النموذج التونسي
22-12-2014, 06:22 PM
لماذا نجحت الثورة التونسية بتحقيق الغاية من قيامها بالوقت الذي فشلت فيه كل الثورات التي اعقبتها؟ سؤال اكيد جميعنا طرحناه على انفسنا وكل طرف منا فسره بطريقته. وحتى نستوفي الحالة التونسية حقها علينا ان نبحث اسباب فشل ثوورة مصر واليمن وليبيا, فكل هذه الثورات انطلقت بهدف واحد هو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولكنها اختلف بالاولويات, ففي مصر مثلا كانت اولويات الاخوان هي القضاء نهائيا على النظام السابق من خلال محو اي اثر للحزب الوطني الحاكم سابقا واقصاء كل رموزه مما ادخل مصر بفوضى وصراع بين الاخوان وفلول النظام السابق كانت نتائجها انهزام الاخوان امام الفلول, وبليبيا حدث الامر نفسه وتعيش الثورة الان حرب اهلية بين الثوار ورموز النظام السابق, ونفس الشيء يحدث الان باليمن بين اتباع عبد الله صالح والنظام الحالي, طبعا دون ان نتكلم عن مايحدث الان بالعراق لنفس السبب لان النظام الجديد اراد محو اي اثر لحزب البعث الحاكم سابقا وابعاد كل عناصره عن الحياة السياسية والاجتماعية.
وبالعودة لتونس الطبقة السياسية التي استلمت الحكم بتونس اثبتت وعي وادراك ومستوى عالي بتسيير الثورة ولم تتعامل مع رموز النظام السابق بطريقة الاقصاء الكلي بل لجأت فقط باقصاء من ثبت تورطه بفساد او جرائم وتم دمج الرموز الاخرى من النظام السابق بالحياة السياسية والاستفادة من خبرتها بالاضافة الى ان الثورة التونسية خلقت ثقافة غير متداولة بمجتمعنا السياسي وهي ثقافة تقاسم السلطة بين اكبر تيارين يمثلهما المجتمع وهما التيار الاسلامي والتيار العلماني مما ابعد نهائيا اي فرصة لحدوث تصادم وصراع بين الاضداد.
لاشك ان النموذج التونسي سيصبح نموذج قابل للدراسة ليس فقط على المستوى العربي بل على المستوى العالمي فمثل هذا النموذج الذي ينجح بالتوفيق بين كل التيارات المتناقضة ويترك خلفه انانيته وتصفية حساباته مع القديم من الصعب ان نجد مثله في اي مكان واثبت انه النموذج الصحيح والواقعي بالنسبة لمجتمعاتنا العربية امام اي تجربة ديمقراطية.
وبالعودة لتونس الطبقة السياسية التي استلمت الحكم بتونس اثبتت وعي وادراك ومستوى عالي بتسيير الثورة ولم تتعامل مع رموز النظام السابق بطريقة الاقصاء الكلي بل لجأت فقط باقصاء من ثبت تورطه بفساد او جرائم وتم دمج الرموز الاخرى من النظام السابق بالحياة السياسية والاستفادة من خبرتها بالاضافة الى ان الثورة التونسية خلقت ثقافة غير متداولة بمجتمعنا السياسي وهي ثقافة تقاسم السلطة بين اكبر تيارين يمثلهما المجتمع وهما التيار الاسلامي والتيار العلماني مما ابعد نهائيا اي فرصة لحدوث تصادم وصراع بين الاضداد.
لاشك ان النموذج التونسي سيصبح نموذج قابل للدراسة ليس فقط على المستوى العربي بل على المستوى العالمي فمثل هذا النموذج الذي ينجح بالتوفيق بين كل التيارات المتناقضة ويترك خلفه انانيته وتصفية حساباته مع القديم من الصعب ان نجد مثله في اي مكان واثبت انه النموذج الصحيح والواقعي بالنسبة لمجتمعاتنا العربية امام اي تجربة ديمقراطية.
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله