تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدراسات الإسلامية

> الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
25-04-2012, 07:16 AM
الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
الشيخ سعيد النواصرة حفظه الله

إنَّ الحمدَ لله – تعالى - ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده اللهُ فلا مُضلَّ له ومَن يُضلل فلا هاديَ له ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمّداً عبدُه ورسولُه .
أما بعد ..

ففي عصر الإعلام المفتوح ( الحرّ ! ) هذا! ؛ انتشرت الفضائيات والمواقع الإخبارية بشكل زائد ( زائف ) ؛ إلى درجة لا يقدر الواحد منّا تتبعها ، ولا اللحاق بها من كثرة الأخبار – في أيامنا هذه – والتي تضاعفت مرّات ومرّات نتيجة حلول ( الربيع العربي ! ) في بعض البلدان ، وتفتح زهوره السوداء القاتمة ! ؛ وفي بلدان أخرى يجري ( العمل ! ) – دءوباً – من أجل ( ريِّ ) الأرض لعلَّ ( الربيع ! ) ينبُتُ ؛ فيقطفون ( ثمارَه ، وأزهارَه ! ) .. و ( دمارَه ) .

والناس لا بدَّ لها من التعبير ، وإبداء الرأي في ( أمور ! ) الأمة الجِسام ، و ( النوازل ! ) التي حلّت بها ، والمصائب العظام ؛ فخرجت – من أجل هذا – ( مواقع إخبارية ) بأسماءٍ وأسماء ؛ ( يذيعون ) فيها – من هنا وهناك – الأخبار والأنباء ، ثمّ يُتاح المجال للمشاركة بالتعليق على الخبر ، وطرح الآراء ؛ فيقول ( من شاء ! ) ما شاء .. !
لا يُؤخذُ – تَنزّلاً - على هذا شيءٌ من الأشياء ..
ولكن ! ألا ترى – أخي – ما تصنعُ ( بعض ) المواقع الإخبارية في سبيل ( استمالة ! ) الناس ، و ( استماتة ! ) الإحساس ؛ من عنوانِ خبرٍ يشدُّك و يحبس الأنفاس ! ؛ ثمَّ إذا طالعت - ذاك الخبر – فلا تجد له (علاقة ) بالعنوان ولا ( مِساس ) ! ؛ وإن كان – ثمّة – فعلى استحياءٍ ، وتلبيس وإلباس .. !
وأما ( المقالات ) التي تتناول – بالنقد والتفنيد – الأخبارَ الخاصّة و العامّة ؛ فحدِّث – بحرجٍ شديد – عن هذه الطامّة .. فهذا يهيّج ويثوِّر ، وذاك يحتج ويصوِّر ، وآخر لرموز ( الفساد ) والحكومات يفضح ! ، وغيره – لمصلحة البلاد – تراه للحاكم ينصح !
ألا ليت – كلّ ذلك – بالعلم ، أو شيء من الحِلْم ؛ لا .. بل ! كثيرٌ ما يكون فيه - من المخالفات الشرعيّة – جهلاً ، و - من المحالفات السياسيّة – ضمناً !
كلٌّ يدعو إلى ما له من ( حاجة ! ) ؛ وبأحسن ( ديباجة ! ) ، ويجمع من ( الأدلة والبراهين ! ) الغثَّ والسمين ؛ فلا يهم ذلك – عنده - في سبيل ( المحاجّة ) ! ؛ فتنازع القوم – بينهم – أمرَهم في ( لجاجة ! ) ..

