تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
oussamar21
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 02-01-2008
  • المشاركات : 46
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • oussamar21 is on a distinguished road
oussamar21
عضو نشيط
أين الله ؟
25-03-2009, 06:10 PM
أين الله؟
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده
الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن نعم الله علينا كثيرةٌ عظيمة لا نحصي لها عدا، وإن من أعظم وأجل وأسمى هذه النعم هي نعمة الهداية إلى الإسلام{الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} فالحمد لله على نعمة الإسلام، والإسلام هو إخلاص العبادة لله وحده؛ فهو وحده المستحق للعبادة، وهذه هي دعوة كل الأنبياء والمرسلين؛ قال الله تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} فالعبادة -كما لا يخفى- لله وحده.

ومن العبادة أن تدعو الله بأسمائه وصفاته؛ قال الله تعالى:{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} فالله أسماءٌ وله صفات.

فكل اسم من أسماء الله عز وجل دالٌ على صفة لله سبحانه وتعالى:

فمن أسماء الله: "الرحمن الرحيم"، وهما اسمان دالان على صفة الرحمة، فنصف الله بالرحمة، ومن أسماء الله: "الكريم" وهو دال على صفة الكرم فنصف الله بالكرم، ومن أسمائه تعالى: "الحليم"، الدال على صفة الحلم، فنصف الله بالحلم، ومن أسمائه:" العزيز، العظيم، الرءوف" فنصف الله بالعزة، والعظمة، ونصفه بالرأفة، إلى غير ذلك من الأسماء والصفات.
كما أن من أسماء الله: " العلي الأعلى" وهما اسمان لله يدلان على صفةٍ ثابتةٍ لله ؛ ألا وهي صفة العلو، فالله العلي الأعلى؛ فوق كل شيء.

وإننا لنأسف أشد الأسف من بعض الناس ممن إذا سألته عن هذا الإله العظيم الموصوف بكل وصف حميد، إذا سألته أين هذا الإله الذي تعبده وتتقرب إليه بالطاعات والعبادات لحار في الإجابة!
وربما أجابك بإجابات ما أنزل الله بها من سلطان؛ كأن يجيبك بقوله: الله في كل مكان!! أو يقول: الله موجود في كل وجود!! مع أنك تراه يصلي ويقول في كل سجود: "سبحان ربي الأعلى" فهو يصف ربه بالعلو ثم يقول: الله في كل مكان! فإنا لله وإنا إليه راجعون!



فهذا الموضوع من أهم الموضوعات التي يجب على كل مسلم أن يعلمها فكيف تعبد الله ولا تعلم أين هو !!!



فالله سبحانه وتعالى في السماء؛ في العلو؛ فوق كل شيء.

والأدلة على ذلك متضافرة من الكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة.


أولاً : الأدلة من القـرآن على علو الله عز وجل:

١) تصريح الله سبحانه وتعالى بوصف العلو لنفسه جل وعلا في قوله تعالى:{سبح اسم ربك الأعلى}.
{الأعلى}اسم تفضيل من العلو، وهنا لم يقل: الأعلى على كذا، ما قيَّد، إذاً له العلو المطلق عز وجل، فوق كل شيء ولا يعلو عليه شيء؛ هو الأعلى فوق كل شيء.

٢) ومنها تصريح الله عز وجل بالعلو مثل قوله:{وهو العلي العظيم}.

٣) وجاء القرآن مصرحاً بالفوقية؛ مثل قوله تعالى:{وهو القاهر فوق عباده} ، {يخافون ربهم من فوقهم}.

٤) وجاء أيضاً في القرآن التصريح بنـزول الأشياء من عنده، وهذا يستلزم العلو؛ في قوله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر}،{كتابأنزلناه إليك مبارك} ، {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض}.

٥) وجاء أيضاً بالتصريح بصعود الأشياء إليه وعُروجِها إليه، والصعود والعروج لا يكون إلا من أسفل إلى أعلى،{تـعرج الملائكة والروح إليه}،{إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}.

٦)وجاء أيضاً بوصف الارتفاع؛ مثل قوله تعالى:{إني متوفيك ورافعك إلي} وفي قوله تعالى:{رفيع الدرجات}.

٧) التصريح بأن الله عز وجل في السماء، في قوله تعالى:{ءأمنتم من في السماء}.

٨) التصريح بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} {العرش} هو سقف المخلوقاتكلها، وأعلى مخلوق خلقه الله، {استوى} أي علا وارتفع.

والآيات في هذا كثيرة، كلها تدل على علو الله عز وجل، أكثر من أن تحصر.


ثانياً: الدلالة من السنة على علو الله عز وجل:

أما في السنة فإنا نجد النبي صلى الله عليه وسلم قد قرر علو الله بقوله وبفعله وبإقراره؛ أي تقريره.
١) مثال القول: قوله صلى الله عليه وسلم: (( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء !!)) رواه البخاري.
ومثل قوله في سجوده: ((سبحان ربي الأعلى)).
٢) وأما الفعل: فإنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا يرفع يديه إلى السماء: "يا رب" .
وفي خطبة عرفة - في حجة الوداع- لما قرر من أصول الدين وقواعد الدين، قال للصحابة: (( ألا هل بلَّغـت؟)) قالوا: نعم (( ألا هل بلَّغت؟)) قالوا: نعم، (( ألا هل بلَّغـت؟)) قالوا: نعم - ثلاث مرات- فقال: (( اللهم اشهد)) يرفع يديه إلى السماء، وينكتها للناس. رواه البخاري ومسلم وأبو داود.
((اللهم اشهد)): يعني على هؤلاء.
وانـظر كيف فـرَّق؛ لما أراد الرب عز وجل أين صرف إصبعه؟
إلى السماء، ولما أراد الناس ردها إلى الأرض.
إذاً: هذا إثبات لعلو الله عز وجل بالسنة الفعلية.
فإن رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء عند الدعـاء، ورفع إصبعه إلى السماء في خطبة عرفة من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على علو الله.

٣) أما السنة الإقرارية: فقد جاء في حديث الجارية- جارية الصحابي معاوية بن الحَكَم- حين أراد أن يُعتقها، فدعا بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال لها:(( أيـــن الله؟؟)) قالت: في السـماء. رواه مسلم.
جارية لم تتعلم مملوكة رقيقة؛ قال لها:(( أين الله؟ )) قالت في السماء، قال:(( أعتقْها فإنها مؤمنة)) سبحان اللهّ!
جارية لم تتعلم مملـوكة، تعرف أين ربها، وأولئك القوم لا يعرفون أين الله! إلا أنه في كل مكان!! والعياذ بالله.

فالسنة أثبتت علو الله على جميع وجوه السنة - وهي السنة القولية والفعلية والإقرارية - أتريدون بياناً أوفى من ذلك؟!


ثالثاً: إثبات علو الله عز وجل بإجماع الصحابة:
المعتبر إجماع السلف، والذي يأتي بعدهم مخالفاً لقولهم فهو خارج عن الإجماع.
السلف: الصحابة، التابعون، أئمة المسلمين من بعدهم- كمالك والشافعي وأبي حنفية والإمام أحمد-... لم يرد عن واحد منهم حرف واحد يقول ليس الله في السماء، أبـداً. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وهذه كتب الأسانيد والصحاح والحسان كلها موجودة عندنا، ما فيهم أحد، إذاً يكون هذا القول عندهم- أعني علو الله- إجماعاً.
لأن القاعدة تقول:
أنه إذا لم يرد عن الصحابة ما يخالف القرآن فهذا إجـماع منهم.

من فتاوى الحرم المكي لسنة / (١٤١٤)هـ. شريط رقم/ (١۰).
وفتاوى الحرم النبوي شريط رقم/ (٦٦) للإمام: العثيمين. بتصرف يسير






فإذا كانت الأدلة -كما ترى - من القرآن والسنة وإجماع الصحابة على علو الله فوق كل شيء، أكثر من أن تحصى فهل بعد هذا من حجة لمن يقول إن الله في كل مكان!!

فالله - يا إخواني المسلمين- في السماء، كما قالت تلك الجارية التي سألها الرسول عليه الصلاة والسلام أين الله؟ قالت في السماء.

فهذه عقيدة يجب على كل مسلم أن يعلمها:
أن يعلم أن خالقه ومولاه في السماء، في العلو، فالعلو صفة كمال؛ ولا يليق به سبحانه وتعالى إلا كل كمال.
قال تعالى:{ولله المثل الأعلى} هو الأعلى في ذاته، والأعلى في أسمائه، والأعلى في صفاته.

فاصدع بهذه العقيدة ولا تتردد، وصِفِ الله بما وصَفَ به نفسه في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

سـؤال مـهم !!

س/ إذا عرفنا وتيقنا بالأدلة القطعية أن الله في السماء، فما تفسير قوله تعالى:{وهو معكم أينما كنتم}وقوله:{إنني معكما أسمع وأرى} وغيرهما من الآيات؟

ج / قال الإمام ابن كثير في تفسيره:" {وهو معكم} أي رقيب عليكم شهـيد على أعمالكم، حيث كنتم وأينما كنتم من بر أو بحر، في ليل أو نهـار، في البيوت أو في القِفار، الجميع في علمه على السواء، فيسمع كلامكم ويرى مكانكم، ويعلم سركم ونجواكم.

وقال في تفسير قوله تعالى:{إنني معكما أسمع وأرى} أي إنني معكما بحفظي وكلاءَتي ونصري وتأييدي.

وقال البغَوي في تفسيره: {إنني معكما أسمع وأرى} قال ابن عباس: " أسمع دعائكما فأجيبه، وأرى ما يُراد بكما فأمنعه، لست بغافل عنكما، فلا تهتما ".

وقال الإمام عبد الله بن المبارك - رحمه الله- وهو من نوادر أئمة السلف المحدثين الفقهاء الذين جمعوا بين العلم والزهد والجهاد، وهو من كبار شيوخ الإمام أحمد.
قال: " الله فوق عرشه بذاته، وهو معنا بعلمه".

فعلماء السنة قاطبةً قالوا في تفسير قوله تعالى:{وهو معكم أينما كنتم} أي معكم بعلمه.



*وجزى الله خيراً عظيماً من أعان على نشر العقيدة الصحيحة.



  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Ibndz
Ibndz
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 06-08-2007
  • الدولة : قندهـــار
  • العمر : 36
  • المشاركات : 162
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • Ibndz is on a distinguished road
الصورة الرمزية Ibndz
Ibndz
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: أين الله ؟
26-03-2009, 10:34 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة
الله موجود بدون مكان لأنّ خالق الزمان و المكان لا يتقيّد بزمان و لا مكان فالحقّ تبارك و تعالى كان موجوداً قبل خلق الزمان و المكان و هو الآن على ما عليه كان بدون مكان

راجع : هكذا علّمتني عقيدتي: الله تعالى فوق السموات
من تكلم عن المكان أصلا؟!!
راجع ردودي في نفس الموضوع الذي تتغنى به وترقب بحث مفصل عن قريب......
  • ملف العضو
  • معلومات
oussamar21
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 02-01-2008
  • المشاركات : 46
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • oussamar21 is on a distinguished road
oussamar21
عضو نشيط
Re: أين الله ؟
26-03-2009, 11:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزى الله خيرا من اصلح الموضوع واخرجه في هذه الحلة فانا لا اعرف كيف افعل ذلك
وبارك الله في الاخوين ibndz وجمال
اما الاخ ياسين
فقد طلبت منك ردا في غير هذا الموضع فرد هناك بارك الله فيك ولا تفتح موضوعا ثانيا للنقاش هنا
جزاكم الله خيرا وهدانا واياكم لما اختلفنا فيه الى الحق باذنه انه هو ولي ذلك والقادر عليه
السلام عليكم
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جعفر الجبلي
جعفر الجبلي
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 27-03-2009
  • الدولة : الجزائر *حرسها الله بالسنة*
  • المشاركات : 54
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • جعفر الجبلي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جعفر الجبلي
جعفر الجبلي
عضو نشيط
رد: أين الله ؟
29-03-2009, 05:06 PM
الجارية وعلمت بأن الله في السماء ،فكيف بجمال
جارية لم تتعلم مملـوكة، تعرف أين ربها، وأولئك القوم لا يعرفون أين الله! إلا أنه في كل مكان!! والعياذ بالله.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جعفر الجبلي
جعفر الجبلي
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 27-03-2009
  • الدولة : الجزائر *حرسها الله بالسنة*
  • المشاركات : 54
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • جعفر الجبلي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جعفر الجبلي
جعفر الجبلي
عضو نشيط
رد: أين الله ؟
01-04-2009, 04:02 PM
أين الله؟؟
كتب:سالم بن سعد الطويل



أدلة الكتاب والسنة والاجماع والفطرة والعقل كلها دالة على علو الله سبحانه وتعالى

مهلاً عزيزي القارئ، لا تستعجل وتستنكر هذا السؤال، فإنه سؤال نبوي، سأله النبي محمد صلى الله عليه وسلم لجارية، اراد ان يختبر ايمانها، فلما اجابت بأن الله في السماء شهد لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالايمان، رواه مسلم في صحيحه من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، بأن تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من اباحته «حديث 537».


قصة وفيها ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم سأل جارية اراد سيدها ان يعتقها فسألها النبي محمد صلى الله عليه وسلم اين الله، فقالت في السماء، فقال من انا، قالت انت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم «اعتقها فإنها مؤمنة»، فتأمل اخي القارئ، هذه العقيدة السليمة، والقصة الصحيحة الدالة على مشروعية السؤال بأين الله مع الجواب عليه، بأن الله في السماء، عقيدة تقر بها الفطرة القويمة، والعقول المستقيمة، والتي لا ينكرها الا من انتكس وتلطخ بالبدع والاهواء.


اعلم اخي القارئ رحمني الله واياك، ان الادلة توافرت وتضافرت وتعددت وتنوعت، وكلها تدل على علو الله سبحانه وتعالى، وانه في السماء، فوق خلقه، وعلى العرش استوى اعني بذلك ادلة الكتاب والسنة والاجماع والفطرة والعقل، كلها دالة على علو الله سبحانه وتعالى، اما ادلة الكتاب والسنة فتجاوزت الف دليل، واما الاجماع فهو قائم بين علماء الامة، ومن قبله اتفاق الانبياء والمرسلين على ان الله عز وجل في السماء فوق جميع خلقه.


واما تنوع الادلة، فقد تنوعت الى اكثر من عشرة انواع، تدل بأنواعها على علو الله تعالى، واليك بعضا منها، بما يسع به المقام.


النوع الاول: انه جل وعلا في السماء، قال تعالى «أأمنتهم من في السماء ان يخسف بكم الارض فإذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير» سورة الملك 17ـ.16

وروى ابو داود والترمذي حديثاً صحيحاً عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء». وهذا الحديث لاتكاد تجد مسلماً الا ويحفظه.


النوع الثاني: كونه جل وعلا استوى على عرشه كما قال جل وعلا (الرحمن على العرش استوى) طه5،
وقد وصف الله نفسه باستوائه على العرش في سبعة مواضع في القرآن الكريم.


النوع الثالث: وصف نفسه تعالى بالفوقية، قال تعالى (يخافون ربهم من فوقهم) سورة النحل50، وقال تعالى (وهو القاهر فوق عباده) سورة الانعام .61


النوع الرابع: سمى الله عز وجل نفسه ووصف نفسه، بأنه العلي الاعلى، قال تعالى (سبح اسم ربك الاعلى) سورة الاعلى 1، وقال تعالى (وهو العلي العظيم) سورة البقرة اية الكرسي .255


النوع الخامس: كونه جل وعلا انزل الكتاب، والنزول يكون من الاعلى الى الاسفل، قال تعالى (إنا انزلناه في ليلة القدر) سورة القدر1، والآيات في إنزال الكتاب كثيرة جداً.


النوع السادس: صعود الكلم الطيب إلى الله تعالى، قال تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [سورة فاطر: 10] والصعود يكون من الأسفل إلى الأعلى.


النوع السابع: عروج الملائكة إليه، قال تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه) [سورة المعارج: 14]
والعروج يكون من الأسفل إلى الأعلى ومنه عروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى في ليلة الإسراء والمعراج، والتي لا يكاد يجهلها مسلم.


النوع الثامن: رفع الله عز وجل عيسى بن مريم عليه السلام قال تعالى (بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً) [سورة النساء: 158]، ورفع الله عز وجل عيسى بن مريم، يكون من الأسفل إلى الأعلى.


النوع التاسع: نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» رواه البخاري: كتاب التهجد: باب الدعاء.
والصلاة من آخر الليل (1145) ورواه مسلم: كتاب صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، (758،16.
ونزوله جل وعلا إلى السماء الدنيا، دليل على علوه سبحانه وتعالى.


النوع العاشر: ما أخبر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي» رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قوله الله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه) «3194» ورواه مسلم: كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله تعالى وانها سبقت غضبه «2751» «14» من حديث ابي هريرة رضي الله عنه.


هذه بعض ادلة الكتاب والسنة التي تجاوزت الف دليل.

3- اما الاجماع: فقد نقله غير واحد من اهل العلم، وحسبنا حديث زينب رضي الله عنها.
فكانت زينب تفخر على ازواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتقول (زوجكن اهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات) رواه البخاري كتاب التوحيد، باب «وكان عرشه على الماء» «حديث : 7420» وسمع منها ذلك اصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وضرائرها من ازواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليها احد، فكان هذا اجماعا منهم على علو الله تعالى.

4- واما الفطرة: فكل انسان لم تتلطخ فطرته بالبدع والاهواء يجد في نفسه ضرورة عند اللجوء الى خالقه في الشدة والرخاء بالتوجه بقلبه ووجهه الى السماء.

5- واما العقل: فلأن اشرف الجهات عقلا «العلو» فلا يشك عاقل بعلو الله تعالى.



اخي القاريء ارشدني الله واياك الى الحق، اما ما يستدل به اهل البدع والاهواء، بانكار هذه العقيدة العظيمة التي اتى الله بها على نفسه وكرر في كتابه واعاد، فانها ادلة لا تسعفهم عند الاستدلال بها لانهم يحمّلونها ما لا تحتمل كقوله تعالى (وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله وهو الحكيم العليم) «سورة الزخرف: 84» فليس معناها انه جل وعلا في السماء وفي الارض ولكن المعنى وهو الذي في السماء معبود وفي الارض معبود اي يعبده اهل السماء والارض ونظير هذه الآية قوله جل وعلا «وهو الله في السموات وفي الارض» سورة الانعام:3».


اي هو المعبود في السموات وفي الارض فأصل لفظ الجلالة «الله»: الإله، ثم سهلت هذه اللفظة بحذف الهمزة فصارت «الله» واستدل اهل الاهواء، بآيات المعية كقوله تعالى (الم تر ان الله يعلم ما في السموات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا ا كثر الا هو معهم اين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم) «المجادلة: 7».

فلا دليل لذلك، اذ معناها ان الله عز وجل مع خلقه محيط بهم، ويعلمهم ويسمعهم، ولا تخفى عليه منهم خافية، وهذا ما يدل عليه سياق الآية، فقد صدرها الله عز وجل بقوله (الم تر ان الله يعلم) وختمها (ان الله بكل شيء عليم)0


وتأتي المعية بمعنى خاص، وهو معية النصر والتأييد، كما في قوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام ( قال لاتخافا انني معكما اسمع وارى) «طه : 46» ومعية الله عز وجل مع خلقه لا تنافي علوه فالعرب يقولون «ما زلنا نسير والقمر معنا» مع ان القمر في السماء وهم يسيرون في الارض فاذا صح هذا في حق المخلوق مع المخلوق فما المانع ان يقال الله معنا، وهو على عرشه استوى.



والخلاصة:

ان علو الله عز وجل، كمال وجلال فهو في السماء اي في العلو او في السماء اي على السماء واي المعنيين فكلاهما حق، ولا ينكر هذه العقيدة، الا مبتدع ضال مكابر، فوالله ما قال الله تعالى عن نفسه قط بانه «في كل مكان» ولا قال ذلك عنه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بل هذا القول مخالف للادلة النقلية والفطرية والعقلية وخلاف الاجماع، لقد اصبح هذا السؤال «اين الله» علامة فارقة بين السني والبدعي، فيؤمن به السني وينكره البدعي، واللهَ اسأل ان يهديني واياك الى الحق بإذنه، انه يهدي من يشاء الى صراط مستقيم
منقول.
**... أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات واجتناب المرديات والمهلكات ؛ نشرا للوهابية ؟!! ، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح ؛ نشرا للوهابية ؟ !! ، إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون !**الشيخ المصلح ابن باديس-رحمه الله-
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: أين الله ؟
02-04-2009, 02:30 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكيم حبيب مشاهدة المشاركة








بقلم


الأستاذ العلامة النَّظَّار


سعيد فودة


حفظه الله تعالى






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..
فهذه كلماتٌ قليلاتٌ توضح الحق في هذه المسألة، التي هي من مسائل الاعتقاد، والتي يورد عليها أهل البدعة بعض السؤالات والاستشكالات، ظانين جهلاً منهم أن ما يوردونه كافٍ لزعزعة عقائد أهل الحق.
ولم يكن قصدنا تفصيل المقام، بل توضيح جملةٍ كافيةٍ لبيان معاني كلمات أهل السنة والجماعة وبعض أدلتها، ودفع تلبيسات المبتدعة من المشبهة والمجسمة.
ندعو الله تعالى أن ينفع بها..













الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه

قد يحتج بالكتاب على ذلك فيقال:
قوله تعالى: (ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير) حجَّةٌ على عدم كونه خارج العالم، وعلى عدم كونه تعالى داخل العالم.
وهذا استدلال جيِّد.
وبيان وجه الاستدلال أن يقال كما ذكره ابن مرزوق عن العلامة أبي عبد الله بن الجلال-: (لو كان في العالم أو خارجاً عنه لكان مماثلاً، وبيانُ المماثلة واضح، أما في الأول: فلأنه إن كان في العالم صار من جنسه، فجيب له ما وجب له).
قلتُ: أي صار من قبيل الأجسام ومادة العالم؛ لأنه إن كان داخل العالم فيكون جزءاً منه، وما كان جزءاً من شيء كان مماثلاً له في الجنس، فالورقُ مثلاً ليس من جنس الحديد إلا باعتبار أن كليهما أجسام ومواد، ولذا لا يمكن أن يكون الورق جزءاً من الحديد، وكذا الطير ليس جزءاً من الأحجار لاختلاف الجنس، إلا باعتبار أن كليهما أجسام.
(وأما في الثاني: فلأنه إن كان خارجاً لزم إما اتصاله وإما انفصاله: إما بمسافةٍ متناهية أو غير متناهية، وذلك كله يؤدي لافتقاره إلى مخصص) انتهى كلام العلامة.
قلتُ: الناسُ الذين يقولون إن الله تعالى خارج العالم ويفهمون حقيقة هذا القول، هم مجسمة، سواء اعترفوا بهذا أم لا؛ لأنهم يقولون إن الله تعالى خارج العالم في جهة من العالم، وهي جهة الفوق، ويقولون: إن هذا هو المكان الذي نقول إن الله تعالى فيه!!
ويحتجون على هذا بأن يقولوا:
إن من يتصف بأنه لا خارج العالم ولا داخل فهو معدوم؛ لأنه لا يتصور وجود شيء لا داخل العالم ولا خارجه.
فمن حيث الاحتمالُ العقلي عندهم، إما أن يكون داخل العالم أو يكون خارجه، ويبطل أن يكون داخل العالم، فوجب أن يكون خارجه، وما دام وجبَ كونه خارج العالم فقد وجب كونه في جهةٍ، والجهات متعددة، ويستحيل أن يكون تحت العالم أو يمينه إلى آخره، فوجب أن يكون فوقه؛ لأن هذه الجهة جهة كمال، وهي التي تليق بالله تعالى، فصار معبودهم بعد هذا البيان خارج العالم، وفي جهة الفوق، هذا حاصل كلامهم.
فنقول وبالله التوفيق:
كلامهم هذا متهافت، ويدلُّ على سخف عقولهم، ولا يغترُّ به إلا جاهل، لا يفهم معاني الألفاظ ولا يعقلها.
فالله تعالى كان قبل كل شيء، والعالم كله بما فيه مخلوق، والعالم له بداية لم يكن قبلها موجوداً، فقبل أن يخلق الله العالم هل كان في جهةٍ أو كان في مكان ؟! الكل متفق على أن المكان والجهات كلها مخلوقة، ومن قال غير هذا فقد كفر بملة الإسلام، فالله تعالى كان ولم يكن شيء غيره.
فنحن في هذا الحال نسأل هؤلاء المجسمة: هل كان لله خارجٌ وداخلٌ ؟
إن قالوا: نعم، كفروا، وأقروا على أنفسهم بأن الله محدودٌ وله جهاتٌ ومكانٌ، وقائل هذا كافرٌ في هذه الحال.
ونسألهم: هل يمكن أن يتصور العقلُ في هذه الحالة وجود جهات وأبعادٍ وغير هذا من توهمات ؟ إن قالوا: نعم، كفروا، وتناقضوا أيضاً.
فنقول: ولما خلق الله العالم كيف تقولون إنه خلقه تحته وصار هو فوقه ؟!!
إذن الله تعالى بعد أن لم يكن محدوداً جعل نفسه محدوداً !
الله تعالى بعد أن لم يكن له تحتٌ صار له تحتٌ !
الله تعالى بعد أن لم يكن في جهة صار في جهة !
الله تعالى بعد أن لم يكن في مكان صار في مكان !
إذن الله تعالى تأثَّر بوجود العالم وصار محدوداً وفي مكان وفي جهةٍ .. إلخ، وهذا في غاية القبح منكم أن جعلتم المخلوق يؤثر في الخالق، فسبحان الله، ثم تزعمون أنكم تنزهون الله تعالى !! كلا، إنكم مشبهون، تصفون الله تعالى بصفات النقص، التي يتنزه عن مثلها المخلوق.
ونقول: الله تعالى لا نسبة بينه وبين الخلق، لا في جهةٍ ولا مكانٍ ولا زمان، ولا شيء من الصفات.
ثم نقول: أنتم تزعمون أنكم عرفتم بالعقول أن كل موجودين فلا بد أن يكون واحدٌ منهما في جهةٍ من الآخر.
فنسألكم: هذا الكلام العام كيف عرفتموه ؟ وما دليلكم عليه ؟ والمعلوم أن القضية الكلية تعرف إما بالاستقراء أو بقياس عقلي برهاني لا يردُ عليه استنثاء.
فإن ادعيتم أنكم عرفتموه بالاستقراء، فأنتم كاذبون؛ لأنكم لم تدركوا قطعاً كل المخلوقات الجسمانية التي خلقها الله، بل لم تدركوا الموجودات في السماء الدنيا، بل تدركوا الموجودات على ظهر الأرض، بل أنتم لا تدركون حتى حقيقة أنفسكم !!
وما دام هذا ولا تستطيعون الانفلات منه-، فلماذا الادعاء ؟
ثم كيف تزعمون بعد هذا أن هذا الكلام ينطبق حتى على الله تعالى، فعجباً منكم، تزعمون أنكم منزِّهون ومتقيدون بالكتاب والسنة، ثم تطلقون هذا الحكم المتهافت هكذا !
ونسألكم: هل أدركتم حقيقة الله تعالى، فعلمتم أنه في جهةِ الفوق ! وأدركتم أنه لا يمكن أن يوجد إلا في جهةٍ ومكان، فأطلقتم هذا الكلام !!
فماذا بقي لكم من دلالة العقول ؟
هل تقولون: إنكم أدركتم هذا بالقياس العقلي، فتقولون: كل الموجودات التي نراها تكون في جهةٍ ومكان، والله موجود، فيجب كونه في جهةٍ ومكان ؟!!
فنقول لكم: هذا الكلام لا ينطبق إلا على ما شهدتموه من الأجسام، فأنتم قد رأيتم حولكم أجساماً كثيرة، كل منها في جهة من الآخر، فتصورتم الله جسماً، فقلتم: هو أيضاً في جهةٍ ومكان، وإلا فإننا ندرك وجود بعض الموجودات وليس واحدٌ منها في جهةٍ من الآخر، فيصبح قولكم: كل موجود يجب أن يكون في جهةٍ باطلاً.

[أمثلة تبطل لزوم اتصال الموجود بكونه داخل أو خارج]

وها نحن نضرب لكم بعض الأمثلة التي لا تستطيعون الانفكاك منها، فنقول:
1- الشعور بالحب والكراهية موجود لا شك فيه، فإذا أحب الإنسان فإن الحُبَّ يوجد فيه، وإذا كره فإن الكراهية توجد فيه، ويمكن أن يحب الإنسان شخصاً أو أمراً ويكره أمراً آخر، فيوجد فيه في هذه الحال الحب والكراهية معاً.
والإنسان يؤمن بوجود الحب والكراهية في ذاته ويجزم به، من دون حاجته منه إلى تصور جهةٍ تحلُّ فيها هذه الكراهية أو الحب، فأين حبك أيها الإنسان من كرهك، هل هما في جهةٍ من بعضهما ؟
فإذا جزمنا بوجود هذه الأمور من دون الحاجة إلى تصور جهة تحل فيها، إذن يجوز وجودُ موجودٍ لا في جهة.
2- الإنسان قبل أن يتزوج وينجب لا يكون أباً، فإذا تزوج صار أباً، إذن هو اكتسب وصفاً وجودياً هو الأبوة، إذن الأبوة موجودة، فأين هي جهة الأبوة من الإنسان القائمة به، أو من غيره ؟!
نحن نجزم بوجودها من دون تصور جهةٍ لها.
3- الأعداد: الواحد الاثنان الثلاث إلى آخره، لا شك أن لها وجوداً في عقولنا، لا ينكر هذا إلا جاهلٌ، فأين هي جهة الواحد مثلاً؟
وله يمكن أيها الإنسان أن تشير إلى الواحد بإصبعك أو على الأقل أن تحدد لنا جهته في نفسك.
إذا كنت لا تستطيع فلم القول منك بأنه لا بد لكل موجود أن يكون في جهةٍ.
4- كل إنسان يعلم أن العالم موجود، ويعلم أيضاً أن المطر ينزل من السماء، فهذا علمان موجودان، ولا يستطيع إنسان أن يدعي أنهما ليسا موجودين، ما دام هذا فهل يمكن أن يقال: إن المعلومة الأولى في جهةٍ من المعلومة الثانية، تحتها أو فوقها إلى غير ذلك من الجهات ؟
الذي يدعي هذا يعلم من نفسه أنه مغالط.
إذن: فقد تحقق لنا وجودُ موجدين ليس كلٌ منهما في جهةٍ من الآخر، وأنتم ادعيتم أن كل موجودين فلا بُدَّ من كون كل منهما في جهةٍ من الآخر، فظهر لكم فساد قولكم وتهافته.
فلماذا إذن تكابرون وتدعون أن كلامكم هذا معلوم بضرورة العقل ؟ وقد ظهر لكل عاقل أنه معلوم بطلانه بضرورة العقل.
وانتبه بعد هذا كله أيها القارئ- أن حكمهم بالجهة والمكان وغير ذلك هو داخل في قسم التصورات من أقسام العلوم، خصوصاً أنهم يشيرون إليه بالأصابع، فيلزم على هذا أنهم يدعون أنهم يتصورون حقيقة صفة من صفاته على الأقل، وهذا معلومٌ بطلانه لدى كل مسلم.
أم تقولون: الله تعالى قائم بنفسه، وكل قائم بنفسه في مكان وجهة.
فنقول: معنى القيام بالنفس هل هو مشترك بين الله والأجسام حتى يجوز لكم هذا القياس ؟
إن قلتم: نعم، فأنتم مشبهة، وإلا فلم تكابرون وتقولون: الله تعالى في مكان وجهةٍ، وقد أقررتم سابقاً أن المكان والجهة مخلوقان ؟!
وإذا ادعيتم بعد هذا أنكم عرفتم هذا الأمر، وهو كون الله تعالى في جهةٍ بقياس الأولى، كما يخيل لكم بعض الجهلة من مشايخكم، فيقولون لكم: عرفنا أن كل جسم فهو في جهة من الآخر، والجهة صفة كمال، وما دامت صفة كمال فيجب أن نثبتها لله !!
هذا قولكم، وهو ساقطٌ متهافتٌ.
فيكيف عرفتم أن صفة الكمال التي هي للأجسام، يجب اتصاف الله تعالى بها ؟
وهل تجهلون أن الأعضاء والجوارح صفات كمال للإنسان والحيوان، ومع هذا فلا يجوز وصف الله تعالى بالجارحة، ونسبة الجوارح لله تعالى تشبيه محضٌ، وغير هذا فقياس الأولى لا يستعمل إلا في الكمالات المحضة المطلقة، والجهة ليست من هذا القبيل، فهي كمالٌ بشرط كون المتصف بها جسماً كثيفاً كسائر الأجسام التي نلاحظها.
وأما الجهة بالنظر لذاتها فهي صفة نقص، لأنها قيدٌ في أصل الوجود.
ولا نريد أن نتعمق لكم بالأنظار العقلية، لكي لا تنقطع متابعتكم لنا في هذا الكلام؛ لأننا ندرك أنكم غير غواصين في هذا المجال، ولكن إجراؤنا للكلام معكم على وفاق ما طلبه الله تعالى من المؤمنين بالمجادلة بالتي هي أحسن، وعلى سبيل النصيحة لكم في الدين الذي تنتسبون إليه.
وبهذا يظهر لكم بطلان كلامكم هذا.

[شبهة في إثبات الجهة]

