تسجيل الدخول

يستغرب المرء فعلا الحال الذي وصل إليه المسلمين الذين كرمهم الله بالعمل والثبات وعدم الرجوع إلى الخلف وتصير اليوم تبحث عن مجد في أحلام من نسميهم علماء، و أهدنا يا الله بعلمائنا الأقحاح الصحاح واهدي لمن جعل الدين سلعة وإشهارا.
فقد تتناقل وسائل الإعلام رؤيا أحد العلماء يرى فيها رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه يعتصب عمامة الجهاد ويُسأل "إلى أين يا رسول الله فيقول إلى غزة" ، هكذا ينام العالم ملئ عينيه هانئا ويرى الرؤيا لينشرها للناس كأنها نبوءة تتحقق، هل ماتت الأمة حتى ينوب عليها نبيها صلى الله عليه وسلم في جهادها وهو في قبره ..؟ ان انتصار غزة هو نتيجة لصبر أهلها ووعد الله الحق وليس لأن الرؤيا أثرت على الأحداث العسكرية " هذا ان افترضنا انها رؤيا صحيحة " ، والعامة عندنا يتداولون الحدث بخشوع بالغ ويصدقونه كأنه أمر مسلم ولا مجال لإنكاره ، ما نصر الله نبيه وصحابته في جهادهم بالأحلام ، وما نام صلاح الدين هانئا في قصره منتظرا رؤيا انتصاره ونبيه صلى الله عليه وسلم يحمل سيفه ليجاهد مكانه ويحرر القدس .. وما فعل ذلك من قبله الفاروق رضي الله عنه، فأين العقول؟ واين اليقين بالعمل ؟ بل أين نحن من الله ودينه ؟ الذي يقول "اعملوا" ، ولا يقول احلموا، أغلبنا لازال ينام حتى منتصف النهار، ثم يأتي ليحكي عن رؤيا رآها العلماء لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو يجاهد لتترقرق فيه المدامع خشوعا، وهو يتعجب من أمر الرؤيا التي يراها الحق. إن طريق النصر واضح لمن أراد الله ورسوله ، ولأمثال هؤلاء العلماء ، نقول اتقوا الله في امة سخرت منه\ جهلها الأمم ، فبدلا من ان تحلموا كونوا قدوة وافعلوها كما فعلها شيخ الاسلام ابن تيمية حين ربى الناس على التقوى ثم استل سيفه وتقدم الحشود للجهاد للتبعه أمة ، فكفاكم استخفافا بنا فقد ضقنا بكم حتى ما عادت اختلافاتنا تحملنا .. كنا كلنا مسلمين موحدين لله نؤمن بنيبه وصحابته رضوان الله عليهم فصرنا طوائف ونحل عدة ، إن سلعة الله لا تتحقق بالأحلام ولا بالأمنيات -يا ناس اتقوا الله فإن سلعة الله غالية ، وكفى نوما في العسل .

أنا لا أكذب هذا الخبر و لا أصدقه ، و ذلك لشيئين اثنين هما :
أولا: رؤية الرسول صلى الله عليه و سلم في الرؤيا حقيقة لا مراء فيها و لا خرافة ، لأن الشيطان عليه لعنة الله لا يستطيع أن يتشبه في الرؤيا بالرسل فما بالكم بخير خلق الله أجمعين.
ثانيا : لقد علمتنا الأيام و الأحداث العصيبة التي عاشتها أمتنا أن لا ننساق وراء الإشاعات بأن فلانا عالم رأى الرسول في الرؤيا و بشره بالنصر، بدليل في حرب الخليج الثانية اي سنة 1991 عندما بدأت الضربات الكافرة الفاجرة من قبل حلفاء السوء و الدم و الإجرام تنهال على العراق خرج علينا أشباه الدجلة الذين بدوأ يروجون أخبار الرؤيا وأن العالم الفلاني رأى الرسول و بشره بالنصر على الحلفاء و أن المهدي المنتظر سيظهر في هذه الحرب و سيهزم الأحزاب وأن و أن وأن وأن شعرة الرسول ستجدونها في القرآن الكريم ، و النتجية معروفة سقط النظام و سقطت العراق ،وسيطرح الطارحون أسئلة كثيرة و هل كانت هذه الرؤى صحيحة أم مكذوبة ، وإن كانت صحيحة فهل الرسول الكريم لم يقدر تخطيطات الكفرة الفجرة أم ماذا ؟
و هناك عدة أمثلة على هذه الشاكلة، في حرب الخليج الثالثة مثلا ظهر ظاهرون من قالوا و بأغلظ الأيمان أنهم رأوا الرسول الكريم في الرؤيا و بشرهم بالنصر الصراح المدوي و النتيجة سقوط بغداد ، و في حرب تموز أي حرب لبنان 2006 ظهر ظاهر بأنه رأى الرسول الكريم ، هل كلما جاءت مناسبة حربية ظهرت الرؤى؟ هل الرؤى محدودة بزمان و مكان محدد و يراها فقط أناس محددون؟ هل أمضت الرؤى عقدا مع العلماء السعوديين أو المشرقيين فقط دون مسلمي المغرب العربي ،هل هم قردة خاسئين أم هم مسلمون من الدرجة الثالثة - أي هم آنديجان المسلمين و العرب - و الواقع و الحقيقة تثبث أن الناصرين الحقيقيين للإسلام هم أهالي المغرب العربي و بالأخص الجزائريين .
كما قلت أنا لا أكذب هذا الخبر ولا أصدقه ، أين هو هذا العالم السعودي ، ليخرج إلينا برؤياه صراحة و علانة لكي نطمإن على صحة الخبر و ليس قال أو روى فلان، فنحن لسنا في عصر قال فلان أو روى فلان عن فلان بل نحن في عصر شاهدنا فلان يقول .
و المنطق يقول أن صاحب الهم هو الكفيل و الجدير بالتنفيس و ليس شخص يعيش في رفاهية العيش و رغدها - السعودية - و يرى الرؤيا بالمجان أي الجدير بهذا التنفيس و المواساة هم المجاهدون في غزة و أهلنا المكروبون فيها مثلما حصل مع النبي الكريم عليه الصلا ة و السلام و صحابته الأجلاء يوم بدر و يوم الفتح العظيم و ذلك من أجل أن ينفس الله عنهم ،وليس قيصر الروم الذي يعيش في رغد العيش يرى الرؤيات المتكررات ، فلم نسمع أو نرى لحد الساعة أن مجاهدا في غزة رأى الرسول الكريم في الرؤيا و يبشره بالنصر المكين ، و الحمد لله على النصر الرباني المكين.
نحن يمكننا أن نرى الرسول الكريم حقيقة ، نراه في الخمس صلوات في اليوم بشروطها و مواقيتيها ، نراه في تطبيقنا لتعاليمه و أوامره ونواهيه نراه في صدقنا في العمل و إخلاصنا في الإيمان نراه في أخلاقنا السامية داخل و خارج بيوتنا نراه في صدقنا مع أنفسنا و مع الآخرين نراه في قوتنا ووحدتنا ، إذا طبقنا كل هذا فسنراه كل يوم وفي كل لحظة لأن هذه الأخلاق كانت أخلاق خير الخلق أجمعين عليه الصلاة والسلام .
وأن أؤكد لكم أن الله عزوجل كان مع أهلنا في غزة و كانوا معه و أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كان مع أهلنا في غزة و كانوا معه ، وإن لم يروه في المنام ،و ذلك للإيمان العامر في نفوس أهلنا المجاهدين في غزة ، صدقوا الله فصدقهم الله فكتب لهم إحدى الحسنيين - النصر و الشهادة-

صدقت أخي صدقت

بارك الله فيك أخي محمد..
حللت الموضوع وأحسنت ...
هذه الأشياء تجعلنا نتكتم عن إسلامنا ليس خجلا به حاشا لله...بل خوفا من تشويه صورته عند الأخرين بجهلنا وتخلفنا
شكرا

إنّا لله وإنّا إليه راجعون في أمّتنا.

اقتباس : ".... فأين العقول؟ واين اليقين بالعمل ؟ بل أين نحن من الله ودينه ؟ الذي يقول "اعملوا" ، ولا يقول احلموا، أغلبنا لازال ينام حتى منتصف النهار، ثم يأتي ليحكي عن رؤيا رآها العلماء لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو يجاهد لتترقرق فيه المدامع خشوعا، وهو يتعجب من أمر الرؤيا التي يراها الحق. إن طريق النصر واضح لمن أراد الله ورسوله ، ولأمثال هؤلاء العلماء ، نقول اتقوا الله في امة سخرت منه الأمم ،..."

صدقت أخي...شكرا ، على الموضوع القيم .

صحيح..قالك:
on dort ...et... le destin travaille

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد فمن رأى رسول الله في المنام فقد راه حقا و تأويل الرؤيا فانما هو ليثبت المؤمنون الصادقون المجاهدون العاملون بقوله تعالى "وهزي اليك بجذع النخلة "