طمينة الأستاذ ... خير !:
11-02-2009, 09:43 AM
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
طمينة الأستاذ ... خير :
منذ حوالي 20 سنة أو أكثر تعودتُ على أن أخصص ساعتين على الأقل إما في نهاية الثلاثي الأول أو الثاني أو الثالث , أخصصها للتلاميذ من أجل :
ا- أن أقدم لهم نصائح وتوجيهات عامة : متعلقة بالدراسة من جهة وبالدنيا والدين معا من جهة أخرى , ومتعلقة بالحاضر من جهة وبالمستقبل القريب والبعيد معا من جهة أخرى .
ب- لكي أعطي جائزة رمزية بسيطة ومتواضعة لأحسن تلميذ في كل قسم من الأقسام , إما انطلاقا من معدله الفصلي أو انطلاقا من معدله السنوي . وأنا أسأل الله باستمرار أن يتقبلها مني وأن ينفعه بها نفعا عظيما . والجائزةُ عادة مكونة من كتب أو مطبوعات في العلوم الفيزيائية , وكذا من كتب دينية أو مواضيع ورسائل دينية كتبتها أنا ( البعض منها منشور حاليا في منتديات إسلامية ) , وكذا من دروس دينية مسجلة في أقراص أو في أشرطة , وكذا من أناشيد إسلامية مسجلة على أشرطة أو أقراص . ويمكن أن أضيفَ أحيانا إلى ذلك بعض الأدوات المدرسية أو ساعة يد أو …, كلها بطبيعة الحال من جيبي , ولا علاقة للإدارة بذلك .
جـ- ومن أجل أن أقدم " طمينة " : أطبخُها أنا بنفسي ثم أقدمها للتلاميذ ليتـناولوها مع بعضهم البعض في القسم , الذكور مع الذكور والإناث مع الإناث . وكانت الطمينةُ , ومازالت تعجبُ التلاميذ دوما أكثر مما تعجبهم " 10 طمامن" من أمهاتهم . وحتى ولو كانت الأخرى - أي التي تطبخها الأم - أغلى ماديا , فإن التلميذَ عادة يقول لأمه " شكرا جزيلا أمي على ما بذلتِ . أنتِ يا أمي والحمد لله طباخة ماهرة .
ومع ذلك والله يا أمي إن طمينة الأستاذ ... أحلى وأمتع وأشهى ".
ومما يتصل بهذا الأمر أقول :
أولا : الأستاذ يجب أن يكون معلما ومربيا في نفس الوقت : صالحا ومصلحا في نفس الوقت . هذا إن أراد لنفسه السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة . أماحكاية " قدم يا أستاذ درسَك ولا يُهِمُّك بعد ذلك صلاحُ التلاميذ أو طلاحُهم , أقبلوا على الدين أم أدبروا عنه " , فهو شعارُ أبناءِ الدنيا , وليس هو شعار المعلم المسلم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر .
ثانيا : اللذة التي يجدها المرء وهو يعطي من ماله وجهده ووقته و…في سبيل الله , هي أعظم بكثير من التي يجدها وهو يأخذُ , هذا فضلا عن الأجر الكبير الذي ينتظره عند الله بإذن الله في الآخرة . ولا ننسى أنه
" ما عند الله خير وأبقى" و " اليد العليا خير من اليد السفلى".
ثالثا : مما يتصل بـ" الطمينة " التي كنت آتي بها للتلاميذ في كل ثلاثي أو في كل سنة :
1- قالت لي أكثر من أستاذة , هي أم لتلاميذ يدرسون عندي وأكلوا الطمينة التي آتيهم بها , قالت " والله يا أستاذ لقد طبختُ الطمينة لابنتي ( أو لابني ) باللوز والجوز وبالعسل ( الحرة ) وبالزبدة الطبيعية و… ومع ذلك تُـلح ابنتي وتصرُّ على أن " طمينة الأستاذ رميته خير "! .
2- قالت لي أكثر من تلميذة ( ومن تلميذ ) خلال سنوات وسنوات
" يا أستاذ أنا متشوقة من سنوات لأدرس عند أستاذ يجمع بين العلوم الإسلامية والعلوم الفيزيائية , أي عندك أنتَ من أجل الدراسة ومن أجل الدين , وبصراحة من أجل " الطمينة " كذلك .
وأنا دوما أقول للتلاميذ ولأولياء التلاميذ بأن الحلاوة والمتعة والشهية والاستمتاع لا تأتي من المواد التي أصنعُ بها " الطمينة " , وإنما من أمرين أساسيين آخرين ومختلفين هما :
الأول من الجو الذي تُتناول فيه الطمينةُ , أي في القسم بين التلاميذ وزملائهم وبين التلميذات وزميلاتهن .
والثاني وهو مهم جدا , هو أن الطمينة تأتي من أستاذ يحبهم ويحبونه . إذا اجتمع الشرطان تصبح " الطمينة " لا تُقاومُ , وتصبح الساعتان من أحسنِ الساعاتِ عند التلاميذ . لماذا ؟ . لأنهم يأكلون فيها " طمينة " عزيزة في جو أعز وقد جاءتهم من شخص أعز وأعز .
والحمد لله أولا والفضل لله أولا والشكر لله أولا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حفظ الله أهل المنتدى جميعا وجعلهم الله من أهل الجنة , آمين .
عبد الحميد رميته , الجزائر
طمينة الأستاذ ... خير :
منذ حوالي 20 سنة أو أكثر تعودتُ على أن أخصص ساعتين على الأقل إما في نهاية الثلاثي الأول أو الثاني أو الثالث , أخصصها للتلاميذ من أجل :
ا- أن أقدم لهم نصائح وتوجيهات عامة : متعلقة بالدراسة من جهة وبالدنيا والدين معا من جهة أخرى , ومتعلقة بالحاضر من جهة وبالمستقبل القريب والبعيد معا من جهة أخرى .
ب- لكي أعطي جائزة رمزية بسيطة ومتواضعة لأحسن تلميذ في كل قسم من الأقسام , إما انطلاقا من معدله الفصلي أو انطلاقا من معدله السنوي . وأنا أسأل الله باستمرار أن يتقبلها مني وأن ينفعه بها نفعا عظيما . والجائزةُ عادة مكونة من كتب أو مطبوعات في العلوم الفيزيائية , وكذا من كتب دينية أو مواضيع ورسائل دينية كتبتها أنا ( البعض منها منشور حاليا في منتديات إسلامية ) , وكذا من دروس دينية مسجلة في أقراص أو في أشرطة , وكذا من أناشيد إسلامية مسجلة على أشرطة أو أقراص . ويمكن أن أضيفَ أحيانا إلى ذلك بعض الأدوات المدرسية أو ساعة يد أو …, كلها بطبيعة الحال من جيبي , ولا علاقة للإدارة بذلك .
جـ- ومن أجل أن أقدم " طمينة " : أطبخُها أنا بنفسي ثم أقدمها للتلاميذ ليتـناولوها مع بعضهم البعض في القسم , الذكور مع الذكور والإناث مع الإناث . وكانت الطمينةُ , ومازالت تعجبُ التلاميذ دوما أكثر مما تعجبهم " 10 طمامن" من أمهاتهم . وحتى ولو كانت الأخرى - أي التي تطبخها الأم - أغلى ماديا , فإن التلميذَ عادة يقول لأمه " شكرا جزيلا أمي على ما بذلتِ . أنتِ يا أمي والحمد لله طباخة ماهرة .
ومع ذلك والله يا أمي إن طمينة الأستاذ ... أحلى وأمتع وأشهى ".
ومما يتصل بهذا الأمر أقول :
أولا : الأستاذ يجب أن يكون معلما ومربيا في نفس الوقت : صالحا ومصلحا في نفس الوقت . هذا إن أراد لنفسه السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة . أماحكاية " قدم يا أستاذ درسَك ولا يُهِمُّك بعد ذلك صلاحُ التلاميذ أو طلاحُهم , أقبلوا على الدين أم أدبروا عنه " , فهو شعارُ أبناءِ الدنيا , وليس هو شعار المعلم المسلم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر .
ثانيا : اللذة التي يجدها المرء وهو يعطي من ماله وجهده ووقته و…في سبيل الله , هي أعظم بكثير من التي يجدها وهو يأخذُ , هذا فضلا عن الأجر الكبير الذي ينتظره عند الله بإذن الله في الآخرة . ولا ننسى أنه
" ما عند الله خير وأبقى" و " اليد العليا خير من اليد السفلى".
ثالثا : مما يتصل بـ" الطمينة " التي كنت آتي بها للتلاميذ في كل ثلاثي أو في كل سنة :
1- قالت لي أكثر من أستاذة , هي أم لتلاميذ يدرسون عندي وأكلوا الطمينة التي آتيهم بها , قالت " والله يا أستاذ لقد طبختُ الطمينة لابنتي ( أو لابني ) باللوز والجوز وبالعسل ( الحرة ) وبالزبدة الطبيعية و… ومع ذلك تُـلح ابنتي وتصرُّ على أن " طمينة الأستاذ رميته خير "! .
2- قالت لي أكثر من تلميذة ( ومن تلميذ ) خلال سنوات وسنوات
" يا أستاذ أنا متشوقة من سنوات لأدرس عند أستاذ يجمع بين العلوم الإسلامية والعلوم الفيزيائية , أي عندك أنتَ من أجل الدراسة ومن أجل الدين , وبصراحة من أجل " الطمينة " كذلك .
وأنا دوما أقول للتلاميذ ولأولياء التلاميذ بأن الحلاوة والمتعة والشهية والاستمتاع لا تأتي من المواد التي أصنعُ بها " الطمينة " , وإنما من أمرين أساسيين آخرين ومختلفين هما :
الأول من الجو الذي تُتناول فيه الطمينةُ , أي في القسم بين التلاميذ وزملائهم وبين التلميذات وزميلاتهن .
والثاني وهو مهم جدا , هو أن الطمينة تأتي من أستاذ يحبهم ويحبونه . إذا اجتمع الشرطان تصبح " الطمينة " لا تُقاومُ , وتصبح الساعتان من أحسنِ الساعاتِ عند التلاميذ . لماذا ؟ . لأنهم يأكلون فيها " طمينة " عزيزة في جو أعز وقد جاءتهم من شخص أعز وأعز .
والحمد لله أولا والفضل لله أولا والشكر لله أولا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حفظ الله أهل المنتدى جميعا وجعلهم الله من أهل الجنة , آمين .
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة