تعويذة من تراب الوأد...
27-07-2008, 06:36 PM
إليكم حين تثقلني التعاويذ
تعويذة من تراب الوأد
ألا أيها التائهون هناك ...أنا لا أراكم
فلا نور حيث أنا مستفِزّ
ولا من تباشير تبعث فِـيّ لهيب المواسم ...لا
أنا تاء حزني عراجين بوح
و نخلة حرفي تكابر تربتها لا تجيد البكاء
و تلتف في فلَتات انبعاثي عليكم
عليكم جميعا ....
و تلقي تعاويذها كجسور المساءات نحو السماء
تَضِجُّون فيها مسافة نزف كدفق البداية لا يستريح من الخوف
من واجهات الطريق التي لا تنام
و من طلسم خطه الملكان ببابل صوتي و ما علماه الكلام
أجرِّحُهُ كالصدى بعد صمتي
تدلَّت عليه من الحزن تاء
...
لماذا تخافون من تمتماتي؟
ألا تتعبون من الخوف؟
من مطلق الشك ...من سفسطات اللواتي زججن غبار الترقّب في تربتي ؟
مثقَلٌ حملهنّ
و في كاهلي بعض ما ليس تعذره المثقلات
وبعض تعاويذ
تصطف في هاجسي كاختلاجات عمر
لكيما أريح ضمائركم من غياباتها المترفات
و أنبش تحت حطام جماجمكم عن وجوه
إذا وأدتني
كأن لم تقايض دمي بالهباء
فأرجعُ للطين ...
للخوف يقبع خلف عيون تمرّ كأنْ لم تمرّ
و أقرأ تعويذتي مرتين
هناك فقط...
حين أسقطت عمرا
عرفت بأن الحطام وطن
ووجهي الذي ضيعته الملامح بات غريبا
يقدس في لحظات انتمائي إلى الطين
زوبعة هيجتها الرؤى
فوق صدْإ الزّمن
لأبحث عنكم
هناك
و عني ...
سأفضَحُ تاريخكم من بعيد...
أرصّعُ منه توابيتَ صبر...
و أصنع من قِبلة التائهين ضريح شهيد
و محراب شكّ
و صرح دماء
....
عزمت عليكم بتربة وأدي
و برد الليالي التي لم تلدني
بنون المواجع تجتر عزلتها في احتفاء
بكأس اليقين تعاقر بوحا و تنحر في الرشَفات احتراقي
بما ترغبون...
ألا فاعبروا...
و لا تأبهوا لاضطراب السماء
و لا لشتات الرؤى في الضياء
لأنّيَ لست أراكم إذا ما تمرون ...لا
و لست أبارككم حينما يُقتَل الأنبياء
و لا حين تغتصبون البكاء
و حين تعُدُّون من تئدون
أنا لست إلا تراتيل تعويذةٍ لا تبيد
أحبّرها مرة ... ثم أخرى ...
و أسئلةً كلما تعبرون ...أبعثرها مثلَ أشياء أنثى على تربتي:
بأي الخطايا تبيعون دمعي؟
لأي المنافي تبيحون صوتي؟
و كم؟ ثم كم قد دفعتم لموتي...
و ثقلِ الذنوب التي تدعون؟
و ثَمَّ سأبكي...
و أعلن بعثيَ بين دموعي كما تزعمون
لأني ككل الذين يعودون أبكي
إذا أتعبتني المنافي
وأكتبني في اغتراب القصيد
وأنتم ككل الذين يمرون لا تسمعون و لا تبصرون
فمروا
و لا تأبهوا للحطام...
مروا و لا تسألوا من أكون؟
فتحت الحطام يعيش الذي تئدون
و تحت الحطام تراب و ماء
فما الطين غيري
و ما الكبرياء
شفيقة وعيل