هام جدا: عظمة الفتوحات الإسلامية وشهادات المؤرخين والمنصفين
06-12-2015, 12:50 PM
هام جدا: عظمة الفتوحات الإسلامية وشهادات المؤرخين والمنصفين
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
يقول:" الخبير العليم في القرآن الكريم معظما شأن دينه: الإسلام"، وأنه ارتضاه دينا للبشرية جمعاء إلى يوم الدين بإرسال رسوله محمد عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين، وأنه مظهره على غيره من الأديان، وممكن في الأرض لعباده المسلمين، وأنه لن يقبل غير الإسلام دينا من أي كان!!؟، فقال في محكم القرآن:
[الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا].
[وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ].
[يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ].
[وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ. إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ . وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ].
وقد بشرنا الرسول الكريم عليه أفضل صلاة، وأزكى تسليم بأن:" الإسلام" سيبلغ ما بلغ الليل والنهار: بعز عزيز، أو بذل ذليل، فأنجز الله وعد ، وتحققت بشارة نبيه عليه الصلاة والسلام: القائل في أحاديث صحيحة شريفة، وقد ذكر بعضها معلقا عليها فضيلة الشيخ المحدث العلامة:" محمد ناصر الدين الألباني" رحمه الله في مطلع كتابه الفذ الماتع الرائع:" سلسلة الأحاديث الصحيحة" كما يأتي:
1 -){لا يذهب الليل و النهار حتى تعبد اللات و العزى, فقالت عائشة :
يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله:[ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ] أن ذلك تاما, قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله } . الحديث .
قال فضيلة الشيخ المحدث العلامة:" محمد ناصر الدين الألباني" رحمه الله في:(السلسلة الصحيحة: 1 /6):
"المستقبل للإسلام :
قال الله عز وجل:[ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ].
تبشرنا هذه الآية الكريمة بأن: المستقبل للإسلام بسيطرته وظهوره وحكمه على الأديان كلها, و قد يظن بعض الناس: أن ذلك قد تحقق في عهده صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلفاء الراشدين و الملوك الصالحين, و ليس كذلك, فالذي تحقق: إنما هو جزء من هذا الوعد الصادق, كما أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكره.
و قد وردت أحاديث أخرى: توضح مبلغ ظهور الإسلام، ومدى انتشاره, بحيث لا يدع مجالا للشك في أن:( المستقبل للإسلام بإذن الله وتوفيقه).
و ها أنا أسوق ما تيسر من هذه الأحاديث عسى أن تكون: سببا لشحذ همم العاملين للإسلام, وحجة على اليائسين المتواكلين، وتبكيتا للحاقدين الشانئين:
2 –{ إن الله زوى ( أي جمع و ضم ) لي الأرض، فرأيت مشارقها و مغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها }. الحديث .
و أوضح منه و أعم الحديث :
3 –{ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار، ولا يترك الله بيت مدر، ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، و ذلا يذل به الكفر}.
4 -{عن أبى قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي، وسئل: أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟. فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتابا قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية ؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مدينة هرقل تفتح أولا" . يعني قسطنطينية}.
و ( رومية ) هي: روما كما في " معجم البلدان " و هي:" عاصمة إيطاليا اليوم".
و قد تحقق الفتح الأول على يد:" محمد الفاتح العثماني" كما هو معروف، و ذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح، وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى و لابد، و لتعلمن نبأه بعد حين.
و لا شك أيضا: أن تحقيق الفتح الثاني: يستدعي أن تعود الخلافة الراشدة إلى الأمة المسلمة، وهذا مما يبشرنا به صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الآتي:
5 -{تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت} .انتهى كلام فضيلة الشيخ المحدث العلامة:" محمد ناصر الدين الألباني" رحمه الله.
ولأن:" المستشرقين" هم أشد الناس حرصا على بث الشبهات حول الإسلام، فقد كانوا سباقين إلى طرح:" شبهة دمويةالفتوحات الإسلامية!!؟"، وقد روجوا لبضاعتهم الحاقدة الكاسدة بين بني قومهم، كما راجت تلك الشبهة على بعض المسلمين ممن لا يملكون من العلم الشرعي: ما يؤهلهم لدحض تلك الشبهة المغرضة!!؟.
ودحضا لتلك الفرية الصلعاء، والكذبة القرناء: ننشر هذا المتصفح الرائع الماتع، وهو للأستاذ الفاضل:" أبو حب الله" – جزاه الله خير الجزاء-، وقد جمع فيه في شقين بين:( نصوص الشريعة الدالة على رحمة وعدالة الإسلام مع مخالفيه المسالمين) في شقه الأول، وتضمن في شقه الثاني:( شهادات المنصفين من غير المسلمين)، وصدق من قال:" والفضل ما شهدت به الأعداء"، وقد أحسن الأستاذ الفاضل:" أبو حب الله" بنقله لشهادات المنصفين الغربيين، لأن أكثر المثيرين لتلك الفرية: يتعامون عن :( نصوص الشريعة الدالة على رحمة وعدالة الإسلام مع مخالفيه المسالمين)، وذلك بانتهاجهم في نقدهم للإسلامبالأسلوب الذبابي الباحث فقط عما يتوهمونه قادحا في الإسلام، لينشروه بين عوام الناس لتشكيكهم في دينهم!!؟.
وإلى الموضوع مع تصرف يسير:
الإخوة الكرام:
هناك من يتهم الإسلامبالانتشار بالسيف والجبر!!؟، وأنه كان يُصادر حريات البشر في معتقداتهم!!؟، وليس كما يزعمه المسلمون، فجمعت له الشهادات التالية، وذلك لغياب تلك الحقائق الهامة عن الفتوحات الإسلاميةورحمتها وعدالتها وكفالتها لحرية العقيدة للمسالمين ....
---------
أقول: لم ولا ولن : يجد العالم أمة ًكانت لها تشريعاتها الرحيمة العادلة حتى في الحروب، وطبقتها بالفعل على أرض الواقع : إلا الأمة الإسلامية السُـنية.
وأرجو قراءة الأحاديث التالية بتمعن، ومقارنة حال:(المدنيين الذين لا يشتركون في الحرب) فيها: بما يذكره المغالطون المغرضون:
فهذا رسول الله بأبي هو وأمي يُعلم أصحابه فيقول:
" اغزوا باسم الله: في سبيل الله.. قاتلوا مَن كفر بالله: اغزوا، ولا تغُلّوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا (أي تشويه القتلى والجثث)،ولا تقتلوا وليدا ً":( صحيح مسلم).
وعن رباح بن ربيع قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة .. فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلا فقال: انظر علام اجتمع هؤلاء ؟!، فجاء فقال: على امرأة قتيل (أي مقتولة)، فقال: ما كانت هذه لتقاتل !!، قال : وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعث رجلا ، ًفقال : قل لخالد: لا تقتلن امرأة ولا عسيفا ً". رواه أبو داود وصححه الألباني.
ونهى عن الغدر حتى في الحرب ..! يقول صلى الله عليه وسلم :
" إن الغادر : يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال : هذه غَدْرة فلان بن فلان ". رواه البخاري ومسلم ..
والآن: أترككم مع الثمرات، ومع تطبيق الأقوال إلى أفعال ..
وليس مثل: دساتير حقوق الإنسان والأسرى، وعصابة الأمم ورحمة النصارى المزعومة!!؟.
1...
يقول (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص99) :
" لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام ، أو عن أي اضطهاد منظم: قصد منه استئصال الدين المسيحي من قِـبل المسلمين ".
2...
يقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131) :
" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !!!!.. فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم ".
ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق:
" وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم، وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم.. وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (أي في بلاد المسلمين) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية(أي كنيسة روما).. والذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا .. أصبح هؤلاء الآن: (أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين) ".
3...
وينقل مترجم كتاب:(حضارة العرب) لـ:(غوستاف لوبون) في حاشية الصفحة 128 : قول ما جاء عن:(روبرتسن) في كتابه:(تاريخ شارلكن) :
" إن المسلمين وحدهم هم: الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) .. و(روح التسامح) نحو أتباع الأديان الأخرى .. وإنهم مع امتشاقهم الحسام(أي السيف): نشراً لدينهم .. فقد تركوا مَن لم يرغبوا في هذا الدين: أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية ".
4...
وينقل أيضاً عن الراهب:(ميشود) في كتابه:(رحلة دينية في الشرق) قوله :
" ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين (التسامح) !!.. والذي هو آية الإحسان بين الأمم !!.. واحترام عقائد الآخرين.. وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة ".
5...
وينقل:(أيه إس ترتون) مرة أخرى في كتابه:(أهل الذمة في الإسلام ص159): شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام 657 هـ حيث يقول :
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون .. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !!.. بل يمتدحون ملتنا !!!.. ويوقرون قديسينا وقسسنا !!!.. ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا ".
6...
ويقول المفكر الأسباني:(بلاسكوا أبانيز) في كتابه:(ظلال الكنيسة): متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس :
" لقد أحسنت (أسبانيا) استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. وأسلمتهم القرى برمتها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى.. حتى تفتح لها الأبواب !!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم غزوة (تمدين وحضارة) ولم تكن غزوة (فتح وقهر) .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة (حرية الضمير) .. وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب !!!... فقبلوا في المدن التي ملكوها (كنائس النصارى) و (بيع اليهود – جمع بيعة) ولم يخشَ (المسجد) من (معابد الأديان) التي سبقته .. بل عرف لها حقها !!.. واستقر إلى جانبها.. غير حاسد لها.. ولا راغب في السيادة عليها ".
7...
ويقول المؤرخ الإنجليزي السير:(توماس أرنولد) في كتابه:(الدعوة إلى الإسلام ص51) :
" لقد عامل المسلمون المنتصرون العرب : المسيحيين: بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !!.. واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة .. ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام: قد اعتنقته عن (اختيار وإرادة حرة) !!.. وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين: لخير شاهد على هذا التسامح ".
8...
وتقول المستشرقة الألمانية:(زيغريد هونكه) في كتابها:(شمس العرب تسطع على الغرب ص364) :
" العرب (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) الدخول في الإسلام .. فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) : سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم .. وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى !!!!.. أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!!!.. أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " .
وفعلا ًزميلي : وكأن السؤال لك !!.. بل: ولغيرك ممَن لا يقرأ عن دينه إلا للحاقدين الكاذبين الذين يُطلقون الكلام على عواهنه !!!..
9...
ويقول المـؤرخ الإسباني:(أولاغي) :
" فخلال النصف الأول من القرن التـاسع : كـانت أقـلية مسيحية مُهمة تعيش في قرطبة، وتمارس عبادتها بحرية كاملة ".
10...
ويقـول القس:(إيِلوج) :
" نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات في ما يتعلق بمعتقدنا ".
11...
ويبين لنا:(توماس أرنولد) في كتابه:(الدعوة إلى الإسلام ص93) أن :
" (خراج) مصر كان على عهد (عثمان رضي الله عنه): (اثنا عشر مليون دينار) .. فنقص في عهد (معاوية رضي الله عنه) حتى بلغ (خمسة ملايين) .. ومثله كان في (خراسان) .. فتلاعب بعض الأمراء في شرع الله : طمعا ًفي (الخراج والجزية) .. فلم يُسقطهما بعض الأمراء عمّن أسلم من أهل الذمة !!!!!.. ولهذا السبب : قام أمير المؤمنين (عمر بن عبد العزيز) بعزل واليه على (خراسان) : (الجراح بن عبد الله الحكمي) .. وكتب له كلمته المشهورة: " إن الله تعالى بعث محمداً هادياً.. ولم يبعثه جابياً ".
والسؤال الآن زميلي هو:
إذا كان الحال هو كما عرفنا وقرأنا الآن .. من عدم (غصب) شعوب العالم على اعتناق الإسلام .. أو حتى مضايقتها في أديانها .. فما هو السر إذا في:
تقبل هذه الشعوب للإسلام، وانتشاره فيها إلى الآن ؟!!!!!!!!!!..
12...
ينقل (الخربوطلي) عن المستشرق:(دوزي) في كتابه:(نظرات في تاريخ الإسلام) قوله :
" إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام .. وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة : مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة".
13...
ويقول:(غوستاف لوبون) في كتابه:(حضارة العرب ص127) :
" إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن .. فقد ترك العرب المغلوبين أحراراً في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام.. واتخذ العربية لغة له : فذلك لِـما كان يتصف به العرب الغالبون من (ضروب العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله !!!.. ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى ".
ويقول أيضا ً:
" وما جهله المؤرخون أن (حِلم) العرب الفاتحين و (تسامحهم) : كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم ولغتهم !!!!.. والحق : أن الأمم لم تعرف(فاتحين رحماء متسامحين ) مثل العرب، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم ".
14...
ويوافقه المؤرخ:(ول ديورانت)، فيقول في كتابه:(قصة الحضارة) :
" وعلى الرغم من منهج التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون .. أو بسبب هذا المنهج : اعتنق الدين الجديدَ (معظمُ) المسيحيين .. وجميع (الزرادشتيين والوثنيين) إلا عدداً قليلاً منهم !!!.. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من (الصين وأندنوسيا) إلى (مراكش والأندلس) !!!!.. واستحوذ على خيالهم .. وسيطر على أخلاقهم !!.. وصاغ لهم حياتهم .. وبعث آمالاً : (تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها) ".
أقول : ولم يكن للإسلام كل هذا زميلي :
إلا لو كان من رب البشر، فقد عجزت عقول أباطرة الناس عن مثله!!؟.
وما زالوا يُخرجون لنا العفن بعيدا ًعن الدين:(علمانية– ليبرالية... إلخ)،
وقد فشلت هذه الخداعات في بلاد الكفر نفسه : فهل من معتبر ؟!!..
15...
ويقول:(روبرتسون) في كتابه:(تاريخ شارلكن) :
" لكنا لا نعلم للإسلام (مجمعاً دينياً متسلطا) .. ولا (رُسلاً وراء الجيوش) .. ولا (رهبنة بعد الفتح) !!!.. فلم يُكره الإسلام أحدا على اعتناقه (بالسيف ولا باللسان) .. بل دخل القلوب عن (شوق واختيار) .. وكان ذلك نتيجة ما جاء في القرآن من مواهب (التأثير) و (الأخذ بالأسباب) ".
16...
ويقول:(آدم متز) في كتابه:(الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 2/93) :
" ولما كان الشرع الإسلامي (خاصاً) بالمسلمين .. فقد أفسحت الدولة الإسلامية المجال بين أهل الملل الأخرى وبين (محاكمهم الخاصة بهم) .. والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت(محاكم كنسية) .. وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام (كبار القضاة) أيضاً، وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون في ذلك الوقت.. ولم تقتصر أحكامهم على مسائل (الزواج) .. بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل (الميراث) وأكثر (المنازعات) التي تخص المسيحيين وحدهم: مما لا شأن للدولة الإسلامية به ".
ويقول أيضاً :
" أما في الأندلس .. فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى: كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم .. وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي المسلم إلا في مسائل القتل ".
أقول : ورغم هذا : ففي بلاد العرب، ولاحتكاكهم الأطول والأقرببالإسلام وعدله، فقد كانوا كثيرا ًما يلجئون إلى شرعه !؟؟.
17...
فينقل لنا:(الخربوطلي) عن الدكتور:(فيليب) في كتابه:(تاريخ العرب) حديثه عن :
" رغبة أهل الذمة في (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !!.. واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون (مواريثهم) حسب ما قرره الإسلام".
وبعد كل هذا:
حق لنا أن نقول:
سبحان اللهالعظيم على تلكم:( الافتراءات الصلعاء، والكذبات القرناء ):التي لازال يلوكها مكررا مجترا: بعض من يتكلم بلساننا!!؟.
وآخر ما نختم به مبحث خفيف لطيف، وهو: ما تعلق بتشريع الجزية في الإسلام، وتعليق هؤلاء المنصفين عليها:
18...
حيث ذكر:(وول ديورانت) في:(موسوعة الحضارة): مقدار الجزية التي كان يأخذها المسلمون، فقال :
" إن المبلغ يتراوح بين دينار وأربعة دنانير سنويًا ".
أقول: أي ما يوازي اليوم من 4.75 إلى 19 دولار أمريكي على حسب قدرة وغنى الفرد!!؟، وهي: قيمة ثابتة لا تتجاوز هذه الأرقام المتواضعة سنويًا: إذا ما قارناها بالنسبة إلى زكاة مال المسلم الغني نفسه سنويًا!!؟، والتي تبلغ 2.5 % من ماله: إذا بلغ حد زكاة المال.
[ لاحظ أن الجزية:(قيمة) ثابتة، وأما الزكاة فهي:(نسبة) متعلقة بحجم رأس المال].
وبمعنى أوضح:
لو لدينا:" تاجر مسلم": رأس ماله في السنة 100.000 (مائة ألف) دينار.. و:" تاجر نصراني": مثلًا يملك نفس القدر من رأس المال في السنة، فإن:" التاجرالنصراني ":سيدفع 4 دينار فقط:(جزية الأغنياء)،
في حين سيدفع:" التاجر المسلم": 2.5 % أي : 2500 دينار !!!!؟؟؟؟.
ويواصل:(وول ديورانت) بيانه للأصناف التي كانت تستثنيهم الجزية، فيقول :
" وأنه كان يُعفى منها: الرهبان والنساء والذكور الأقل من سن البلوغ والأرقاء والشيوخ والعجزة والعميان والفقراء، وكان الذميون يُعفون في نظير هذه الجزية من الخدمة العسكرية، ولا تفرض عليهم الزكاة ".
19...
ويقول:(آدم ميتز) كلامًا مثل ذلك في كتابه:(الحضارة الإسلامية: 1/ 96) :
" كان أهل الذمة يدفعون الجزية : كلٌ منهم بحسب قدرته .. وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني .. فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها: ذوو العاهات ولا الرهبان وأهل الصوامع: إلا إذا كان لهم غنىً".
20...
يقول الكاتب والباحث الفرنسي:(ديسون) نقلا ًعن كتاب (محمد بن عبد الله ص 63، تعريب عمر أبو النصر 1934 م) :
" من الخطأ: أن يصدق المرء ما يروِّج له البعض م:ن أن السيف كان المبشر الأول في تقدم الإسلام وتبسطه، ذلك أن السبب الأول في انتشارالإسلام يعود إلى: هذه الأخوة الدينية الفريدة، وإلى هذه الحياة الجديدة الاجتماعية التي دعا إليها ومكَّن لها، ثم إلى هذه الحياة الشريفة الطاهرة التي راح يحياها محمد وخلفاؤه من بعده، والتي بلغت من العفة والتضحية حداً جعل الإسلام قوة عظيمة لا تغلب ".
21...
وتقول البريطانية الباحثة في الأديان:(كارين أرمسترونج) في كتابها:(سيرة النبي محمد ص 393) :
" من الخطأ: أن يصدق المرء ما يروِّج له البعض م:ن أن السيف كان المبشر الأول في تقدم الإسلام وتبسطه، ذلك أن السبب الأول في انتشارالإسلام يعود إلى: هذه الأخوة الدينية الفريدة، وإلى هذه الحياة الجديدة الاجتماعية التي دعا إليها ومكَّن لها، ثم إلى هذه الحياة الشريفة الطاهرة التي راح يحياها محمد وخلفاؤه من بعده، والتي بلغت من العفة والتضحية حداً جعل الإسلام قوة عظيمة لا تغلب ".
21...
وتقول البريطانية الباحثة في الأديان:(كارين أرمسترونج) في كتابها:(سيرة النبي محمد ص 393) :
22...
ويقول المستشرق الهولندي:(دوزي) في مقدمة كتابه:(ملحق وتكملة القواميس العربية) :
" إن ظاهرة دين محمد تبدو لأول وهلة لغزاً غريباً!، ولا سيما متى علمنا أن هذا الدين الجديد: لم يُفرض فرضاً على أحد ".
23...
ويقول:(توماس كارليل) في كتابه:(الأبطال) نقلا ًعن كتاب:(حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ص 227 : عباس محمود العقاد : كتاب الهلال) :
"إن اتهام محمد بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته: سخف غير مفهوم!!؟، إذ ليس مما يجوز في الفهم: أن يُشهر رجل واحد سيفه، ليقتل به الناس، أو يستجيبوا لدعوته ".
24..
ويقول:(غوستاف لوبون) في كتابه:(حضارة العرب ص 128- 129 تعريب عادل زعيتر: البابي الحلبي) :
"لقد أثبت التاريخ: أن الأديان لا تفرض بالقوة، ولم ينتشر الإسلام بالسيف، بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل.. ولم يكن الإسلام أقل انتشاراً في الصين التي لم يفتح العرب أي جزء منها قط ".
ويقول قبلها في:( ص 127 ):
"إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار الإسلام، فقد ترك المنتصرون العربُ المغلوبين أحراراً في أديانهم".
وختاما:
بعد كل تلك الشهادات المنصفة لأساطين الفكر الغربي، نقول:
هل سيجرؤ من يملك:" أدنى مسكة من عقل!!؟": أن يتهم فتوحات الإسلام بالدموية والهمجية!!؟.
لا أظن ذلك!!؟، وإن كنت أجزم بأنه: سيجد شهادات توافق مراده عن مستشرقين وغيرهم ممن حقدوا علىالإسلام، فافتروا عليه تلك الأباطيللعجزهم عن إطفاءنور الله بالفعل، فلم تبق لهم إلا:( أفواههم وأموالهم) ليصدوا عن سبيل الله، وقد أنبأنا الله بخبرهم ومآلهم ، فقال في:" القرآنالمبين، وهو: أصدق القائلين":
[يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ].
[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ].
فالحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.