تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
سلوة المغلوبين من أهل الحق
10-09-2014, 09:15 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يقول ابن القيّم -رحمه الله- في إغاثة اللهفان :

أما الدنيا فإنَّا نرى الكفَّار والمنافقين يغْلِبُون فيها ، ويظهَرون ، ويكون لهم النصر والظفر . والقرآن لا يرِدُ بخلاف الحِسِّ ، ويعتمد على هذا الظن : إذا أُديل عليه عدوٌّ من جنس الكفار والمنافقين ، أو الفجرة الظالمين ، وهو عند نفسه من أهل الإيمان والتقوى ، فيرى أن صاحب الباطل قد علا على صاحب الحق ، فيقول : أنا على الحقِّ وأنا مغلوبٌ ، فصاحب الحقِّ في هذه الدنيا مغلوبٌ مقهور ، والدولة فيها للباطل .
فإذا ذُكِّر بما وعد الله تعالى من حُسنِ العاقبة للمتقين والمؤمنين ، قال : هذا في الآخرة فقط .
وإذا قيل له : كيف يفعلُ الله تعالى هذا بأوليائه وأحبَّائِه ، وأهلِ الحقِّ ؟
فإن كان ممن لا يُعلِّلُ أفعال الله تعالى بالِحِكم والمصالح ، قال : يفعلُ الله في مُلكِه ما يشاء ، ويحكم ما يريد {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الانبياء:23] .
وإن كان ممن يُعلِّل الأفعال ، قال : فعل بهم هذا ليُعرَّضهم بالصبر عليه لثواب الآخرة وعُلوِّ الدرجات ، وتوْفيةِ الأجر بغير حساب .
ولكلِّ أحدٍ مع نفسه في هذا المقام مُباحثاتٌ وإيراداتٌ وإشكالات وأجوبة ، بحسب حاصله وبضاعتِه ، من المعرفة بالله تعالى وأسمائه وصفاتِه وحِكْمته ، والجهل بذلك ، فالقلوبُ تغْلِي بما فيها ، كالقدْر إذا استجْمعتْ غلياناً .

فلقد بلغنا وشاهدنا من كثير من هؤلاء من التظلُّم للِرَّبِّ تعالى ، واتِّهامه ، ما لا يصْدُرُ إلا من عدو ، فكان الجهْمُ يخرجُ بأصحابِه ، فيُوقِفُهم على الجذْمى وأهل البلاء ، ويقول : انظروا ، أرْحمُ الراحمين يفعلُ مثل هذا ؟ إنكاراً لرحمته ، كما أنكر حِكمته .
فليس الله عند جهمٍ وأتباعه حكيماً ولا رحيماً .
وقال آخر من كبار القوم : ما على الخلق أضرُّ من الخالق
وكان بعضهم يتمثل :
إذا كان هذا فِعله بمحبِّة فماذا تراهُ في أعادِيه يصْنعُ ؟
وأنت تشاهد كثيراً من الناس إذا أصابه نوعٌ من البلاء يقول : يا ربِّ : ما كان ذنبي حتى فعلت بي هذا ؟
وقال لي غير واحد : إذا تبتُ إليه وأنبْتُ وعملتُ صالحاً ضيَّق عليَّ رزقي ، ونكد عليَّ معيشتي ، وإذا رجعْتُ إلى معصيته ، وأعْطيْتُ نفسي مُرادها جاءني الرِّزْقُ والعوْنُ ، ونحو هذا .
فقلت لبعضهم : هذا امتحان منه ، ليرى صِدْقك وصبرك ، هل أنت صادقٌ في مجيئك إليه وإقبالك عليه ، فتصبر على بلائِه ؛ فتكون لك العاقبةُ ، أم أنت كاذبٌ فترجع على عقِبك ؟

وهذا الأقوالُ والظنونُ الكاذبةُ الحائدةُ عن الصواب مبْنيةٌ على مُقدمتين :
إحداهما : حُسْنُ ظنِّ العبدِ بنفسه وبدينه ، واعتقادُه أنه قائمٌ بما يجبُ عليه ، وتارك ما نُهي عنه ، واعتقادُه في خصْمه وعدُوِّه خلاف ذلك ، وأنه تارك للمأمور ، مرتكب للمحظور ، وأنه نفْسه أولى بالله ورسوله ودِينه منه .

والمقدمة الثانية : اعتقاده أن الله سبحانه وتعالى قد لا يُؤيد صاحب الدين الحق وينْصُره ، وقد لا يجعلُ له العاقبة في الدنيا بوجهٍ من الوجوه ، بل يعيش عُمره مظلوماً مقهوراً مُسْتضاما ، مع قيامه بما أُمِر به ظاهراً وباطناً ، وانتهائه عما نُهِي عنه باطناً وظاهراً ، فهو عند نفسه قائمٌ بشرائع الإسلام ، وحقائق الإيمان ، وهو تحت قهر أهل الظلم ، والفجور والعُدْوان .

فلا إله إلا الله ، كم فسد بهذا الاغترار مِنْ عابدٍ جاهلٍ ، ومُتديِّن لا بصيرة له ، ومُنْتسب إلى العلم لا معْرِفة له بحقائق الدين .

فإنه من المعلوم : أن العبد وإن آمن بالآخرة ، فإنه طالبٌ في الدنيا لما لابُدَّ له منه : مِنْ جلْب النَّفْعِ ودفع الضر ، بما يعتقد أنه مُستحب أو واجب أو مباحٌ ، فإذا اعتقد أنَّ الدين الحقَّ واتِّباع الهدى ، والاستقامة على التوحيد ، ومتابعة السُّنة ينافي ذلك ، وأنه يُعادي جميع أهل الأرض ، ويتعرض لما لا يقدر عليه من البلاء ، وفوات حُظوظه ومنافعه العاجلة ؛ لزم من ذلك : إعراضهُ عن الرَّغبة في كمال دينه ، وتجرده لله ورسوله ، فيُعرض قلبه عن حال السابقين المقرّبين ، بل قد يُعرض عن حال المقتصدين أصحاب اليمين ، بل قد يدخل مع الظالمين ، بل مع المنافقين ، وإن لم يكن هذا في أصل الدين ، كان في كثير من فروعه وأعماله ، كما قال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : (( بادِرُوا بالأعمال فِتناً كقطع الليل المظلم ، يُصبحُ الرجل مؤمناً ويُمسي كافراً ، ويُمسي كافراً ويُصْبح مؤمناً ، يبيعُ دينه بِعرضٍ من الدنيا ))

وذلك أنه إذا اعتقد أن الدين الكامل لا يحصلُ إلا بفساد دُنياه ، من حصول ضرر لا يحتمله ، وفوات منفعة لابُدَّ له منها ؛ لم يُقدم على احتمال هذا الضرر ، ولا تفويت تلك المنفعة .

فسبحان الله ! كم صدَّت هذه الفتنةُ الكثير من الخلق ، بل أكثرهم ، عن القيام بحقيقة الدين


  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية امر طبيعي
امر طبيعي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-09-2012
  • الدولة : مسافر في رحاب القرآن
  • المشاركات : 4,597
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • امر طبيعي will become famous soon enough
الصورة الرمزية امر طبيعي
امر طبيعي
شروقي
رد: سلوة المغلوبين من أهل الحق
28-07-2015, 10:46 AM
بورك فيكم ، كم نحن بحاجة إلى مثل هذا...

ردّكم الله إلى منتدانا ردا جميلا

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا شيء
كل شيء كما كان
كأن غبار الأرصفة ألف مدينتنا بعدك ، حين تمطر يصبح و حلا ، و عند القحط رذاذٌ يعمي العيون ، و في كل الحالات ، نحن نتسخ كلما طال بنا الزمن...
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية amina 84
amina 84
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-06-2009
  • العمر : 39
  • المشاركات : 9,993
  • معدل تقييم المستوى :

    26

  • amina 84 has a spectacular aura aboutamina 84 has a spectacular aura aboutamina 84 has a spectacular aura about
الصورة الرمزية amina 84
amina 84
شروقي
رد: سلوة المغلوبين من أهل الحق
28-07-2015, 11:01 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
متى ترجع الأستاذة الفاضلة:" مسلمة"، لتنورنا بمثل هذه الكلمات، فقد طال غيابها.
حبيبتي مسلمه كانت هنا قبيل العيد و بعده و لكن مشاركاتها قلت
و بصراحه أنا جبتها بإتصال روحي قلبي ههههه أمزح و لكن للأمانه سبحان الله في كل مره أراسل مسلمه و أشتاق إليها أجدها هنا
حبيبتي مسلمه أشتقنالك و لمشاركاتك القيمه الجميله النافعة
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:02 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى