الأدلة الجلية على أصالة السلفية
29-11-2013, 03:47 PM
الأدلة الجلية على أصالة السلفية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
ولعل أحدث الطعون التي اطلعت عليها ما نشره:" حاجي أبو أيوب23" في إحدى مقالاته طاعنا السلفية بمغالطة لا تخفى على أصغر طلبة العلم الشرعي، حيث قال فيها:{لابد أن نفرق بين أهل السنة والجماعة والسلفية، فأهل السنة معروفين منذ عهد الصحابة والتابعين بأهل السنة ، أما السلفيةوالسلفيين فهذه لفظة مبتدعة أطلقها الوهابيون على أنفسهم لخداع الناسبالأسماء المنمقة والا فهم حشوية وهابية مجسمة...}.
فانظروا إلى مغالطته الأولى حين فرق بين:" أهل والسنة والجماعة" و:" السلفية؟؟؟"، وتأملوا مغالطته الثانية التي هي أكبر من أختها؟؟؟، وذلك حين زعم بأن:{السلفيةوالسلفيين لفظة مبتدعة أطلقها الوهابيون على أنفسهم لخداع الناسبالأسماء المنمقة }؟؟؟؟؟؟؟؟.
ومعلوم لدى الجميع بأن دعوة الشيخ:" محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله انتشرت في القرن:(12 هجري)، بينما أصول السلفية ترجع إلى عهد القرون الأولى من صدر الإسلام، كما سيتضح بيانه بالدليل والبرهان، والحجة والبيان من خلال هذا المقال.
وكنت قد رددت على المدعو:" شمس الدين بوروبي" في مقال سابق لي نفس الشبه التي أوردها:" حاجي أبو أيوب23" هنا؟؟؟.
ولولا اختلاف الأسماء: لقلنا بأن:" المسمى هو نفسه؟؟؟"، إذ أن الألفاظ المستخدمة، والأسلوب المعبر به متطابق؟؟؟، فالاثنان يستخدمان ألفاظ:" وهابية، متسلفة، حشوية، مجسمة، ابتدعوا وأنشؤوا السلفية؟؟؟"، وسيتضح لنا هذا الأمر بمقارنة كلام:" بوروبي" وكلام: " حاجي أبي أيوب23"؟؟؟.
وقد لا يهمنا كثيرا من يطعن في:" السلفية" بقدر اهتمامنا بدحض شبههم الساقطة، واستدلالاتهم الهابطة؟؟؟، فالسلفية باقية – وإن رغمت أنوف هؤلاء؟؟؟-، ولهم جميعا نقول:
وإذا أراد الله نشر فضيلة× طُويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت × ما كان يُعرف طيب عَرف العود
ونزيدهم أخرى:
كناطِحٍ صخرةٍ يوماً ليوهنها× فلم يضرها وأوهى قرنَه الوعلُ
وهذه الثالثة:
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه×أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وهذا أوان الشروع في دحض فرية أن:" السلفية" محدثة؟؟؟، وللمعترض أن بعلم مفصل مسند للمصادر والمراجع بالمجلد والصفحة، وليتجنب:" كتابة سطر أو سطرين بحجم خط ملون كبييييييييير جدا؟؟؟، فإلى المقال:
ألقى:" شمس الدين بوروبي" بتاريخ 17 جوان 2011 بالمغرب الأقصى محاضرة بعنوان: "حقيقة السلفية اليوم"، وقد ضمنها مجمل انتقادات السلفية على الصوفية والرد عليها .
فأقول ردا عليه - مستعينا بالله تعالى -:
ذكر:" بوروبي" في بداية محاضرته -الدقيقة الثالثة-: " ... أن المخالفين للأشاعرة والماتريدية، أنشئوا ما يسمى بالسلفية، وأنهم أرادوا أن يقنعوا الناس بأن المذهب السلفي الآن هو مذهب السلف الصالح ..."، ثم قال: "ونحن نفرق بين السلف الصالح وبين السلفية الحشوية ...".
إن المتأمل المنصف في كلام:" بوروبي" يلحظ خطأ كبيرا ومغالطة عظيمة، إذ كيف يسلم له مخالفه في قوله عن السلفيين بأنهم "أنشئوا ما يسمى بالسلفية"!؟؟.
فمغالطته هذه توهم القارئ بأن:"السلفية مذهب محدث"!؟؟، وهذا مخالف للحق:"واقعا وتاريخا"، ولبيان زيف هذه المغالطة يحسن بنا أن نناقش مفهوم:"السلفية" من حيث:" اللغة والاصطلاح والوضع التاريخي"، فنقول وبالله التوفيق:
إن الانتساب إلى السلف فخر وأي فخر، وشرف ناهيك به من شرف، فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.
والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف "أهل السنة والجماعة" و"أهل السنة" و"أهل الجماعة" و"أهل الأثر" و"أهل الحديث" و"الفرقة الناجية" و"الطائفة المنصورة" و"أهل الاتباع".
و"السلف الصالح" الذي تنسب إليه السلفية هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الدين والهدى، و"السلفي" هو من رضي بهذا الميراث، واكتفى به، ولزم الكتاب والسنة على فهم علماء الأمة من الصحابة فمن بعدهم من الأئمة.
وقد جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، ومنه: قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها: "فإنه: نعم السلف أنا لك" [رواه مسلم: 2482].
أما من حيث اللغة، فقد قال ابن فارس في [معجم مقاييس اللغة]: سلف، السين واللام والفاء أصل يدل على تقدم وسبق، من ذلك السلف الذين مضوا، والقوم السلاف: المتقدمون. وقال الراغب الأصفهاني في [المفردات]: السلف: المتقدم، قال الله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ} [الزخرف: 56]؛ أي: معتبرا متقدما ... ولفلان سلف كريم: أي آباء متقدمون، جمعه: أسلاف وسلوف.
وقال ابن منظور في [لسان العرب]: "والسلف -أيضا- من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السبق والفضل، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح".
أما السلف اصطلاحا فهم الصحابة ابتداء، ويشاركهم التابعون وتابعوهم من الأئمة تبعا واتباعا؛ كما في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100].
كلمة "السلف" دارجة عند أئمة السلف
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله مفسرا كلمة السلف: "أي من الصحابة ومن بعهدهم" [فتح الباري: 6/66]. وقال: "باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره" [5/2068]. وقال أيضا: "قال الزهري في عظام الموتى -نحو الفيل وغيره-: أدركت ناسا من سلف العلماء يمتشطون بها، ويدهنون بها ولا يرون بأسا" [فتح الباري: 1/342].
وأخرج مسلم من طريق محمد بن عبد الله، قال سمعت علي بن شقيق سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس: "دعوا حديث عمرو بن ثابت، فإنه كان يسب السلف". [مقدمة صحيح مسلم: ص6].
وقال الأوزاعي: "اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم قل بما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم" [الشريعة للآجري: ص58].
الإجماع على مشروعية الانتساب إلى السلف
ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا، فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنا وظاهرا، وإن كان موافقا له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم.
النسبة إلى السلف جارية في كتب التراجم والسير
وقال في ترجمة محمد بن محمد البهراني: "وكان دينا خيرا سلفيا" [معجم الشيوخ: 2/280].
وقال في ترجمة أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي: "وكان على عقيدة السلف" [معجم الشيوخ: 1/34].
وقال في [السير: 16/457]: "وصح عن الدارقطني أنه قال: "ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيا". وقال في ترجمة ابن الصلاح: "قلت وكان سلفيا حسن الاعتقاد كافا عن تأويل المتكلمين" [تذكرة الحفاظ: 4/1431].
وقال في ترجمة الفسوي: "وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفيا" [السير: 13/183].
وقال في ترجمة عثمان بن خرزاذ الطبري: "فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا سلفيا" [السير: 13/380].
وقال في ترجمة الزبيدي: "وكان حنفيا سلفيا" [السير: 20/317].
وقال في ترجمة ابن هبيرة: "وكان يعرف المذهب والعربية والعروض سلفيا أثريا" [السير: 20/426].
وقال في ترجمة ابن المجد: "وكان ثقة ثبتا ذكيا سلفيا تقيا" [السير: 23/118].
وقال في ترجمة يحيى بن إسحاق: "وكان عارفا بالمذاهب خيرا متواضعا سلفيا حميد الأحكام" [معجم الشيوخ: 957].
السلفية في كتب الأنساب
ثم تقرر هذا المصطلح عند جميع العلماء حتى أهل الكلام ممن يبجلهم الشيخ بوروبي، ومنهم الغزالي الذي قال في [إلجام العوام عن علم الكلام: ص62] معرفا كلمة السلف: "أعني: مذهب الصحابة والتابعين".
أما السلف زمانا، فالمصطلح يشمل خير القرون وأولاها بالاقتداء والاتباع، وهي القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية على لسان خير البرية صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" [حديث متواتر].
وبمجموع ذلك يظهر أن مصطلح السلف يطلق على من حافظ على سلامة العقيدة والمنهج على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل الاختلاف والافتراق.
وأما "السلفية" فهي: انتساب إلى السلف الصالح، وهي بذلك نسبة محمودة إلى منهج معصوم وجيل مرحوم، وهو مذهب أثري سديد، وليس ابتداع مذهب جديد، كما قال:" بوروبي" فيمن خالفهم: " ... إنهم أنشئوا ما يسمى بالسلفية!".
ولذلك فإن "المنهج السلفي" هو: لزوم الطريقة التي كان عليها الصحابة من التمسك بالكتاب والسنة علما وعملا، وفهما وتطبيقا. وهذا المنهج باق إلى يوم القيامة، يصح الانتساب إليه.
ومن خلال ما تقدم من تعريف للدعوة السلفية، ندرك أهمية المقاصد التي ترمي إليها، فهي: تدعو إلى الإسلام الصافي النقي من أدران الشرك والبدع والخرافات والمنكرات، على اختلاف أسمائها وتنوع مسمياتها.
فالسلفية إذا: تطبيق عملي للإسلام؛ لا كما حاول الشيخ بوروبي تصويرها بـ: "أنها طائفة محدثة جمعت شواذ المسائل التي ذكرها في محاضرته، والتي سأرد عليها تباعا بإذن الله تعالى".
ولأن "السلفية": هي الحق، تبنته "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" كمنهج دعوي لا كما حاول البعض مغالطتنا به كثيرا، حيث زعم بأن المنهج السلفي منهج غريب عن الجزائريين، حمله إليهم بعض الشباب في مطلع الثمانينيات الميلادية من القرن العشرين، ودليل زيف هذا الادعاء هو"تبني جمعية العلماء للمنهج السلفي" كما سبق ذكره، وإليكم مزيد تفصيل:
قول الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى
"القرآن هو كتاب الإسلام، السنة القولية والفعلية -الصحيحة- تفسير وبيان للقرآن، سلوك السلف الصالح -الصحابة والتابعين وأتباع التابعين- تطبيق صحيح لهدي الإسلام.
فهوم أئمة السلف الصالح أصدق الفهوم لحقائق الإسلام ونصوص الكتاب والسنة".
وقال رحمه الله في كلمته التي ألقاها في حفل ختم تفسير القرآن الكريم بالجامع الأخضر بقسنطينة [الشهاب: ج4، م14، ربيع الثاني/جمادى الأولى 1357]:
"فإننا والحمد لله نربي تلامذتنا على القرآن من أول يوم، ونوجه نفوسهم إلى القرآن في كل يوم، وغايتنا التي ستتحقق أن يكون القرآن منهم رجالا كرجال سلفهم".
وجاء في جريدة [الفتح] التي كان يشرف عليها الشيخ العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى: "جاءتنا من المغرب الأوسط (الجزائر) رسالة نافعة -إن شاء الله- ألفها العلامة السلفي الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس من كبار العلماء المصلحين في الديار المغربية"، نشر في مجلة [الشهاب: العدد 87 بتاريخ 6 رمضان 1345ه، صراع بين السنة والبدعة للشيخ أحمد حماني رحمه الله: 1/110 دار البعث، سنة 1405ه].
وكتب الشيخ محمد القري رحمه الله تعالى -من فاس المغرب- قصيدة من البحر الوافي -إثر الاعتداء الأثيم ومحاولة قتل الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى- وأرسلها إلى [الشهاب: عدد 82 الصادر يوم الخميس 30 رجب 1345ه، 3 أبريل 1927م]، وقال في مقدمة الرسالة الملحقة بالقصيدة:
"جناب مدير مجلة الشهاب المحترم، تحية وسلاما: الرجاء منكم أن تنشروا على صفحات -الشهاب- الأغر القصيدة التالية بمناسبة نجاة العلامة السلفي المصلح السيد عبد الحميد بن باديس من ضربة الشقي الأثيم ولكم مزيد الشكر:
وقاك الله كيد الخائنينا * وأخزى المبلسين الملحدينا"
قول الإمام البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى
"هذا هو اليوم الذي يختم فيه إمام سلفي تفسير كتاب الله تفسيرا سلفيا ليرجع المسلمون إلى فهمه فهما سلفيا ..." [مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير: ص467 من منشورات وزارة الشؤون الدينية].
وقال في مقال له حول الحفل نفسه:
"وأراد الله فحقق للأستاذ أمنيته من ختم التفسير، وللأمة رجاءها في تسجيل هذه المفخرة للجزائر، ولأنصار السلفية غرضهم من تثبيت أركانهم بمدارسة كتاب الله كاملا ..." [مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير: ص453].
وقال في موضع آخر:
"أتم الله نعمته على القطر الجزائري بختم الأستاذ عبد الحميد بن باديس لتفسير الكتاب الكريم درسا على الطريقة السلفية ... ولا معنى لذلك كله إلا أن إحياء القرآن على الطريقة السلفية إحياء للأمة التي تدين لله به" [مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير: ص15].
ويقول أيضا في مقدمة رسالة [العقائد الإسلامية للشيخ ابن باديس: الصفحة 17]:
"وهذا درس من دروسه ينشره اليوم في أصل العقيدة الإسلامية بدلائلها من الكتاب والسنة تلميذه الصالح كاسمه "محمد الصالح رمضان": فجاءت عقيدة مثلى يتعلمها الطالب فيأتي منه مسلم سلفي, موحد لربه بدلائل القرآن كأحسن ما يكون المسلم النقي، ويستدل على ما يعتقده في ربه بآية من كلام ربه, لا بقول السنوسي في عقيدته الصغرى: أما برهان وجوده تعالى فحدوث العالم!".
وللعلم فعقيدة السنوسي التي أنكرها العلامة الإبراهيمي "أشعرية" كما يعلم الشيخ بوروبي!
ويقول البشير أيضا عن شيخه ابن باديس: "والإمام رضي الله عنه كان منذ طلبه للعلم بتونس قبل ذلك -وهو في مقتبل الشباب- ينكر بذوقه ما كان يبني عليه مشايخه من تربية تلامذتهم على طريقة المتكلمين في العقائد الإسلامية, ويتمنى أن يخرج تلامذته على الطريقة القرآنية السلفية في العقائد يوم يصبح معلما, وقد بلغه الله أمنيته، فأخرج للأمة الجزائرية أجيالا على هذه الطريقة السلفية وقاموا بحمل الأمانة من بعده".
يقول الإبراهيمي رحمه الله بعد تقديمه بتقديم بسيط حول انتشار المذاهب الكلامية في المغرب في الصفحة 18:
" ... حتى جاءت دروس الإمام ابن باديس فأحيا بها طريق السلف في دروسه -ومنها هذه الدروس- وأكملتها جمعية العلماء".
ثم يقول في آخر المقدمة الصفحة 20: "وفقنا الله جميعا لاتباع كتابه وسنة نبيه والرجوع إليها وإلى هدي السلف الصالح في تبيين معانيهما".
قول الشيخ محمد الصالح رمضان تلميذ الشيخ ابن باديس
وقال في الصفحة 9 من المقدمة: " ... وكان صوت إمامنا ما يزال يرن في أذني حين إملاء هذه الدروس بالجامع الأخضر, وقد حذا فيها حذو السلفية الرشيدة من اعتماد كتاب الله, والصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, قبل تفسيرات المذاهب المختلفة وتأويلات أصحابها في مرحلة الاختلاط, والاستشهاد بما عند الأقدمين من أصحاب الأديان والفلسفات والمذاهب الأخرى ...".
وقال أيضا في نفس الصفحة 9: "وكان ذلك مما دعا المصلحين إلى ضرورة العودة إلى إصلاح العقائد الإسلامية, وشرح المصطلحات, وحل القضايا على نمط سلفي واضح، بصريح نص الكتاب والسنة الصحيحة ولا برأي الجبرية والقدرية وغير ذلك من الآراء الفلسفية ...".
كما قال بعد تقدمة في الصفحة 12 عن سبب إعادة طبع كتاب العقائد: " ... لاختصارها واستيعابها لأصول العقائد الدينية بطريقة سلفية لا لبس فيها ولا غموض مستمدة كلها من الكتاب والسنة بخلاف كتب التوحيد والعقائد التي يتشعب فيها البحث والنظر واتخذ ألوانا من الفكر الفلسلفي المستمدة من الثقافات الأجنبية والديانات المختلفة, هذا فضلا عن كتب العقائد والطوائف والفرق الدينية كالشيعة والخوارج والمرجئة, وعلم الكلام الذي توزعت مذاهبه بين الأشاعرة والمعتزلة, وعم الجدل ...". إلى آخر ما قال رحمه الله.
وليتأمل الشيخ بوروبي كيف أدرج الشيخ محمد الصالح رمضان "عقيدة الأشاعرة" ضمن عقائد المتكلمين المخالفة لعقيدة السلف الصالح.
قول الإمام العلامة أبو يعلى الزواوي رحمه الله تعالى
وقال رحمه الله تعالى في رسالته إلى الكاتب السلاوي الفاسي: "لأننا سلفيون دعاة الإصلاح العام في الدين وما ألصق به وفي الجنس وما هو فيه ... ونخص -نحن السلفيون- بشيء أدق مما يكون، وما هو هذا الشيء؟ وهو التدقيق والتحقيق في الأقوال والأفعال، والحذر من الخطأ والخطل في القول والعمل" [الصراع: 2/67].
وقال كذلك في مقال له نشر في [الشهاب: العدد 90، 31 مارس 1927م]: "فالجواب عنه أني أعلنت عن نفسي أني سلفي، وأعلنت أني تبرأت مما يخالف الكتاب والسنة ورجعت عن كل قولة قلتها لم يقلها السلف الصالح".
قول الإمام الشيخ الطيب العقبي رحمه الله تعالى
وجاء في جريدة [الشهاب: العدد 83 الصادر في 7 شعبان، 10 فيفري 1927م]: "في ذمة التاريخ أفظع حادث" (القصيدة من البحر الكامل) لشاعر السلفيين وخطيبهم العلامة الأستاذ الشيخ الطيب العقبي:
عبد الحميد النصر قد وافاكا * رغم المنافس والذي عاداكا
واصلت سيرك مرشدا ومعلما * ولسوف تحمد بعدها مسراكا".
وقال الشيخ الطيب العقبي طيب الله ثراه في قصيدته المباركة "إلى الدين الخالص":
أيها السائل عن معتقدي * يبتغي مني ما يحوي الفؤاد
إنني لست ببدعي ولا * خارجي دأبه طول العناد
يحدث البدعة في أقوامه * فتعم الرض نجدا ووهاد
ليس يرضى الله من ذي بدعة * عملا إلا إذا تاب وهاد
لست ممن يرتضي في دينه * ما يقول الناس زيد وزياد
بل أنا متبع نهج الألى * صدعوا بالحق في طرق الرشاد
حجتي القرآن فيما قلته * ليس لي إلا على ذاك استناد
وكذا ما سنه خير الورى * عدتي وهو سلاحي والعتاد
وبذا أدعوا إلى الله ولي * أجر مشكور على ذاك الجهاد
منكمو لا أسأل الأجر ولا * ابتغي شكركم بله الوداد
مذهبي شرع النبي المصطفى * واعتقادي سلفي ذو سداد
خطتي علم وفكر نظر * في شؤون الكون بحث واجتهاد
وطريق الحق عندي واحد * مشربي مشرب قرب لا ابتعاد"
قول الإمام الفقيه الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي رحمه الله تعالى
" ... وبعون الله سأجعل كل حجة من حجج الطرائق التي اشتهرت بها، وذاعت بيننا منفردة ببحث وأقيسها بعصر السلف، فإن وجد لها أصل بينهم (أي السلف الصالح) قبلناها وعملنا بها، وعززناها، وما لم نجد له أصلا في أيامهم، وعرف بينهم اعتقدنا أنه بدعة محدثة".
وقال في ص28 من نفس الرسالة: "ونحن نعرض عملهم هذا ونقيسه بالهدي النبوي وعمل السلف، فذلك الدين، وما لم يعرف في تلك الأيام بعموم أو خصوص فليس من الدين، فإنكاره قربة، والاعتراف به بدعة".
قول الإمام المؤرخ الكبير الشيخ العلامة مبارك بن محمد الميلي رحمه الله تعالى
قول الأستاذ الشيخ الجيلاني بن محمد رحمه الله تعالى
***
وفيما ذكرته لهما من حجج وبراهين ما يقطع دابر شبهتما بأن:" السلفية فرقة محدثة؟؟؟"، فليردا بعلم، أو ليسكتا بحلم؟؟؟.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.