سيقولون – لك - : ( حريّة الفكر والتعبير ) و ( حريّة الإعلام والتنوير ! )
فنقول : هنالك فرق بين التعبير و ( والتعكير ! ) ، وبين التنوير و ( والتشهير ! )
لاسيّما إذا كان الأمر متعلقاً – أصلاً – بالأمة والبلاد ، وأمن الوطن والعباد ؛ ألا يكون الأمرُ أخطر ؟
ألا تكون العواقب الوخيمة أكثر ؟
بلى ! إنّ إذاعة – أو قل : صناعة – الأخبار بين المسلمين من المسائل والوسائل التي يُستعان بها في استجلاب الخير ، وبثّ العلم النافع بين العوام ؛ فلا يُستهان بها بحجة ( حريّة التعبير والإعلام ) ! ، ونشر ( الرأي العام ) ! ..
و الرأي الهامّ - حول الأمر العام - في الإسلام ( للخواصِّ ) من أهل العلم والأعلام ..
فإنّ ( القلوب ضعيفة ، والشُبُهات خطَّافة ) .. وإذاعة ( أخبار الفتنة للفتنة ) – اليوم - آفة !
يقول الله – تعالى – في كتابه العزيز : { وإذا جاءهُمْ أمْرٌ مِنَ الأمْنِ أو الخَوْف أذَاعُوا بِهِ ولَوْ ردُّوهُ إلى الرَّسول وإلى أُولي الأَمْرِ منهُم لَعَلِمَهُ الذينَ يَسْتنْبِطُونهُ منهُم ولوْلا فضْلُ اللَّه عليكُم ورَحمتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيطانَ إلا قليلاً }[ النساء : 83 ]
قال الإمام السّعدي في ( تفسيره ) :
' هذا تأديب من الله لعباده ، عن فعلهم هذا ،غير اللائق [ أي : إذاعة الأخبار ] ، وأنه ينبغي لهم ، إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة ، والمصالح العامة ، ما يتعلق بالأمن ، وسرور المؤمنين ، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر ؛ بل يردونه إلى الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ، وإلى أولي الأمر منهم ، أهل الرأي ، والعلم والنصح ، والعقل ، والرزانة ، الذين يعرفون الأمور ، ويعرفون المصالح وضدها.

فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطاً للمؤمنين ، وسرورا لهم ، وتحرزاً من أعدائهم ، فعلوا ذلك ؛ وإن رأوا ليس فيه مصلحة ، أو فيه مصلحة ؛ ولكن مضرته تزيد على مصلحته ، لم يذيعوه ؛ ولهذا قال : {لعلمه الذين يستنبطونه منهم } ؛ أي : يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة ، وعلومهم الرشيدة .
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية ، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ، ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك ، ويجعل إلى أهله ، ولا يتقدم بين أيديهم ، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ .
وفيه النهي عن العجلة والتسرع ، لنشر الأمور ، من حين سماعها ، والأمر بالتأمل قبل الكلام ، والنظر فيه ، هل هو مصلحة ، فيُقدم عليه الإنسان ، أم لا ؟ فيُحجم عنه ؟

ثم قال – تعالى - : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } ؛ أي : في توفيقكم ، وتأديبكم ، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون .
{ لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً } لأن الإنسان بطبعه ، ظالم جاهل ، فلا تأمره نفسه إلا بالشر ؛ فإذا لجأ إلى ربه ، واعتصم به ، واجتهد في ذلك ؛ لطف به ربه ، ووفقه لكل خير ، وعصمه من الشيطان الرجيم ' اهـ كلامه رحمه الله .
قال الإمام الحافظ ابن كثير - رحمه الله - : ' ( وإذا جاءهُمْ أمْرٌ مِنَ الأمْنِ أو الخَوْف ) إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها, وقد لا يكون لها صحّة '
أين المحطات الفضائيّة التي تبثُّ من الأرض ( العربيّة الإسلاميّة ! ) من هذا ؟! .. أين ؟!
لقد كان – لبعض ! – تلك الفضائيات ( الإخبارية ) دوراً ( كبيراً ) ، ويكاد يكون (منظماً ) في تأجيج الفتن القائمة الآن في كثير من البلدان الإسلاميّة ؛ تارة بكثرة ( التقارير ! ) و ( البرامج ! ) التي تبحث الفساد في ( دولة عربية ما ) وذلك لضرورة التغيير أو الثورة ( تمهيداً ! ) ، وتارة أخرى – بعدئذٍ - : بثِّ الأخبار عن الثوار ، و الأفكار ( تمجيداً ! ) .
والسؤال : لمَ – ذاك ! – في دولة دون أخرى ؟ في وقت ( قد ! ) تكون الأخرى من ( الفساد ) أعظم ، و من ( البُعْد عن الدين ) أقرب من ( تلك ! ) ؛ فأين حريّة واستقلال الإعلام عند ( أولئك ! ) القوم ؟!
بل : أين أخلاق ( المهنة ) عندهم ؟ الممتهنة منهم ؟!
وأما ( بعض ) المواقع الإخبارية على شبكة ( الإنترنت ) ، وكذا ( بعض ) الصحف والجرائد ! ؛ فهي – في أسلوبها – من تلك الفضائيات مُقاربة ، و – في خطابها - موارِبة !
فتبدو - كأنها - للحقّ مُحاربة ، وإلى ( مع ) الفتن هاربة !
تنشر عن الوطن ( الرذائل ! ) ، و ( تغضّ الطّرْف ) عن الفضائل .. !
تُظهرُ ( دعاة ! ) الفرقة والاختلاف ، وتخفي ( دعاة ) الاجتماع والائتلاف .. !
تُعلي صوتَ الغلوِّ والباطل والنفاق ، وتُخْفِت صوتَ الاعتدال والعدل والإحقاق .. !
ناهيك عن المقالات التي تُنبتُ الفتن بين ( المسلمين ) المتآخين في النسب والدّين ..
هؤلاء هم !
وهذه ( السبيل ! ) للإصلاح عندهم ! نسأل الله – تعالى – هدانا وهداهم ...
و والله ! لا ( نطمعُ ) أن يكون القائمون على تلك المواقع والمحطات من أهل العلم والفقه والدراية ؛ ولكن لا أقلَّ من العدل والإحسان ( وهما : التوسط وعدم الإفراط أو التفريط ) و اللذين أمر الله بهما في كتابه الكريم ؛ وأحوج ما نكون إليهما – اليوم – حيث ظهرت الفتن ؛ فمن أعان على ( إعمالها ) بين المسلمين – ولو بشطر كلمة – لقي من الله يوم القيامة العذاب و العقوبة ، ومن أعان على ( إخمادها ) كان له من الله الأجر و المثوبة .
خاتمة :
إنّ الكلمة إذا صَدَرت رُصِدت ..
يقول الله – تعالى - : { إذ يَتلقّى المتلقيانِ عَن اليمين وعَن الشّمال قَعيد ما يلفظُ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عَتيدٌ } [ ق:17- 18]
وقال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم - : ' إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة - من رضوان الله - ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإنّ الرجل ليتكلم بالكلمة - من سخط الله - كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ' [ السلسلة الصحيحة ]
قال – تعالى - : { إنّ إلينا إيابهُم ثمَّ إنّ علينا حسابَهم } [ الغاشية : 25- 26 ]

{ إنَّ هذه تَذكرة فَمن شاءَ اتّخذ إلى ربّه سبيلاً } [ الإنسان :29 ]

أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأسأله – تعالى – أن يجعل بلدنا آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، وان يوفق وليَّ أمرنا لما فيه خير البلاد والعباد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين


............................

منقولا عن الشبكة
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
26-04-2012, 02:53 PM
حرّاسُ الحقِّ
بين
حريّة الإعلام و ( حريّة الإيلام ! )


الشيخ سعيد النواصرة حفظه الله


إنَّ الحمدَ لله – تعالى - ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يَهده اللهُ فلا مُضلَّ له ومَن يُضلل فلا هاديَ له ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمّداً عبدُه ورسولُه .
وبعدُ ..
أقول وأكون صريحاَ – مع أنَّ الكلامَ لن يكون للكثيرين مُريحاً - : شئنا أم أبينا ؛ لن تحلّ مشكلة ( الصحافة الإلكترونيّة ) إلا باللقاءات المنهجيّة ، و الحوارات العلميّة ، والبحوث الفقهيّة ؛ التي ( تؤصّل ) لعمل ( المواقع الإخباريّة) ، وتبيّن ما يحقُّ لها ، وما يجب عليها ؛ فإنَّ الإعلام أثره - بين الناس – عظيم ، وخطره – إن لم ينضبط بالشرع القويم – مقيم ؛ فإذا تداركناه – بذاك – فالحال بعدئذ – بإذن الله - يستقيم ..
وما عدا ذلك ( خَرْطُ القتاد ) ،وتقوُّت على الفُتات .. وإلى الممات !
و والله! ما تمنينا – من قبل – ، ولا نتمنى – الآن – أن تصل الأمورُ – في بلدنا - إلى هذا الحدِّ ؛ من الحنق والشدِّ ؛ في التصدّي والردِّ ! ؛ ومنه : ما تراه - اليوم – في الفضائيات والمواقع الإخباريّة خاصّة ! وأنت غنيٌّ عن الحصر – لها – والعدِّ .. !
لكنّا توقعناه .. ويا ليتنا توقيناه !
( كُلّنا ) .. بالعلم الشرعيّ ؛ وفي كلّ أمر : الأصليّ – منه – والفرعيّ ، العام والخاص .. وفي توجيه ، وإرشاد ، و ( إصلاح ) الناس ..
والشيطان خنّاس !
أرأيتم ما يُحدِث – السّاعة ! – بيننا ، وما يُثير بين الإخوان و العباد ؛ من الأضغان والأحقاد .. ثمَّ ما يكون – بعده – من التشاجر ، والتناحر ، والتدابر ؟!
فهنيئاً – اليوم – للمسلم ( التقيّ النقيّ الخفيّ ) الصابر ..
وأمّا ( وطننا ) ؛ فإنّ الفتن لا تَنْقُصُه .. والمصائب ما برحت تُكدِّر صفْوه وتنغّصُه ؛ والآن ! لا بدَّ من التعقّل ، والانتهاء عن التنقّل : التعقّل في معالجة الأمور واختيار الحل ، والانتهاء عن التنقّل – في المواقف ! - من هذا الحبل إلى ذاك الحبل .. و الحكيم – عند ورود ( أوائل الفتن ) - من مَلك نفسَه ، ولم تمْلكه نفْسُه .. فتسيّره – بهواها – لهواها ، ومُناها !
إنّ المتربصين بالأمة – فتنةً ومحنةً – يتشبثون بأشباه الفرص ، و( أشباح الرُّخص! ) في سبيل ( إصلاحهم ) المنشود ! ، و ( عزِّهم ) المفقود الموعود !!
ولذا ! فأيُّ ( حادث ) يطرأ على الأمة أو يُعاد ! – كبير أو صغير .. عظيم أو حقير – كانوا له بالمرصاد ، ثمَّ يمتطونه و( يجوبون ) به البلاد .. تهييجاً ، وضجيجاً ؛ و – بكل أسف وعجب – بكلِّ إصرار ، وعناد !
وهم يسوِّغون أعمالهم ، و ( حركاتهم ! ) – أعترف – بالإسناد ! ؛ لكن إلى : العقل ( البشريّ ) القاصر ، والعمل ( الحزبيّ ) الثائر ، والمنهج ( الغربيّ ) الماكر السائر ! .. لا إلى العلم ( الشرعيّ ) وأصحابه ذوي النُّهى والبصائر ..
وحريّة الصحافة – الإلكترونيّة خاصّة – حادثةٌ جديدة ! ؛ طُرحت حولها – وفيها – آراءٌ ، وأفكارٌ عديدة .. ( بعضها ) منْقوحٌ بالعصبيّة الشديدة .. للفكْر أو المهنة أو الجريدة ، و ( بعض آخر ) منقوعٌ بالتبعيّة العتيدة ! للحزب و ( العقيدة ! )
و ( قليل ) من تلك الآراء والأفكار ( موشّحٌ ) بالمرجعيّة العلميّة السّديدة ..
فهل (حريّة الإعلام ) المنشودة ؛ حريّة مُطْلقة أم مقيّدة ؟ وما هو ضابطها ؟
أقول :بحْثُ هذا الموضوع يحتاج لتفصيل زائد ؛ والمقام – مع أهميته – لا يناسب ؛ لكنّي أُلمحُ إلى مسائل وفوائد :
الأولى :( الحريّة ) لفظ فضفاض ليس له دلالة محدّدة متفق عليها ، ويختلف معناها باختلاف الثقافة والبيئة ، والسياق الذي ترد فيه ؛ ولفظ الحريّة - في العصور الحديثة – أكثر ما كان يستخدم من قبل الفلاسفة أمثال : ( جون لوك ، وفولتير ، وستيوارت ميل ،.. ) ؛ وذلك لمآرب تتعلق بترسيخ مفاهيم ( التحرّر ) الفكري ، والديني ، والاجتماعي .. يقول جون لوك : ( الحرية الكاملة هي : التحرك ضمن " القوانين الطبيعية " وإمكانية اتخاذ القرارات الشخصية ، والقرارات بشأن الملكية الخاصة بدون قيود، كما يريد الإنسان وبدون أن يطلب هذا الإنسان الحق من أحد، وبدون التبعية لإرادات الغير أيضا ) !
وأمّا أهل الإسلام – بدون فلسفة ! – فالحريّة – عندهم - : أن تكون عبْداً لله لا لأحدٍ سواه ، وتصرفات الفرد – من الأقوال والأعْمال – مقيّدةٌ بأحكام الشرع الذي أنزله الله – تعالى – على قلب محمد – صلى الله عليه وسلّم – وبلّغه الأمّة .
ومن كان أسيراً للهوى والشهوات ، و ( فكْر المخلوقات ! ) ؛ فهو ( فاقدُ الحريّة ) – حقيقةً - ، و عبْدٌ لما هو أسير له .. – زوراً لا صدْقاً - !
يقول الله – تعالى - : { أفرأيتَ من اتّخذ إلهَه هواه وأضلّه اللهُ عَلى علمٍ وخَتم على سمْعه وقلبه وجَعل على بَصره غشاوةً فمن يَهديه من بعد الله أفلا تَذكّرون }
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " المحبوسُ: من حبس قلبه عن ربِّه ؛ والمأسور : من أسرَه هواهُ "
فالحرُّ من كان عبداً لله ؛ والعبوديّة لله : امتثال ما حكم به وأمر ، والانتهاء عمّا – عنه – نهى وزَجر ..
وإذا كان الأمر كذلك ؛ فاعلم : أنه لا يوجد في الإسلام ( حريّةٌ مطْلقة ) على الإطلاق ؛ وإلا لما كان للعبوديّة لله – تعالى - معنى .. فإذا كان هذا في الإسلام ؛ فكيف لا يكون – حتْماً - في ( الإعلام ) ؟!

الثانية : هناك ضوابط شرعيّة هامّة ، وأصول فقهيّة عامّة ؛ يستند عليها ( أهل العلم ) عند بحْث المسائل ، والحكم فيها ؛ لا سيّما في النوازل ،والأمور الحادثة ؛ ومنها – ويتعلق بالمقام - : الموازنة بين المصالح والمفاسد المترتبة على الفعل ؛ وهي قاعدة عظيمة ، جليلة القدْر .
وكافيك – هنا – لتقف على فقه الأكابر من العلماء والسلف لهذه القاعدة ؛ أثرٌ عظيم – جداً - :فقد روى البخاري ومسلم " أنّ أبا هريرة – رضي الله عنه – كره التحديث بحديث الجِرابَيْن – الذي فيه تنقّصُ بعض الحكام – لظهور بوادر الخروج عليهم في وقته مع تفشي الجهل .. " !
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : " ولهذا كره [ الإمام ] أحمد التحديث ببعض دون بعض الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان "
قلت : فأين – من هذا الفقه - واقعُ كثير من ( إعلام الأحزاب الإسلاميّة ! ) ، والمحطات الإخباريّة والمواقع ؟! بل هو ( فقه الواقع ! ) .. ذاك ( الميدان الواسع ! ) .
غلِط كثيرون حول ( حريّة الإعلام ) في بلاد الإسلام ! ؛ فإذا ( سلّموا ) بأنّها غير مُطْلقة ؛ لم ( يسْلَموا ) من الغفلة عن قاعدة ( المصالح والمفاسد ) ؛ وهذا ( الإشكال ) عندهم ..
وإلا ! فأيّ ( حريّة تعبير ! ) تلك التي – باسمها – تذيعُ خبراً ، أو تنشر مقالاً ، أو تعليقاً ، أو تعرض ( صورة! ) .. لا يترتب عليها – للمسلمين ! – أدنى مصلحة في دينهم ولا دنياهم ؛ وأغضّ الطرْف عن المفاسد !!وهذا إيلامٌ للأمّة لا ( إعلامٌ ) .
وأيّ ( حقوق نشر ! ) تلك التي – بسمِّها – تنشر الرذائل عن الوطن تباعاً ، و ( إذا ) مررت بالفضائل مررت مرور ( الكرام ) ؛ ونتاجه: تحريضُ قلوب المسلمين على بُغض أوطانهم .. فيهون عليهم – من بعد ! – كلّ شيءٍ يحدث لها ولهم ! وهذا – كذاك – وأشدُّ إيلاماً !
وأيُّ حجّةٍ تلك التي ( نردُّ ) بها على الصنيع البديع لأبي هريرة – رضي الله عنه وأرضاه – كما سَلَف للأمة ؟
فإذا ( ردَدْناه ) فهذا أكثر – إيقاعاً - للفتنة !
نقول هذا – واللهِ – نُصْرةً للحقِّ بالحقِّ .. ، وردّاً على ( الزور والنفاق ! ) – إن شاء اللهُ – بالصّدقِ ، والرّفقِ ، لا محاباةً لأحد ولا خشْيةً ، ولا مُجابهةً لطرفٍ ولا خِفْيةً .. ولا خِيفَةً !
فإنّ للحقِّ حرّاساً وأحلاساً ؛ نسأل الله أن يجعلنا ممن – بهم – يلتحق .. إن كنّا ممن يستحق ..
وأسأله – تعالى – أن يرينا الحقّ غير ملتبس علينا ، ويرزقنا إتباعه ، وأن يرينا الباطل غير ملتبس علينا ، ويرزقنا اجتنابه .. ولا يجعلنا { كالّذي اسْتَهوتْهُ الشّياطين في الأرضِ حيرانَ } .
وآخر دعونا أنْ الحمدُ لله ربِّ العالمين


..................................

منقولا عن موقع الشيخ
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية همسةحنين
همسةحنين
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 26-04-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 84
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • همسةحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية همسةحنين
همسةحنين
عضو نشيط
رد: الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
27-04-2012, 10:28 PM
السلام عليكم بارك الله فيك علي الموضوع و علي المعلومات القيمة التي أفدتنا بها.يا ريت لو الإعلام يلتزم بما جاء في خطاب الشيخ لكنا اجتنبنا الكثير من الفتن التي تثار يوميا بسبب تطرق وسائل الإعلام إلي مواضيع لا ينتج منها إلا نشر الفساد و التفرقة بين أفراد الشعب الواحد.
قال الشاعر:

يا راقداً والجليل يحفظه من كل سوء يكون في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك يأتيك منه فوائد النعم


من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
01-05-2012, 02:39 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسةحنين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم بارك الله فيك علي الموضوع و علي المعلومات القيمة التي أفدتنا بها.يا ريت لو الإعلام يلتزم بما جاء في خطاب الشيخ لكنا اجتنبنا الكثير من الفتن التي تثار يوميا بسبب تطرق وسائل الإعلام إلي مواضيع لا ينتج منها إلا نشر الفساد و التفرقة بين أفراد الشعب الواحد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
Abd El Kader
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-04-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,763
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • Abd El Kader will become famous soon enough
Abd El Kader
شروقي
رد: الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
01-05-2012, 03:09 PM
السلام عليكم
لم أسمع من قبل بهذا الإسم، وبحثت سريعا عن موقعه فما أسعفني قوقل في إجاباته العشر الأوائل

المهم سدد فأصاب، ونصح وما عير ولا عاب، واستفدت من كلامه في الباب، فنسأل الله أن يجزل له الثواب، ولمن نقل إلينا هذا اللباب.

أرجو التثبيت
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية همسةحنين
همسةحنين
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 26-04-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 84
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • همسةحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية همسةحنين
همسةحنين
عضو نشيط
رد: الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
01-05-2012, 09:23 PM
السلام عليكم
لم أسمع من قبل بهذا الإسم، وبحثت سريعا عن موقعه فما أسعفني قوقل في إجاباته العشر الأوائل

المهم سدد فأصاب، ونصح وما عير ولا عاب، واستفدت من كلامه في الباب، فنسأل الله أن يجزل له الثواب، ولمن نقل إلينا هذا اللباب.

أرجو التثبيت

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إليك هذا الرابط إن أردت الإطلاع علي مقالات أخري للشيخ و حتي تكون لك نظرة عن منهجه و إتجاهاته الفكرية :http://orwa.almenhaj.net/tarbeyeh.php في آخر الصفحة تجد 6 مربعات كل واحد يخص قسم معين تظغط وين مكتوب بوابة الكتاب و السنة.
قال الشاعر:

يا راقداً والجليل يحفظه من كل سوء يكون في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك يأتيك منه فوائد النعم


من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
Abd El Kader
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-04-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,763
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • Abd El Kader will become famous soon enough
Abd El Kader
شروقي
رد: الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
04-04-2013, 09:30 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسةحنين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
لم أسمع من قبل بهذا الإسم، وبحثت سريعا عن موقعه فما أسعفني قوقل في إجاباته العشر الأوائل

المهم سدد فأصاب، ونصح وما عير ولا عاب، واستفدت من كلامه في الباب، فنسأل الله أن يجزل له الثواب، ولمن نقل إلينا هذا اللباب.

أرجو التثبيت

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إليك هذا الرابط إن أردت الإطلاع علي مقالات أخري للشيخ و حتي تكون لك نظرة عن منهجه و إتجاهاته الفكرية :http://orwa.almenhaj.net/tarbeyeh.php في آخر الصفحة تجد 6 مربعات كل واحد يخص قسم معين تظغط وين مكتوب بوابة الكتاب و السنة.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لك على الرابط

وجزى الله خيرا أخي نجيب
----------------------------------------------------------------------------
من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟
----------------------------------------------------------------------------

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
15-12-2013, 02:30 PM
بارك الله فيكم
كم نحن بحاجة إلى هذه التذكرة في زمن تسوده الفتن
  • ملف العضو
  • معلومات
salam ahmad
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 31-05-2014
  • المشاركات : 15
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • salam ahmad is on a distinguished road
salam ahmad
عضو مبتدئ
رد: الإسْلامُ و ( إعْلامُ إثارةِ العوام ! ) ..
02-06-2014, 12:22 AM
السلام عليكم هو واقع لا مهرب منه واقع يفرض آليات التعامل وآليات الاستثمار فكل وسيلة إعلامية تردف ايديولوجية معينة ولا يمكن أن نحكم عليها بالسلب او الإيجاب
فالإعلام مثل الفرق الحزبية كل له مبدأه وكل له سبياه وهدفه
المشكل أننا مازلنا في البلدان العربية خاضعين لسياساة معينة على خلاف الغرب الي أصبح فيه الإعلام السلطة الرابعة لها أن ترفع أو تسقط من تشاء
أما نحن فلا استقلالية لإعلامنا وإن كنا في الظاهر لنا إعلام خاص
من مواضيعي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:30 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى