رسالة علي الحلبي لشبكة سحاب
20-01-2009, 09:58 AM
لماذا؟!
بقلم فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي
إنَّ الْحَمْدَ لله؛ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُـوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ الله؛ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ؛ فَلاَ هَادِيَ له.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمـا بعـد:
ففي الوقت الذي نحرصُ فيه (نحنُ) على الائتلاف، والتجمّع، والاتفاق:
يَجِدُّ (غيرُنا) -وللأسف- في توسيعِ الاختلاف، وتعميق الخَلَل، وتجذير الافتراق!
فها هي ذي (بعضُ) المواقعِ السلفيةِ -التي (يُفْتَرَضُ) أنْ تكونَ (أنظفَ) المواقعِ، وأضْبَطَها، وأحسنَها، وأجمعَها للكلمةِ، وأتْقَنَها للمنهج: تُمارسُ -فوا أسفي الشديد- ألواناً مِن الضغط، وأصنافاً مِن (الإرهاب الفِكري!)...
وعلى مَن؟!
على إخوانِهم السلفيِّين...
على مَن معهم في المنهج...
في العقيدة...
في نُصرةِ السُّنَّةِ والدِّين...
في مُضادَّة البدعة والمبتدعين...
في مُناقَضَةِ الحزبيِّين، والتكفيريِّين، وجميع ذوي الأفكار المنحرفةِ!!
وَمَعَ ذلك:
تَحذِفُ تلكم (المواقعُ) مُشاركاتِ هؤلاء الإخوة...
وتشطبُهم من قوائِمِها..
وتُجمِّدهم مِن التعاون معها...
وتُوْقِفُهُم...
... صنائعَ باطلةً حِزْبِيَّة، وأساليبَ دخيلةً عصبيَّة؛ لا نقبلُها لأنفُسِنا، ولا نرضاها لإخوانِنا..
ولماذا؟!
لأنَّهم خالفوا مَن له يُقَلِّدُون -أو يتَّبِعُون!- في (بعضِ) مسائلَ قابِلةٍ للاجتهاد الشرعيِّ السائغِ:
سواءٌ في تقديرٍ مصلحةٍ معيَّنةٍ تُجلَبُ!!
أو ترجيح مفسدةٍ -ما- تُدْفَعُ!!
أو اختِيارٍ (اجتهاديٍّ) لقولٍ في شخصٍ انْتُقِدَت عليه مواقفُ، أو مقولات!!
فكان ماذا؟!
هل بمثل هذه (الترجيحات) -أو تِلْكُمُ (الاجتهادات)- يُفَرَّقُ بين السلفيِّين، ويُرمى المُخالِفُ لرأيٍ -ما- بالقولِ المُشين!؟
ولماذا لا يَعكِس هذا على أولئك؛ فيرمِيَهم بمثل ما رُمِيَ به؟!
فهل هكذا تُحَلُّ الخلافات؟!
وهل هكذا تجتمعُ الكلمة؟!
وهل هكذا يلتئمُ الجمعُ؟!
... لماذا لا نفتحُ صفحاتٍ مُشرِقةً للحِوارِ الأَخَوِيِّ الصادق الودود -ولو اخْتَلَفْنَا-؛ نُعَلِّم فيها غيرَنا أصولَ البحثِ العلميِّ، والمناظرةِ الصحيحةِ:
تكونُ فيه الحُجَّة بالحُجَّة...
والدليل بالدليل..
والبُرهان بالبُرهان..
... غَيْرَ مُكتفين بالتشغيب مِن بعيد!!
وغيرَ واقِفِين عند التلميحِ القبيح!!
وغيرَ مُنتَهِين إلى تضخيم الأمور -خَبْطَ لزقٍ- بغيرِ بيِّنات!!
نعم؛ هذا هو أكثرُ الذي يحدُثُ...
