عسكرة الثورة المدنية في مصر
01-07-2013, 11:40 AM
إن ما تشهده الساحة المصرية هاته الأيام من إحتشاد في الشوارع مهما تباينت أسباب التظاهر و مهما إختلفت الأراء و المطالب لهو أمر صحي و طبيعي في بلد لازالت لم تنطفئ فيه ثورة قلبت فيه نظام حكم مستبد جثم على صدور المصرين سنين طويلة ..في بلد كسر حاجز الخوف من التعبير عن نفسه ..بيد أن المتتبع للتفاصيل في هذا المشهد الدقيق يلاحظ أن هناك طرفا ثالثا مندسا متخفيا يدفع بإتجاه خلق فوضى معينة من خلال إحراق الممتلكات و سقوط الضحايا بين الفينة و الاخرى و هذا الطرف سيكون أكثر تأثيرا من كل الملايين التي إحتشدت من الجانبين ..فيكفي أن يكون هناك عنف و عنف مضاد يصل إلى حد معين حتى تفرض أو تجبر السلطة العسكرية في مصر على إسترداد السلطات المدنية و ما تم تحقيقه في ظرف عام وجيز ...إن الطرف الخفي في هذه المعادلة يدرك أنه هو المنتصر على الطرفين المتصارعين سلميا حينما يركب موجه الأحداث فيظهر بعد وقت قصير في زيه المدني على أنه مخلص مصر من الفتنة و جميع شرور الجماعات الضيقة حسب فهمه ...إن الحديث عن أهداف كل من الطرفين في هاته الفترة لهو هامش لا يرتقي للحديث عما يدبر بالليل و النهار لمصر الكنانة و اخوف ما اخافه أن نجد الحكمة القائلة الثورة يقوم بها الشرفاءو يدفع ثمنها الشهداء و يجني ثمارها الاوغاد هي الغالبة بعد أن تنتهي زوبعة الاعتصامات و صراع الشوارع و الساحات
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.










