بن غبريط تعبث بالمدرسة.. ولا حارس للهوية!!؟
18-07-2016, 04:50 PM
باسم إصلاح المنظومة التربوية
بن غبريط تعبث بالمدرسة.. ولا حارس للهوية!!؟
عبد الحميد عثماني
رئيس تحرير التحقيقات والحوارات الكبرى بجريدة الشروق
باسم الإصلاحات، يدور الحديث في مبنى وزارة التربية الوطنية عن التوجه نحو تغيير نمط امتحانات شهادة البكالوريا، وتجري الاجتماعات (آخرها الخميس) على قدم وساق: لرفع تقرير ختامي لمجلس الحكومة يرسم تصوّرات القائمين على شؤون القطاع بشأن نموذج الامتحانات النهائية الذي تراهن عليه بن غبريط، لتجاوز نقائص الأسلوب القديم، أو هكذا يُروّج للفكرة المشبوهة للتغطية على:" مشروع خبيث يستهدف مقومات الهوية الوطنية!!؟".
حفيدة قدّور بن غبريط رمعون، ومنذ تقليدها مسؤولية التربية: ما فتئت تدندن حول اللغة والعلوم الإسلامية والمواد الأدبيّة بشكل عام، طبعا عدا لغة أمّها "فافا"، تحاول الوصول إلى مبتغاها، وهو:" تنفيذ مقترحات بن زاغو لتغريب المدرسة الجزائرية"، وقد قالتها علنًا أسبوعا واحدا بعد دخولها مبنى الوزارة في 5 ماي 2014:" إنّ تعثّر الإصلاحات يعود إلى عدم الشجاعة في تطبيقها حرفيّا"، مؤكدة أن أولويتها الأساسية هي: استكمال المهمة القذرة، وبرغم موجات المقاومة التي واجهت سبيلها، فقد أبانت حتى الآن عن صلابة وشراسة غير مسبوقتين على المضيّ قُدمًا في ترجمة أجندتها التخريبية، حيث سعت لمحاصرة "العربية ومادة الشريعة"، بل خطّطت لفرض "العامية" في المدرسة، نكاية في الأولى، وإلغاء الاختبار في الثانية بمستوى شهادة البكالوريا، قبل أن تضطرّ للفرّ في انتظار كرّ جديد!!؟.
اليوم و تحت عنوان:" الإصلاح المزعوم!!؟"، تطلّ بن غبريط على حماة الهوية عبر بوابة البكالوريا، وهي تسعى لإسقاط عناصرها من المنظومة التعليمية من خلال تهميشها في الامتحانات النهائية للطور الثانوي، فقد تحدثت قبل يومين عبر أمواج الإذاعة الوطنية عن ضرورة إعادة النظر في حزمة المواضيع المقرّرة لامتحان شهادة البكالوريا، زاعمةً أنه من غير المنطقي وضع مواد أساسية (العلمية) بالتكافؤ مع أخرى غير أساسية (في مقدمتها العربية والشريعة)، وهو: تمهيد لحذفها نهائيا من البرامج التعليمية.
ما تجهله أو تتجاهله الوزيرة "الأكاديمية": أن التكوين في مقاييس الانتماء الحضاري من لغة وتربية دينية وتاريخ هو: من صميم المواد الأساسية في كل دول العالم التي تعتزّ بماضيها، وتتطلع لبناء مستقبل ضمن خصوصياتها الثقافية، وليس مجرّد تعليم ثانوي إضافي، فهو الذي يصقل الشخصية الوطنية، ويغرس قيم المواطنة، ويصنع الإنسان في كل أبعاده الفكرية والروحية والأخلاقية، ولعلّ النموذج الصهيوني واحد من تلك التجارب الحديثة في هذا الاتجاه، ففي دولة الكيان الإسرائيلي، لن يحصل أي طالب على شهادة "البجروت" الكاملة، أي البكالوريا، إلّا بالنجاح في جميع المواد الإجبارية، وهي:( اللغة العبرية، اللغة الإنكليزية، الرياضيات، التوراة، التاريخ، إضافة إلى دراسات الدولة والأدب)، لكنّ وزيرة الجزائر التي يقرّ دستورها الإسلام كدين للدولة، والعربية لغة وطنية ورسمية، لا تعرف من المعمورة سوى فرنسا!!؟، فهي تسير على نهجها شبرا بشبر، تريد استيراد نموذج تبلور في سياق مجتمع إباحي غربي لا صلة له بواقع الجزائريين!!؟.
سيقول البعض: إنّ الحملة المضادة لتوجهات الوزيرة غير مبرّرة أو مبالغ فيها، لأن المرأة تروم تحسين المردود البيداغوجي، لكن العارف بأفكارها ومسارها والمتابع لخياراتها وطرق عملها: يدرك دون عناء أنّ هذه الأخيرة تشرف على تجسيد مشروع مشبوه، بل هو: تدميري في حق الهوية والانتماء، لذلك فهي حريصة دائما على أن تلفّ خطواتها بالغموض والتقرير الانفرادي، بعيدا عن الحوار المجتمعي، كأنّ المدرسة ملكية خاصة لأقليّة تغريبية، تحلم بنفث سمومها في الشعب تحت راية:" الحداثة الموهومة!!؟".
الغريب في ما تقوم به بن غبريط وحاشيتها، أنه تصرّف مخالف للدستور ولقوانين الجمهورية ولمرجعية التعليم المقرّرة في النظام التوجيهي، وكأنها وزيرة بأجندات خارجيّة فوق مؤسسات الدولة، ومع ذلك لا تجد حرجًا في أن تتحدّث باسم برنامج رئيس الجمهورية!!؟.
نذكّر بن غبريط -إن نسيت- أنّ سعيها الواهن ليس عدوانًا طارئا على حصون الأمة، بل هو: هجمة معادة، سبقها بها أسلافها حينما ألغوا شعبة الشريعة الإسلامية من التعليم الثانوي عام 2006، قبل أن يتدخل الرئيس بوتفليقة بحلّ توفيقي، حيث أصبح الاختبار في تلك المادة إجباريا على كل التخصّصات في شهادة البكالوريا، كتعبير عن حسن النوايا في عدم المساس بالثوابت، تحت ضغوطات تيار العولمة ومكافحة الإرهاب الدولي، فبماذا نفسّر اليوم توجهات بن غبريط في النكوص على قرار مجلس الوزراء!!؟.
إنها جولة أخرى من معارك الدفاع عن حياض الهويّة، فهل يتجنّد حرّاسها قبل أن تعبث:"عابدة باريس" بمدرسة الشهداء!!؟.
