رد: "حقيقة التصوف" بقلم الإمام:"محمد البشير الإبراهيمي"
17-06-2013, 04:45 PM
قال:" أبو أيوب 23": منكرا علينا وصف الكفار بالحيوانية
{ وربما من الأدب مع الله أن تسمي ما خلقه الله إنسانا حيوانا كذلك}.
أقول كعادة:" أبي أيوب23": اللف والدوران والتهرب من الإجابة عن إلزاماتي، لعجزه طبعا،وأكرر إلزامي هنا،فما هو جوابه عما قلته تفصيلا!!!؟؟؟، فليرد عن كل دليل لوحده إن استطاع طبعا!!؟:
قلت:
قولك:{ فالله سبحانه شبه حال الكافرين بحال الأنعام كأن يقول سبحانه : مثله كمثل...أو كالأنعام... لكن الله سبحانه لم يقل عن اليهود والنصارى والمشركين بأنهم أنعام أو كلاب وإنما شبه الحال فقط}.
التعليق: يا:"أبا أيوب23": يسمى تبريرك الذي جئت به عند العقلاء:" سفسطة!!؟"،لأن النتيجة واحدة،فسواء علينا أقلنا بأن :"الكفار أنعام أم كالأنعام!!؟"،فلن ينقلب الذم بذلك إلى مدح!!؟
نحن قلنا:" الكفار:أنعام" ذما لهم ولكفرهم،فاعترضت علينا بأنه سبحانه يقول:{ مثله كمثل...أو كالأنعام... لكن الله سبحانه لم يقل عن اليهود والنصارى والمشركين بأنهم أنعام أو كلاب وإنما شبه الحال فقط}.
فتنزلا منا لسفسطتك!!؟، ما معنى قوله تعالى:[بل هم أضل] في آية:[ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا]، أليس معناه:" أن هؤلاء الكفار:أضل من البهائم سبيلا!"، قال إمام المفسرين:" ابن جرير الطبري" في تفسيره: (19/274):" يقول: ما هم إلا كالبهائم التي لا تعقل ما يقال لها، ولا تفقه، بل هم من البهائم أضلّ سبيلا، لأن البهائم تهتدي لمراعيها، وتنقاد لأربابها، وهؤلاء الكفرة لا يطيعون ربهم، ولا يشكرون نعمة من أنعم عليهم، بل يكفرونها، ويعصون من خلقهم وبرأهم".
قال البغوي:(6/86):" لأن البهائم تهتدي لمراعيها ومشاربها وتنقاد لأربابها الذين يتعهدونها، وهؤلاء الكفار لا يعرفون طريق الحق، ولا يطيعون ربهم الذي خلقهم ورزقهم، ولأن الأنعام تسجد وتسبح لله، وهؤلاء الكفار لا يفعلون".
قال:"ابن القيم" في:" مدارج السالكين":(2/410):" وإذا عرف هذا فهذه الحواس الخمس لها أشباح وأرواح، وأرواحها: حظ القلب ونصيبه منها، فمن الناس: من ليس لقلبه منها نصيب إلا كنصيب الحيوانات البهيمية منها، فهو بمنزلتها، وبينه وبينها: أول درجة الإنسانية، ولهذا شبه الله سبحانه أولئك بالأنعام، بل جعلهم أضل!!؟، فقال تعالى:[أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون .إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا].الفرقان:44. ولهذا نفى الله عن الكفار السمع والبصر والعقول: إما لعدم انتفاعهم بها، فنزلت منزلة المعدوم، وإما لأن النفي توجه إلى أسماع قلوبهم وأبصارها وإدراكها، ولهذا يظهر لهم ذلك عند انكشاف حقائق الأمور كقول أصحاب السعير:[لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير]. الملك 10.انتهى.
إن الأسلوب البلاغي الذي استخدمناه:أسلوب لغوي صحيح يسميه علماء البلاغة ب:"التشبيه البليغ"، وهو: ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه، ولأنك طنطنت ودندنت!!؟ حول:"تشبيه الحال بالحال، لا ذات الكفار بذات الحيوانات!!؟،نسألك هنا سؤالا بسيطا:ما هو المشبه من بين الذات والحال في قوله تعالى:[ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ. وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ].
أليس هو:" تشبيها بليغا لذات الكفار بأنهم:شر الدواب"، ولم تذكر هنا:"أداة تشبيه، سواء كلمة:"مثل"، أو حرف:"الكاف"، فما هو جوابك!!!!!؟؟؟؟؟.
قال العلماء في كتب تفسيرهم للآيتين ما يأتي:
أولا:"البغوي":(3/343): قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ} أي: شر من دب على وجه الأرض [من خلق الله]:{ الصُّمُّ الْبُكْمُ}: عن الحق فلا يسمعونه ولا يقولونه،{ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ }:أمر الله عز وجل، سماهم دواب لقلة انتفاعهم بعقولهم، كما قال تعالى: "أولئك كالأنعام بل هم أضل" ،(الأعراف -179). قال ابن عباس:" هم نفر من بني عبد الدار بن قصي، كانوا يقولون: نحن صم بكم عمي عما جاء به محمد"، فقتلوا جميعا بأحد، وكانوا أصحاب اللواء، لم يسلم منهم إلا رجلان مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة.
{ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ } أي: لأسمعهم سماع التفهم والقبول، { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ }: بعد أن علم أن لا خير فيهم، ما انتفعوا بذلك، { لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ } لعنادهم وجحودهم الحق".
ثانيا:" عطية سالم" في تتمة:"أضواء البيان":للشنقيطى، حيث قال في:(9/261):" وقد تضمنت هذه الآية مسألتين : الأولى منهما : أن أولئك في نار جهنم خالدين فيها ، ومبحث خلود الكفار في النار ، تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه وافياً .
والمسألة الثانية: أنهم شر البرية ، والبرية أصلها البريئة ، قلبت الهمزة ياء تسهيلاً ، وأدغمت الياء في الباء ، والبريئة الخليقة والله تعالى بارئ النسم ، هو الخالق البارئ المصور سبحانه .
ومن البرية الدواب والطيور، وهنا النص على عمومه، فأفهم أن أولئك شر من الحيوانات والدواب.
وقد جاء النص صريحاً في هذا المعنى في قوله تعالى : { إِنَّ شَرَّ الدواب عِندَ الله الصم البكم الذين لاَ يَعْقِلُونَ } [ الأنفال : 22 ] ، وقد بين أن المراد بهم الكفار في قوله : { أولئك الذين لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وأعمى أَبْصَارَهُمْ } [ محمد : 23 ] ،وقال عنهم:{ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم أَوْ تَهْدِي العمي وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }.[ الزخرف : 40 ] ، فهم لصممهم وعماهم في ضلال مبين .
وقد ثبت أن الدواب ليست في ضلال مبين ، لأنها تعلم وتؤمن بوحدانية الله ، كما جاء في هدهد سليمان ، أنكر على بلقيس وقومها سجودهم للشمس والقمر من دون الله .
ونص مالك في الموطأ في فضل يوم الجمعة « أنه وما من دابة إلا تصيخ بأذنها من فجر يوم الجمعة إلى طلوع الشمس خشية الساعة » ، وهذا كله ليس عند الكافر منه شيء ، ثم في الآخرة لما يجمع الله جميع الدواب ويقتص للعجماء من القرناء ، فيقول لها : كوني تراباً ، فيتمنى الكافر لو كان مثلها فلم يحصل له ، كما قال : { يَوْمَ يَنظُرُ المرء مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الكافر ياليتني كُنتُ تُرَاباً } [ النبأ : 40 ] .
وذلك والله تعالى أعلم : أن الدواب لم تعمل خيراً فتبقى لتجازى عليه ، ولم تعمل شراً لتعاقب عليه، فكانت لا لها ولا عليها، إلا ما كان فيما بينها وبين بعضها ، فلما اقتص لها من بعضها انتهى أمرها ، فكانت نهايتها عودتها إلى منبتها وهو التراب ، بخلاف الكافر: فإن عليه حساب التكاليف وعقاب المخالفة، فيعاقب بالخلود في النار ، فكان شر البرية .
ثالثا:" السعدي":(1/318):" يقول تعالى:{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ }: من لم تفد فيهم الآيات والنذر، وهم:{ الصُّمُّ }:عن استماع الحق. { الْبُكْمُ }:عن النطق به. { الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ }:ما ينفعهم، ويؤثرونه على ما يضرهم،فهؤلاء شر عند اللّه من جميع الدواب، لأن اللّه أعطاهم أسماعا وأبصارا وأفئدة، ليستعملوها في طاعة اللّه، فاستعملوها في معاصيه وعدموا - بذلك - الخير الكثير،فإنهم كانوا بصدد أن يكونوا من خيار البرية. فأبوا هذا الطريق، واختاروا لأنفسهم أن يكونوا من شر البرية،والسمع الذي نفاه اللّه عنهم، سمع المعنى المؤثر في القلب،وأما سمع الحجة، فقد قامت حجة اللّه تعالى عليهم بما سمعوه من آياته،وإنما لم يسمعهم السماع النافع، لأنه لم يعلم فيهم خيرا يصلحون به لسماع آياته.
{ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ }:على الفرض والتقدير:{ لَتَوَلَّوْا }:عن الطاعة،{ وَهُمْ مُعْرِضُونَ }: لا التفات لهم إلى الحق بوجه من الوجوه،وهذا دليل على أن اللّه تعالى لا يمنع الإيمان والخير، إلا لمن لا خير فيه، الذي لا يزكو لديه، ولا يثمر عنده،وله الحمد تعالى والحكمة في هذا}.انتهى.
نحن في انتظار الجواب المفصل!!؟
{ وربما من الأدب مع الله أن تسمي ما خلقه الله إنسانا حيوانا كذلك}.
أقول كعادة:" أبي أيوب23": اللف والدوران والتهرب من الإجابة عن إلزاماتي، لعجزه طبعا،وأكرر إلزامي هنا،فما هو جوابه عما قلته تفصيلا!!!؟؟؟، فليرد عن كل دليل لوحده إن استطاع طبعا!!؟:
قلت:
قولك:{ فالله سبحانه شبه حال الكافرين بحال الأنعام كأن يقول سبحانه : مثله كمثل...أو كالأنعام... لكن الله سبحانه لم يقل عن اليهود والنصارى والمشركين بأنهم أنعام أو كلاب وإنما شبه الحال فقط}.
التعليق: يا:"أبا أيوب23": يسمى تبريرك الذي جئت به عند العقلاء:" سفسطة!!؟"،لأن النتيجة واحدة،فسواء علينا أقلنا بأن :"الكفار أنعام أم كالأنعام!!؟"،فلن ينقلب الذم بذلك إلى مدح!!؟
نحن قلنا:" الكفار:أنعام" ذما لهم ولكفرهم،فاعترضت علينا بأنه سبحانه يقول:{ مثله كمثل...أو كالأنعام... لكن الله سبحانه لم يقل عن اليهود والنصارى والمشركين بأنهم أنعام أو كلاب وإنما شبه الحال فقط}.
فتنزلا منا لسفسطتك!!؟، ما معنى قوله تعالى:[بل هم أضل] في آية:[ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا]، أليس معناه:" أن هؤلاء الكفار:أضل من البهائم سبيلا!"، قال إمام المفسرين:" ابن جرير الطبري" في تفسيره: (19/274):" يقول: ما هم إلا كالبهائم التي لا تعقل ما يقال لها، ولا تفقه، بل هم من البهائم أضلّ سبيلا، لأن البهائم تهتدي لمراعيها، وتنقاد لأربابها، وهؤلاء الكفرة لا يطيعون ربهم، ولا يشكرون نعمة من أنعم عليهم، بل يكفرونها، ويعصون من خلقهم وبرأهم".
قال البغوي:(6/86):" لأن البهائم تهتدي لمراعيها ومشاربها وتنقاد لأربابها الذين يتعهدونها، وهؤلاء الكفار لا يعرفون طريق الحق، ولا يطيعون ربهم الذي خلقهم ورزقهم، ولأن الأنعام تسجد وتسبح لله، وهؤلاء الكفار لا يفعلون".
قال:"ابن القيم" في:" مدارج السالكين":(2/410):" وإذا عرف هذا فهذه الحواس الخمس لها أشباح وأرواح، وأرواحها: حظ القلب ونصيبه منها، فمن الناس: من ليس لقلبه منها نصيب إلا كنصيب الحيوانات البهيمية منها، فهو بمنزلتها، وبينه وبينها: أول درجة الإنسانية، ولهذا شبه الله سبحانه أولئك بالأنعام، بل جعلهم أضل!!؟، فقال تعالى:[أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون .إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا].الفرقان:44. ولهذا نفى الله عن الكفار السمع والبصر والعقول: إما لعدم انتفاعهم بها، فنزلت منزلة المعدوم، وإما لأن النفي توجه إلى أسماع قلوبهم وأبصارها وإدراكها، ولهذا يظهر لهم ذلك عند انكشاف حقائق الأمور كقول أصحاب السعير:[لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير]. الملك 10.انتهى.
إن الأسلوب البلاغي الذي استخدمناه:أسلوب لغوي صحيح يسميه علماء البلاغة ب:"التشبيه البليغ"، وهو: ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه، ولأنك طنطنت ودندنت!!؟ حول:"تشبيه الحال بالحال، لا ذات الكفار بذات الحيوانات!!؟،نسألك هنا سؤالا بسيطا:ما هو المشبه من بين الذات والحال في قوله تعالى:[ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ. وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ].
أليس هو:" تشبيها بليغا لذات الكفار بأنهم:شر الدواب"، ولم تذكر هنا:"أداة تشبيه، سواء كلمة:"مثل"، أو حرف:"الكاف"، فما هو جوابك!!!!!؟؟؟؟؟.
قال العلماء في كتب تفسيرهم للآيتين ما يأتي:
أولا:"البغوي":(3/343): قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ} أي: شر من دب على وجه الأرض [من خلق الله]:{ الصُّمُّ الْبُكْمُ}: عن الحق فلا يسمعونه ولا يقولونه،{ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ }:أمر الله عز وجل، سماهم دواب لقلة انتفاعهم بعقولهم، كما قال تعالى: "أولئك كالأنعام بل هم أضل" ،(الأعراف -179). قال ابن عباس:" هم نفر من بني عبد الدار بن قصي، كانوا يقولون: نحن صم بكم عمي عما جاء به محمد"، فقتلوا جميعا بأحد، وكانوا أصحاب اللواء، لم يسلم منهم إلا رجلان مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة.
{ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ } أي: لأسمعهم سماع التفهم والقبول، { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ }: بعد أن علم أن لا خير فيهم، ما انتفعوا بذلك، { لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ } لعنادهم وجحودهم الحق".
ثانيا:" عطية سالم" في تتمة:"أضواء البيان":للشنقيطى، حيث قال في:(9/261):" وقد تضمنت هذه الآية مسألتين : الأولى منهما : أن أولئك في نار جهنم خالدين فيها ، ومبحث خلود الكفار في النار ، تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه وافياً .
والمسألة الثانية: أنهم شر البرية ، والبرية أصلها البريئة ، قلبت الهمزة ياء تسهيلاً ، وأدغمت الياء في الباء ، والبريئة الخليقة والله تعالى بارئ النسم ، هو الخالق البارئ المصور سبحانه .
ومن البرية الدواب والطيور، وهنا النص على عمومه، فأفهم أن أولئك شر من الحيوانات والدواب.
وقد جاء النص صريحاً في هذا المعنى في قوله تعالى : { إِنَّ شَرَّ الدواب عِندَ الله الصم البكم الذين لاَ يَعْقِلُونَ } [ الأنفال : 22 ] ، وقد بين أن المراد بهم الكفار في قوله : { أولئك الذين لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وأعمى أَبْصَارَهُمْ } [ محمد : 23 ] ،وقال عنهم:{ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم أَوْ تَهْدِي العمي وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }.[ الزخرف : 40 ] ، فهم لصممهم وعماهم في ضلال مبين .
وقد ثبت أن الدواب ليست في ضلال مبين ، لأنها تعلم وتؤمن بوحدانية الله ، كما جاء في هدهد سليمان ، أنكر على بلقيس وقومها سجودهم للشمس والقمر من دون الله .
ونص مالك في الموطأ في فضل يوم الجمعة « أنه وما من دابة إلا تصيخ بأذنها من فجر يوم الجمعة إلى طلوع الشمس خشية الساعة » ، وهذا كله ليس عند الكافر منه شيء ، ثم في الآخرة لما يجمع الله جميع الدواب ويقتص للعجماء من القرناء ، فيقول لها : كوني تراباً ، فيتمنى الكافر لو كان مثلها فلم يحصل له ، كما قال : { يَوْمَ يَنظُرُ المرء مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الكافر ياليتني كُنتُ تُرَاباً } [ النبأ : 40 ] .
وذلك والله تعالى أعلم : أن الدواب لم تعمل خيراً فتبقى لتجازى عليه ، ولم تعمل شراً لتعاقب عليه، فكانت لا لها ولا عليها، إلا ما كان فيما بينها وبين بعضها ، فلما اقتص لها من بعضها انتهى أمرها ، فكانت نهايتها عودتها إلى منبتها وهو التراب ، بخلاف الكافر: فإن عليه حساب التكاليف وعقاب المخالفة، فيعاقب بالخلود في النار ، فكان شر البرية .
ثالثا:" السعدي":(1/318):" يقول تعالى:{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ }: من لم تفد فيهم الآيات والنذر، وهم:{ الصُّمُّ }:عن استماع الحق. { الْبُكْمُ }:عن النطق به. { الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ }:ما ينفعهم، ويؤثرونه على ما يضرهم،فهؤلاء شر عند اللّه من جميع الدواب، لأن اللّه أعطاهم أسماعا وأبصارا وأفئدة، ليستعملوها في طاعة اللّه، فاستعملوها في معاصيه وعدموا - بذلك - الخير الكثير،فإنهم كانوا بصدد أن يكونوا من خيار البرية. فأبوا هذا الطريق، واختاروا لأنفسهم أن يكونوا من شر البرية،والسمع الذي نفاه اللّه عنهم، سمع المعنى المؤثر في القلب،وأما سمع الحجة، فقد قامت حجة اللّه تعالى عليهم بما سمعوه من آياته،وإنما لم يسمعهم السماع النافع، لأنه لم يعلم فيهم خيرا يصلحون به لسماع آياته.
{ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ }:على الفرض والتقدير:{ لَتَوَلَّوْا }:عن الطاعة،{ وَهُمْ مُعْرِضُونَ }: لا التفات لهم إلى الحق بوجه من الوجوه،وهذا دليل على أن اللّه تعالى لا يمنع الإيمان والخير، إلا لمن لا خير فيه، الذي لا يزكو لديه، ولا يثمر عنده،وله الحمد تعالى والحكمة في هذا}.انتهى.
نحن في انتظار الجواب المفصل!!؟
من مواضيعي
0 مهما.. ومهما!
0 عالمية الدور الحضاري للعربية
0 صانعة الأجيال
0 هام جدا: مجتمعنا أمانة في أعناقنا
0 كيف نتعامل مع المشكلات الأخلاقية!!؟
0 23 تغريدة في رحلة مع حياة نوح وأسلوبه في التأثير والتواصل
0 عالمية الدور الحضاري للعربية
0 صانعة الأجيال
0 هام جدا: مجتمعنا أمانة في أعناقنا
0 كيف نتعامل مع المشكلات الأخلاقية!!؟
0 23 تغريدة في رحلة مع حياة نوح وأسلوبه في التأثير والتواصل