تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > المنتدى العام الإسلامي

> أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
10-01-2014, 10:08 AM
أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

أعلم أن بعض إخواننا الأفاضل قد سبقونا مشكورين إلى بيان:" بدعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف"، والذي دعاني إلى نشر هذا المقال لأخينا الفاضل:" جلال المجدوب" بخصوص هذه البدعة هو: أن الكلام فيها محصور في:" أقوال أئمة المالكية"، وذلك قطعا للأسطوانة المشروخة التي صدعنا بها أهل الأهواء حين نبين بدعهم بقولهم إننا:" نخالف المرجعية الوطنية؟؟؟"، ولأن هؤلاء الأئمة المنقولة أقوالهم فيما يأتي من المالكية فقط، فلن تبقى بيد أهل البدعة أية شبهة لنصرة بدعتهم، وإلا فسيخالفون:" العقل بعد مخالفتهم النقل؟؟؟"، فهل سنسمع لهم ركزا بعد هذا البيان بخصوص هذه المسألة؟؟؟.
فإلى المقال:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فهذه طائفة من أقوال علمائنا المالكية في حكم الاحتفال بالمولد النبوي, يعرف من خلالها لمنصف المتجرد من الهوى أن:" هذا الاحتفال بدعة عند المحققين من العلماء المالكية", وأن من يستحسن هذه البدعة: إنما يفعل ذالك إتباعا للهوى وإرضاء لعامة الناس, وفي هذه النقول كذالك رد على من رمى المنكرين للبدع "بالوهابية!!؟" ، فهل يقال لهؤلاء العلماء الأجلاء :" وهابية"، لأنهم أنكروا بدعة المولد؟؟؟
وليعلم القارئ أن المتأخرين من المالكية ألحقوا بمذهب مالك استحسانات ليس عليها دليل, مما لو سمعها الإمام مالك رحمه الله: لتبرأ منها، كيف لا وهو المعروف بشدة تمسكه بالسنة والأثر، ونبذه لما لم يكن عليه العمل في القرون المفضلة , فنسأل الله الهداية والثبات :

قال العلامة:" تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندراني" المشهور بـ: " الفاكهاني 734 هـ ": في رسالته في المولد المسماة بـ " المورد في عمل المولد:" (ص20-21) :«لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتدينون- فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت.
ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً".
ثم صور:" الفاكهاني": نوع المولد الذي تكلم فيه بما ذكرنا بأنه: "هو أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله، لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئاً من الآثام، قال:" فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة، الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام، سُرُجُ الأزمنة وزَيْن الأمكنة".

ومن علماء المالكية الشيخ الإمام المحقِّق:" أبو إسحاق الشاطبي" رحمه الله790 هـ. قال في بعض فتاواه: «..فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة, فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز والوصية به غير نافذة، بل يجب على القاضي فسخه ". "فتاوى الشاطبي":(203ـ 204).

قال العلامة:" ابن الحاج المالكي" - رحمه الله - في "المدخل": (2/312): " فإن خلا - أي عمل المولد- منه - أي من السماع - وعمل طعاماً فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الإخوان ,وسلم من كل ما تقدم ذكره - أي من المفاسد- فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ أن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس إتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيماً له ولسنته صلى الله عليه وسلم ، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم... الخ".
وقال كذالك : « وبعضهم- أي المشتغلين بعمل المولد- يتورع عن هذا- أي سماع الغناء وتوابعه- بقراءة البخاري وغيره عوضاً عن ذلك، هذا وإن كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرب والعبادات وفيها البركة العظيمة والخير الكثير، لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد، ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى، ومع ذلك فلو فعلها إنسان في غير الوقت المشروع لها لكان مذموماً مخالفاً، فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها".

ومن علماء المالكية المتأخِّرين بمصر الشيخ المفتي:" محمَّد عليش المالكي"، من علماء الأزهر وكبار فقهاء المالكية في زمانه من نحو قرن:
قال في كتابه فتح العلي المالك: «عمل المولد ليس مندوبًا، خصوصًا إن اشتمل على مكروه، كقراءة بتلحين أو غناء، ولا يسلم في هذه الأزمان من ذلك وما هو أشدّ".

ومن علماء المالكية المعتمدين في مغربنا الشيخ:" البناني":
ذكر أنَّ من أنواع الوصيَّة بالمعصية إقامة المولد على الوجه الذي كان يقع عليه في زمانه: كاختلاط الرجال بالنساء وغير ذلك من المحرَّمات، فماذا لو رأى زماننا؟!، وعبارته: " أَوْ يُوصِيَ بِإِقَامَةِ مَوْلِدٍ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَقَعُ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ مِنْ اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ وَالنَّظَرِ لِلْمُحَرَّمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْمُنْكَرِ" أنظر: حاشية الدسوقي على الشرح الكبير - (ج 19 / ص 390).

ومن علماء المالكيَّة الإمام العلامة الأستاذ:" أبو عبد الله الحفَّار"، قال : " وليلة المولد: لم يكن السلف الصالح، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم يجتمعون فيها للعبادة, ولا يفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة , لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعظم إلا بالوجه شرع فيه تعظيمه, وتعظيمه من أعظم القرب إلى الله , لكن يتقرب إلى الله جل جلاله بما شرع، والدليل على أن السلف الصالح لم يكونوا يزيدون فيها زيادة على سائر الليالي أنهم اختلفوا فيها , فقيل إنه صلى الله عليه وسلم ولد في رمضان وقيل في ربيع, واختلف في أي يوم ولد فيه على أربعة أقوال, فلو كانت تلك الليلة التي ولد في صبيحتها تحدث فيها عبادة بولادة خير الخلق صلى الله عليه وسلم , لكانت معلومة مشهورة لا يقع فيها اختلاف ولكن لم تشرع زيادة تعظيم ... ولو فتح هذا الباب لجاء قوم فقالوا يوم هجرته إلى المدينة يوم أعز الله فيه الإسلام فيجتمع فيه ويتعبد, ويقول آخرون الليلة التي أسري به فيها حصل له من الشرف ما لا يقدر قدره, فتحدث فيها عبادة, فلا يقف ذلك عند حد, والخير كله في إتباع السلف الصالح الذين اختارهم الله له, فما فعلوا فعلناه وما تركوا تركناه, فإذا تقرر هذا ظهر أن الاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوب شرعا , بل يؤمر بتركه." المعيار المعرب للونشريسي ":(7/ 99ـ 100):" ط " دار الغرب الإسلامي"

الشيخ:" محمد البشير الإبراهيمي": قال رحمه الله :" الحب الصحيح لمحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يدع صاحبه عن البدع’ ويحمله على الإقتداء الصحيح, كما كان السلف يحبونه, فيحبون سنته, ويذودون عن شريعته ودينه ,من غير أن يقيموا له الموالد وينفقوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالح العامة إلى القليل منها فلا تجده". انظر:" آثار البشير الإبراهيمي":( 2/341).
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
10-01-2014, 10:48 AM
أين هو جوابكم يا أتباع المالكية السنيين في الجزائر، فهده أقوال أئمتكم في بدعية الاحتفال بالمولد النبوي، فما جوابكم؟؟؟؟، أم أن الحقيقة هي: مجرد إتباع الهوى حيث مال؟؟؟؟؟
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
10-01-2014, 11:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : الكارثة العظمى هي ما تعرضت له هذه البدعة من تطور فمعظم من في مجتمعنا لا تعني لهم هذه المناسبة سوى يوما لملء البطون الا من رحم ربك والادهى والامر انهم ما فتؤوا يتفننون في هذه المحدثات حتى جعلوا الاحتفال بها لا يفرق عن احتفال الاروبيين باحد اعيادهم ولا اكلف نفسي عناء التمثيل والتفصيل كثيرا فلنظر كل واحد من شرفة بيته الليلة كيف تتزين السماء باللالعاب النارية وكيف يصدعون رؤوسنا بالمفرقعات وكيف يبعثرون الاموال في شراء انواع الشموع " الحديثة " المزينة والمعطرة وهلم جرا من مختلف الطقوس الممارسة فالحق حق والمسالة هنا ليست مسالة " فهم روحك " يا اخوة فاين نحن من الكثير من السنن البسيطة التي كان عليها نبينا صلوات الله عليه وسلامه فوالله لو احيينا تلك السنن ستكون افضل طريقة نحبه بها صلوات الله عليه وسلامة ومن اراد ان يتذكر يوم مولده باستحضار سيرته الطيبة فليستحضرها شكرا على الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابو ايوب23
ابو ايوب23
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 03-03-2013
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,256
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • ابو ايوب23 will become famous soon enoughابو ايوب23 will become famous soon enough
الصورة الرمزية ابو ايوب23
ابو ايوب23
عضو متميز
رد: أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
10-01-2014, 09:08 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

أعلم أن بعض إخواننا الأفاضل قد سبقونا مشكورين إلى بيان:" بدعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف"، والذي دعاني إلى نشر هذا المقال لأخينا الفاضل:" جلال المجدوب" بخصوص هذه البدعة هو: أن الكلام فيها محصور في:" أقوال أئمة المالكية"، وذلك قطعا للأسطوانة المشروخة التي صدعنا بها أهل الأهواء حين نبين بدعهم بقولهم إننا:" نخالف المرجعية الوطنية؟؟؟"، ولأن هؤلاء الأئمة المنقولة أقوالهم فيما يأتي من المالكية فقط، فلن تبقى بيد أهل البدعة أية شبهة لنصرة بدعتهم، وإلا فسيخالفون:" العقل بعد مخالفتهم النقل؟؟؟"، فهل سنسمع لهم ركزا بعد هذا البيان بخصوص هذه المسألة؟؟؟.
فإلى المقال:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فهذه طائفة من أقوال علمائنا المالكية في حكم الاحتفال بالمولد النبوي, يعرف من خلالها لمنصف المتجرد من الهوى أن:" هذا الاحتفال بدعة عند المحققين من العلماء المالكية", وأن من يستحسن هذه البدعة: إنما يفعل ذالك إتباعا للهوى وإرضاء لعامة الناس, وفي هذه النقول كذالك رد على من رمى المنكرين للبدع "بالوهابية!!؟" ، فهل يقال لهؤلاء العلماء الأجلاء :" وهابية"، لأنهم أنكروا بدعة المولد؟؟؟
وليعلم القارئ أن المتأخرين من المالكية ألحقوا بمذهب مالك استحسانات ليس عليها دليل, مما لو سمعها الإمام مالك رحمه الله: لتبرأ منها، كيف لا وهو المعروف بشدة تمسكه بالسنة والأثر، ونبذه لما لم يكن عليه العمل في القرون المفضلة , فنسأل الله الهداية والثبات :

قال العلامة:" تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندراني" المشهور بـ: " الفاكهاني 734 هـ ": في رسالته في المولد المسماة بـ " المورد في عمل المولد:" (ص20-21) :«لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتدينون- فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت.
ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً".
ثم صور:" الفاكهاني": نوع المولد الذي تكلم فيه بما ذكرنا بأنه: "هو أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله، لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئاً من الآثام، قال:" فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة، الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام، سُرُجُ الأزمنة وزَيْن الأمكنة".

ومن علماء المالكية الشيخ الإمام المحقِّق:" أبو إسحاق الشاطبي" رحمه الله790 هـ. قال في بعض فتاواه: «..فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة, فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز والوصية به غير نافذة، بل يجب على القاضي فسخه ". "فتاوى الشاطبي":(203ـ 204).

قال العلامة:" ابن الحاج المالكي" - رحمه الله - في "المدخل": (2/312): " فإن خلا - أي عمل المولد- منه - أي من السماع - وعمل طعاماً فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الإخوان ,وسلم من كل ما تقدم ذكره - أي من المفاسد- فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ أن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس إتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيماً له ولسنته صلى الله عليه وسلم ، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم... الخ".
وقال كذالك : « وبعضهم- أي المشتغلين بعمل المولد- يتورع عن هذا- أي سماع الغناء وتوابعه- بقراءة البخاري وغيره عوضاً عن ذلك، هذا وإن كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرب والعبادات وفيها البركة العظيمة والخير الكثير، لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد، ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى، ومع ذلك فلو فعلها إنسان في غير الوقت المشروع لها لكان مذموماً مخالفاً، فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها".

