والوحدة الإنسانية. أفلم يكن خروجه عن موضوعه هو تحققه في العالم ؟!

هذه هي حكمة الله في تدبيره لنبيه قبل الهجرة .. قبض عنه أطراف الزمن، وحصره من ثلاث عشرة سنة في مثل سنة واحدة .. لا تصدر به الأمور مصادرها كي تبث أنها لا تصدر به، ولا تستحق به الحقيقة لتدل على أنها ليست من قوته وعمله.

وكان – صلى الله عليه وسلم – على ذلك – وهو في حدود نفسه، وضيق مكانه – يتسع في الزمن من حيث لا يرى ذلك أحد ولا يعلمه، وكأنما كانت شمس اليوم الذي سينتصر فيه – قبل أن تُشرق على الدنيا بثلاث عشرة سنة – مشرقة في قلبه – صلى الله عليه وسلم-!

والفصل من السنة لا يقدمه الناس ولا يؤخرونه، لأنه من سير الكون كله.. والسحابة لا يُشعلون بَرْقها بالمصابيح ! ومع النبي من مثل ذلك برهان الله على رسالته .. إلى أن نزل قوله – تعالى-: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلُّهُ لله[.. فحَلَّ الفصل.. وانطلقت الصاعقة.. وكانت الهجرة!

تلك هي المقدمة الإلهية للتاريخ..

وكان طبيعيًّا أن يَطَّرِد التاريخ بعدها، حتى قال الرشيد للسحابة وقد مرت به: أمطري حيث شئت .. فسيأتيني خراجُك! .
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من روائع الرافعي ...
31-05-2008, 09:59 PM
يقول الاديب الكبير محمد صادق الرافعي
" متفجّعا لمجد الشرق القديم .. وضاربا الأمثال للشرقيين لعلهم يتذكرون " ..

تمايل دهرك حتى اضطـــــرب ........ وقد ينثني العِطف لا مِن طــرب

ومرّ زمانٌ وجــــاء زمــــــــــــانٌ ... وبين الزمانين كلّ العــــــــجب
فقوم تدلّوا لتحــــــت الثـــــرى ..... وقوم تعالوا لفوق الشهـــــب
لقد وعظتنا خطوب الزمــــــان ..... وبعض الخطوب كبعض الخُطـب
ولو عرف الناس لم تهدهـــــم ...... سبيل المنافع إلا النـــــــــــوبْ
فيــــا رَبّ داء يكــــــــــون دواءً ... إذا عجز الطبّ والمستــــــطبّ
ومن نكد الدهر أنّ الــــــــذي ...... أزاح الكروب غدا في كُــــــــــرب
وانّ امرأ ً كان في السالبيـــن ... فأصبح بينــــهم ُ يستـلـــــــــــب
ألست ترى العرب الماجديــن ... وكيف تهدّم مجــــد العــــــــرب ؟!
فأين الذي رفعتــــــــه الرماح ... وأين الذي شيّدته القضــــــــب ؟!
وأين شواهــــق عز لنــــــــا ... تكاد تمسّ ذراها السـحـــــــــــب ؟!
لقد أشرق العلم من شرقنـا ... وما زال يضؤل ختى غـــــــــــــــرُب
وكنا صعدنا مراقي المعالـــــي ... فأصبح صاعدنا في صَبَـــــــــبْ
وكم كان منّا ذوو همـــــــــــة ٍ ... سمت بهم لمعالي الرّتـــــــــــب
وكم من هِزَبْر تهز البرايـــــــــا ... بوادرُه إن ونى أو وثــــــــــــــب
وأقسم لولا اغترار العقـــــــول ... لما كفّ أربـــــابـــــــــها عن أرب
ولولا الذي دبّ ما بينهــــــــــم ... لما استصعبوا في العـلا ما صعب
ومن يطعم النفس ما تشتهي ... كمن يطعم النار جــــــــزل الحطب
إلا رحِم الله دهــــرا مضــــــى ... وما كاد يبسَــــــم حتى انتــــــحب
وحيّا ليالي كنــــّـا بهـــــــــــــا ... رعاة على من نأى واقتـــــــــــرب
فملكا نُقيل إذا ما كبــــــــــــا ... وعرشا نقيم إذا ما انقلـــــــــــــــب
سلو ذلك الشرق ماذا دهــــــاه ... فأرسله في طريق العطـــــــــــب
لَوَ ان بنيه أجلّـــــــوا بنيــــــــــه ... لأصبح خائبهم لم يخــــــــــــــب
فقد كان منهم مقرّ العلــــــــــوم ... كما كان فيــــهم مقـــــــــرّ الأدب
وهل تنبت الزهر أغصانــــــــــــه ... إذا مـــــــاء كل غدير نضــــــــب ؟!
وكم مرشــــد بات ما بينــــــــــهم ... يسام الهوان وسوء النصــــــــب !
كأن لم يكن صدره منبعـــــــــــــــا ... لما كان من صدره ينســـــــــــكب
ومن يستبق للعــــــلا غايــــــــــة ... فأولى به من سواه التعـــــــــــب
وليس بضائر ذي نطـــــــــــــــــلب ... إذا كفه الناس عمّا طلـــــــــــب
فكم من مصابيح كانت تضـــــــــيء ... (م) بين الرياح إذا لم تهـــــــــب
وما عِيب من صدف لؤلــــــــــــــؤٌ ... ولا عاب قدر التراب الذهـــــــــب
بني الشرق أين الذي بينـــــنــــا ... وبين رجال العلا من نســــــــــب ؟!
لقد غابت الشمس عن أرضكـــــــم ... إلى حيثُ لو شئتم ُ لم تغــــــب
إلى الغرب حيثُ أولاءِ الرجـــــــــال ُ ... وتيك العلوم وتلك الكتـــــــــب
فّن كان هذا بحكم الزمـــــــــــــــان ... فتبّت يدا ذا الزمان وتــــــــــــبّ
وإن كان مما أردتم فمـــــــــــــــــــا ... تنال العلا من وراء الحجـــــــــب
فدوروا مع الناس كيف استـــــــداروا ... فإن لحكم الزمان الغــــــــلــَب
ومن عاند الدهر فيما يُحـــــــــــــــبّ ... رأى من أذى الدهر ما لا يحب

ويقول ايضا ...

لأمرٍ فيهِ يرتفعُ لسحابُ......ولا يسمو إلى الأفقِ الترابُ
وما استوتِ النفوسُ بشكلِ جسمٍ......وهل ينبيكَ بالسيفِ الترابُ
وما سيانَ في طمعٍ وحرصٍ......إذا ما الكلبُ أشبههُ الذئابُ
رأيتُ الناسَ كالأجسادِ تعلو......لعزتِها على القدمِ الرقابُ
فليسَ من العجيبِ سموُّ أنثى......على رجلٍ تُرَجِّلُهُ الثيابُ
و لو نفساهما بدتا لعيني......لما ميزتُ أيّهما الكعابُ
إنَّ لباطنِ الأشياءِ سرّاً......بهِ قد أعجزَ الأسدَ الذئابُ
فيا لرجالِ قومي من شموسٍ......إذا قُرِنوا بها انقشعَ الضبابُ
نساءٌ غيرَ أنَّ لهنَّ نفساً......إذا همّتْ تسهلتِ الصعابُ
فإن تلقَ البحاَر تكنْ سفيناً......و إن تردِ السما فهي الشِّهابُ
ضعافٌ غيرَ أنَّ لهنَّ رأياً......يسددهُ إلى القصدِ الصوابُ
و ما من شيمةٍ إلا وفيها......لهنَّ يدٌ محامدها خضابُ
و قومي مثلُ ما أدري و تدري......فهمْ لسؤالِ شاعرهمْ جوابُ
رجالٌ غيرَ أنَّ لهمْ وجوهاً......أحقُّ بها لعمرهمُ النّقابُ
غطارفةٌ إذا انتسبوا ولكن......إذا عُدُّوا تصعلكَ الانتسابُ
جدودهمُ لهم في الناسِ مجدٌ......وهمْ لجدودهمْ في الناسِ عابُ
و من يقلِ الغرابُ ابنُ القماري......يكذبهُ إذا نعبَ الغرابُ
عجيبٌ والعجائبُ بعدُ شتَّى......بأنّا في الورى شيءٌ عجابُ
تقدمنا النسا ونفوسُ قومي......من اللائي عليهنَّ الحجابُ
و ما غيرُ النفوسِ هي البرايا......وأنثاها أو الرجلِ الإهابُ
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: من روائع الرافعي ...
05-06-2008, 01:20 PM
يقول الاديب الكبير محمد صادق الرافعي كما في "اوراق الورد"

زجاجة عطر


وأهدى لها مرة زجاجة من العطر الثمين وكتب معها….

يا زجاجة العطر :
اذهبي إليها وتعطري بمس يديها وكوني رسالة قلبي لديها…

وها أنذا أنثر القبلات على جوانبك ، فمتى لمستك فضعي قبلتي على بنانها ، وألقيها خفية ظاهرة في مثل حنو نظرتها وحنانها، والمسيها من تلك القبلات معاني افراحها في قلبي ومعاني أشجانها..

وها أنذا اصافحك فمتى أخذتك في يدها فكوني لمسة الأشواق ..وها أنذا أضمك إلى قلبي فمتى فتحتك فانثري عليها في معاني العطر لمسات العناق.


*******************


إنها الحبيبة يا زجاجة العطر وما أنت كسواك من كل زجاجة ملأت سائلا ، ولا هي كسواها من كل امرأة ملأت حسنا ، وكما افتتنت الصناعة في إبداعك واستخراجك افتتنت الحياة في جمالها وفتنتها…حتى لأحسب أسرار الحياة في غيرها من النساء تعمل بطبيعة وقانون، وفيها وحدها تعمل بفن وظرف وأنت سبيكة عطر كل موضع منك يأرج ويتوهج ،وهي سبيكة جمال كل موضع فيها يستبي ويتصبى؟

وما ظهرت معانيك إلا أفعمت الهواء من حولك بالشذا ، ولا ظهرت معانيها إلا افعمت القلوب من حولها بالحب .

وكلتاكما لا تمس أحد منهما إلا تلبس بها فلا يستطيع أن يخلص منها.

أنت عندي أجمل أنثى في الطيب من بنات الزهر ، وهي عندي أجمل أنثى في الحب من بنات آدم..

قولي لها يا زجاجة العطر إنك خرجت من أزهار كأنها شعل نباتية ، وكانت في الرياض على فروعها كأنه تجسمت من أشعة الشمس والقمر فلما ابتعتك وصرت في يدي ، خرجتِ من شعل غرامية وأصبحت كأنك تجسمت من أِواقي وتحياتي ولمسات فكري، ولذلك أهديتك…

وقلي لها إن شوق الأرواح العشقة يحتاج دائما إلى تعبير جميل كجمالها ، بليغ كبلاغتها ينفذ إلى قلب الحبيب بقوة الحياة سواء رضي أو لم يرض وهذا الشوق النافذ كان الأصل الذي من أجله خلق العطر في الطبيعة ، فحينما تسكب الجميلة قطرة من الطيب على جسمها ، تنسكب في هذا الجسم أشواق وأشواق من حيث لا تدري ولا تدري …ولذلك بعثتك..

وقولى لها انك اتساق بين الجمال والحب، فحين تهدَي زجاجة العطر من محب إلى حبيبته فإنما هو يهدي إليها الوسيلة التي تخلق حول جسمها الجميل الفاتن جو قلبه العاشق المفتون ولو تجسم هذا المعنى حينئذ فنظره ناظر لرآها محاطة بشخص أثيري ذائب من الهوى واللوعة يفور حولها في الجو ويسطع ولذلك يا زجاجة العطر أرسلتك…..

أيها العطر كانت أزهارك فكرة في فن الحسن توثبت وطافت زمنا على مظاهر الكون الجميلة كي تعود آخرا فتكون من فن الحب وفي ذلك مازجت الماء العذب ولامست أضواء القمر والنجوم وخالطت أشعة الشمس واغتسلت بمائة فجر منذ غرسها إلى إزهارها لتصلح بعد ذلك أن يمس عطرها جسم الحبيبة ويكون رسالة حبي لديها…

أيها العطر لقد خرجت من أزهار جميلة وستعلم حين تسكبك على جسمها أنك رجعت إلى أجمل أزهارك وأنك كالمؤمنين تركوا الدنيا ولكنهم نالو الجنة ونعيمها…

وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُحِبة السلف
مُحِبة السلف
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 01-06-2008
  • الدولة : الجزائر العاصمة
  • المشاركات : 50
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • مُحِبة السلف is on a distinguished road
الصورة الرمزية مُحِبة السلف
مُحِبة السلف
عضو نشيط
رد: من روائع الرافعي ...
05-06-2008, 02:24 PM
جزاكم الله خير الجزاء

أحب أسلوب الرافعي و فكره

سأقرأها عند التفرغ بإذن الله
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
من روائع الامام الشافعي..
اكبر كتبة كتب ولن تجدها ابدا كل متريد حصري عندى
مقتطفات من كتاب حديث القمر لمصطفى صادق الرافعي
الساعة الآن 02:30 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى