كيف نبلور أفكارنا ومواقفنا ؟
27-09-2008, 01:49 AM
من أهم المسائل التي تشغل تفكيري، ولا أظنني الوحيد في هذا، هي كيف يكون المسلم، و الجزائري بالخصوص أفكاره ومواقفه من القضايا الهامة التي تواجهنا كأمة، وكيف يختار مرجعيته الدينية أو الفكرية. وقد حاولت في هذا الموضوع جمع بعض ملاحظاتي. ومما لاحظته في مجتمعنا:
التأثر الكبير بوسائل الإعلام: حيث يصبح رواد التلفزيون وكتاب الجرائد من شيوخ ومفكرين المرجعية الأساسية للمجتمع بمختلف طبقاته حتى وإن كانت هذه "الوجوه الإعلامية" لا تملك المؤهلات العلمية لقيادة الأمة دينيا وفكريا، وحتى وإن كان ظهورهم في تلك القنوات أو على صفحات تلك الجرائد ماهو إلا نتيجة علاقات شخصية أو عوامل مصلحية.
الإغترار الكبير بالأسماء البراقة: حيث يكفي أن ينشأ أي شخص هيئة معينة، حزب سياسي أو جمعية أو منظمة دينية سياسية أو فكرية، ويعطيها إسما براقا ليصبح قائدا عظيما ومرجعا ينظر لرأيه في قضايا الأمة المصيرية. حتى وإن كان تأسيس هذه الأحزاب أو المنظمات لا يتطلب أكثر من بعض الإجراءات الإدارية.
استخدام العاطفة والتأثر بالكلام: وربما تكون هذه صفة متجذرة لدينا في العصر الحالي تميزنا عن الشعوب الأكثر عقلانية وواقعية. هذه الصفة تجعلنا نتأثر بكلام الخطباء أكثر من علم العلماء أو عمل العاملين. وقد يتكلم عالم الدين أو المفكر الكلام الطويل العريض والمؤيد بالأدلة الدينية بالنسبة للعالم أو الأدلة العقلية بالنسبة للمفكر فلا يكاد يطيق سماعه أحد، ثم يأتي أصحاب الخطابات الرنانة، الجميلة في شكلها الفارغة في مضمونها، فتراهم يخطفون عقول الناس وقلوبهم، فيصبح الحق باطلا والباطل حقا، والوضيع عزيزا والعزيز وضيعا.
بإختصار هذه الظاهرة تنحصر في "الكسل الفكري والعلمي" و "الإمعية". و من نتائجها أن يصبح الواحد، لا أقول من العامة، بل وحتى من النخبة المثقفة، يدافع عن بل ويتعصب لأشخاص من جهة، وبالمقابل يتعصب ضد آخرين، وهو لم يقرأ لهم في حياته كتابا أو مقالا. ويدافع عن آراء في مجالات مختلفة ليس لديه أي فكرة إن كانت صحيحة أم خاطئة، لأنه لم يكلف نفسه يوما الإطلاع على تلك المجالات وتعلم مبادئها الأساسية. كل هذا قد يكون نتيجة حتمية لانحطاط المستوى الثقافي لدينا، لكن هذه السطحية في التفكير وبلورة المواقف تبقى في رأيي من أكبر المشكلات التي نواجهها لأنها لها أثر رجعي على المجتمع، فبها تصبح الرداءة متحكمة في الرأي العام، وكما نعلم الرداءة لا تلد ولا تشجع إلا الرداءة.
هناك مسائل عدا أود مناقشتها معكم:
هل هذه ظاهرة مرضية يجب علاجها أم أنها ظاهرة عادية موجودة في كل المجتمعات؟
هل هذه الظاهرة ستبقينا في حلقة مفرغة لن نستطيع كسرها إلا بحركة إصلاحية ذات طابع انقلابي؟ أم أنها مرحلة مؤقتة سيتمخض عنها، بفعل الزمن، مجتمع واع يعتمد على معايير سليمة في بلورة مواقفه وأفكاره، مجتمع تكون فيه الريادة الفكرية والدينية لمستحقيها؟
في إنتظار ردودكم.
بارك الله فيكم.
عبد الله
التأثر الكبير بوسائل الإعلام: حيث يصبح رواد التلفزيون وكتاب الجرائد من شيوخ ومفكرين المرجعية الأساسية للمجتمع بمختلف طبقاته حتى وإن كانت هذه "الوجوه الإعلامية" لا تملك المؤهلات العلمية لقيادة الأمة دينيا وفكريا، وحتى وإن كان ظهورهم في تلك القنوات أو على صفحات تلك الجرائد ماهو إلا نتيجة علاقات شخصية أو عوامل مصلحية.
الإغترار الكبير بالأسماء البراقة: حيث يكفي أن ينشأ أي شخص هيئة معينة، حزب سياسي أو جمعية أو منظمة دينية سياسية أو فكرية، ويعطيها إسما براقا ليصبح قائدا عظيما ومرجعا ينظر لرأيه في قضايا الأمة المصيرية. حتى وإن كان تأسيس هذه الأحزاب أو المنظمات لا يتطلب أكثر من بعض الإجراءات الإدارية.
استخدام العاطفة والتأثر بالكلام: وربما تكون هذه صفة متجذرة لدينا في العصر الحالي تميزنا عن الشعوب الأكثر عقلانية وواقعية. هذه الصفة تجعلنا نتأثر بكلام الخطباء أكثر من علم العلماء أو عمل العاملين. وقد يتكلم عالم الدين أو المفكر الكلام الطويل العريض والمؤيد بالأدلة الدينية بالنسبة للعالم أو الأدلة العقلية بالنسبة للمفكر فلا يكاد يطيق سماعه أحد، ثم يأتي أصحاب الخطابات الرنانة، الجميلة في شكلها الفارغة في مضمونها، فتراهم يخطفون عقول الناس وقلوبهم، فيصبح الحق باطلا والباطل حقا، والوضيع عزيزا والعزيز وضيعا.
بإختصار هذه الظاهرة تنحصر في "الكسل الفكري والعلمي" و "الإمعية". و من نتائجها أن يصبح الواحد، لا أقول من العامة، بل وحتى من النخبة المثقفة، يدافع عن بل ويتعصب لأشخاص من جهة، وبالمقابل يتعصب ضد آخرين، وهو لم يقرأ لهم في حياته كتابا أو مقالا. ويدافع عن آراء في مجالات مختلفة ليس لديه أي فكرة إن كانت صحيحة أم خاطئة، لأنه لم يكلف نفسه يوما الإطلاع على تلك المجالات وتعلم مبادئها الأساسية. كل هذا قد يكون نتيجة حتمية لانحطاط المستوى الثقافي لدينا، لكن هذه السطحية في التفكير وبلورة المواقف تبقى في رأيي من أكبر المشكلات التي نواجهها لأنها لها أثر رجعي على المجتمع، فبها تصبح الرداءة متحكمة في الرأي العام، وكما نعلم الرداءة لا تلد ولا تشجع إلا الرداءة.
هناك مسائل عدا أود مناقشتها معكم:
هل هذه ظاهرة مرضية يجب علاجها أم أنها ظاهرة عادية موجودة في كل المجتمعات؟
هل هذه الظاهرة ستبقينا في حلقة مفرغة لن نستطيع كسرها إلا بحركة إصلاحية ذات طابع انقلابي؟ أم أنها مرحلة مؤقتة سيتمخض عنها، بفعل الزمن، مجتمع واع يعتمد على معايير سليمة في بلورة مواقفه وأفكاره، مجتمع تكون فيه الريادة الفكرية والدينية لمستحقيها؟
في إنتظار ردودكم.
بارك الله فيكم.
عبد الله
من مواضيعي
0 Notre langue est belle, utilisez la""
0 لم نرضى الدنية؟
0 جان جاك روسو: الدين والوطنية
0 حملة ضد مسابقات رمضان الميسرية
0 التقسيم الجغرافي للجامعات : تكريس للجهوية
0 مجموعة الجزائر في كأس افريقا
0 لم نرضى الدنية؟
0 جان جاك روسو: الدين والوطنية
0 حملة ضد مسابقات رمضان الميسرية
0 التقسيم الجغرافي للجامعات : تكريس للجهوية
0 مجموعة الجزائر في كأس افريقا