الدعوة التعزيزية
20-06-2012, 08:01 PM
إن الدعوة كعمل عام يقوم به كل الناس لصالح كل الناس ، تُمارس على إحدى ثلاثة أنماط شائعة، فإما أن تكون دعوة تعليمية تعتمد على الشرح والقدرة على إيصال المعلومة الشرعية، وإما أن تكون دعوة إرشادية يُضاف فيها إلى التعليم الحثّ على فعل الشيئ أو الزجر عنه بإستعمال قوة التأثير والإقناع، وإما أن تكون دعوة تعزيزية تعتمد على مهارة تعزيز السلوك التي يُقصد بها في علم النفس ذلك الجُهد الذكي الذي يقوم من خلاله الشخص بالتأثير على سلوك شخص آخر بهدف تكراره إن كان سلوكا إيجابيا أو تثبيطه إن كان سلوكا سلبيا عن طريق المدح والثناء والمكافأة وغير ذلك، كأن تمدح الأم قيام ابنها بإلقاء تحية المسلمين لتعزّزها في نفسه، وكأن يثني الأب على إعتناء ابنته بحجابها لتتمسك به أكثر...
وهذا النمط هو أفضل أنماط الدعوة وأكثرها نجاعة وتأثيرا، لأنه يمسك بزمام النفس البشرية بكل لُطف ويتغلغل في لاوعي الفرد من أجمل مداخله ليصنع في باطنه العميق كل جميل ويهدم كل قبيح.
ولعلّ أفضل مثال على ذلك هو حديث عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :" نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلّي من الليل"، كان وهو الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام يدعم في شخص عبد الله أفضليته وخيريته ويهدم في نفس الوقت عدم قيامه للصلاة بالليل، من أجل دعوته إلى الحفاظ على مكاسبه مع الإرتقاء بها إلى ماهو خير، فالرسول عليه الصلاة والسلام يعزّز السلوك الإيجابي من أجل هدم السلوك السلبي، وهذا ما أحبّ أن أسمّيه " تعزيز الوضع والرفع" لأنه يضع المحمود لأجل أن يرفع المذموم ويرفع المذموم لأجل أن يضع المحمود.
إذا كانت لكِ أخت أو كان لكَ أخ يظهر عليها أو عليه سلوك غير سويّ ، وأردت دعوتها أودعوته إلى الحق والخير، فلا تقولي لها " لماذا أنت متبرجة؟" ، " أو يا مسترجلة؟" ولا تقُل له " ما بك يا علماني؟" ، لأن هذا الخطاب من شأنه أن يجعل صاحب السلوك المخالف للشرع والعُرف يصدّق نفسه ، فيزداد إصراره على ما يفعل، لكن الأصح هو أن نهدم السلوك السلبي في نفس من ندعوه لنبني على أنقاضه سلوكا إيجابيا ، فنقول للفتاة المقصّرة في حقّ حجابها " أنت مسلمة ، لماذا تمشين أمام الناس بهذا المظهر ؟"، وللمسترجلة " أنت أنثى رقيقة، اخفضي صوتك؟"، ولمن يعتبر نفسه علمانيا أو مستهترا " أنت إنسان صالح، صلّ على النبي" وهكذا، فالنعت بالخطأ بنيّة التذكير والتنبيه قد يكون تحريضا وتعزيزا له في نفس المخطئ، وما أدقّ تعبير أبي نواس حين يقول لمن يدعوه عن طريق تعزيز السلوك السلبي : دع عنك لومي فبعض اللوم إغراء.
وهذا النمط هو أفضل أنماط الدعوة وأكثرها نجاعة وتأثيرا، لأنه يمسك بزمام النفس البشرية بكل لُطف ويتغلغل في لاوعي الفرد من أجمل مداخله ليصنع في باطنه العميق كل جميل ويهدم كل قبيح.
ولعلّ أفضل مثال على ذلك هو حديث عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :" نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلّي من الليل"، كان وهو الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام يدعم في شخص عبد الله أفضليته وخيريته ويهدم في نفس الوقت عدم قيامه للصلاة بالليل، من أجل دعوته إلى الحفاظ على مكاسبه مع الإرتقاء بها إلى ماهو خير، فالرسول عليه الصلاة والسلام يعزّز السلوك الإيجابي من أجل هدم السلوك السلبي، وهذا ما أحبّ أن أسمّيه " تعزيز الوضع والرفع" لأنه يضع المحمود لأجل أن يرفع المذموم ويرفع المذموم لأجل أن يضع المحمود.
إذا كانت لكِ أخت أو كان لكَ أخ يظهر عليها أو عليه سلوك غير سويّ ، وأردت دعوتها أودعوته إلى الحق والخير، فلا تقولي لها " لماذا أنت متبرجة؟" ، " أو يا مسترجلة؟" ولا تقُل له " ما بك يا علماني؟" ، لأن هذا الخطاب من شأنه أن يجعل صاحب السلوك المخالف للشرع والعُرف يصدّق نفسه ، فيزداد إصراره على ما يفعل، لكن الأصح هو أن نهدم السلوك السلبي في نفس من ندعوه لنبني على أنقاضه سلوكا إيجابيا ، فنقول للفتاة المقصّرة في حقّ حجابها " أنت مسلمة ، لماذا تمشين أمام الناس بهذا المظهر ؟"، وللمسترجلة " أنت أنثى رقيقة، اخفضي صوتك؟"، ولمن يعتبر نفسه علمانيا أو مستهترا " أنت إنسان صالح، صلّ على النبي" وهكذا، فالنعت بالخطأ بنيّة التذكير والتنبيه قد يكون تحريضا وتعزيزا له في نفس المخطئ، وما أدقّ تعبير أبي نواس حين يقول لمن يدعوه عن طريق تعزيز السلوك السلبي : دع عنك لومي فبعض اللوم إغراء.