وما أجملَ ما قالهُ فضيلةُ الشيخِ ربيعِ بنِ هادي -وفَّقَهُ اللهُ- قبلَ أكثرَ مِن خمسةَ عشرَ عاماً- في كتابهِ «مُجازفات الحَدَّاد» (ص68) -ناصِحاً-:
«... لا نُضَيِّعُ أنفُسَنا وشبابَنا وأوقاتَنا في معاركَ مفتعلةٍ لضربِ المنهجِ السَّلَفِيِّ، وتفريقِ صُفوفِ أهلِه، وغَرْسِ الشَّحْناءِ والعداوة بين الشباب السَّلَفِيِّ، واتِّخاذِ الطَّعْنِ في أفرادٍ وَقَعُوا في بعضِ البِدَعِ قاعدةَ انطلاقٍ للدَّعْوَةِ يقومُ عليها الولاءُ والبراءُ، واحترافُ الكذِبِ، والطعنُ والتجريحُ لأهلِ السُّنَّةِ والحقِّ».
فهلْ دارَ الزَّمانُ دورتَهُ -مِن جديدٍ-؟!
... فلقد تابَعْتُ -بدقَّةٍ- (كثيراً) مِن المقالاتِ، والتعليقاتِ، والتأييداتِ -الجاريةِ في (المواقعَ)، و(الشَّبكات)!!!
فلمْ أَرَ في أكثرِ ذلك -والذي لا يُحْلَفُ إلاّ بهِ- إلاّ ما يُذَكِّرُني بقول القائل:
ألقابُ مـملكةٍ في غـير موضعِها كالهِرِّ يحكِي انتفاخاً صَوْلَةَ الأسَدِ!
طَعْناً وطَحْناً...
تبديعاً وتشنيعاً...
بالتهويل -ولا دليل-!
... أين (السلفية) التي لا تَعارُضَ فيها بين (تقدير العلماء واحترامِهم) -مِن جهةٍ-، وبين (قَبولِ ما وافَقَ الحقّ، وردِّ ما خالف الصوابَ -منهم-) -مِن جهةٍ أُخرى-؟!
هذه -واللـهِ- هي (السلفيةُ) الحقَّةُ...
الخالصةُ...
الصفيَّة...
النقيَّة...
وليست (السلفيةُ) -التي نفهمُ ونعرفُ- هي ذاك النمطَ الجديدَ الذي يتستَّرُ -اليومَ- وراءَ (أنوار) الإكبار للكِبار -مع أنَّهُ حقٌّ- لتسريب (ظلام) التقليد بثوبٍ جديد -وهو باطلٌ-!!
... ومِن أصعبِ شيءٍ على ذي العقل الرشيد: توضيحُ البدهيَّات، والتدليل على الواضحات!
إذْ هذا الذي أُقرِّرُهُ -الآنَ- هو حقٌّ خالصٌ؛ لا يختلفُ فيه -مِن السَّلَفِيِّين- اثنان، ولا يَنْتَطِحُ فيه كبشان..
ولعلَّهُ بالمثالِ يتَّضِحُ -أكثرَ- الاستدلال:
- أليس الشافعيُّ، ومالك، وأحمدُ، وإسحاق -وأمثالُهم مِن أئمة العِلمِ -: كباراً كباراً؟!
فلماذا لا نُقَلِّدُهُم؛ بل نرفُضُ تقليدَهم؟!
- أليس الألبانيُّ، وابنُ باز، وابنُ عُثيمين -ومَن في طبقتِهم-: كِباراً؟!
فلماذا لا نُقَلِّدُهُم؛ بل نرفُضُ تقليدَهم؟!
- أليسَ العبَّاد، والفَوْزان، وصالح آل الشيخ -ومَن هو مِثْلُهُم-: علماءَ؟!
فلماذا لا نُقَلِّدُهُم؛ بل نرفُضُ تقليدَهم؟!
... فلو رَضِينا بتقليدِ هذه الطبقةِ -الثالثةِ- حَسَبَ تقسيمي -هُنا- تحت أيِّ اسمٍ أو مُسَمَّى!- لكان أوْلَى وأوْلَى تقليدُ مَن قبلها -مِن الثانية-؛ فضلاً عن الأُولى!
فإذْ كان رَفْضُنَا لتقليد الطبقة الأُولى -وهي الأَوْلَى بلا شَكّ-؛ فرفضُنَا لتقليدِ الطبقة الثانية -فما بعدَها- أَوْلَى وأوْلَى...
بل نَبْذُ التقليد -بكافةِ صُورِه، وأشكالِه، وأسمائِه (!) - أعظمُ ما يُمَيِّزُ دعوتنا السلفيَّةَ المُباركة -والفضلُ لله -وحدَهُ- على غيرِها مِن دَعواتِ الأحزاب، المُفارقةِ لأدِلَّةِ الحقِّ والصواب...
وهذا تقريرٌ مُسَلَّمٌ، لا يحتاجُ إلى كبيرِ كلامٍ أو قولٍ -عند مَن يدري ويعقلُ-:
قال الإمامُ مسلمٌ في مقدِّمةِ «صحيحِه» (1/6):
«.. فلا يُقَصَّرُ بالرَّجُلِ العالي القَدْرِ عن دَرَجَتِهِ، ولا يُرْفَعُ مُتَّضِعُ القَدْرِ في العلمِ فوقَ منـزلتِه؛ ويُعْطَى كُلُّ ذي حَقٍّ فيه حَقَّهُ، ويُنَزَّلُ منـزلتَهُ».
وعليه؛ فإنَّ آفتَنا الكُبرى -اليومَ- مِن باب (الدُّود مِن العُود!)-:مِمَّن يُسَرِّبُ إلينا التقليدَ بثوبٍ جديد؛ ظاهرُهُ فيه الرحمةُ، وباطنُهُ مِن قِبَلِهِ العذاب!
نعم؛ قد يفقدُ (البعضُ) آليةَ النظر، أو القُدْرَةَ على الاجتهاد: (فيُجِيزُ) لنفسِه -أو يُجَوِّزُ له غيرُهُ!- تقليدَ عالمٍ ما:
فهذا لا بأسَ به -ألْبَتَّةَ-...
لكنْ؛ أنْ يجعلَ هُوَ (تقليدَه) -هذا -الذي جُوِّز للضرورةِ- واجباً على غيرهِ، يُنْكِرُ على غيرِه -بسبِبِه- رَفْضَهُ عليه، ويُوَجِّهُ -فيهِ- سهامَه إليه:
فهذه انتكاسةٌ عُظْمَى، مُسْقِطَةٌ لأبجديَّات منهج السلَف العظيم، الذي تلَقَّيْناهُ عن ساداتنا المُجْمَع على جلالتهم: الشيخ ابن باز، والشيخ الألباني، والشيخ ابن عُثيمين -رحمهُمُ اللهُ -أجمعين-..
والذي نراهُ -اليومَ-: عكسُ ذلك-تماماً- ظهراً لبَطْنٍ-؛ إذْ (كِدْنَا) لا نَرَى تعظيماً للدليل بقَدْرِ ما نَرَى تعظيماً لِـ(بعضِ) الشيوخ -مِـمَّنْ هُم يستحقُّونَ الاحترامَ -بلا شكٍّ-!!
ولكن؛ ما هكذا تُوْرَدُ الإبلُ -يا قوم-؛ فـمِنَ المُقَرَّرِ عند كُلِّ ذي عَقْلٍ مِن التقليدِ (مُحَرَّر): أنَّ أقوالَ العلماءِ -مهما كانوا (كِباراً)- يُحْتَجُّ لها، ولا يُحْتَجُّ -مُطلقاً- بها...
فَلِمَ نُغالِطُ أنفُسَنا، ونُغَلِّطُ غيرَنا؟!
مختصر من رسالة لعلي الحلبي
اقول
القاري العاقل يري ان رد الشيخ رد مجروح وليس رد مخالف
وكيف يكون مخالف فقط وهم يوقفون كل من يدافع عنه او ينصره كما قال الشيخ
بقلم فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي
إنَّ الْحَمْدَ لله؛ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُـوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ الله؛ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ؛ فَلاَ هَادِيَ له.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمـا بعـد:
ففي الوقت الذي نحرصُ فيه (نحنُ) على الائتلاف، والتجمّع، والاتفاق:
يَجِدُّ (غيرُنا) -وللأسف- في توسيعِ الاختلاف، وتعميق الخَلَل، وتجذير الافتراق!
فها هي ذي (بعضُ) المواقعِ السلفيةِ -التي (يُفْتَرَضُ) أنْ تكونَ (أنظفَ) المواقعِ، وأضْبَطَها، وأحسنَها، وأجمعَها للكلمةِ، وأتْقَنَها للمنهج: تُمارسُ -فوا أسفي الشديد- ألواناً مِن الضغط، وأصنافاً مِن (الإرهاب الفِكري!)...
وعلى مَن؟!
على إخوانِهم السلفيِّين...
على مَن معهم في المنهج...
في العقيدة...
في نُصرةِ السُّنَّةِ والدِّين...
في مُضادَّة البدعة والمبتدعين...
في مُناقَضَةِ الحزبيِّين، والتكفيريِّين، وجميع ذوي الأفكار المنحرفةِ!!
وَمَعَ ذلك:
تَحذِفُ تلكم (المواقعُ) مُشاركاتِ هؤلاء الإخوة...
وتشطبُهم من قوائِمِها..
وتُجمِّدهم مِن التعاون معها...
وتُوْقِفُهُم...
... صنائعَ باطلةً حِزْبِيَّة، وأساليبَ دخيلةً عصبيَّة؛ لا نقبلُها لأنفُسِنا، ولا نرضاها لإخوانِنا..
ولماذا؟!
لأنَّهم خالفوا مَن له يُقَلِّدُون -أو يتَّبِعُون!- في (بعضِ) مسائلَ قابِلةٍ للاجتهاد الشرعيِّ السائغِ:
سواءٌ في تقديرٍ مصلحةٍ معيَّنةٍ تُجلَبُ!!
أو ترجيح مفسدةٍ -ما- تُدْفَعُ!!
أو اختِيارٍ (اجتهاديٍّ) لقولٍ في شخصٍ انْتُقِدَت عليه مواقفُ، أو مقولات!!
فكان ماذا؟!
هل بمثل هذه (الترجيحات) -أو تِلْكُمُ (الاجتهادات)- يُفَرَّقُ بين السلفيِّين، ويُرمى المُخالِفُ لرأيٍ -ما- بالقولِ المُشين!؟
ولماذا لا يَعكِس هذا على أولئك؛ فيرمِيَهم بمثل ما رُمِيَ به؟!
فهل هكذا تُحَلُّ الخلافات؟!
وهل هكذا تجتمعُ الكلمة؟!
وهل هكذا يلتئمُ الجمعُ؟!
... لماذا لا نفتحُ صفحاتٍ مُشرِقةً للحِوارِ الأَخَوِيِّ الصادق الودود -ولو اخْتَلَفْنَا-؛ نُعَلِّم فيها غيرَنا أصولَ البحثِ العلميِّ، والمناظرةِ الصحيحةِ:
تكونُ فيه الحُجَّة بالحُجَّة...
والدليل بالدليل..
والبُرهان بالبُرهان..
... غَيْرَ مُكتفين بالتشغيب مِن بعيد!!
وغيرَ واقِفِين عند التلميحِ القبيح!!
وغيرَ مُنتَهِين إلى تضخيم الأمور -خَبْطَ لزقٍ- بغيرِ بيِّنات!!
نعم؛ هذا هو أكثرُ الذي يحدُثُ...
وما أجملَ ما قالهُ فضيلةُ الشيخِ ربيعِ بنِ هادي -وفَّقَهُ اللهُ- قبلَ أكثرَ مِن خمسةَ عشرَ عاماً- في كتابهِ «مُجازفات الحَدَّاد» (ص68) -ناصِحاً-:
«... لا نُضَيِّعُ أنفُسَنا وشبابَنا وأوقاتَنا في معاركَ مفتعلةٍ لضربِ المنهجِ السَّلَفِيِّ، وتفريقِ صُفوفِ أهلِه، وغَرْسِ الشَّحْناءِ والعداوة بين الشباب السَّلَفِيِّ، واتِّخاذِ الطَّعْنِ في أفرادٍ وَقَعُوا في بعضِ البِدَعِ قاعدةَ انطلاقٍ للدَّعْوَةِ يقومُ عليها الولاءُ والبراءُ، واحترافُ الكذِبِ، والطعنُ والتجريحُ لأهلِ السُّنَّةِ والحقِّ».
فهلْ دارَ الزَّمانُ دورتَهُ -مِن جديدٍ-؟!
... فلقد تابَعْتُ -بدقَّةٍ- (كثيراً) مِن المقالاتِ، والتعليقاتِ، والتأييداتِ -الجاريةِ في (المواقعَ)، و(الشَّبكات)!!!
فلمْ أَرَ في أكثرِ ذلك -والذي لا يُحْلَفُ إلاّ بهِ- إلاّ ما يُذَكِّرُني بقول القائل:
ألقابُ مـملكةٍ في غـير موضعِها كالهِرِّ يحكِي انتفاخاً صَوْلَةَ الأسَدِ!
طَعْناً وطَحْناً...
تبديعاً وتشنيعاً...
بالتهويل -ولا دليل-!
... أين (السلفية) التي لا تَعارُضَ فيها بين (تقدير العلماء واحترامِهم) -مِن جهةٍ-، وبين (قَبولِ ما وافَقَ الحقّ، وردِّ ما خالف الصوابَ -منهم-) -مِن جهةٍ أُخرى-؟!
هذه -واللـهِ- هي (السلفيةُ) الحقَّةُ...
الخالصةُ...
الصفيَّة...
النقيَّة...
وليست (السلفيةُ) -التي نفهمُ ونعرفُ- هي ذاك النمطَ الجديدَ الذي يتستَّرُ -اليومَ- وراءَ (أنوار) الإكبار للكِبار -مع أنَّهُ حقٌّ- لتسريب (ظلام) التقليد بثوبٍ جديد -وهو باطلٌ-!!
... ومِن أصعبِ شيءٍ على ذي العقل الرشيد: توضيحُ البدهيَّات، والتدليل على الواضحات!
إذْ هذا الذي أُقرِّرُهُ -الآنَ- هو حقٌّ خالصٌ؛ لا يختلفُ فيه -مِن السَّلَفِيِّين- اثنان، ولا يَنْتَطِحُ فيه كبشان..
ولعلَّهُ بالمثالِ يتَّضِحُ -أكثرَ- الاستدلال:
- أليس الشافعيُّ، ومالك، وأحمدُ، وإسحاق -وأمثالُهم مِن أئمة العِلمِ -: كباراً كباراً؟!
فلماذا لا نُقَلِّدُهُم؛ بل نرفُضُ تقليدَهم؟!
- أليس الألبانيُّ، وابنُ باز، وابنُ عُثيمين -ومَن في طبقتِهم-: كِباراً؟!
فلماذا لا نُقَلِّدُهُم؛ بل نرفُضُ تقليدَهم؟!
- أليسَ العبَّاد، والفَوْزان، وصالح آل الشيخ -ومَن هو مِثْلُهُم-: علماءَ؟!
فلماذا لا نُقَلِّدُهُم؛ بل نرفُضُ تقليدَهم؟!
... فلو رَضِينا بتقليدِ هذه الطبقةِ -الثالثةِ- حَسَبَ تقسيمي -هُنا- تحت أيِّ اسمٍ أو مُسَمَّى!- لكان أوْلَى وأوْلَى تقليدُ مَن قبلها -مِن الثانية-؛ فضلاً عن الأُولى!
فإذْ كان رَفْضُنَا لتقليد الطبقة الأُولى -وهي الأَوْلَى بلا شَكّ-؛ فرفضُنَا لتقليدِ الطبقة الثانية -فما بعدَها- أَوْلَى وأوْلَى...
بل نَبْذُ التقليد -بكافةِ صُورِه، وأشكالِه، وأسمائِه (!) - أعظمُ ما يُمَيِّزُ دعوتنا السلفيَّةَ المُباركة -والفضلُ لله -وحدَهُ- على غيرِها مِن دَعواتِ الأحزاب، المُفارقةِ لأدِلَّةِ الحقِّ والصواب...
وهذا تقريرٌ مُسَلَّمٌ، لا يحتاجُ إلى كبيرِ كلامٍ أو قولٍ -عند مَن يدري ويعقلُ-:
قال الإمامُ مسلمٌ في مقدِّمةِ «صحيحِه» (1/6):
«.. فلا يُقَصَّرُ بالرَّجُلِ العالي القَدْرِ عن دَرَجَتِهِ، ولا يُرْفَعُ مُتَّضِعُ القَدْرِ في العلمِ فوقَ منـزلتِه؛ ويُعْطَى كُلُّ ذي حَقٍّ فيه حَقَّهُ، ويُنَزَّلُ منـزلتَهُ».
وعليه؛ فإنَّ آفتَنا الكُبرى -اليومَ- مِن باب (الدُّود مِن العُود!)-:مِمَّن يُسَرِّبُ إلينا التقليدَ بثوبٍ جديد؛ ظاهرُهُ فيه الرحمةُ، وباطنُهُ مِن قِبَلِهِ العذاب!
نعم؛ قد يفقدُ (البعضُ) آليةَ النظر، أو القُدْرَةَ على الاجتهاد: (فيُجِيزُ) لنفسِه -أو يُجَوِّزُ له غيرُهُ!- تقليدَ عالمٍ ما:
فهذا لا بأسَ به -ألْبَتَّةَ-...
لكنْ؛ أنْ يجعلَ هُوَ (تقليدَه) -هذا -الذي جُوِّز للضرورةِ- واجباً على غيرهِ، يُنْكِرُ على غيرِه -بسبِبِه- رَفْضَهُ عليه، ويُوَجِّهُ -فيهِ- سهامَه إليه:
فهذه انتكاسةٌ عُظْمَى، مُسْقِطَةٌ لأبجديَّات منهج السلَف العظيم، الذي تلَقَّيْناهُ عن ساداتنا المُجْمَع على جلالتهم: الشيخ ابن باز، والشيخ الألباني، والشيخ ابن عُثيمين -رحمهُمُ اللهُ -أجمعين-..
والذي نراهُ -اليومَ-: عكسُ ذلك-تماماً- ظهراً لبَطْنٍ-؛ إذْ (كِدْنَا) لا نَرَى تعظيماً للدليل بقَدْرِ ما نَرَى تعظيماً لِـ(بعضِ) الشيوخ -مِـمَّنْ هُم يستحقُّونَ الاحترامَ -بلا شكٍّ-!!
ولكن؛ ما هكذا تُوْرَدُ الإبلُ -يا قوم-؛ فـمِنَ المُقَرَّرِ عند كُلِّ ذي عَقْلٍ مِن التقليدِ (مُحَرَّر): أنَّ أقوالَ العلماءِ -مهما كانوا (كِباراً)- يُحْتَجُّ لها، ولا يُحْتَجُّ -مُطلقاً- بها...
فَلِمَ نُغالِطُ أنفُسَنا، ونُغَلِّطُ غيرَنا؟!
مختصر من رسالة لعلي الحلبي
اقول
القاري العاقل يري ان رد الشيخ رد مجروح وليس رد مخالف
وكيف يكون مخالف فقط وهم يوقفون كل من يدافع عنه او ينصره كما قال الشيخ
ربي لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا."
من مواضيعي
0 ثلاث سنوات كاملة ..لم نمت ولم نتغير والحمدلله
0 اغلب اللاعبين يطالبون برحيل سعدان
0 رورواة غير راضي على سعدان
0 وزير الاتصال يدين صايفي..فهل مازال من يكذب
0 للخبراء والتقنين هام ساعدوني من فضلكم
0 مع السلامة سعدان ....
0 اغلب اللاعبين يطالبون برحيل سعدان
0 رورواة غير راضي على سعدان
0 وزير الاتصال يدين صايفي..فهل مازال من يكذب
0 للخبراء والتقنين هام ساعدوني من فضلكم
0 مع السلامة سعدان ....










