هل قال الشيخ الألباني بوجوب الهجرة من فلسطين ...؟؟
17-12-2013, 01:34 PM
هل قال الشيخ الألباني بوجوب الهجرة من فلسطين ...؟؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
في رد لي سابق على أحد المفترين بخصوص تدليسه وتلبيسه في نقل فتوى الشيخ العلامة الألباني رحمه الله المتعلقة ب:" الهجرة من فلسطين"، كتبت ما يأتي:"... أما فيما يتعلق بفتوى الشيخ العلامة:" الألباني" رحمه الله في هذه المسألة: فسأنشر بإذنه تعالى تفصيل الكلام فيها...".
وهأنذا أنشر ما وعدت به في انتظار نشر رسالة:" السلفيون وقضية فلسطين" كاملة بإذنه تعالى، فإلى الكلام عن فتوى بفتوى الشيخ العلامة:" الألباني" رحمه الله:
ملخص هذه المسألة التي أثارها المطبلون في المنتديات من أهل الحقد:
أن الشيخ رحمه الله سئل عن أناس يعيشون في بلادٍ لا يستطيعون إظهار شعائر دينهم فيها ، فقال لهم الشيخ بوجوب الهجرة إلى بلاد يستطيعون فيها ذلك استدلالاً بقول الله تعالى : (( قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ))، وهذا تبكيت من الملائكة لمن ظلَّ بين الكفار أو العصاة، فأثر ذلك في دينه فاحتج على فعله بغيره .
ولما سئل الشيخ : هل هذا ينطبق على فلسطين ؟ قال : على كل بلاد الدنيا ، ما الفرق بين فلسطين وغيرها ؟!، كما أن مكة أعظم عند الله من فلسطين، ومع هذا هاجر منها المسلمون وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الصحابة من هاجر إلى الحبشة وهي بلاد كفر، لما لم يكن يستطيع إظهار دينه".
فقام وطبل وزمر لهذه الفتوى أهل التطبيل والتزمير من أهل الجهل والضلال، وكان ذلك قرب موعد الانتخابات النيابية ، ظنَّاً منه أنه يستطيع استعطاف الناس للحصول على الأصوات !!، أما أن تكون القضية قضية دين فلا، فهو غارقٌ في تصوف بالٍ، وسادر في جهل فاضح.
أولا :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية لما سئل عن أهل ماردين – وهي مدينة في الشام احتلها العدو الكافر آنذاك –؛ لما سئل عنهم: هل تجب عليهم الهجرة؟. فقال رحمه الله – كما في [مجموع الفتاوى 28/240] -: "والمقيم بها إن كان عاجزاً عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه، وإلا استحبت ولم تجب".
قال الإمام النووي في ]روضة الطالبين 10/282]:
"المســلم إذا كـان ضعيفاً في دار الكفر، لا يقدر على إظهار الدين حرم عليه الإقامة هناك، وتجب الهجرة إلى دار الإسلام…".
الشيخ يتكلم بأدلة ، والبعض يتكلمون بعواطفهم!
خلاصة الكلام:
1- أن الشيخ لا يقصد كل أهل فلسطين، إنما المناطق التي انطبقت عليها شروط خاصة.
2- نقل الشيخ محمد شقرة كلام الشيخ عن بعض مناطق فلسطين: قال: ( فإن كان؛ فعليهم أن يهاجروا إليها، ولا يخرجوا من أرض فلسطين، إذ إن هجرتهم من داخلها إلى داخلها أمر مقدور عليه، ومحقق الغاية من الهـجرة.))
وبذلك تزول الشبهة
وهذا رد موضح أكثر من كتاب"ماذا تنقمون من الألباني" للشيخ محمد شقرة الذي اقره الألباني :
يقول الدكتور محمد شقرة :
نُرتب فتوى الشيخ بأجزائها المؤتلفة المتفرقة في نقاط واضحة محددة:
الهجرة والجهاد ماضيان إلى يوم القيامة.
ليست الفتيا موجهة إلى بلد بعينه، أو شعبٍ بذاته.
وقد هاجر أشرف إنسان وأعظمه محمد عليه الصلاة والسلام ، من أشرف بقعة وأعظمها؛ مكة المكرمة، وكل إنسان – منذ خلق الناس وإلى قيام الساعة – دون محمد عليه الصلاة والسلام منزلة، وكل بقاع الأرض دون مكة شرفاً وقدسية.
وتجب الهجرة حين لا يجد المسلم مستقراً لدينه في أرض هو فيها، أو امتحن في دينه فلم يعد في وسعه إظهار ما كلفه الله به من أحكام شرعية، أو خشي أن يفتن في نفسه من بلاء يقع عليه أو مس أذى يصيبه في بدنه فينقلب به على عقبيه.
وهذه النقطة هي مناط الحكم في فتوى الشيخ والمرتكز الأساس فيها – لو كانوا يعقلون! – وبها يرتبط الحكم وجوداً ونفياً.
ولكن – وللأسف الشديد – قد غيب ذلك وأخفاه وكتمه الناقدون الحاقدون الحاطبون في محاضراتهم و(ملاحمهم) المنبرية الانتخابية!!
قال الإمام النووي في [روضة الطالبين 10/282]:
"المســلم إذا كـان ضعيفاً في دار الكفر، لا يقدر على إظهار الدين حرم عليه الإقامة هناك، وتجب الهجرة إلى دار الإسلام…".
وحين يجد المسلم موضعاً – داخل القطر الذي يعيش فيه – يأمن فيه على نفسه ودينه وأهله، وينأى فيه عن الفتنة التي حلت به في مدينته أو في قريته، فعليه – إن استطاع – أن يهاجر إلى ذلك المكان داخل قطره نفسه، وهذا أولى – ولا شك – من أن يهاجر إلى خارج قطره، إذ يكون أقرب إلى بلده ليسرع بالرجوع إليه بعد زوال السبب الذي من أجله هاجر.
وهذه نقطة أخرى – أيضاً – قد غيبها أولئك (القوم) الذي لم يرقبوا في الشيخ، والعلم، والناس، إلا ولا ذمة !!
إذن؛ فالهجرة كما أنها مشروعة من قطر إلى قطر، فهي مشروعة من قرية أو من مدينة إلى قرية أو مدينة داخل القطر نفسه، والمهاجر يعرف من نفسه ما لا يعرفه منه غيره.
ثالثاً – وهذا قد غيبه أولئك المهرجون على المنابر، والراقصون على الصحائف ! زاعمين أن الشيخ يأمر أهل فلسطين بالخروج منها !! نعم؛ هكذا – والله – من غير تفصيل أو بيان !!، ولكن :
ما يبلغ الأعداء من جاهــــل
ما يبلــغ الجاهـل من نفسـه!
ويقال في أهل فلسطين – خصوصاً – ما يقال في مثل هؤلاء جميعاً، فلقد سُئل الشيخ – حفظه الله – عن بعض أهل المدن التي احتلها اليهود عام 1948م، وضربوا عليها صبغة الحكم اليهودي بالكلية، حتى صار أهلها فيها إلى حال من الغربة المرملة في دينهم، وأضحوا فيها عبدة أذلاء؟ فقال: هل في قرى فلسطين أو في مدنها قرية أو مدينة يستطيع هؤلاء أن يجدوا فيها دينهم، ويتخذوها داراً يدرءون فيها الفتنة عنهم؟ فإن كان؛ فعليهم أن يهاجروا إليها، ولا يخرجوا من أرض فلسطين، إذ إن هجرتهم من داخلها إلى داخلها أمر مقدور عليه، ومحقق الغاية من الهـجرة.
وهذا تحقيق علمي دقيق ينقض زعم من شوش وهوش مدعياً أن فتيا الشيخ إخلاء لأرض فلسطين من أهلها، أو تنفيذاً لمخططات يهود !! {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}.
أف لكم أيها الناقدون الحاقدون! هل علمتم هذا التفصيل أم جهلتموه؟!
إن كنتم علمتموه فلم أخفيتموه وكتمتموه؟!
وإن كنتم جهلتموه ! فلماذا رضيتم لأنفسكم الجهل، وللشيخ الظلم، وللناس التضليل؟!
أم أن هذه تجارتكم تخشون كسادها؟! بئست البضاعة، وبئست التجارة!
ولمن أراد البرهان على تأكيد الشيخ:" الألباني" لما قرره ونقله عنه الشيخ:" إبراهيم شقرة"، فليقرأ ما كتبه الشيخ الألباني رحمه الله بخط يده، بكتابة هذا السؤال على محرك البحث:" جوجل":
هل قال الشيخ الألباني بوجوب الهجرة من فلسطين ...؟؟