سُبحانه سبحانه سبحانهْ
05-11-2009, 03:07 PM
للشيخ الأزهري حفظه الله:
سُبحانه سبحانه سبحانهْ = مَنْ أبدَعَ الخلقَ بلا إعانةْ
يا فَوزَ عبدٍ طائعٍ يخشاهُ = يُجانِبُ التَّشبيهَ لا يَغْشاهُ
ويلٌ لمنْ قال : أنا ابنُ السَلَفِ = وخاضَ في المُشْكِلِ والمُخْتَلِفِ
وشَبَّهَ اللهَ وقَلَّ الأَدَبَا = وقالَ بالظاهرِ سُخْفاً وغَبَا
يا طالبَ الحقِّ أصِخْ ليْ واسْتمِعْ = وطَهِّرِ القلبَ عسى أنْ تنتفعْ
سألتَ عن عُلُوِّ مولانا الأَجَلّ = سُبحانهُ سبحانه عَزَّ وجَلّ
تقولُ : إنَّ اللهَ فوقَ عرشِهِ = كَمَلِكٍ حَلَّ بأصلِ فَرْشِهِ ؟!
أم قائلٌ أنت بأنَّ اللهَ = فَوْقُ بِلا كيفَ فلا نأْباها ؟
فإنْ تَكُ الأُولى فأنتَ الخاسِرُ = وإن تك الأُخْرى فَرَبي غافرُ
وإِنْ تُشِرْ بإصبعٍ لذاتِهِ = تخوضُ بالتكييفِ في صِفاتِهِ
وتعتقدْ له مكانا ـ جَلاّ ـ = فَهْوَ ـ تعالى ـ في المكانِ حَلاّ
وتلتزمْ حُلُولَهُ تلك الجِهَةْ = وريشةُ الذِّهنِ جَرَتْ مُشَبِّهَةْ
ترسمُ للجبارِ ما يَحْلُو لكا = معتقِدا قعودَه هنالِكا
جعلتَه كاللَّوحِ فوقَ العرشِ = وما بهِ مِن صورةٍ ونَقْشِ
لا فرق بين الله والنُّجومِ = إلا ارتفاعاً واضحَ الرُّسومِ
فإن تكُ الفوقيةُ المقصودةْ = عندكمو كهذه المحدودةْ
فلا يفيدُ النفيُ للتكييفِ = لأنهُ ضَرْبٌ مِنَ التَّزْيِيفِ
رَسَمْتُمو حدودَ هذه الصِّفَةْ = بكل دِقَّةٍ وحُسْنِ معرفةْ
فاللهُ واللَّوحُ معاً سِيَّانِ = عندكمو في صورةِ الأذهانِ
فذلكَ التجسيمُ في الحقيقةِ = وغايةُ التكييفِ في العقيدةِ
ومَنْ يرى التجسيمَ فَهْوَ كافِرُ = فَدَعْ هواهُ إنَّهُ لَخاسِرُ
وإنْ تكنْ فَوْقِيَّةً عظيمةْ = أَعْظَمُ مما تُدرِكُ البهيمةْ
عُلُوُّهُ ليس علوَّ المَنْكِبِ = وما يُرَى مِنْ أنْجُمٍ وكَوْكَبِ
لا تُشْبِهُ المسافةَ المخلوقةْ = كَتِلْكُمُ المَرْئِيَّةِ المرموقةْ
عُلوُّه أعلى وفَوقُهُ أَجَلّ = ما رامَهُ فِكْرُ امْرءٍ إلاّ وكَلّ
يرجِعُ بعدَ فِكْرِهِ حَسِيرا = مُخَيَّباً مُحَيَّرا أسيرا
يدركُ أنَّ اللهَ موجودٌ بِلا = تمكُّنٍ في نازلٍ وما عَلا
كُلُّ أماكنِ الوجودِ فِعْلُهُ = لا هُوَ حَلَّها ولا تَحُلُّهُ
وما سِوَى اللهِ فَخَلْقٌ حَادِثُ = واللهُ مولانا العزيزُ الوارثُ
فإنْ تكنْ تقصدُ ذا يا ابنَ الخَلَفْ = فكلُّ خُلْفٍ قد تَوَلَّى وسَلَفْ
فلا خلافَ بيننا في المسألةْ = فقد بَدَتْ ظاهرةً مُسْتَسْهَلَةْ
فاخترْ مِنَ القولينِ ما تَراهُ = وكلُّ ما تقولُهُ تَلْقاهُ
إنْ كانَ خيرا فَلَنِعْمَ المُسْتَقَرّ = أو كان شَرّاً فسعيرٌ وسَقَرْ
سُبحانه سبحانه سبحانهْ = مَنْ أبدَعَ الخلقَ بلا إعانةْ
يا فَوزَ عبدٍ طائعٍ يخشاهُ = يُجانِبُ التَّشبيهَ لا يَغْشاهُ
ويلٌ لمنْ قال : أنا ابنُ السَلَفِ = وخاضَ في المُشْكِلِ والمُخْتَلِفِ
وشَبَّهَ اللهَ وقَلَّ الأَدَبَا = وقالَ بالظاهرِ سُخْفاً وغَبَا
يا طالبَ الحقِّ أصِخْ ليْ واسْتمِعْ = وطَهِّرِ القلبَ عسى أنْ تنتفعْ
سألتَ عن عُلُوِّ مولانا الأَجَلّ = سُبحانهُ سبحانه عَزَّ وجَلّ
تقولُ : إنَّ اللهَ فوقَ عرشِهِ = كَمَلِكٍ حَلَّ بأصلِ فَرْشِهِ ؟!
أم قائلٌ أنت بأنَّ اللهَ = فَوْقُ بِلا كيفَ فلا نأْباها ؟
فإنْ تَكُ الأُولى فأنتَ الخاسِرُ = وإن تك الأُخْرى فَرَبي غافرُ
وإِنْ تُشِرْ بإصبعٍ لذاتِهِ = تخوضُ بالتكييفِ في صِفاتِهِ
وتعتقدْ له مكانا ـ جَلاّ ـ = فَهْوَ ـ تعالى ـ في المكانِ حَلاّ
وتلتزمْ حُلُولَهُ تلك الجِهَةْ = وريشةُ الذِّهنِ جَرَتْ مُشَبِّهَةْ
ترسمُ للجبارِ ما يَحْلُو لكا = معتقِدا قعودَه هنالِكا
جعلتَه كاللَّوحِ فوقَ العرشِ = وما بهِ مِن صورةٍ ونَقْشِ
لا فرق بين الله والنُّجومِ = إلا ارتفاعاً واضحَ الرُّسومِ
فإن تكُ الفوقيةُ المقصودةْ = عندكمو كهذه المحدودةْ
فلا يفيدُ النفيُ للتكييفِ = لأنهُ ضَرْبٌ مِنَ التَّزْيِيفِ
رَسَمْتُمو حدودَ هذه الصِّفَةْ = بكل دِقَّةٍ وحُسْنِ معرفةْ
فاللهُ واللَّوحُ معاً سِيَّانِ = عندكمو في صورةِ الأذهانِ
فذلكَ التجسيمُ في الحقيقةِ = وغايةُ التكييفِ في العقيدةِ
ومَنْ يرى التجسيمَ فَهْوَ كافِرُ = فَدَعْ هواهُ إنَّهُ لَخاسِرُ
وإنْ تكنْ فَوْقِيَّةً عظيمةْ = أَعْظَمُ مما تُدرِكُ البهيمةْ
عُلُوُّهُ ليس علوَّ المَنْكِبِ = وما يُرَى مِنْ أنْجُمٍ وكَوْكَبِ
لا تُشْبِهُ المسافةَ المخلوقةْ = كَتِلْكُمُ المَرْئِيَّةِ المرموقةْ
عُلوُّه أعلى وفَوقُهُ أَجَلّ = ما رامَهُ فِكْرُ امْرءٍ إلاّ وكَلّ
يرجِعُ بعدَ فِكْرِهِ حَسِيرا = مُخَيَّباً مُحَيَّرا أسيرا
يدركُ أنَّ اللهَ موجودٌ بِلا = تمكُّنٍ في نازلٍ وما عَلا
كُلُّ أماكنِ الوجودِ فِعْلُهُ = لا هُوَ حَلَّها ولا تَحُلُّهُ
وما سِوَى اللهِ فَخَلْقٌ حَادِثُ = واللهُ مولانا العزيزُ الوارثُ
فإنْ تكنْ تقصدُ ذا يا ابنَ الخَلَفْ = فكلُّ خُلْفٍ قد تَوَلَّى وسَلَفْ
فلا خلافَ بيننا في المسألةْ = فقد بَدَتْ ظاهرةً مُسْتَسْهَلَةْ
فاخترْ مِنَ القولينِ ما تَراهُ = وكلُّ ما تقولُهُ تَلْقاهُ
إنْ كانَ خيرا فَلَنِعْمَ المُسْتَقَرّ = أو كان شَرّاً فسعيرٌ وسَقَرْ
واصْدُقْ في الطّلب تَرِثْ عِلمَ البصائر، وتَبْدُ لك عيونُ المعارف، وتُميّزْ بنَفسِك عِلمَ مايرِدُ عليك بخَالص ِ التوفيق، فإنما السَّبق لمن عَمِلَ، والخشية ُ لمن عَلِمَ ، والتوكلُ لمن وَثِقَ، والخوفُ لمن أيقَنَ ، والمزيدُ لمن شَكَرَ.
((الإمام المحاسبي رحمه الله ))
((الإمام المحاسبي رحمه الله ))