وقد يقول بعضٌ منكم على سبيل الاستدلال على الجهة:
ماذا يوجد فوق الأرض؟ فيقال: السماء الدنيا، فيقول: وفوقها؟ فيقال: الثانية، وهكذا إلى السابعة، فيقول: وفوق السماء السابعة؟ فيقال: العرش، فيقول: وماذا فوق العرش؟ فإذا قيل له: الله، وقع المجيب في مذهبه، وإذا قيل: لا شيء، فيقول له: سبحان الله، جعلت الله عدماً، هذا كلامه.
وهو يقول هذا لأنه يتوهم أصلاً أن الله تعالى في جهة الفوق، فلما سمع نفي وجود الله في جهة الفوق استغرب.
فإذا قلت له سائلاً: فما الجواب الذي به أنت، فسوف يقول: أقول: (الرحمن على العرش استوى).
وهو يذكر هذه الآية في هذا الموضع، وهو يتوهم أنه يفهم معناها، وليظهر غيره ممن يحاوره أنه لا يتبع القرآن.
وهذا الذي يجيب بهذا الكلام، يسأل فيقال له: ما معنى استوى ؟ فسوف يتهرب من الإجابة، وهم عادة لا يصرحون بأنهم يعتقدون أن استوى جلس، لكي لا يظهر ويبين أنهم مجسمون، وهم عادة يقولون: استوى كما أخبر، فيقال له: هل تفهم معنى هذه الآية أم لا ؟ إن قال: نعم، ألزمه التوضيح، وحينئذ تنحلُّ العقد ويتضح المقام، وإن قال: لا أفهمها، يقال له: أنت تتناقض؛ لأنك جعلت هذه الآية جواباً على سؤال: ماذا فوق العرش؟ فالسؤال عن الفوقية الحسية المكانية، والأصل في الجواب أن يكون عن ذلك، فيلزمك أن الاستواء عندك حسي مكاني، وهذا دليل التشبيه والتجسيم، وجوابك بهذه الآية يدل على أنك تفهمُ معناها، فكيف تقول إنك لا تفهمها.
وأيضاً إن كنت لا تفهم معناها، فكيف تتخذ منها دليلاً على الناس، فتقول: هذا يخالف الآية وهذا لا يخالفها، ومجرد حكمك بالمخالفة يتضمن أنك تفهم معناها.
والحاصل أن هؤلاء الذين يدَّعون أنهم لا يفهمون معنى الآية يظهر تناقضهم وسقوطهم بسهولة.
وأمَّا الذي يقول: إن الآية دليل على الجهة والمكان، كما يقول غالبهم، فيطالبون أولاً بالدليل على أن الاستواء في اللغة يفيد المكان والجهة والجلوس، كما يزعمون، ولن يجدوا دليلاً على هذا، وقد بينا هذا في محل آخر.
ثم يقال لهم: بما أن الله فوق العرش، فيلزم منه أن العرش تحته، فإن قالوا: لا، تناقضوا، وإلا ظهر سقوطهم وابتداعهم وتناقضهم؛ لأن أحداً من السلف لم يقل: إننا تحت الله والله فوقنا!!
ويقال لهم: ويلزم على هذا أن الله محدود من جهة التحت على زعمكم، وهذا يلزمهم بحيث لا يستطيعون الانفكاك منه.
وقسم آخر منهم يقول: الله فوق العرش بلا مكان.
فيقال لهم: العرش مكان، والله كما تقول أنت- بذاته على العرش، فيلزمك أن العرش مكان لله تعالى، فكيف تقول: الله فوق العرش بلا مكان؟!! ففي قولك هذا إثبات للمكان ونفي له.
وهؤلاء يقولون: الله تعالى على العرش، ومع هذا ليس في مكان، فيقال لهم: العرش مكانٌ، فيصبحُ الله على مكان!! ويقولون: فوق العرش بلا مكان، فيقال لهم: الشيء الموجود فوق مكان لا بدَّ أن يكون له مكان؛ لأن الفوقية أصلاً مكانٌ.
ويقال أيضاً للذي يعتقد أن الله تعالى خارج عن العالم خروجَ الجسم عن الجسم، ومنفصل عن العالم انفصال الجسم عن الجسم، يقال له: الذي يكون خارج شيء لا بد بهذا المعنى- أن يكون إمَّا مماساً للشيء أو منفصلاً عنه: فإن قلتَ: مماسٌ، فأنت مبتدع مجسم، وإن قلتَ: غير مماس، فهذا هو معنى الانفصال المنفي، فيقال له: إذن توجد مسافة بين الله وبين العالم، فإما أن تكون وجودية أي هذه المسافة-، أو عدمية:
فإن كانت عدمية رجعنا إلى المماسة، وإن كانت وجودية، فنقول لك: هل هي من ضمن العالم أو أمرٌ غير العالم ؟
فإن قلتَ بالثاني، تبين لنا جهلك بمعاني ما تقول؛ لن كل ما سوى الله فمن العالم، وهو مخلوق، وإن قلتَ: هي من العالم، فيلزمك القول بأنَّ الله تعالى منفصل عن العالم بشيء من العالم، وهذا تناقض، ويلزمك أيضاً أن الله مماس للعالم.
وهذا الذي يعتقد بهذا القول، والذي قبله، من السهل بيان تناقضهم وتهافتهم وإظهار أنهم مجسمة، أو لا يفهمون معاني الكلمات التي يرددونها، كما مضى.
وبعضهم يَسأل فيقول: أنتم تقولون: الله تعالى لا فوق العالم ولا تحته، ولا يمينه ولا يساره، ولا أمامه ولا خلفه، فكيف ساغ لكم هذا النفي ؟
فيقال له: هل تقولُ أنت إن الله تعالى تحت العالم ؟ فإن قال: نعم، كفر، وإلا فقل له: إذن أنت توافقنا على هذا.
ثم اسأله: هل الله خلف العالم، وهكذا، فسوف ينفي كل الجهات عن الله تعالى إلا جهة الفوق، فيتحصل أن هذا السائل يوافقنا في كل شيء إلا أمر واحد كما مضى، فاسأله عن دليل الجهة التي هي الفوق، ويرجع الكلام إلى ما هو معلوم.
وهكذا يقال لمن يستغرب من قولنا: إن الله لا داخل العالم ولا خارجه.
وأمَّا من يدعي الحذق منهم ويقول: إذا قلنا لا داخل العالم ولا خارجه فيلزمنا رفع النقيضين، وهذا باطل! فهذا اعتراض ساقط كما قال العلامة ابن جلال-؛ لأن التناقض إنما يعتبر حين يتصف المحل بأحد النقيضين ويتواردان عليه، وأما حين لا يصح تواردهما على المحل ولا يمكن الاتصاف بأحدهما، فلا تناقض، كما يقال مثلاً: الحائط لا أعمى ولا بصير، فلا تناقض، لصدق النقيضين فيه، لعدم قبوله لهم على البدلية، انتهى من كتاب البراءة.
وهذا هو جواب أهل الحق، وهم أهل السنة والجماعة، بل هو جواب المسلمين كافة إلا المجسمة بأصنافهم.
وقال الشيخ أبو حفص الفاسي في حواشي الكبرى[1]:
(لا شك أن المعتقد هو أن الله تعالى سبحانه ليس في جهة، وقد أوضح الأئمة تقريره في الكتب الكلامية بما لا مزيد عنه، فهو سبحانه ليس داخل العالم ولا خارجه، ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه، وتوهم أن في هذا رفعاً للنقيضين وهو محال، باطلٌ؛ إذ لا تناقض بين داخل وخارج، وإنما التناقض بين داخل ولا داخل، وليس خارج مساوياً للداخل، وإنما هو أخص منه، فلا يلزم من نفيه نفيه؛ لأن نفي الأخص أعم من نفي الأعم، والأعم لا يستلزم الأخص.
فإن قيل: بم ينفرد هذا الأعم الذي هو لا داخل، عن الأخص الذي هو خارج.
قلنا: ينفرد في موجود لا يقبل الدخول ولا الخروج ولا الاتصال ولا الانفصال، وهذا يحمله العقل، ولكن يقصر عنه الوهم، وقصور الوهم منشأ الشبهة، ومثار دعوى الاستحالة) انتهى.
وهذا هو الجواب التحقيقي، ولا نريد الإطالة فيه؛ لأننا نعلم أن عقول الذين نخاطبهم تقصر عن إدراك هذه المعاني، وقصدنا هنا هو إلزامهم بفساد مذهبهم.
ثم هؤلاء الذين يقولون: إن القول بأن الله لا داخل ولا خارج العالم هو رفع للنقيضين، ورفع النقيضين لا يجوز!!
نسألهم: قبل أن يخلق الله العالم، هل كان خارج العالم أو داخله ؟
إن قالوا: داخل العالم، فيقال لهم: فالعالم غير موجود بعد، وإن قالوا: خارج العالم، فكذلك العالم غير موجود، فكيف يكون خارجه أو داخل، فقولهم هذا تهافت.
ونلزمهم أن يقولوا: الله في هذه الحالة لا خارج العالم ولا داخله، وإن أنكروا أقروا على أنفسهم بالجهل.
فإن أقروا بهذا فقد وافقونا فيما أنكروه علينا، من أن القوب بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ليس متناقضاً؛ لأنه صحيح هنا.
فإن قالوا: هذا الكلام صحيح قبل أن يخلق الله العالم، ولكن بعد خلقه، فإما أن يكون خارجه أو داخله!!
فنقول لهم: إذن أنتم تقولون: إن الله تعالى يتصوره العقل داخل العالم، ويتصوره خارجه، ولكن يحكم بأنه ليس بداخله، بل خارجه، وهذا يلزمكم لأنكم حكمتم عليه بعدم كونه داخل، وكونه خارج العالم، والحكم يسبقه التصور كما هو معلوم، إذن أنتم تتصورون جواز كونه داخل العالم، وهذا تجسيم.
ثم هذا يلزمكم عنه أيضاً أن تقولوا: إن الله تعالى تغيَّر وطرأ عليه وصف، وهذا القول باطل.
أما بيان اللزوم، فلأنكم تقولون: قبل أن يخلق العالم لم يكن لله خارجٌ، وبعد أن خلق العالم صار له خارج، وهذا القول: إما أن يكون صفة نقص، أو كمال: إن قلتم بالأول: كفرتم، وبالتالي لزمكم القول بأن الله كان ناقصاً لصفة كمال ثم اكتسبها، وهذا كفرٌ أيضاً.
وإن قلتم: إنه لم يتغير قبل وبعد خلق العالم، فكيف تقولون: إنه صار في جهةٍ من العالم، والعالم في جهةٍ منه بعد أن خلقه، هذا تناقض، لاسيما وأنكم تزعمون أن الجهة وصف كمال لا نقص.
ويقال لهم: كيف عرفتم أن الدخول والخروج من الأضداد بالنسبة لله تعالى وأنتم لم تعرفوا حقيقة الله تعالى ؟!
فعجباً منكم تدعون الأمر وتنفون بما ينافيه!!
ونحن لا نريد أن نطيل في الكلام على هذه المعاني في هذا الموضع، فللتفصيل محلٌ آخر، ولا نريد أن نناقض كلامهم وأقوالهم قولاً قولاً، وإن كان ما مضى كافياً لذكي الفؤاد.
وإنما كان مرادنا كتابة بعض التنبيهات لطالب الحق، يتبين بها تناقضهم وجهالاتهم، وعدم أهليتهم للخوض في هذا العلم.
وأدعو الله تعالى أن يجعل في هذه الصفحات إفادة، وأن يوفقنا إلى ما فيه الخير والحق، والحمد لله رب العالمين.


الجمعة، 2/4/1993م


سعيد فودة


وليس لنا إلى غير الله حاجة ولا مذهب



[1] نقلناه من البراءة.
بالله عليك أنظر إلى المقال جيدا هل يوجد في آية واحدة أوحديث أو قول صحابي ؟!!!!
أين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم؟؟؟
الآية الوحيدة الموجودة هي(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) لهذا سأرد على إستدلاله بالآية فقط وأترك الباقي حتى تتعلم آداب النقاش لأنك نقلت نقاط كثيرة والوقت لا يكفي للرد عليها كلها رإم أن الشيد الدكتور محمد الخميس قد رد عليها بحمد الله.

الآية الوحيدة التي ذكرها شيخك سعيد فودة هي قوله تعالى(ليس كمثله شيء)


الجواب : أن نقول :
أولاً : إن صاحب كتاب حسن المحاججة إنما نقل هذه الشبهة عن ابن مرزوق عن أبي عبدالله بن جلال([1]) مع أن ابن مرزوق رجل معطل , وأما جلال فهو من المبتدعة , والحاصل : أنهما ليسا من أئمة الإسلام ولا من أئمة التفسير والحديث فكيف يقبل تحريفهما لهذه الآية ؟

ثانياً : أنه ليس المراد في قوله تعالى ( ليس كمثله شيء ) أن الله لا داخل العالم ولا خارجه , بل المراد من هذه الآية أن الله لا تشبه ذات من ذوات خلقه كما لا تشبه صفاته صفات خلقه .

فالله له علم وقدرة وكلام ويدان ووجه وقدم ونزول , ولكن ليس كعلم خلقه ولا كقدرته ولا ككلامه ولا كيديه ولا كوجهه ولا كقدمه ولا كنزوله , ولم يفهم أحد من سلف هذه الأمة ما فهمه المعطلة : أن الله لا داخل العالم ولا خارجه , بل السلف قاطبة على أن الله تعالى فوق العالم بائن من خلقه .

[1] ) انظر حسن المحاججة ص 4 .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: أين الله ؟
02-04-2009, 02:32 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكيم حبيب مشاهدة المشاركة
كتب ورسائل سعيد فودة في ميزان النقد العلمي

كتبه
عبد الباسط بن يوسف الغريب


مقدمة

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: أما بعد:
فعن جرير بن عبد الله البجلي  قال: بايعت رسول الله  على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم( ).
ومن النصح الواجب على طلبة العلم رد الأهواء المضلِّة بالكتاب والسنة على موردها وبيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء كلها, وكذلك رد الأقوال الضعيفة( ).
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى: أنه إنما يؤتى الرجل من سوء فهمه أو من سوء قصده أو من كليهما؛ فإن اجتمعا كمل نصيبه من الضلال.
وإن المدعو سعيد فودة قد تصدر في كتبه ورسائله الهجوم على عقيدة السلف ومهاجمة علمائها, وقد بان منها سوء فهمه وسوء قصده؛ وحقد طغى على قلمه, وقد أساء إلى نفسه بما ذكر فيها من تلبيسات وتدليسات, وجراءة في الطعن في عقيدة أهل السنة وعلمائها.
وقد كنت كتبت كتاباً في الرد على كتابه "الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية", سميته "نقض الكاشف" ولم يتسن لي طباعته؛ فقمت باختصار بعض مسائله وأضفت إليه مسائل أخرى من كتبه ورسائله تكشف عن حقيقة ما ذكره من تدليس وتلبيس.
و نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً له, وأن يهديه ومن ضل إلى سواء السبيل.



  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: أين الله ؟
04-04-2009, 06:00 PM
العلو والاستواء
الشيخ د. فلاح إسماعيل مندكار


إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين - ، وبعد :

فإن آيات ونصوص العلو والفوقية والاستواء على العرش لله تعالى كثيرة جدًا ، وكذلك الأحاديث أيضًا ، وكلها تنص على أنه - تبارك وتعالى - فوق جميع مخلوقاته ، مستو على عرشه في سمائه ، عاليًا على خلقه ، بائنًا منهم ، يعلم أعمالهم ويسمع أقوالهم ويرى حركاتهم وسكناتهم لا تخفى عليه خافية .

وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة .

ويؤمنون بأن العلو والفوقية من صفات ذات الرب - عز وجل - .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( إن السلف مجتمعون على علو الله تعالى ) .

ويقول : ( ولم يقل أحد منهم أن الله ليس في السماء ، أو أن الله في الأرض ، أو أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ، ولا متصل ولا منفصل ، أو أنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه ) .

ومعلوم من النصوص بثبوت الإشارة إلى الرب - تبارك وتعالى - من فعل النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، وهو أعلم الخلق بربه - عز وجل - ، فقد رفع إصبعه إلى السماء - وهو يخطب في حجة الوداع في جمع عظيم من الصحابة - ، وهو يقول : ( ألا هل بلغت ) .

قالوا : نعم ـ ثلاثًا ـ ، ثم قال : ( اللهم أشهد ) ، يشير بإصبعه الشريف الكريم إلى السماء كما في " صحيح مسلم " ، وغيره .

وثبت أيضًا من تقريره كما في حديث الجارية - وهو في " صحيح مسلم " أيضًا - ، بل إن ذلك ثابت فطرةً وعقلاً من حيث انصراف القلوب والأكف نحو العلو والسماء خاصة عند السؤال والدعاء والاضطرار ، ومن حيث اتفاق العقلاء أن العلو كمال ، وحق الباري - جل وعلا - الكمال المطلق ، والعلو والسمو في الشأن والقدر ، وفي القهر والقوة والغلبة ، وفي الذات والمكان أيضًا .

يقول ابن تيمية - رحمه الله - : ( علو الخالق على المخلوق ، وأنه فوق العالم والعباد ، معلوم لهم بالضرورة ، كما اتفقت عليه جميع الأمم ... وهم يخبرون عن أنفسهم أنهم يجدون التصديق بذلك في فطرتهم ، وكذلك عندما يضطرون إلى قصد الله وإرادته ، مثل قصده في الدعاء والمسألة وإلى توجيه قلوبهم إلى العلو ... ولا يجدون في قلوبهم توجهًا إلى جهة أخرى ... بل يجدون قلوبهم مضطرة إلى أن تقتصر جهة علوهم دون غيرها من الجهات .... ) . " درء التعارض " : (7/5) .

وهذا الإمام الذهبي في كتابه " العلو " حيث ذكر الآيات في العلو والفوقية ، وأنه - سبحانه - في السماء حيث بدأ - رحمه الله - بذكر الأحاديث في ذلك يقول : ( فمن الأحاديث المتواترة الواردة في العلو ، حديث معاوية بن الحكم السلمي .... ) .

فبدأ بهذا الحديث أول ما بدأ - رحمه الله - ، وهو الحديث الذي لم يزل أهل الأهواء والبدع - ولا يزال أتباعهم - يردونه بلوازمهم العقلية الجدلية الكلامية ، وبإثارة الشبه العقلية الفلسفية المتنوعة ، يوهمون أنفسهم وأتباعهم بصحة تلك المناهج الكلامية العقلية في رد نصوص الوحي من كتاب وسنة ، أو الأشتغال بتأويلها عن ظاهرها لتوافق قواعدهم وفلسفاتهم ومناهجهم المخالفة لمنهاج النبوة والصحابة .

وأجد نفسي هنا مضطرًا لنقل أقوال بعض الأئمة الأعلام لعلها تسهم في فتح القلوب وإزالة الران عنها والاستجابة لله تعالى ولرسوله .

وهذه النقول مما ذكرها الإمام الهمام الذهبي في " العلو " :

عن الإمام أبي حنيفة - رحمه الله - أنه قرر : ( أن الله في السماء دون الأرض ) .

وذكر عن أبي محمد بن قدامة المقدسي أنه بلغه عن الإمام أبي حنيفة أنه قال : ( من أنكر أن الله في السماء فقد كفر ) .

ونقل عن البيهقي في " الأسماء والصفات " - رحمه الله - عن الإمام الأوزاعي - رحمه الله - قوله : ( كنا والتابعون متوافرون نقول : أن الله - عز وجل - فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ) .

ونقل من كلامه أيضًا : ( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ) .

وعن سالف قوله : ( الله في السماء وعلمه في كل مكان ، لا يخلو منه شيء ) .

وعن ابن المبارك لما سئل : كيف نعرف ربنا - عز وجل - ؟

قال : ( في السماء السابعة على عرشه ، ولا نقول كما تقول الجهمية إنه ها هنا في الأرض ) .

ونقل عن الإمام الشافعي - رحمه الله - قوله : ( القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما ... أن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف يشاء ، وينزل إلى السماء الدنيا كيف يشاء ) .

ونقل عن الإمام أحمد - رحمه الله - أنه قيل له : الله فوق السماء السابعة على عرشه .... من خلقه ، وقدرته وعلمه بكل مكان ؟

قال : ( نعم هو على عرشه لا يخلو شيء من علمه ) .

ثم ذكر - رحمه الله - نمو هذه الأقوال عن طائفة عظيمة من الأئمة الأعلام ، منهم اسحاق بن راهويه ، والمزني ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيان ، وابن قتيبة الدينوري ، وابن أبي عاصم الشيباني ، وأبو عيسى الترمذي ، وابن ماجه القزويني ، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبو جعفر الطحاوي ، وأبو الحسن الأشعري - الذي فصل في الرد على شبه المتكلمين ومناقشتها وبيان أوجه فسادها - ، وأبو محمد الحسن بن علي البربهاري ، وأبو القاسم الطبراني ، وأبو بكر محمد بن الحسن الأجري - الذي رد على المخالفين من أهل التعطيل والتأويل مذكرا إياهم ( بأنهم يجدون في النصوص أنه - عز وجل - في السماء تأويلاً وتحريفًا وصرفًا للألفاظ عن ظواهر معانيها ) .

يقول - رحمه الله - : ( فأين هم من : لما قضى الله - عز وجل - الخلق كتب كتابًا - فهو عنده فوق العرش - إن رحمتي غلبت غضبي ) . متفق عليه .

فكيف يتعاملون ( مع فوق العرش ) ؟

والعرش معلوم أنه سقف المخلوقات التي أعلاها السماوات ، ثم الرب - عز وجل - فوق العرش وفوق السماوات والمخلوقات جميعًا .

والنقل عن الأئمة - رحمهم الله جميعًا - ، ولكن فيما ذكرت كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

وأخيرًا أذكر بما تقرر عند العقلاء من عدم جواز إبطال نصوص الكتاب والسنة بالتأويلات والالزامات والتعليلات العقلية التي حملتهم على الاعتقاد بأن الله تعالى لو كان في السماء لكان في جهة ، أو كان مظروفًا تحيط به السماوات المخلوقة والأجرام المحدودة ، ولو كان مستويًا على عرشه لكان محتاجًا مضطرًا لمخلوق قياسًا بأن من استوى على شيء يكون محتاجًا لما قد استوى عليه ، وما هذه إلا بسبب مناهجهم وقواعدهم العقلية التي قدموها على النقل حتى في أبواب الاعتقاد والغيب فراحوا ينظرون إلى صفات الباري - جل وعلا - بما يعرفون في المخلوق من لوازم ومقتضيات .

فأقول ناصحًا ومذكرًا :

اعلموا - جمعنا الله وإياكم على الحق والهدى - أن الله تعالى أثبت لنفسه العلو والاستواء وأنه في السماء ثم رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - أثبت ذلك أيضًا وأكده بما تواتر عنه - عليه الصلاة والسلام - قولاً وفعلاً وتقريرًا ، ثم السلف الكرام والصحابة الأعلام أثبتوه وقرروه بأنواع وأساليب من التقريرات .

ثم إنه والله لمن العجب العجاب جرأة أقوام من المتأخرين الخلوف على تلك النصوص وأفهام ومقامات السلف ، بالإنكار والرد والتأويل ، ثم هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، فقد زعم قديمًا أسلافهم الخلوف ، ثم وما زال ينعق الاتباع مرددين مقالة أولئك الأسلاف بأن مذاهبهم ومناهجهم وأفهامهم للدين والاعتقاد أعلم وأحكم مما كان عليه الجماعة الأولى ، سلف الأمة وسادتها الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - .

فإنا لله وإنا إليه راجعون .

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .


كتبه فضيلة الشيخ د. فلاح إسماعيل مندكار

يوم الإثنين 4 صفر 1429 هـ
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
أهمية الوقت في حياة المسلم لـ ( الشيخ عبيد الجابري حفظه الله )
فصل الخطاب في بيان عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
كتاب العقيدة للإمام أحمد ابن حنبل رضي الله عنه
الساعة الآن 10:18 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى