معاداة العلم .
02-11-2012, 11:02 AM
معاداة العلم .
"من اعتمد على ماله قلَّ , ومن اعتمد على عقله ضلَّ , ومن اعتمد على الله فلا قل ولا ضل" مقولة منسوبة للنبي (ص).
كسؤال مبدئ يسأل حين نقرأ هذه العبارة ، أو عبارات مثيلة لها تشيع في الأوساط الشعبية ، "ما الذي يدعوا الناس العاديين للتحذيرهكذا من العقل أو بصيغة أخرى لماذا يخاف الناس العلم "،( العلم الذي هو النتيجة النهائية للتوضيف العقل) .
برغم عدم إستحسان إطلاق التعميمات على عواهنها للحكم على الأشياء ، إلأ أنه يمكن القول أنه لم يحدث و أن حصل أن العلم قام بأذية الإنسان حتى يمكن تبرير هذا العداء المستحكم له، بل ما يمكن قوله أن العلم كان السند الوحيد للأنسان على مدار تطور البشرية ، وحتى بالنسبة للكوارث التي حلت بالأنسانية جراء الإكتشافات العلمية.. فإنه يمكن القول أن هذه الأمور كانت نتيجة للغرائز الانسانية اللاعقلانية ، فمن أمر بإلقاء قنبلتين نوويتن على هيروشيما ونكزاكي مثلا بالتأكيد لم يكن يستعمل عقله ، أو أنه كان إستشار العلم ، ففعل كهذا كان ليضر بملقي القنبلة قبل أن يضر بالذي سيلقى حتفه على إثرها ، فاليابانيون الذين ماتوا بسبب القنبلة النووية بالتأكيد ليسو من كان سيتعامل مع الأثار المدمرة لليورانيوم المشع التي خلفته ، بل الاحياء الذي يعيشون على كوكب الارض.
إن جميع الاختراعات التي للأسف كانت نتائجها كارثية على الأنسان ، كانت في البداية اختراعات لخدمة البشرية لكن ما أدى إلا تحولها عن طريقها الذي صنعت لأجله كان هو الغريزة الإنسانية التي لا تزال تتصرف على أساس قانون الغاب ، فالهوس المرضي بالسلطة و بالنفوذ هو ما يجعل البشر يتقاتلون ، لا أنواع الإسلحة التي يحوزنها ،وهو الحال الذي ساد على مدار التاريخ ، فالانسان قديما إستعمل الحجارة و العصي كأسلحة وهاهو اليوم يستعمل الرشاشات و البنادق ، أي بإختصار أن الانسان هو العامل الدائم في حدوث الحروب لا ما يستعمله من ادوات"تغيرت الاسلحة و الإنسان واحد" .
حين سعى نوبل إلى أختراع الديناميت كان في الواقع يبحث عن طريقة لتسهيل شق الطرقات و الجسور على البنائين الذين أنهكم إستعمال المعاول ، لكن للأسف أنتهى الأمر بالنهاية يإختراعهف وبدافع الغريزة الانسانية إلى تحويله إلى وسيله لنسف الطرقات و الجسور ، وهذا طبعا لن يكون ذنب نوبل ، بل ذنب الذين يستعملون إختراعه النبيل للقتل ، لكن مع هذا و لأن نوبل يحمل وعي إنسان نبيل فقد قام بتخصيص كامل ثروثه لتقديم الجوائز لمن يسعون للسلام كمحاولة منه للتكفير عن ذنب الذين ماتوا جراء أختراعه ، ذنب يمكن القول أنه في الواقع لم يقترفه ، فمن يتحملون وزر تلك الأعمال مشينة هم من قام بإستعامل الاختراع لقتل الابرياء ، وقتل حلم نوبل .
الأمر الغريب الأخر أنه ورغم موقف نوبل النبيل ومواقف كثير من العلماء مثله نحن نجد وفي المخيال العام للناس أن العلماء يصورون بصورة سلبية ، فنحن نجد مثلا ان أغلب أفلام هوليوود تصور العلماء على أنهم أناس مهوسين ، و أن جل همهم هو صناعة أسلحة لتدمير البشرية و منحها لزعماء ديكتاتوريين أو قادة مجموعات أرهابية ، هذا مع أن البشرية في الحقيقة تدين أجمعها للعلماء و مجهوداتهم عن الرخي الذي هي فيه ، فهل يمكن تخيل و لو لوهلة ماذا سيكون الحال لو توقف العلماء عن تزويد البشرية بما تحتاج من إختراعات لتواجه المخطار التي تلاحقها ؟ فهل يمكن مثلا تخيل البشرية من دون مضادات حيوية ، أو بشرية من دون كهرباء ، أو من دون عجلة
في النهاية و مهما ما كان رأي الناس بالعلم فإنه يبقى عماد بقاءهم على قيد الحياة ، فأفضل المعادين للعلم سنجد أنه وفي مرحلة ما قد إحتاج علاجا أو احتاج توصيلة على متن ألة نقل حديثة ، وعليه يجب دائما على الذين يوجهون سهام نقدهم للعلم أن يتذكروا أنهم باقون لأن هناك علماء يسعون لأن يضلوا كذلك ، وليس لانهم جديرون بأن يضلوا كذلك
في سنة 1918 قام مرض يعتبر اليوم بسيطا بفضل العلم وهو الانفلونزا بقتل قرابة 60 مليون إنسان ، هذا العدد الذي يضاهي عدد قتلى الحربين العالميتن يمكن القول أنه ينجو كل سنة بفضل المضادات الحيوية التي وفرها العلم ، فلولا وجود هذه المضاداة لكنا نعيش كل سنة نتائج حربين عالميتين ، وعليه يجب ان نضع دائما فهذا الأمر ي مخيلتنا ، فحين نصاب بالانفلونزا و نأخذ حبة دواء بسيطة ، علينا دائما تذكر أن هذا المرض كان قبل مئة عام قادرا على أن يقتل انسانا راشدا ، هذا عموما أبسط مثال يمكن تقديمه لمن لا يستطيع أن يعي فداحة امر جلل كمعاداة العلم .
مودتي .
"من اعتمد على ماله قلَّ , ومن اعتمد على عقله ضلَّ , ومن اعتمد على الله فلا قل ولا ضل" مقولة منسوبة للنبي (ص).
كسؤال مبدئ يسأل حين نقرأ هذه العبارة ، أو عبارات مثيلة لها تشيع في الأوساط الشعبية ، "ما الذي يدعوا الناس العاديين للتحذيرهكذا من العقل أو بصيغة أخرى لماذا يخاف الناس العلم "،( العلم الذي هو النتيجة النهائية للتوضيف العقل) .
برغم عدم إستحسان إطلاق التعميمات على عواهنها للحكم على الأشياء ، إلأ أنه يمكن القول أنه لم يحدث و أن حصل أن العلم قام بأذية الإنسان حتى يمكن تبرير هذا العداء المستحكم له، بل ما يمكن قوله أن العلم كان السند الوحيد للأنسان على مدار تطور البشرية ، وحتى بالنسبة للكوارث التي حلت بالأنسانية جراء الإكتشافات العلمية.. فإنه يمكن القول أن هذه الأمور كانت نتيجة للغرائز الانسانية اللاعقلانية ، فمن أمر بإلقاء قنبلتين نوويتن على هيروشيما ونكزاكي مثلا بالتأكيد لم يكن يستعمل عقله ، أو أنه كان إستشار العلم ، ففعل كهذا كان ليضر بملقي القنبلة قبل أن يضر بالذي سيلقى حتفه على إثرها ، فاليابانيون الذين ماتوا بسبب القنبلة النووية بالتأكيد ليسو من كان سيتعامل مع الأثار المدمرة لليورانيوم المشع التي خلفته ، بل الاحياء الذي يعيشون على كوكب الارض.
إن جميع الاختراعات التي للأسف كانت نتائجها كارثية على الأنسان ، كانت في البداية اختراعات لخدمة البشرية لكن ما أدى إلا تحولها عن طريقها الذي صنعت لأجله كان هو الغريزة الإنسانية التي لا تزال تتصرف على أساس قانون الغاب ، فالهوس المرضي بالسلطة و بالنفوذ هو ما يجعل البشر يتقاتلون ، لا أنواع الإسلحة التي يحوزنها ،وهو الحال الذي ساد على مدار التاريخ ، فالانسان قديما إستعمل الحجارة و العصي كأسلحة وهاهو اليوم يستعمل الرشاشات و البنادق ، أي بإختصار أن الانسان هو العامل الدائم في حدوث الحروب لا ما يستعمله من ادوات"تغيرت الاسلحة و الإنسان واحد" .
حين سعى نوبل إلى أختراع الديناميت كان في الواقع يبحث عن طريقة لتسهيل شق الطرقات و الجسور على البنائين الذين أنهكم إستعمال المعاول ، لكن للأسف أنتهى الأمر بالنهاية يإختراعهف وبدافع الغريزة الانسانية إلى تحويله إلى وسيله لنسف الطرقات و الجسور ، وهذا طبعا لن يكون ذنب نوبل ، بل ذنب الذين يستعملون إختراعه النبيل للقتل ، لكن مع هذا و لأن نوبل يحمل وعي إنسان نبيل فقد قام بتخصيص كامل ثروثه لتقديم الجوائز لمن يسعون للسلام كمحاولة منه للتكفير عن ذنب الذين ماتوا جراء أختراعه ، ذنب يمكن القول أنه في الواقع لم يقترفه ، فمن يتحملون وزر تلك الأعمال مشينة هم من قام بإستعامل الاختراع لقتل الابرياء ، وقتل حلم نوبل .
الأمر الغريب الأخر أنه ورغم موقف نوبل النبيل ومواقف كثير من العلماء مثله نحن نجد وفي المخيال العام للناس أن العلماء يصورون بصورة سلبية ، فنحن نجد مثلا ان أغلب أفلام هوليوود تصور العلماء على أنهم أناس مهوسين ، و أن جل همهم هو صناعة أسلحة لتدمير البشرية و منحها لزعماء ديكتاتوريين أو قادة مجموعات أرهابية ، هذا مع أن البشرية في الحقيقة تدين أجمعها للعلماء و مجهوداتهم عن الرخي الذي هي فيه ، فهل يمكن تخيل و لو لوهلة ماذا سيكون الحال لو توقف العلماء عن تزويد البشرية بما تحتاج من إختراعات لتواجه المخطار التي تلاحقها ؟ فهل يمكن مثلا تخيل البشرية من دون مضادات حيوية ، أو بشرية من دون كهرباء ، أو من دون عجلة
في النهاية و مهما ما كان رأي الناس بالعلم فإنه يبقى عماد بقاءهم على قيد الحياة ، فأفضل المعادين للعلم سنجد أنه وفي مرحلة ما قد إحتاج علاجا أو احتاج توصيلة على متن ألة نقل حديثة ، وعليه يجب دائما على الذين يوجهون سهام نقدهم للعلم أن يتذكروا أنهم باقون لأن هناك علماء يسعون لأن يضلوا كذلك ، وليس لانهم جديرون بأن يضلوا كذلك
في سنة 1918 قام مرض يعتبر اليوم بسيطا بفضل العلم وهو الانفلونزا بقتل قرابة 60 مليون إنسان ، هذا العدد الذي يضاهي عدد قتلى الحربين العالميتن يمكن القول أنه ينجو كل سنة بفضل المضادات الحيوية التي وفرها العلم ، فلولا وجود هذه المضاداة لكنا نعيش كل سنة نتائج حربين عالميتين ، وعليه يجب ان نضع دائما فهذا الأمر ي مخيلتنا ، فحين نصاب بالانفلونزا و نأخذ حبة دواء بسيطة ، علينا دائما تذكر أن هذا المرض كان قبل مئة عام قادرا على أن يقتل انسانا راشدا ، هذا عموما أبسط مثال يمكن تقديمه لمن لا يستطيع أن يعي فداحة امر جلل كمعاداة العلم .
مودتي .
سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتاب… كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من تَفَتُّح عُشْبَةٍ ... لا القُوَّةُ انتصرتْ ولا العَدْلُ الشريدُ ...سأَصير يوماً ما أُريدُ ..
درويش .
درويش .
من مواضيعي
0 قل ليتني شمعة في الظلام
0 التفكير في زمن التكفير .
0 معاداة العلم .
0 مشروع النهضة الإسلامية "خرافة"
0 ملاحظات حول العلمانية و العلمانيين العرب .
0 دجل مفضوح ، ومحاولات غسيل سمعة للقذارة .
0 التفكير في زمن التكفير .
0 معاداة العلم .
0 مشروع النهضة الإسلامية "خرافة"
0 ملاحظات حول العلمانية و العلمانيين العرب .
0 دجل مفضوح ، ومحاولات غسيل سمعة للقذارة .
التعديل الأخير تم بواسطة طاهر جاووت ; 02-11-2012 الساعة 11:35 AM








.gif)