ومن علماء المالكية المتأخِّرين بمصر الشيخ المفتي:" محمَّد عليش المالكي"، من علماء الأزهر وكبار فقهاء المالكية في زمانه من نحو قرن:
قال في كتابه فتح العلي المالك: «عمل المولد ليس مندوبًا، خصوصًا إن اشتمل على مكروه، كقراءة بتلحين أو غناء، ولا يسلم في هذه الأزمان من ذلك وما هو أشدّ".

ومن علماء المالكية المعتمدين في مغربنا الشيخ:" البناني":
ذكر أنَّ من أنواع الوصيَّة بالمعصية إقامة المولد على الوجه الذي كان يقع عليه في زمانه: كاختلاط الرجال بالنساء وغير ذلك من المحرَّمات، فماذا لو رأى زماننا؟!، وعبارته: " أَوْ يُوصِيَ بِإِقَامَةِ مَوْلِدٍ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَقَعُ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ مِنْ اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ وَالنَّظَرِ لِلْمُحَرَّمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْمُنْكَرِ" أنظر: حاشية الدسوقي على الشرح الكبير - (ج 19 / ص 390).

ومن علماء المالكيَّة الإمام العلامة الأستاذ:" أبو عبد الله الحفَّار"، قال : " وليلة المولد: لم يكن السلف الصالح، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم يجتمعون فيها للعبادة, ولا يفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة , لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعظم إلا بالوجه شرع فيه تعظيمه, وتعظيمه من أعظم القرب إلى الله , لكن يتقرب إلى الله جل جلاله بما شرع، والدليل على أن السلف الصالح لم يكونوا يزيدون فيها زيادة على سائر الليالي أنهم اختلفوا فيها , فقيل إنه صلى الله عليه وسلم ولد في رمضان وقيل في ربيع, واختلف في أي يوم ولد فيه على أربعة أقوال, فلو كانت تلك الليلة التي ولد في صبيحتها تحدث فيها عبادة بولادة خير الخلق صلى الله عليه وسلم , لكانت معلومة مشهورة لا يقع فيها اختلاف ولكن لم تشرع زيادة تعظيم ... ولو فتح هذا الباب لجاء قوم فقالوا يوم هجرته إلى المدينة يوم أعز الله فيه الإسلام فيجتمع فيه ويتعبد, ويقول آخرون الليلة التي أسري به فيها حصل له من الشرف ما لا يقدر قدره, فتحدث فيها عبادة, فلا يقف ذلك عند حد, والخير كله في إتباع السلف الصالح الذين اختارهم الله له, فما فعلوا فعلناه وما تركوا تركناه, فإذا تقرر هذا ظهر أن الاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوب شرعا , بل يؤمر بتركه." المعيار المعرب للونشريسي ":(7/ 99ـ 100):" ط " دار الغرب الإسلامي"

الشيخ:" محمد البشير الإبراهيمي": قال رحمه الله :" الحب الصحيح لمحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يدع صاحبه عن البدع’ ويحمله على الإقتداء الصحيح, كما كان السلف يحبونه, فيحبون سنته, ويذودون عن شريعته ودينه ,من غير أن يقيموا له الموالد وينفقوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالح العامة إلى القليل منها فلا تجده". انظر:" آثار البشير الإبراهيمي":( 2/341).
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


لا داعي للمغالطات والتشويش على القراء بكثرة الكلام والشقشقة والهمز واللمز.....
فنحن لم نزعم ان الاجماع اليوم منعقد بين أئمة المسلمين ولا بين أئمة المذهب على مشروعية الاحتفال بالمولد.حتى وان كان الاجماع على ذلك قد انعقد زمن الامام ابن الجزري وابو الخطاب بن دحية .....ومن عاصرهم فيكون من أفتى بحرمة الاحتفال بالمولد ممن جاء بعدهم خارقا للاجماع.
الا أننا نقول ان جمهور علماء المسلمين وجمهور علماء وأئمة المذهب المالكي متفقون على مشروعية الاحتفال بالمولد النبويالشريف
وهناك من شذ عن ذلك وأفتى بمنع الاحتفال بالمولد وهم آحاد لا يتجاوزون أصابع اليدالواحدة في حين نجد المئات بل الآلاف من أئمتنا متفقين على مشروعية الاحتفال.لكن العجب كل العجب في قلوبكم المريضة السقيمة التي تربت على اتباع الشاذ من الفتوى والعمل به والدعوة لنصرته....كيف تغضون الطرف عن فتاوى مئات العلماء الذين أفتوا بمشروعية الاحتفال وتلتزمون بفتوى الواحد والاثنين التي اقل ما يقال عنها انها شاذة والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه.
وقد نظرت في اسماء العلماء الذين تريد أن تروج بضاعتك باسمهم فوجدت الكذب والتدليس والخيانة في نقل فتاوى هؤلاء الائمة .فالامام الشاطبي مثلا يتبين لمن قرأفتواه كاملة أنه رحمة الله عليه لم ينكر الاحتفال بالمولد ولم ينهى عن ذلك وانما كانت له اعتراضات على كيفية الاحتفال التي يمارسها بعض الجهال وجميعنا نوافقه على ذلك .ونفس الشيء بالنسبة للامام الفاكهاني وعليش.وكذلك الامام ابن الحاج وسأقوم بنشر فتواه قريبا ضمن الجزء الثاني من فتاوى الأعلا م حول مشروعية الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام.أما الامام الابراهيمي رحمة الله عليه فقد كان من الداعين للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وسأنشر فتواه قريبا ان شاء الله.اما الاثنين المتبقيين فلم أعثر على فتواهما بعد وسأبحث عنهاويومها سأجد ما أقول أما قبل الاطلا ع على فتواهما فلا أقول شيئا.
ولكن لنفرض انهما يقولان بمنع الاحتغال بالمولد ...فهذا لايعتبر حجة على أئمة المذهب لان جمهورالائمة الكبار في المذهب يقولون بمشروعية الاحتفال واذكر على سبيل المثال لا الحصر :الامام الونشريسي وابن الحاج والشاطبي وابن عباد وابن عاشر وابن مرزوق وعليش والدردير والطاهر بن عاشور ومحمد العربي التباني وعلي محفوظ ومحمد بن جعفر الكتاني والتلمساني وابن باديس والبشير الابراهيمي والعربي التبسي والفضيل الورتلاني وابو يعلى الزواوي ومبارك الميلي والطاهر آيت علجات ومحمد شارف وعبد الرحمن الجيلالي والحبيب بن طاهر ومحمد المختار السلامي وعبد الله بن بية ومحمد الحسن الددو واحمد سحنون ومحمد الشريف قاهر وباي بلعالم والشيخ بلكبير والشيخ عمران والسيخ التهامي والشيخ التواتي والشيخ عبد الوهاب مهية وعبد الرحمن شيبان ومحمد علوي المالكي والمشايخ الغماريين احمد وعبد الله وعبد العزيز ....والمشايخ الكتانيين والشناقطة...... وآلاف غيرهم من جهابذة أئمة المذهب المالكي .هذا دون أن ننظر لائمة المذاهب الا خرى.
اولئك آبا ئي فجئني بمثلهم .....اذا جمعتنا ياحشوي المحافل.
قد أجبناك على ما طلبت فأجبنا انت الآن :ما جوابكم على فتوى ابن تيمية وابن القيم والشوكاني بجواز الاحتفال بالمولد. وهم من الائمة المقتدى بهم عندكم
التعديل الأخير تم بواسطة ابو ايوب23 ; 12-01-2014 الساعة 08:11 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
12-01-2014, 03:48 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

بارك الله في أختنا الفاضلة:" أماني أريس" على مشاركتها المتميزة.
إنني كلما أقرأ مشاركة لأهل السنة والجماعة – رجالا ونساء -: أزداد يقينا بصدق من قال:" كلام أهل السنة: قليل المبنى، عظيم المعنى"، وما ذلك إلا أثر من بركة اتباعهم لسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام الذي كان من إحدى خصائصه أنه:" أوتي جوامع الكلم".
لقد لخصت أختنا الفاضلة:" أماني أريس" في أسطر قليلة: كثيرا مما يصح قوله في هذه المسألة، فالبفعل كما قالت:{ الكارثة العظمى هي ما تعرضت له هذه البدعة من تطور، فمعظم من في مجتمعنا لا تعني لهم هذه المناسبة سوى: يوما لملء البطون إلا من رحم ربك، والأدهى والأمر: أنهم ما فتؤوا يتفننون في هذه المحدثات حتى جعلوا الاحتفال بها لا يفترق عن احتفال الأروبيين بأحد أعيادهم، ولا أكلف نفسي عناء التمثيل والتفصيل كثيرا، فلينظر كل واحد من شرفة بيته الليلة: كيف تتزين السماء بالألعاب النارية، وكيف يصدعون رؤوسنا بالمفرقعات، وكيف يبعثرون الأموال في شراء أنواع الشموع " الحديثة " المزينة والمعطرة، وهلم جرا من مختلف الطقوس الممارسة}.
ومصداقا لتفصيل أختنا:" أماني": نورد حكمة قالها أحد سلفنا الصالح:" البدعة تلد أختها؟؟؟"، ولو كان في الاحتفال بالمولد النبوي خير: لسبقنا إليه أهل القرون الثلاثة المفضلة الأولى قبل ابتداعه في القرن الرابع الهجري على يد:" القرامطة" المتسمين زورا ب:" الفاطميين؟؟؟".
وصدقت أختنا:" أماني" أيضا حين سطرت قائلة:{ فالحق حق والمسالة هنا ليست مسالة " فهم روحك "، يا إخوة فأين نحن من الكثير من السنن البسيطة التي كان عليها نبينا صلوات الله عليه وسلامه فوالله لو أحيينا تلك السنن ستكون أفضل طريقة نحبه بها صلوات الله وسلامه عليه}.
فنقول: إن هؤلاء المحتفلين فلكلوريا بالمولد النبوي: فعوامهم من أبعد الناس عن معرفة والتزام سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، أما خواصهم: ممن له نتف من العلم، فمن أشد الناس محاربة للسنة بنشرهم للبدع على اختلاف درجاتها، وذلك الفعل منهم إبطال للسنن النبوية، فما أميتت سنة إلا بإحياء بدعة، وما حورب توحيد رب العالمين بمثل ما حاربه هؤلاء ببدعهم الشركية القبورية.
فبارك الله في الأخت:" أماني أريس" مرة أخرى على مشاركتها.

وأرجع للتعقيب على المخالف فأقول:
أولا: ليتأمل الجميع في عظم حجم الخط الذي كتب به المخالف، لينفخ في بالونه الفارغ، ليغطي حجم خطه فراغ فكرته؟؟؟؟.

ثانيا: لم نجد في طول جوابه وعرضه دليلا شرعيا واحدا: لا آية ولا حديث؟؟؟، مجرد كلام إنشائي عاطفي، وأقوال بعض العلماء، وتفصيل هذه المسألة في النقطة الثالثة كما يأتي:

ثالثا: لما نشرت مشاركتي، لم يكن قصدي استيعاب الموضوع بأدلته، فقد أشار إلى ذلك بعض إخواننا، وألمحت لذلك بقولي:{ أعلم أن بعض إخواننا الأفاضل قد سبقونا مشكورين إلى بيان:" بدعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف}، ثم بينت سبب نشري مشاركتي بقولي:{ الذي دعاني إلى نشر هذا المقال لأخينا الفاضل:" جلال المجدوب" بخصوص هذه البدعة هو: أن الكلام فيها محصور في:" أقوال أئمة المالكية"، وذلك قطعا للأسطوانة المشروخة التي صدعنا بها أهل الأهواء حين نبين بدعهم بقولهم إننا:" نخالف المرجعية الوطنية؟؟؟"، ولأن هؤلاء الأئمة المنقولة أقوالهم فيما يأتي من المالكية فقط..}.انتهى كلامي السابق.

وأقول الآن: عجيب غريب أمر هؤلاء المخالفين، إذا جئناهم بكلام مسند للأدلة الشرعية يخالف أهواءهم، قالوا:" مخالفون للمرجعية الوطنية، وجاؤونا بمذهب جديد؟؟؟"، وإذا جئناهم بأقوال أئمة المالكية – خاصة – الأوائل: لبسوا ودلسوا، كعادتهم في نصرة بدعهم، وقد غاب عنهم أننا ما جئناهم بأقوال أئمة المالكية إلا استئناسا بها، لا للاستدلال بها مفردة، فالنقاش الحقيقي مع المخالفين: هو في الأدلة الشرعية ابتداء، لا في أقوال العلماء المجردة عن الدليل، ومع ذلك نقول باختصار شديد:

قول المخالف:{ فنحن لم نزعم أن الإجماع اليوم منعقد بين أئمة المسلمين ولا بين أئمة المذهب على مشروعية الاحتفال بالمولد.حتى وان كان الإجماع على ذلك قد انعقد زمن الإمام ابن الجزري وابو الخطاب بن دحية .....ومن عاصرهم فيكون من أفتى بحرمة الاحتفال بالمولد ممن جاء بعدهم خارقا للإجماع.
الا أننا نقول إن جمهور علماء المسلمين وجمهور علماء وأئمة المذهب المالكي متفقون على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف}.

أقول: تدليس واضح، وتلبيس فاضح، فقول المخالف:{ وان كان الإجماع على ذلك قد انعقد زمن الإمام ابن الجزري وابو الخطاب بن دحية .....ومن عاصرهم فيكون من أفتى بحرمة الاحتفال بالمولد ممن جاء بعدهم خارقا للاجماع}: مردود لاستحالة الإجماع المعتبر الذي ذكر الأصوليون شروط تحققه بعد تفرق العلماء في الأمصار، قال الإمام أحمد:" من ادعى الإجماع، فقد كذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا؟؟؟"، ولا تكاد تجد إجماعا معتبرا بشروطه إلا في مسائل قليلة نادرة، وإذ قد بطل ذلك الإجماع الموهوم، فلا حاجة لنا للتعليق على ما جاء بعده، ولا إلى السؤال عن قول المخالف في العلماء القائلين ببدعية الاحتفال قبل ذلك الإجماع الموهوم، وهذا يسوقنا إلى التعقيب على قول المخالف:{ وجمهور علماء وأئمة المذهب المالكي متفقون على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف}، بالقول: إن متأخري المالكية خالفوا أئمتها الأوائل الذي كانوا أقرب إلى السنة، وإلى أصول مالك رحمه الله تعالى.

قول المخالف:{ وهناك من شذ عن ذلك وأفتى بمنع الاحتفال بالمولد وهم آحاد لا يتجاوزون أصابع اليدالواحدة في حين نجد المئات بل الآلاف من أئمتنا متفقين على مشروعية الاحتفال.لكن العجب كل العجب في قلوبكم المريضة السقيمة التي تربت على اتباع الشاذ من الفتوى والعمل به والدعوة لنصرته....كيف تغضون الطرف عن فتاوى مئات العلماء الذين أفتوا بمشروعية الاحتفال وتلتزمون بفتوى الواحد والاثنين التي اقل ما يقال عنها انها شاذة والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه.}.
فأقول: عجيب والله أمركم: تصفون قول من منع البدعة بأنه:" قول شاذ؟؟؟"، أما استكثارك بعدد من أفتى بجواز المولد، فأقول: إن القول العاري من الدليل الشرعي لا يغني من الحق شيئا، وإن كثر القائلون به؟؟؟، ف:" ليست العبرة بعدد من قال، وإنما بماذا قال؟".
وفيما سبق رد على بقية تعيقك حينما:" استكثرت بذكر بعض علماء المالكية المتأخرين المخالفين لأوائلهم؟؟؟".

رابعا: وبها أختم، قولك:{ ما جوابكم على فتوى ابن تيمية وابن القيم والشوكاني بجواز الاحتفال بالمولد. وهم من الأئمة المقتدى بهم عندكم}.
أقول: لست مطلعا بالتفصيل على فتاواهم، وجدلا وتنزلا بأن ما نقلته عن هؤلاء الأعلام صحيح، فأقول: يا أيهذا؟؟؟: نحن لا نقدس الأشخاص، مهما بلغت منزلتهم، فتعظيمنا محصور في الوحيين: الكتاب والسنة، ولسنا كالبعض: يقلد تقليدا مجردا عن البصيرة، ولا تظن بأننا سنغير رأينا إذا تبين لنا صدق دعواك عن أولئك الأعلام، ف:" منهجنا بحمد الله ثابت: لا يميل مع قول فلان، أو رأي علان، بل غايتنا:" الدليل والبرهان، والحجة والبرهان".
قد أرجع للتفصيل في هذه المسألة إذا تيسر لي الأمر، وفي انتظار ذلك، اقرأ هذا الموضوع بعنوان:" الرد على من توهم أن شيخ الإسلام بن تيمية يرى جواز المولد !!" تحت هذا الرابط:
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=258567



  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابو ايوب23
ابو ايوب23
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 03-03-2013
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,256
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • ابو ايوب23 will become famous soon enoughابو ايوب23 will become famous soon enough
الصورة الرمزية ابو ايوب23
ابو ايوب23
عضو متميز
رد: أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
12-01-2014, 05:31 PM

ثانيا: لم نجد في طول جوابه وعرضه دليلا شرعيا واحدا: لا آية ولا حديث؟؟؟، مجرد كلام إنشائي عاطفي، وأقوال بعض العلماء،
يمكنك الرجوع الى موضوع :(التعريف بأدلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ).وقد نشرته على جزأين .كما يمكنك الرجوع الى موضوع: (فتاوى الاعلام حول مشروعية الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام).وقد نشرت منه جزأين والبقية تأت باذن الله

قال الإمام أحمد:" من ادعى الإجماع، فقد كذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا؟؟؟"
أنت لا تدري سبب قول الامام أحمد رحمة الله عليه لهذه الجملة .ثم تحتج بها وأنت جاهل لمعناها
أما سبب قولها فقد قيل للامام أحمد ان بشر المريسي يقول بأن العلماء مجمعون على أن القرآن مخلوق .فقال الامام أحمد :من ادعى الاجماع فقد كذب.
فالامام احمد يقصد كذب بشر المريسي في دعواه الاجماع على خلق القرآن.
ويمكنك الرجوع الى كتاب اعلام الموقعين لابن القيم فقد وضح معنى هذه الجملة جيدا.وأنت تعتمد في هذه المقولة -استحالة وقوع الاجماع-على ما كان يقوله الالباني رحمه الله ،بأن الاجماع مستحيل التحقق، وهذه من المسائل التي شذ فيها الالباني عن الجمهور
فتعظيمنا محصور في الوحيين: الكتاب والسنة،
فأين قال الله :يأيها الذين آمنوا لاتحتفلوا بالمولد ومن احتفل بالمولد فسأعذبه عذابا أليما.
وأين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ياأمتي لا تحتفلوا بمولدي ومن احتفل بمولدي فقد حبط عمله
اقرأ هذا الموضوع بعنوان:" الرد على من توهم أن شيخ الإسلام بن تيمية يرى جواز المولد !!" تحت هذا الرابط:
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=258567
قد قرأت هذا الموضوع منذ سنوات فوجدته لايسمن ولا يغني وماهو الا انشاءيات فارغة كانشائياتك.
وختاما
لا أجد وقتا للتعليق عن كل أوهامك....
التعديل الأخير تم بواسطة ابو ايوب23 ; 12-01-2014 الساعة 08:16 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
14-01-2014, 04:22 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
هذه تعليقات مختصرة على تعقيبات المخالف نقطة نقطة:

أولا: فيما يخص أدلة القائلين ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي، وشبه القائلين بجوازه، فإننا نقول: إن هذا الموضوع قد:" طاب واحترق؟؟؟": أخذا وردا، والمقالات والمشاركات فيه جميعها منشورة أمام القراء، ومحاولة المخالف نشر مزيد من أقوال أهل العلم؟؟؟، لن تكون إلا اجترارا لما سبق ذكره، لأنه لن يأتي بشيء جديد؟؟؟؟.
ستمضي هذه المناسبة كم مضت سابقاتها، ومع قولنا ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فإننا سنبقى بإذنه تعالى:" محبين معظمين للرسول عليه الصلاة والسلام": المحبة الشرعية": بإحياء سننه التي أماتها أهل البدع، وبالدعوة إلى أخلاقه التي هجرها كثير من المسلمين، فدليل محبة الله تعالى هي:" اتباع النبي صلى الله عليه وسلم"، قال تعالى:[ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ]، وطاعته عليه الصلاة والسلام دليل الهداية:[ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ]، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله تعالى:[ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً].

وستتجلى للقراء الأفاضل فيما يستقبل من الزمن: من المحب حقيقة للرسول عليه الصلاة والسلام: هل:" الذين قالوا ببدعية المولد، لكنهم يحرصون على نشر سيرته وسنته طول العام"، أم:" الذين احتفلوا بيوم مولده، ثم ينسونه بقية العام؟؟؟".
إن الحب الحقيقي للرسول عليه الصلاة والسلام يكون ب:" تعليم الناس توحيد ربهم، وتصحيح عبادتهم، وتقويم أخلاقهم، والتضامن فيما بينهم، وتعزيز وحدتهم بحراسة دينهم ووطنهم"، لا ب:" إحياء البدع على اختلاف أسمائها ومسمياتهأ من:" بدع القبور الشركية، وبدع العبادات، وبدع السلوك؟؟؟".

ثانيا:انظروا أيها القراء الأفاضل إلى تعقيب المخالف على ما كتبته له حين قلت:" فتعظيمنا محصور في الوحيين: الكتاب والسنة".
فأجابني قائلا:" فأين قال الله :يأيها الذين آمنوا لا تحتفلوا بالمولد ومن احتفل بالمولد فسأعذبه عذابا أليما.وأين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أمتي لا تحتفلوا بمولدي ومن احتفل بمولدي فقد حبط عمله.

ثم كتبت له:" اقرأ هذا الموضوع بعنوان:" الرد على من توهم أن شيخ الإسلام بن تيمية يرى جواز المولد !!" تحت هذا الرابط:
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=258567
فرد قائلا:" قد قرأت هذا الموضوع منذ سنوات فوجدته لا يسمن ولا يغني وما هو إلا انشاءيات فارغة كانشائياتك.وختاما لا أجد وقتا للتعليق عن كل أوهامك....}. انتهى كلامه.

فأجيبه قائلا: لا زال هذا المخالف يتعمد الكذب علي جهارا نهارا؟؟؟، وأتحداه أن يثبت عني أنني قد قلت ما افتراه علي هذه المرة حين زعم ردا على قولي:" فتعظيمنا محصور في الوحيين: الكتاب والسنة "، حيث كتب قائلا:{ فأين قال الله :يأيها الذين آمنوا لا تحتفلوا بالمولد ومن احتفل بالمولد فسأعذبه عذابا أليما.وأين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أمتي لا تحتفلوا بمولدي ومن احتفل بمولدي فقد حبط عمله}.
فأتحداه أن يثبت للقراء أنني قلت: من احتفل بالمولد، فإن الله قال:" ومن احتفل بالمولد فسأعذبه عذابا أليما"، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:" ومن احتفل بمولدي فقد حبط عمله}.كذب ما وراءه كذب؟؟؟.
لقد بينت فيما كتبته من بنات أفكاري أن:" الاحتفال بالمولد النبوي بدعة"، ولم أزد على هذا، ولست ملزما بما كتبه غيري، ولا بفهم المخالف وأوهامه وخيالاته حول قولي، ولله في خلقه شؤون؟؟؟.

أما فيما يخص مقال:" الرد على من توهم أن شيخ الإسلام بن تيمية يرى جواز المولد !!": الذي نشرت رابطه، فقد كان الأجدر بالمخالف أن يناقشه نقطة نقطة، لا أن يتهرب بدليل بارد فارغ مضمونه أنه:{ قرأت هذا الموضوع منذ سنوات فوجدته لا يسمن ولا يغني وما هو إلا انشاءيات فارغة}، نحن في نقاش فكري علمي، فلتتشجع لتبين للقراء تلك:" الإنشائيات الفارغة؟؟؟": بمناقشة ذلك المقال نقطة نقطة.
الجميع في انتظار مناقشتك، فلا تخيب ظنهم؟؟؟.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
14-01-2014, 04:23 PM
أما يخص النقطة الثالثة، فقد أخرتها وأفردتها بالتعليق لبيان عدم الأمانة العلمية في النقل والطرح عند المخالف، وتفصيل ذلك كما يأتي:

ثالثا: فيما يخص مقولة الإمام أحمد رحمه التي سقتها عن الإجماع :" من ادعى الإجماع، فقد كذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا؟؟؟".
أعقب على تعليق المخالف باختصار قائلا:
مرة أخرى يتجلى للجميع:" التدليس الواضح، والتلبيس الفاضح" للمخالف في النقاش؟؟؟، فقد حاول يائسا حصر مقولة الإمام أحمد رحمه في مسألة:" خلق القرآن"، وأبسط طالب له حظ من العلم الشرعي، يدرك بنظرة سريعة لكتب أصول الفقه، سيجد بأن أئمة الأصول ناقشوا صدق مقولة الإمام أحمد على كل إجماع مدعى، ولم يحصروه في مسألة:" خلق القرآن"،ولأن المقام ليس لتفصيل المسألة، فسأذكر شذرات من أقوال الأصوليين لبيان تلبيس المخالف وتدليسه، فأقول:

جاء في كتاب:" نهاية السول شرح منهاج الوصول": لعبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ":(1/282-283):
" قوله: "وقيل: يتعذر" أي: ذهب بعضهم إلى أن الإجماع ليس محالا, ولكنه يتعذر الوقوف عليه؛ لأن الوقوف عليه إنما يمكن بعد معرفة أعيانهم, ومعرفة ما غلب على ظنهم، ومعرفة اجتماعهم عليه في وقت واحد, والوقوف على الثلاثة معتذر.
أما الأول: فلانتشارهم شرقا وغربا, ولجواز خفاء واحد منهم بأن يكون أسيرا أو محبوسا أو مطمورا أو منقطعا في جبل؛ ولأنه يجوز أن يكون فيهم من هو خامل الذكر لا يعرف أنه من المجتهدين.
وأما الثاني: فلاحتمال أن بعضهم يكذب فيفتي على خلاف اعتقاده؛ خوفا من سلطان جائر أو مجتهد ذي منصب أفتى بخلافه.
وأما الثالث: فلاحتمال رجوع أحدهم قبل فتوى الآخر.
ولأجل هذه الاحتمالات قال الإمام أحمد -رضي الله عنه:" من ادعى الإجماع فهو كاذب".
وأجاب المصنف - رحمه الله- بأن الوقوف عليه يتعذر في أيام الصحابة - رضوان الله عليهم- فإنهم كانوا قليلين محصورين ومجتمعين في الحجاز، ومن خرج منهم بعد فتح البلاد وكان معروفا في موضعه، وهذا الجواب ذكره الإمام فقال: والإنصاف أنه لا طريق لنا إلى معرفته إلا في زمان الصحابة، وعلل بما قلناه. نعم ولو فرضنا حصول الإجماع من غير الصحابة، فالأصح عند الإمام والآمدي وغيرهما أنه يكون حجة, وقال أهل الظاهر: لا يحتج إلا بإجماع الصحابة وهو رواية لأحمد. قال: "الثانية: أنه حجة خلافا للنظام والشيعة والخوارج."

وجاء في كتاب:" البحر المحيط في أصول الفقه": للزركشي:(6/382-383): الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: فِي إمْكَانِ الِاطِّلَاعِ عَلَى الْإِجْمَاعِ: وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ مُمْكِنٌ فِي نَفْسِهِ، فَاخْتَلَفُوا فِي إمْكَانِ الِاطِّلَاعِ عَلَيْهِ. فَمَنَعَهُ قَوْمٌ لِاتِّسَاعِ خُطَّةِ الْإِسْلَامِ، وَانْتِشَارِهِمْ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ، وَتَهَاوُنِ الْفَطِنِ، وَتَعَذُّرِ النَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ فِي تَفَاصِيلَ لَا تَتَوَافَرُ الدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهَا، وَلِتَعَذُّرِ الْعِلْمِ بِبَقَاءِ الْمَعْنَى الْأَوَّلِ إلَى أَنْ يَفْنَى الْآخَرُ. وَالصَّحِيحُ إمْكَانُهُ عَادَةً، فَقَدْ اجْتَمَعَ عَلَى الشَّبَهِ خَلْقٌ كَثِيرُونَ زَائِدُونَ عَلَى عَدَدِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَالْإِجْمَاعُ عَلَى الْحَقِّ مَعَ ظُهُورِ أَدِلَّتِهِ أَوْلَى. نَعَمْ، الْعَادَةُ مَنَعَتْ اجْتِمَاعَ الْكَافَّةِ، فَأَمَّا الْخَلْقُ الْكَثِيرُ فَلَا تَمْنَعُ الْعَادَةُ اتِّفَاقَهُمْ بِوَجْهٍ مَا.
وَاشْتَدَّ نَكِيرُ الْقَاضِي عَلَى مَنْ أَنْكَرَ تَصَوُّرَ وُقُوعِهِ عَادَةً، وَفَصَّلَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ بَيْنَ كُلِّيَّاتِ الدِّينِ. فَلَا يَمْنَعُ مِنْ تَصَوُّرِ الدَّوَاعِي الْمُسْتَحَثَّةِ، وَكَمَا صَوَّرَهُ الْقَاضِي فِي اجْتِمَاعِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ، وَبَيْنَ الْمَسَائِلَ الْمَظْنُونَةِ مَعَ تَفَرُّقِ الْعُلَمَاءِ وَانْتِفَاءِ الدَّوَاعِي فَلَا تُتَصَوَّرُ عَادَةً، وَنُقِلَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ مَا يَقْتَضِي إنْكَارَهُ، قَالَ فِي رِوَايَةِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَقَدْ كَذَبَ، لَعَلَّ النَّاسَ قَدْ اخْتَلَفُوا، وَلَكِنْ يَقُولُ: لَا يَعْلَمُ النَّاسُ اخْتَلَفُوا إذْ لَمْ يَبْلُغْهُ. قَالَ أَصْحَابُهُ: وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا عَلَى جِهَةِ الْوَرَعِ؛ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ خِلَافٌ لَمْ يَبْلُغْهُ، أَوْ قَالَ هَذَا فِي حَقِّ مَنْ لَيْسَ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِخِلَافِ السَّلَفِ؛ لِأَنَّ أَحْمَدَ قَدْ أَطْلَقَ الْقَوْلَ بِصِحَّةِ الْإِجْمَاعِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ، وَأَجْرَاهُ ابْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ عَلَى ظَاهِرِهِ.
وَقَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: أَرَادَ غَيْرَ إجْمَاعِ الصَّحَابَةِ؛ لِأَنَّ إجْمَاعَ الصَّحَابَةِ عِنْدَهُ حُجَّةٌ مَعْلُومٌ تَصَوُّرُهُ. أَمَّا مَنْ بَعْدَهُمْ فَقَدْ كَثُرَ الْمُجْتَهِدُونَ، وَانْتَشَرُوا. قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ الْحَدِيثَ فَيُعَارَضُ بِالْإِجْمَاعِ، فَيَقُولُ: إجْمَاعُ مَنْ؟ إجْمَاعُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ إجْمَاعُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ حَتَّى قَالَ: ابْنُ عُلَيَّةَ وَالْأَصَمُّ يَذْكُرُونَ الْإِجْمَاعَ. وَجَعَلَ الْأَصْفَهَانِيُّ مَوْضِعَ الْخِلَافِ فِي غَيْرِ إجْمَاعِ الصَّحَابَةِ، وَقَالَ: الْحَقُّ تَعَذُّرُ الِاطِّلَاعِ عَلَى الْإِجْمَاعِ، لَا إجْمَاعِ الصَّحَابَةِ، حَيْثُ كَانَ الْمُجْمِعُونَ، وَهُمْ الْعُلَمَاءُ فِي قِلَّةٍ، أَمَّا الْآنَ وَبَعْدَ انْتِشَارِ الْإِسْلَامِ، وَكَثْرَةِ الْعُلَمَاءِ، فَلَا مَطْمَعَ لِلْعِلْمِ بِهِ. قَالَ: وَهُوَ اخْتِيَارُ أَحْمَدَ مَعَ قُرْبِ عَهْدِهِ بِهِ مِنْ الصَّحَابَةِ، وَقُوَّةِ حِفْظِهِ، وَشِدَّةِ اطِّلَاعِهِ عَلَى الْأُمُورِ النَّقْلِيَّةِ. قَالَ: وَالْمُصَنِّفُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا خَبَرَ لَهُ مِنْ الْإِجْمَاعِ إلَّا مَا يَجِدُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكُتُبِ، وَمِنْ الْبَيِّنِ أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ الِاطِّلَاعُ عَلَيْهِ إلَّا بِالسَّمَاعِ مِنْهُمْ، أَوْ بِنَقْلِ أَهْلِ التَّوَاتُرِ إلَيْنَا، وَلَا سَبِيلَ إلَى ذَلِكَ إلَّا فِي عَصْرِ الصَّحَابَةِ، وَأَمَّا بَعْدَهُمْ فَلَا". انْتَهَى.
وجاء في كتاب:"التحبير شرح التحرير" لعلاء الدين المرداوي": (4/1528):" وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي " المسودة ": قلت: الَّذِي أنكرهُ أَحْمد دَعْوَى إِجْمَاع الْمُخَالفين بعد الصَّحَابَة، أَو بعدهمْ وَبعد التَّابِعين، أَو بعد الْقُرُون الثَّلَاثَة المحمودة، وَلَا يكَاد يُوجد فِي كَلَامه احتجاج بِإِجْمَاع بعد عصر التَّابِعين، أَو بعد الْقُرُون الثَّلَاثَة. انْتهى.

وجاء في كتاب:" الشرح الكبير لمختصر الأصول من علم الأصول": للشيخ:" محمود بن محمد بن مصطفى بن عبد اللطيف المنياوي":(1/464):
توجيه قول الإمام أحمد:
قال الشيخ:" أحمد عزب" في رسالته "الإجماع عند الأصوليين" (ص/78):" وقد نقل عن الإمام أحمد - رحمه الله - ما يشعر بأنه يقول بعدم حجية الإجماع، ألا وهي ما يروى عنه من أنه قال: "من ادعى الإجماع فهو كاذب" فيمكن تأويل هذه العبارة الموهمة لإنكاره إمكان نقل الإجماع بعدة تأويلات:
أولًا: أنه محمول على استبعاد انفراد إطلاع ناقله، ومعنى ذلك أن من ادعى الإجماع منفردا حيث لم يطلع عليه غيره فهو كاذب، لأنه لو كان صادقا لأطلع عليه غيره.
ثانيًا : أنه محمول على الورع، وذلك لجواز أن يكون هناك خلاف في المسألة لم يبلغه، ومعنى ذلك أي من ادعى وقوع الإجماع جازما به مع احتمال وجود خلاف لم يبلغه فهو كاذب، ويؤيد هذا لفظ الإمام أحمد - رحمه الله - في رواية ابنه عبدالله حيث قال: (من ادعى الإجماع فقد كذب، لعل الناس قد اختلفوا، ولكن يقول: لا نعلم الناس اختلفوا).
ثالثًا: أنه أراد غير إجماع الصحابة، ومعنى ذلك أن من ادعى إجماعا غير إجماع الصحابة فهو كاذب لتعذر العلم به.
رابعًا : أنه أراد بذلك الإنكار على فقهاء المعتزلة الذين يدعون إجماع الناس على ما يقولون، وهم أقل الناس معرفة بأقوال الصحابة والتابعين.
وهكذا عد عرض هذه التأويلات يتبين لنا ما يحمل عليه قول الإمام أحمد - رحمه الله - في قوله السابق".

وقال:" الشوكاني" في:" إرشاد الفحول":( 111 ):" ومن أنصف من نفسه: علم أنه لا علم عند علماء الشرق بجملة علماء الغرب والعكس، فضلا عن العلم بكل واحد منهم على التفصيل، وبكيفية مذهبه، وبما يقوله في تلك المسألة بعينها، وأيضا: قد يحمل بعض من يعتبر في الإجماع على الموافقة وعدم الظهور بالخلاف: التقية والخوف على نفسه..". ثم قال:" ومن ادعى أنه يتمكن الناقل للإجماع من معرفة كل من يعتبر فيه من علماء الدنيا، فقد أسرف في الدعوى، وجازف في القول، ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل، فإنه قال:" من ادعى الإجماع فهو كاذب". انتهى.

وجاء في كتاب:" معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة" للشيخ:" محمَّد بنْ حسَيْن بن حَسنْ الجيزاني":(1/163):
" نقل عن الإمام أحمد قوله المشهور: " من ادعى الإجماع فهو كاذب"، وقد حملها أهل العلم على عدة أوجه، لكونه - عليه رحمة الله - يحتج بالإجماع، ويستدل به في كثير من الأحيان، مع أن ظاهر هذه المقال:ة منع وقوع الإجماع، ومن هذه الأوجه:
أنه قال ذلك من باب الورع لجواز أن يكون هناك خلاف لم يبلغه، أو أنه قال ذلك في حق من ليس له معرفة بخلاف السلف، ويدل على ذلك تتمة كلامه السابق، إذ يقول:"من ادعى الإجماع فهو كاذب لعل الناس اختلفوا، هذه دعوى بشر المريسي والأصم، ولكن يقول: "لا نعلم الناس اختلفوا" إذا هو لم يبلغه.
ونقل عنه أيضًا أنه قال: "هذا كذب ما أعلمه أن الناس مجمعون؟ " ولكن يقول: "لا أعلم فيه اختلافًا" فهو أحسن من قوله: "إجماع الناس".
لذلك يقول الإمام الشافعي: "وأنت قد تصنع مثل هذا فتقول: هذا أمر مجتمع عليه، قال: لست أقول ولا أحد من أهل العلم هذا مجتمع عليه إلا لما لا تلقى عالمًا أبدًا إلا قاله لك وحكاه عمن قبله؛ كالظهر أربع، وكتحريم الخمر وما أشبه هذا" "الرسالة": (534)، فعلم بالنقل عن هذين الإمامين: أن الواجب الاحتياط في نقل الإجماع، والتثبت في ادعائه، فإن الجزم باتفاق العلماء وإجماعهم من قبيل عدم العلم، وليس من قبيل العلم بالعدم، لا سيما وأن أقوال العلماء كثيرة لا يحصيها إلا رب العالمين، وعدم العلم لا حجة فيه، فلذلك كانت العبارة المختارة في نقل الإجمال أن يقال: لا نعلم نزاعًا، أما أن يقال: "الناس مجمعون"، فهذا إنما يصح فيما عُلم واشتهر ضرورة الاتفاق عليه.
قال ابن القيم: "وليس مراده - أي: الإمام أحمد - بهذا استبعاد وجود الإجماع، ولكن أحمد وأئمة الحديث: بُلُوا بمن كان يرد عليهم السنة الصحيحة بإجماع الناس على خلافها، فبين الشافعي وأحمد أن هذه الدعوى كذب، وأنه لا يجوز رد السنن بمثلها". "مختصر الصواعق" (506) .
انظر: "المسودة" (316) ، و"مجموع الفتاوى" (19/271، 20/10، 247، 248) ، و"مختصر الصواعق" (506، 507) .

ولأن المخالف استدل بكلام الإمام:" ابن القيم" رحمه الله في كتابه:
" أعلام الموقعين عن رب العالمين"، فإننا ننقل ما قاله الإمام:" ابن القيم" كاملا لبيان:" تلبيس المخالف وتدليسه"، فكلام ابن القيم يناقض كلية اعتقاد المخالف ومنهجه، وما يدعو إليه بادعائه: وقوع الإجماع على بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، فإليكم كلام ابن القيم من كتابه كاملا:(1/24) متحدثا عن أصول الإمام أحمد:" وَكَانَ بِهَا إمَامُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الَّذِي مَلَأَ الْأَرْضَ عِلْمًا وَحَدِيثًا وَسُنَّةً... وَلَمْ يَكُنْ يُقَدِّمُ عَلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَمَلًا وَلَا رَأْيًا وَلَا قِيَاسًا وَلَا قَوْلَ صَاحِبٍ وَلَا عَدَمَ عِلْمِهِ بِالْمُخَالِفِ الَّذِي يُسَمِّيهِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ إجْمَاعًا وَيُقَدِّمُونَهُ عَلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَقَدْ كَذَّبَ أَحْمَدُ مَنْ ادَّعَى هَذَا الْإِجْمَاعَ، وَلَمْ يَسِغْ تَقْدِيمَهُ عَلَى الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، وَكَذَلِكَ الشَّافِعِيُّ أَيْضًا نَصَّ فِي رِسَالَتِهِ الْجَدِيدَةِ عَلَى أَنَّ مَا لَا يُعْلَمُ فِيهِ بِخِلَافٍ لَا يُقَال لَهُ إجْمَاعٌ، وَلَفْظُهُ: مَا لَا يُعْلَمُ فِيهِ خِلَافٌ فَلَيْسَ إجْمَاعًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: مَا يَدَّعِي فِيهِ الرَّجُلُ الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَذِبٌ، مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَاذِبٌ، لَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، مَا يُدْرِيهِ، وَلَمْ يَنْتَهِ إلَيْهِ؟ فَلْيَقُلْ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، هَذِهِ دَعْوَى بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ وَالْأَصَمِّ، وَلَكِنَّهُ يَقُولُ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، أَوْ لَمْ يَبْلُغْنِي ذَلِكَ، هَذَا لَفْظُهُ،وَنُصُوصُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجَلُّ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهَا تَوَهُّمَ إجْمَاعٍ مَضْمُونُهُ عَدَمُ الْعِلْمِ بِالْمُخَالِفِ، وَلَوْ سَاغَ لَتَعَطَّلَتْ النُّصُوصُ، وَسَاغَ لِكُلِّ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ مُخَالِفًا فِي حُكْمِ مَسْأَلَةٍ أَنْ يُقَدِّمَ جَهْلُهُ بِالْمُخَالِفِ عَلَى النُّصُوصِ؛ فَهَذَا هُوَ الَّذِي أَنْكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالشَّافِعِيُّ مِنْ دَعْوَى الْإِجْمَاعِ، لَا مَا يَظُنُّهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ اسْتِبْعَادٌ لِوُجُودِهِ".انتهى كلامه.
فكلام:" ابن القيم" واضح جدا في توجيهه لكلام أحمد رحمه الله، فقد بين بأن الإمام أحمد أجل من أن يقدم إجماعا موهوما أيا كان على نُصُوصُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ثم تكلم في:(2/174-175) عن:" طَرِيقُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي أَخْذِ الْأَحْكَامِ"، فقال رحمه الله:
" فَلَمَّا انْتَهَتْ النَّوْبَةُ إلَى الْمُتَأَخِّرِينَ سَارُوا عَكْسَ هَذَا السَّيْرِ، وَقَالُوا: إذَا نَزَلَتْ النَّازِلَةُ بِالْمُفْتِي أَوْ الْحَاكِمِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ أَوَّلًا: هَلْ فِيهَا اخْتِلَافٌ أَمْ لَا؟ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا اخْتِلَافٌ لَمْ يَنْظُرْ فِي كِتَابٍ وَلَا فِي سُنَّةٍ، بَلْ يُفْتِي وَيَقْضِي فِيهَا بِالْإِجْمَاعِ، وَإِنْ كَانَ فِيهَا اخْتِلَافٌ اجْتَهَدَ فِي أَقْرَبِ الْأَقْوَالِ إلَى الدَّلِيلِ فَأَفْتَى بِهِ وَحَكَمَ بِهِ.
وَهَذَا خِلَافُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ مُعَاذٍ وَكِتَابُ عُمَرَ وَأَقْوَالُ الصَّحَابَةِ. وَاَلَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَأَقْوَالُ الصَّحَابَةِ أَوْلَى فَإِنَّهُ مَقْدُورٌ مَأْمُورٌ، فَإِنْ عِلْمَ الْمُجْتَهِدُ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ أَسْهَلُ عَلَيْهِ بِكَثِيرٍ مِنْ عِلْمِهِ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَغَرْبِهَا عَلَى الْحُكْمِ.
وَهَذَا إنْ لَمْ يَكُنْ مُتَعَذِّرًا فَهُوَ أَصْعُبُ شَيْءٍ وَأَشَقُّهُ إلَّا فِيمَا هُوَ مِنْ لَوَازِمِ الْإِسْلَامِ، فَكَيْفَ يُحِيلُنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَلَى مَا لَا وُصُولَ لَنَا إلَيْهِ وَيُتْرَكُ الْحَوَالَةَ عَلَى كِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ اللَّذَيْنِ هَدَانَا بِهِمَا، وَيَسَّرَهُمَا لَنَا، وَجَعَلَ لَنَا إلَى مَعْرِفَتِهِمَا طَرِيقًا سَهْلَةَ التَّنَاوُلِ مِنْ قُرْبٍ؟ ثُمَّ مَا يُدْرِيهِ فَلَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، وَلَيْسَ عَدَمُ الْعِلْمِ بِالنِّزَاعِ عِلْمًا بِعَدَمِهِ، فَكَيْفَ يُقَدِّمُ عَدَمَ الْعِلْمِ عَلَى أَصْلِ الْعِلْمِ كُلِّهِ؟ ثُمَّ كَيْفَ يَسُوغُ لَهُ تَرْكُ الْحَقِّ الْمَعْلُومِ إلَى أَمْرٍ لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ وَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ مَوْهُومًا، وَأَحْسَنُ أَحْوَالِهِ أَنْ يَكُونَ مَشْكُوكًا فِيهِ شَكًّا مُتَسَاوِيًا أَوْ رَاجِحًا؟ ثُمَّ كَيْفَ يَسْتَقِيمُ هَذَا عَلَى رَأْيِ مَنْ يَقُولُ: انْقِرَاضُ عَصْرِ الْمُجْمِعِينَ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الْإِجْمَاعِ؟ فَمَا لَمْ يَنْقَرِضْ عَصْرُهُمْ فَلِمَنْ نَشَأَ فِي زَمَنِهِمْ أَنْ يُخَالِفَهُمْ، فَصَاحِبُ هَذَا السُّلُوكِ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَحْتَجَّ بِالْإِجْمَاعِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ الْعَصْرَ انْقَرَضَ وَلَمْ يَنْشَأْ فِيهِ مُخَالِفٌ لِأَهْلِهِ؟ وَهَلْ أَحَالَ اللَّهُ الْأُمَّةَ فِي الِاهْتِدَاءِ بِكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ عَلَى مَا لَا سَبِيلَ لَهُمْ إلَيْهِ وَلَا اطِّلَاعَ لِأَفْرَادِهِمْ عَلَيْهِ؟ وَتَرْكِ إحَالَتِهِمْ عَلَى مَا هُوَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ بَاقِيَةٌ إلَى آخِرِ الدَّهْرِ مُتَمَكِّنُونَ مِنْ الِاهْتِدَاءِ بِهِ وَمَعْرِفَةِ الْحَقِّ مِنْهُ، وَهَذَا مِنْ أَمْحَلْ الْمُحَالِ، وَحِينَ نَشَأَتْ هَذِهِ الطَّرِيقَةُ تَوَلَّدَ عَنْهَا مُعَارَضَةُ النُّصُوصِ بِالْإِجْمَاعِ الْمَجْهُولِ، وَانْفَتَحَ بَابُ دَعْوَاهُ، وَصَارَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْخِلَافَ مِنْ الْمُقَلِّدِينَ إذَا احْتَجَّ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ قَالَ: هَذَا خِلَافُ الْإِجْمَاعِ.
وَهَذَا هُوَ الَّذِي أَنْكَرَهُ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ، وَعَابُوا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ عَلَى مَنْ ارْتَكَبَهُ، وَكَذَّبُوا مَنْ ادَّعَاهُ؛ فَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَاذِبٌ، لَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، هَذِهِ دَعْوَى بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ وَالْأَصَمِّ، وَلَكِنْ يَقُولُ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، أَوْ لَمْ يَبْلُغْنَا.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الْمَرْوَزِيِّ: كَيْفَ يَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ: " أَجْمَعُوا؟ " إذَا سَمِعْتهمْ يَقُولُونَ: " أَجْمَعُوا " فَاتَّهِمْهُمْ، لَوْ قَالَ: " إنِّي لَمْ أَعْلَمْ مُخَالِفًا " كَانَ.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ أَبِي طَالِبٍ: هَذَا كَذِبٌ، مَا عِلْمُهُ أَنَّ النَّاسَ مُجْمِعُونَ؟ وَلَكِنْ يَقُولُ: " مَا أَعْلَمُ فِيهِ اخْتِلَافًا " فَهُوَ أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِهِ: إجْمَاعُ النَّاسِ.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْحَارِثِ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدَّعِيَ الْإِجْمَاعَ، لَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا".انتهى كلام:" ابن القيم" رحمه الله.

وقد نقل كلام:" ابن القيم": مقرا له: الشيخ العلامة:" صالح بن محمد بن نوح بن عبد الله العَمْري": المعروف ب:"الفُلَّاني المالكي"، وذلك في كتابه:" :" إيقاظ همم أولي الأبصار للاقتداء بسيد المهاجرين والأنصار":(1/116)،(1/159).
وبما سبق بيانه: يتضح لكل منصف عدم أمانة المخالف في النقل، ومناقشة المسائل، وذلك أمر جد منطقي، لأن ترويج البدع يحتاج للتلبيس والتدليس، فالنصوص الصحيحة لا تسعف مروجي البدع.

وقد ذكر المخالف لحاجة في نفسه أنني اعتمدت على قول الشيخ:
" الألباني" رحمه الله في هذه المسألة؟؟؟.
ننتظر رده المفصل على ما كتبناه له دون تلبيس أو تدليس، فهو الآن مكشوف أكثر من ذي قبل؟؟؟.

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابو ايوب23
ابو ايوب23
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 03-03-2013
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,256
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • ابو ايوب23 will become famous soon enoughابو ايوب23 will become famous soon enough
الصورة الرمزية ابو ايوب23
ابو ايوب23
عضو متميز
رد: أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
14-01-2014, 08:21 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
هذه تعليقات مختصرة على تعقيبات المخالف نقطة نقطة:

أولا: فيما يخص أدلة القائلين ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي، وشبه القائلين بجوازه، فإننا نقول: إن هذا الموضوع قد:" طاب واحترق؟؟؟": أخذا وردا، والمقالات والمشاركات فيه جميعها منشورة أمام القراء، ومحاولة المخالف نشر مزيد من أقوال أهل العلم؟؟؟، لن تكون إلا اجترارا لما سبق ذكره، لأنه لن يأتي بشيء جديد؟؟؟؟.
ستمضي هذه المناسبة كم مضت سابقاتها، ومع قولنا ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فإننا سنبقى بإذنه تعالى:" محبين معظمين للرسول عليه الصلاة والسلام": المحبة الشرعية": بإحياء سننه التي أماتها أهل البدع، وبالدعوة إلى أخلاقه التي هجرها كثير من المسلمين، فدليل محبة الله تعالى هي:" اتباع النبي صلى الله عليه وسلم"، قال تعالى:[ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ]، وطاعته عليه الصلاة والسلام دليل الهداية:[ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ]، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله تعالى:[ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً].

وستتجلى للقراء الأفاضل فيما يستقبل من الزمن: من المحب حقيقة للرسول عليه الصلاة والسلام: هل:" الذين قالوا ببدعية المولد، لكنهم يحرصون على نشر سيرته وسنته طول العام"، أم:" الذين احتفلوا بيوم مولده، ثم ينسونه بقية العام؟؟؟".
إن الحب الحقيقي للرسول عليه الصلاة والسلام يكون ب:" تعليم الناس توحيد ربهم، وتصحيح عبادتهم، وتقويم أخلاقهم، والتضامن فيما بينهم، وتعزيز وحدتهم بحراسة دينهم ووطنهم"، لا ب:" إحياء البدع على اختلاف أسمائها ومسمياتهأ من:" بدع القبور الشركية، وبدع العبادات، وبدع السلوك؟؟؟".

ثانيا:انظروا أيها القراء الأفاضل إلى تعقيب المخالف على ما كتبته له حين قلت:" فتعظيمنا محصور في الوحيين: الكتاب والسنة".
فأجابني قائلا:" فأين قال الله :يأيها الذين آمنوا لا تحتفلوا بالمولد ومن احتفل بالمولد فسأعذبه عذابا أليما.وأين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أمتي لا تحتفلوا بمولدي ومن احتفل بمولدي فقد حبط عمله.

ثم كتبت له:" اقرأ هذا الموضوع بعنوان:" الرد على من توهم أن شيخ الإسلام بن تيمية يرى جواز المولد !!" تحت هذا الرابط:
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=258567
فرد قائلا:" قد قرأت هذا الموضوع منذ سنوات فوجدته لا يسمن ولا يغني وما هو إلا انشاءيات فارغة كانشائياتك.وختاما لا أجد وقتا للتعليق عن كل أوهامك....}. انتهى كلامه.

فأجيبه قائلا: لا زال هذا المخالف يتعمد الكذب علي جهارا نهارا؟؟؟، وأتحداه أن يثبت عني أنني قد قلت ما افتراه علي هذه المرة حين زعم ردا على قولي:" فتعظيمنا محصور في الوحيين: الكتاب والسنة "، حيث كتب قائلا:{ فأين قال الله :يأيها الذين آمنوا لا تحتفلوا بالمولد ومن احتفل بالمولد فسأعذبه عذابا أليما.وأين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أمتي لا تحتفلوا بمولدي ومن احتفل بمولدي فقد حبط عمله}.
فأتحداه أن يثبت للقراء أنني قلت: من احتفل بالمولد، فإن الله قال:" ومن احتفل بالمولد فسأعذبه عذابا أليما"، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:" ومن احتفل بمولدي فقد حبط عمله}.كذب ما وراءه كذب؟؟؟.
لقد بينت فيما كتبته من بنات أفكاري أن:" الاحتفال بالمولد النبوي بدعة"، ولم أزد على هذا، ولست ملزما بما كتبه غيري، ولا بفهم المخالف وأوهامه وخيالاته حول قولي، ولله في خلقه شؤون؟؟؟.

أما فيما يخص مقال:" الرد على من توهم أن شيخ الإسلام بن تيمية يرى جواز المولد !!": الذي نشرت رابطه، فقد كان الأجدر بالمخالف أن يناقشه نقطة نقطة، لا أن يتهرب بدليل بارد فارغ مضمونه أنه:{ قرأت هذا الموضوع منذ سنوات فوجدته لا يسمن ولا يغني وما هو إلا انشاءيات فارغة}، نحن في نقاش فكري علمي، فلتتشجع لتبين للقراء تلك:" الإنشائيات الفارغة؟؟؟": بمناقشة ذلك المقال نقطة نقطة.
الجميع في انتظار مناقشتك، فلا تخيب ظنهم؟؟؟.
حاشى لله أن نتعلم من الطائفةالحشوية كيف نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف نحتفل بمولده
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابو ايوب23
ابو ايوب23
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 03-03-2013
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,256
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • ابو ايوب23 will become famous soon enoughابو ايوب23 will become famous soon enough
الصورة الرمزية ابو ايوب23
ابو ايوب23
عضو متميز
رد: أقوال علماء المالكية في بدعة المولد النبوي
14-01-2014, 09:24 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
أما يخص النقطة الثالثة، فقد أخرتها وأفردتها بالتعليق لبيان عدم الأمانة العلمية في النقل والطرح عند المخالف، وتفصيل ذلك كما يأتي:

ثالثا: فيما يخص مقولة الإمام أحمد رحمه التي سقتها عن الإجماع :" من ادعى الإجماع، فقد كذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا؟؟؟".
أعقب على تعليق المخالف باختصار قائلا:
مرة أخرى يتجلى للجميع:" التدليس الواضح، والتلبيس الفاضح" للمخالف في النقاش؟؟؟، فقد حاول يائسا حصر مقولة الإمام أحمد رحمه في مسألة:" خلق القرآن"، وأبسط طالب له حظ من العلم الشرعي، يدرك بنظرة سريعة لكتب أصول الفقه، سيجد بأن أئمة الأصول ناقشوا صدق مقولة الإمام أحمد على كل إجماع مدعى، ولم يحصروه في مسألة:" خلق القرآن"،ولأن المقام ليس لتفصيل المسألة، فسأذكر شذرات من أقوال الأصوليين لبيان تلبيس المخالف وتدليسه، فأقول:

جاء في كتاب:" نهاية السول شرح منهاج الوصول": لعبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ":(1/282-283):
" قوله: "وقيل: يتعذر" أي: ذهب بعضهم إلى أن الإجماع ليس محالا, ولكنه يتعذر الوقوف عليه؛ لأن الوقوف عليه إنما يمكن بعد معرفة أعيانهم, ومعرفة ما غلب على ظنهم، ومعرفة اجتماعهم عليه في وقت واحد, والوقوف على الثلاثة معتذر.
أما الأول: فلانتشارهم شرقا وغربا, ولجواز خفاء واحد منهم بأن يكون أسيرا أو محبوسا أو مطمورا أو منقطعا في جبل؛ ولأنه يجوز أن يكون فيهم من هو خامل الذكر لا يعرف أنه من المجتهدين.
وأما الثاني: فلاحتمال أن بعضهم يكذب فيفتي على خلاف اعتقاده؛ خوفا من سلطان جائر أو مجتهد ذي منصب أفتى بخلافه.
وأما الثالث: فلاحتمال رجوع أحدهم قبل فتوى الآخر.
ولأجل هذه الاحتمالات قال الإمام أحمد -رضي الله عنه:" من ادعى الإجماع فهو كاذب".
وأجاب المصنف - رحمه الله- بأن الوقوف عليه يتعذر في أيام الصحابة - رضوان الله عليهم- فإنهم كانوا قليلين محصورين ومجتمعين في الحجاز، ومن خرج منهم بعد فتح البلاد وكان معروفا في موضعه، وهذا الجواب ذكره الإمام فقال: والإنصاف أنه لا طريق لنا إلى معرفته إلا في زمان الصحابة، وعلل بما قلناه. نعم ولو فرضنا حصول الإجماع من غير الصحابة، فالأصح عند الإمام والآمدي وغيرهما أنه يكون حجة, وقال أهل الظاهر: لا يحتج إلا بإجماع الصحابة وهو رواية لأحمد. قال: "الثانية: أنه حجة خلافا للنظام والشيعة والخوارج."

وجاء في كتاب:" البحر المحيط في أصول الفقه": للزركشي:(6/382-383): الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: فِي إمْكَانِ الِاطِّلَاعِ عَلَى الْإِجْمَاعِ: وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ مُمْكِنٌ فِي نَفْسِهِ، فَاخْتَلَفُوا فِي إمْكَانِ الِاطِّلَاعِ عَلَيْهِ. فَمَنَعَهُ قَوْمٌ لِاتِّسَاعِ خُطَّةِ الْإِسْلَامِ، وَانْتِشَارِهِمْ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ، وَتَهَاوُنِ الْفَطِنِ، وَتَعَذُّرِ النَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ فِي تَفَاصِيلَ لَا تَتَوَافَرُ الدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهَا، وَلِتَعَذُّرِ الْعِلْمِ بِبَقَاءِ الْمَعْنَى الْأَوَّلِ إلَى أَنْ يَفْنَى الْآخَرُ. وَالصَّحِيحُ إمْكَانُهُ عَادَةً، فَقَدْ اجْتَمَعَ عَلَى الشَّبَهِ خَلْقٌ كَثِيرُونَ زَائِدُونَ عَلَى عَدَدِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَالْإِجْمَاعُ عَلَى الْحَقِّ مَعَ ظُهُورِ أَدِلَّتِهِ أَوْلَى. نَعَمْ، الْعَادَةُ مَنَعَتْ اجْتِمَاعَ الْكَافَّةِ، فَأَمَّا الْخَلْقُ الْكَثِيرُ فَلَا تَمْنَعُ الْعَادَةُ اتِّفَاقَهُمْ بِوَجْهٍ مَا.
وَاشْتَدَّ نَكِيرُ الْقَاضِي عَلَى مَنْ أَنْكَرَ تَصَوُّرَ وُقُوعِهِ عَادَةً، وَفَصَّلَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ بَيْنَ كُلِّيَّاتِ الدِّينِ. فَلَا يَمْنَعُ مِنْ تَصَوُّرِ الدَّوَاعِي الْمُسْتَحَثَّةِ، وَكَمَا صَوَّرَهُ الْقَاضِي فِي اجْتِمَاعِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ، وَبَيْنَ الْمَسَائِلَ الْمَظْنُونَةِ مَعَ تَفَرُّقِ الْعُلَمَاءِ وَانْتِفَاءِ الدَّوَاعِي فَلَا تُتَصَوَّرُ عَادَةً، وَنُقِلَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ مَا يَقْتَضِي إنْكَارَهُ، قَالَ فِي رِوَايَةِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَقَدْ كَذَبَ، لَعَلَّ النَّاسَ قَدْ اخْتَلَفُوا، وَلَكِنْ يَقُولُ: لَا يَعْلَمُ النَّاسُ اخْتَلَفُوا إذْ لَمْ يَبْلُغْهُ. قَالَ أَصْحَابُهُ: وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا عَلَى جِهَةِ الْوَرَعِ؛ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ خِلَافٌ لَمْ يَبْلُغْهُ، أَوْ قَالَ هَذَا فِي حَقِّ مَنْ لَيْسَ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِخِلَافِ السَّلَفِ؛ لِأَنَّ أَحْمَدَ قَدْ أَطْلَقَ الْقَوْلَ بِصِحَّةِ الْإِجْمَاعِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ، وَأَجْرَاهُ ابْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ عَلَى ظَاهِرِهِ.
وَقَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: أَرَادَ غَيْرَ إجْمَاعِ الصَّحَابَةِ؛ لِأَنَّ إجْمَاعَ الصَّحَابَةِ عِنْدَهُ حُجَّةٌ مَعْلُومٌ تَصَوُّرُهُ. أَمَّا مَنْ بَعْدَهُمْ فَقَدْ كَثُرَ الْمُجْتَهِدُونَ، وَانْتَشَرُوا. قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ الْحَدِيثَ فَيُعَارَضُ بِالْإِجْمَاعِ، فَيَقُولُ: إجْمَاعُ مَنْ؟ إجْمَاعُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ إجْمَاعُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ حَتَّى قَالَ: ابْنُ عُلَيَّةَ وَالْأَصَمُّ يَذْكُرُونَ الْإِجْمَاعَ. وَجَعَلَ الْأَصْفَهَانِيُّ مَوْضِعَ الْخِلَافِ فِي غَيْرِ إجْمَاعِ الصَّحَابَةِ، وَقَالَ: الْحَقُّ تَعَذُّرُ الِاطِّلَاعِ عَلَى الْإِجْمَاعِ، لَا إجْمَاعِ الصَّحَابَةِ، حَيْثُ كَانَ الْمُجْمِعُونَ، وَهُمْ الْعُلَمَاءُ فِي قِلَّةٍ، أَمَّا الْآنَ وَبَعْدَ انْتِشَارِ الْإِسْلَامِ، وَكَثْرَةِ الْعُلَمَاءِ، فَلَا مَطْمَعَ لِلْعِلْمِ بِهِ. قَالَ: وَهُوَ اخْتِيَارُ أَحْمَدَ مَعَ قُرْبِ عَهْدِهِ بِهِ مِنْ الصَّحَابَةِ، وَقُوَّةِ حِفْظِهِ، وَشِدَّةِ اطِّلَاعِهِ عَلَى الْأُمُورِ النَّقْلِيَّةِ. قَالَ: وَالْمُصَنِّفُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا خَبَرَ لَهُ مِنْ الْإِجْمَاعِ إلَّا مَا يَجِدُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكُتُبِ، وَمِنْ الْبَيِّنِ أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ الِاطِّلَاعُ عَلَيْهِ إلَّا بِالسَّمَاعِ مِنْهُمْ، أَوْ بِنَقْلِ أَهْلِ التَّوَاتُرِ إلَيْنَا، وَلَا سَبِيلَ إلَى ذَلِكَ إلَّا فِي عَصْرِ الصَّحَابَةِ، وَأَمَّا بَعْدَهُمْ فَلَا". انْتَهَى.
وجاء في كتاب:"التحبير شرح التحرير" لعلاء الدين المرداوي": (4/1528):" وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي " المسودة ": قلت: الَّذِي أنكرهُ أَحْمد دَعْوَى إِجْمَاع الْمُخَالفين بعد الصَّحَابَة، أَو بعدهمْ وَبعد التَّابِعين، أَو بعد الْقُرُون الثَّلَاثَة المحمودة، وَلَا يكَاد يُوجد فِي كَلَامه احتجاج بِإِجْمَاع بعد عصر التَّابِعين، أَو بعد الْقُرُون الثَّلَاثَة. انْتهى.

وجاء في كتاب:" الشرح الكبير لمختصر الأصول من علم الأصول": للشيخ:" محمود بن محمد بن مصطفى بن عبد اللطيف المنياوي":(1/464):
توجيه قول الإمام أحمد:
قال الشيخ:" أحمد عزب" في رسالته "الإجماع عند الأصوليين" (ص/78):" وقد نقل عن الإمام أحمد - رحمه الله - ما يشعر بأنه يقول بعدم حجية الإجماع، ألا وهي ما يروى عنه من أنه قال: "من ادعى الإجماع فهو كاذب" فيمكن تأويل هذه العبارة الموهمة لإنكاره إمكان نقل الإجماع بعدة تأويلات:
أولًا: أنه محمول على استبعاد انفراد إطلاع ناقله، ومعنى ذلك أن من ادعى الإجماع منفردا حيث لم يطلع عليه غيره فهو كاذب، لأنه لو كان صادقا لأطلع عليه غيره.
ثانيًا : أنه محمول على الورع، وذلك لجواز أن يكون هناك خلاف في المسألة لم يبلغه، ومعنى ذلك أي من ادعى وقوع الإجماع جازما به مع احتمال وجود خلاف لم يبلغه فهو كاذب، ويؤيد هذا لفظ الإمام أحمد - رحمه الله - في رواية ابنه عبدالله حيث قال: (من ادعى الإجماع فقد كذب، لعل الناس قد اختلفوا، ولكن يقول: لا نعلم الناس اختلفوا).
ثالثًا: أنه أراد غير إجماع الصحابة، ومعنى ذلك أن من ادعى إجماعا غير إجماع الصحابة فهو كاذب لتعذر العلم به.
رابعًا : أنه أراد بذلك الإنكار على فقهاء المعتزلة الذين يدعون إجماع الناس على ما يقولون، وهم أقل الناس معرفة بأقوال الصحابة والتابعين.
وهكذا عد عرض هذه التأويلات يتبين لنا ما يحمل عليه قول الإمام أحمد - رحمه الله - في قوله السابق".

وقال:" الشوكاني" في:" إرشاد الفحول":( 111 ):" ومن أنصف من نفسه: علم أنه لا علم عند علماء الشرق بجملة علماء الغرب والعكس، فضلا عن العلم بكل واحد منهم على التفصيل، وبكيفية مذهبه، وبما يقوله في تلك المسألة بعينها، وأيضا: قد يحمل بعض من يعتبر في الإجماع على الموافقة وعدم الظهور بالخلاف: التقية والخوف على نفسه..". ثم قال:" ومن ادعى أنه يتمكن الناقل للإجماع من معرفة كل من يعتبر فيه من علماء الدنيا، فقد أسرف في الدعوى، وجازف في القول، ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل، فإنه قال:" من ادعى الإجماع فهو كاذب". انتهى.

وجاء في كتاب:" معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة" للشيخ:" محمَّد بنْ حسَيْن بن حَسنْ الجيزاني":(1/163):
" نقل عن الإمام أحمد قوله المشهور: " من ادعى الإجماع فهو كاذب"، وقد حملها أهل العلم على عدة أوجه، لكونه - عليه رحمة الله - يحتج بالإجماع، ويستدل به في كثير من الأحيان، مع أن ظاهر هذه المقال:ة منع وقوع الإجماع، ومن هذه الأوجه:
أنه قال ذلك من باب الورع لجواز أن يكون هناك خلاف لم يبلغه، أو أنه قال ذلك في حق من ليس له معرفة بخلاف السلف، ويدل على ذلك تتمة كلامه السابق، إذ يقول:"من ادعى الإجماع فهو كاذب لعل الناس اختلفوا، هذه دعوى بشر المريسي والأصم، ولكن يقول: "لا نعلم الناس اختلفوا" إذا هو لم يبلغه.
ونقل عنه أيضًا أنه قال: "هذا كذب ما أعلمه أن الناس مجمعون؟ " ولكن يقول: "لا أعلم فيه اختلافًا" فهو أحسن من قوله: "إجماع الناس".
لذلك يقول الإمام الشافعي: "وأنت قد تصنع مثل هذا فتقول: هذا أمر مجتمع عليه، قال: لست أقول ولا أحد من أهل العلم هذا مجتمع عليه إلا لما لا تلقى عالمًا أبدًا إلا قاله لك وحكاه عمن قبله؛ كالظهر أربع، وكتحريم الخمر وما أشبه هذا" "الرسالة": (534)، فعلم بالنقل عن هذين الإمامين: أن الواجب الاحتياط في نقل الإجماع، والتثبت في ادعائه، فإن الجزم باتفاق العلماء وإجماعهم من قبيل عدم العلم، وليس من قبيل العلم بالعدم، لا سيما وأن أقوال العلماء كثيرة لا يحصيها إلا رب العالمين، وعدم العلم لا حجة فيه، فلذلك كانت العبارة المختارة في نقل الإجمال أن يقال: لا نعلم نزاعًا، أما أن يقال: "الناس مجمعون"، فهذا إنما يصح فيما عُلم واشتهر ضرورة الاتفاق عليه.
قال ابن القيم: "وليس مراده - أي: الإمام أحمد - بهذا استبعاد وجود الإجماع، ولكن أحمد وأئمة الحديث: بُلُوا بمن كان يرد عليهم السنة الصحيحة بإجماع الناس على خلافها، فبين الشافعي وأحمد أن هذه الدعوى كذب، وأنه لا يجوز رد السنن بمثلها". "مختصر الصواعق" (506) .
انظر: "المسودة" (316) ، و"مجموع الفتاوى" (19/271، 20/10، 247، 248) ، و"مختصر الصواعق" (506، 507) .

ولأن المخالف استدل بكلام الإمام:" ابن القيم" رحمه الله في كتابه:
" أعلام الموقعين عن رب العالمين"، فإننا ننقل ما قاله الإمام:" ابن القيم" كاملا لبيان:" تلبيس المخالف وتدليسه"، فكلام ابن القيم يناقض كلية اعتقاد المخالف ومنهجه، وما يدعو إليه بادعائه: وقوع الإجماع على بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، فإليكم كلام ابن القيم من كتابه كاملا:(1/24) متحدثا عن أصول الإمام أحمد:" وَكَانَ بِهَا إمَامُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الَّذِي مَلَأَ الْأَرْضَ عِلْمًا وَحَدِيثًا وَسُنَّةً... وَلَمْ يَكُنْ يُقَدِّمُ عَلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَمَلًا وَلَا رَأْيًا وَلَا قِيَاسًا وَلَا قَوْلَ صَاحِبٍ وَلَا عَدَمَ عِلْمِهِ بِالْمُخَالِفِ الَّذِي يُسَمِّيهِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ إجْمَاعًا وَيُقَدِّمُونَهُ عَلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَقَدْ كَذَّبَ أَحْمَدُ مَنْ ادَّعَى هَذَا الْإِجْمَاعَ، وَلَمْ يَسِغْ تَقْدِيمَهُ عَلَى الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، وَكَذَلِكَ الشَّافِعِيُّ أَيْضًا نَصَّ فِي رِسَالَتِهِ الْجَدِيدَةِ عَلَى أَنَّ مَا لَا يُعْلَمُ فِيهِ بِخِلَافٍ لَا يُقَال لَهُ إجْمَاعٌ، وَلَفْظُهُ: مَا لَا يُعْلَمُ فِيهِ خِلَافٌ فَلَيْسَ إجْمَاعًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: مَا يَدَّعِي فِيهِ الرَّجُلُ الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَذِبٌ، مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَاذِبٌ، لَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، مَا يُدْرِيهِ، وَلَمْ يَنْتَهِ إلَيْهِ؟ فَلْيَقُلْ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، هَذِهِ دَعْوَى بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ وَالْأَصَمِّ، وَلَكِنَّهُ يَقُولُ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، أَوْ لَمْ يَبْلُغْنِي ذَلِكَ، هَذَا لَفْظُهُ،وَنُصُوصُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجَلُّ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهَا تَوَهُّمَ إجْمَاعٍ مَضْمُونُهُ عَدَمُ الْعِلْمِ بِالْمُخَالِفِ، وَلَوْ سَاغَ لَتَعَطَّلَتْ النُّصُوصُ، وَسَاغَ لِكُلِّ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ مُخَالِفًا فِي حُكْمِ مَسْأَلَةٍ أَنْ يُقَدِّمَ جَهْلُهُ بِالْمُخَالِفِ عَلَى النُّصُوصِ؛ فَهَذَا هُوَ الَّذِي أَنْكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالشَّافِعِيُّ مِنْ دَعْوَى الْإِجْمَاعِ، لَا مَا يَظُنُّهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ اسْتِبْعَادٌ لِوُجُودِهِ".انتهى كلامه.
فكلام:" ابن القيم" واضح جدا في توجيهه لكلام أحمد رحمه الله، فقد بين بأن الإمام أحمد أجل من أن يقدم إجماعا موهوما أيا كان على نُصُوصُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ثم تكلم في:(2/174-175) عن:" طَرِيقُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي أَخْذِ الْأَحْكَامِ"، فقال رحمه الله:
" فَلَمَّا انْتَهَتْ النَّوْبَةُ إلَى الْمُتَأَخِّرِينَ سَارُوا عَكْسَ هَذَا السَّيْرِ، وَقَالُوا: إذَا نَزَلَتْ النَّازِلَةُ بِالْمُفْتِي أَوْ الْحَاكِمِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ أَوَّلًا: هَلْ فِيهَا اخْتِلَافٌ أَمْ لَا؟ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا اخْتِلَافٌ لَمْ يَنْظُرْ فِي كِتَابٍ وَلَا فِي سُنَّةٍ، بَلْ يُفْتِي وَيَقْضِي فِيهَا بِالْإِجْمَاعِ، وَإِنْ كَانَ فِيهَا اخْتِلَافٌ اجْتَهَدَ فِي أَقْرَبِ الْأَقْوَالِ إلَى الدَّلِيلِ فَأَفْتَى بِهِ وَحَكَمَ بِهِ.
وَهَذَا خِلَافُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ مُعَاذٍ وَكِتَابُ عُمَرَ وَأَقْوَالُ الصَّحَابَةِ. وَاَلَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَأَقْوَالُ الصَّحَابَةِ أَوْلَى فَإِنَّهُ مَقْدُورٌ مَأْمُورٌ، فَإِنْ عِلْمَ الْمُجْتَهِدُ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ أَسْهَلُ عَلَيْهِ بِكَثِيرٍ مِنْ عِلْمِهِ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَغَرْبِهَا عَلَى الْحُكْمِ.
وَهَذَا إنْ لَمْ يَكُنْ مُتَعَذِّرًا فَهُوَ أَصْعُبُ شَيْءٍ وَأَشَقُّهُ إلَّا فِيمَا هُوَ مِنْ لَوَازِمِ الْإِسْلَامِ، فَكَيْفَ يُحِيلُنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَلَى مَا لَا وُصُولَ لَنَا إلَيْهِ وَيُتْرَكُ الْحَوَالَةَ عَلَى كِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ اللَّذَيْنِ هَدَانَا بِهِمَا، وَيَسَّرَهُمَا لَنَا، وَجَعَلَ لَنَا إلَى مَعْرِفَتِهِمَا طَرِيقًا سَهْلَةَ التَّنَاوُلِ مِنْ قُرْبٍ؟ ثُمَّ مَا يُدْرِيهِ فَلَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، وَلَيْسَ عَدَمُ الْعِلْمِ بِالنِّزَاعِ عِلْمًا بِعَدَمِهِ، فَكَيْفَ يُقَدِّمُ عَدَمَ الْعِلْمِ عَلَى أَصْلِ الْعِلْمِ كُلِّهِ؟ ثُمَّ كَيْفَ يَسُوغُ لَهُ تَرْكُ الْحَقِّ الْمَعْلُومِ إلَى أَمْرٍ لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ وَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ مَوْهُومًا، وَأَحْسَنُ أَحْوَالِهِ أَنْ يَكُونَ مَشْكُوكًا فِيهِ شَكًّا مُتَسَاوِيًا أَوْ رَاجِحًا؟ ثُمَّ كَيْفَ يَسْتَقِيمُ هَذَا عَلَى رَأْيِ مَنْ يَقُولُ: انْقِرَاضُ عَصْرِ الْمُجْمِعِينَ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الْإِجْمَاعِ؟ فَمَا لَمْ يَنْقَرِضْ عَصْرُهُمْ فَلِمَنْ نَشَأَ فِي زَمَنِهِمْ أَنْ يُخَالِفَهُمْ، فَصَاحِبُ هَذَا السُّلُوكِ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَحْتَجَّ بِالْإِجْمَاعِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ الْعَصْرَ انْقَرَضَ وَلَمْ يَنْشَأْ فِيهِ مُخَالِفٌ لِأَهْلِهِ؟ وَهَلْ أَحَالَ اللَّهُ الْأُمَّةَ فِي الِاهْتِدَاءِ بِكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ عَلَى مَا لَا سَبِيلَ لَهُمْ إلَيْهِ وَلَا اطِّلَاعَ لِأَفْرَادِهِمْ عَلَيْهِ؟ وَتَرْكِ إحَالَتِهِمْ عَلَى مَا هُوَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ بَاقِيَةٌ إلَى آخِرِ الدَّهْرِ مُتَمَكِّنُونَ مِنْ الِاهْتِدَاءِ بِهِ وَمَعْرِفَةِ الْحَقِّ مِنْهُ، وَهَذَا مِنْ أَمْحَلْ الْمُحَالِ، وَحِينَ نَشَأَتْ هَذِهِ الطَّرِيقَةُ تَوَلَّدَ عَنْهَا مُعَارَضَةُ النُّصُوصِ بِالْإِجْمَاعِ الْمَجْهُولِ، وَانْفَتَحَ بَابُ دَعْوَاهُ، وَصَارَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْخِلَافَ مِنْ الْمُقَلِّدِينَ إذَا احْتَجَّ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ قَالَ: هَذَا خِلَافُ الْإِجْمَاعِ.
وَهَذَا هُوَ الَّذِي أَنْكَرَهُ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ، وَعَابُوا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ عَلَى مَنْ ارْتَكَبَهُ، وَكَذَّبُوا مَنْ ادَّعَاهُ؛ فَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَاذِبٌ، لَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، هَذِهِ دَعْوَى بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ وَالْأَصَمِّ، وَلَكِنْ يَقُولُ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، أَوْ لَمْ يَبْلُغْنَا.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الْمَرْوَزِيِّ: كَيْفَ يَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ: " أَجْمَعُوا؟ " إذَا سَمِعْتهمْ يَقُولُونَ: " أَجْمَعُوا " فَاتَّهِمْهُمْ، لَوْ قَالَ: " إنِّي لَمْ أَعْلَمْ مُخَالِفًا " كَانَ.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ أَبِي طَالِبٍ: هَذَا كَذِبٌ، مَا عِلْمُهُ أَنَّ النَّاسَ مُجْمِعُونَ؟ وَلَكِنْ يَقُولُ: " مَا أَعْلَمُ فِيهِ اخْتِلَافًا " فَهُوَ أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِهِ: إجْمَاعُ النَّاسِ.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْحَارِثِ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدَّعِيَ الْإِجْمَاعَ، لَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا".انتهى كلام:" ابن القيم" رحمه الله.

وقد نقل كلام:" ابن القيم": مقرا له: الشيخ العلامة:" صالح بن محمد بن نوح بن عبد الله العَمْري": المعروف ب:"الفُلَّاني المالكي"، وذلك في كتابه:" :" إيقاظ همم أولي الأبصار للاقتداء بسيد المهاجرين والأنصار":(1/116)،(1/159).
وبما سبق بيانه: يتضح لكل منصف عدم أمانة المخالف في النقل، ومناقشة المسائل، وذلك أمر جد منطقي، لأن ترويج البدع يحتاج للتلبيس والتدليس، فالنصوص الصحيحة لا تسعف مروجي البدع.

وقد ذكر المخالف لحاجة في نفسه أنني اعتمدت على قول الشيخ:
" الألباني" رحمه الله في هذه المسألة؟؟؟.
ننتظر رده المفصل على ما كتبناه له دون تلبيس أو تدليس، فهو الآن مكشوف أكثر من ذي قبل؟؟؟.

رغم علمي أنها حيلة الجاهل المكابر للهروب من مواجهة أدلة الاحتفال بالمولد وللتغطية عن عجزه وشلله التام .ورغم أنه من عادتي عدم الانسياق وراء المتهورين .الا أنني قررت مجاراتك وفضح ترهاتك.....
ان أبناء الأمة الاسلامية علماء وعوام لم يلفظوا هذه السلفية المزعومة الا لادراكهم بما تكيده هذه العصابة للاسلا م وأهله،وعلمهم أن هؤلاء الرويبضة يريدون هدم أركان الاسلام وعراه حجراحجرا.فبعد أن عاثوا في تفسير كتاب الله افسادا بفهمهم له حسب أهوائهم وعقولهم السقيمة.وتجرأهم على سنةالحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام بتصحيح الضعيف منها اذا كان يوافق أهواءهم ويخدم مصالحهم وتضعيف الصحيح اذا كان لا يتواءم مع حشوهم ونكوصهم عن الحق.....هاهم يخرجون من جحورهم لابطال الأصل الثالث من أصول التشريع الاسلامي الذي اتفق عيه أهل السنة والجماعة ألا وهو الاجماع بدعوى أن الاجماع غير ممكن التحقق !!!!.ونقول لهم :لو كان الامر كذلك ما اجمع أهل السنة على حجيته!!!!!! .وقد كان أول من دعا لهذه الفرية اما م المعتزلة النظام رحمه الله...وأحياها في السنوات الماضية الالباني رحمه الله في عديد من كتبه.ومن سار على خطاهما
والمضحك المبكي عند هؤلاء الحشوية أنهم يحتجون بالاجماع اذا تعلق الأمر بما يوافق أهواءهم...ولكنهم ينفون وقوعه....!!!!!!!!ومن أراد التأكد فليعد الى كتبهم فانها طافحة بمثل عبارة :وعلى هذا أجمع المسلمون .وأجمع على ذلك أهل السنة.وباجماع المذاهب الاربعة .وباجماع السلف .واجماع الصحابة على هذا....وهلم جرا.
وأنا لا اريد أن أذكر مئات أو آلا ف الشهادات لأئمتنا أئمة اهل السنةعلى حجية الاجماع وتحققه ووقوعه.فتوضيح الواضحات من أكبر المشكلات.ولكنني سأكتفي بثلاثة أدلة
1-قال الامام الرازي في تفسيره ج11ص41:روي أن الامام الشافعي رضي الله عنه سئل عن آية في كتاب الله تعالى تدل على أن الاجماع حجة فقرأالقرآن ثلا ثمائةمرة حتى وجد هذه الآية:(ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غيرسبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)
2-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بامكان وقوع الاجماع وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام :(لاتجتمع امتي على ضلالة).رواه الترمذي وغيره.والغريب في الامر أن الالباني صحح هذا الحديث كما في كتابه صحيح الجامع ج2ص136.
3-قال الامام أحمد:ليس في هذا -أي بيع الدين بالدين-حديث يصح لكن اجماع الناس على انه لايجوز بيع دين بدين.أنظر نيل الاوطار للشوكاني ج5ص245.
فهاهو الامام أحمد الذي أساء الحشوية فهم مقولته :(من قال بالاجماع فقد كذب) .هاهو رضي الله عنه يعتقد امكان حدوث الاجماع ويحتج بالاجماع كذلك .وقد تعمدت ذكر مسألة بيع الدين حتى لايقول حشوي :ان الاجماع ينعقد في المعلوم من الدين بالضرورة ومانصت عليه النصوص .
وهذه المسألة ليست من المعلوم من الدين بالضرورة ولا يوجد فيها نص صحيح كما قال الامام احمد ولكن الاجماع منعقد حولها كما رأينا من قول الامام رضي الله عنه.
والحشوية يريدون خطف الاما م أحمد منا ولكن هيهات هيهات فأهل السنةلهم بالمرصاد.
لا أريدذكر اكثر من هذا فكتب أهل السنة طافحة بأدلة وقوع الاجماع ولكن خير الكلام ماقل ودل.
التعديل الأخير تم بواسطة ابو ايوب23 ; 14-01-2014 الساعة 09:26 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:48 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى