هل السلفية خطر أم رحمة للعالمين؟
19-06-2013, 10:33 AM
منقول من موقع:
ترقبوا مقالا للشيخ الفاضل أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري مقالا هاما: "منهج أهل الحديث والأثر (السلفية) ليس خطرا على أحد بل هو رحمة للعالمين كافرهم ومبتدعهم وفاسقهم فتنبه".
توطئة:
قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء:107].
قال العلامة ابن كثير رحمه الله: (يخبر تعالى أن الله جعل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أي أرسله رحمة لهم كلهم فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا والآخرة ومن ردها وجحدها خسر الدنيا والآخرة كما قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ)
وقال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله: في (الفوائدص: 321): (قوله تعالى { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}:وأصح القولين في قوله تعالى { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} الأنبياء 107 أنه على عمومه وفيه على هذا التقدير وجهان:
أحدهما: أن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته أما أتباعه فنالوا به كرامة الدنيا والآخرة وأما أعداؤه فالمحاربون له عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة وهم قد كتب عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر وأما المعاهدون له فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته وهم أقل شرا بذلك العهد من المحاربين له
وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم واحترامها وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوارث وغيره وأما الأمم النائية عنه فإن الله سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العالمين النفع برسالته
الوجه الثاني أنه رحمة لكل أحد لكن المؤمنون قبلوا هذه الرحمة فانتفعوا بها دنيا وأخرى والكفار ردوها فلم يخرج بذلك عن أن يكون رحمة لهم لكن لم يقبلوها كما يقال هذا دواء لهذا المرض فإذا لم يستعمله المريض لم يخرج عن أن يكون دواء لذلك المرض).
وقال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: (الآية على ظاهرها، الله سبحانه أرسل نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، فهو رسول الله إلى الجن والإنس إلى الجميع، كما قال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا.. (158) سورة الأعراف، وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا.. (28) سورة سبأ، فهو رسول الله إلى الجميع وهو رحمة الله إلى العالمين، بأسباب رسالته وطاعة أوامره ينزل الغيث وينتفع العالم كله الدواب والشجر والجن والإنس والحيوانات، وتقوم الحجة على الكافر، ويُبلَّغ الرسالة، فهو رحمة للعالمين جميعاً، فمن دخل في رسالته كانت الرحمة كاملة في حقه، ودخل الجنة ونجا من النار، ومن لم يدخل قامت عليه الحجة وانتفت المعذرة وصار بذلك قد رحم من جهة بلاغه ومن جهة إنذاره حتى لا يقول: مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ.. (19) سورة المائدة، فهي نوع من الرحمة، ثم ما يحصل من الخير من الغيث الذي ينتفع به الكافر والمسلم، وما يحصل من الأمن في العهود والمواثيق يحصل به الرحمة والخير للمسلم والكافر، إلى أشبه ذلك من الخيرات التي تقع بأسباب هذه الرسالة، حتى للكافر، حتى للدواب! فهو -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين جميعاً، لكن من دخل في الإسلام واستقام على الدين صارت الرحمة في حقه أكثر وأكمل، ومن لم يدخل في دين الله نال من الرحمة بقدر ما حصل له من الخير من غيث وأمنٍ ورزق واسع بأسباب هذه الرسالة، ومن أمنه في بلاده بالعهود والمواثيق التي بينه وبين المسلمين إلى غير ذلك من أنواع الرحمة).
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
إن أهل الأغلوطات من أصحاب الجرائد يسعون بمكر وحيلة مكشوفة إلى خلط المسائل، وتغليط الرأي العام الجزائري والعالمي بمفاهيم مغلوطة، وطرح مشين، مستغلين الخلاف الذي أصاب الساحة الجزائرية على العموم وساحة السلفيين على الخصوص، ظانين أنهم قادرون على تشويه سمعة المنهج السلفي وبث الشكوك في أوساط الشعب الجزائري الذي هو بالفطرة سلفي رغم أنوف المشككين إلا من اجتالته الشياطين عن دينه الحق، قال تعالى: [ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ]
قال البخاري : قوله: (لا تبديل لخلق الله): لدين الله، خلق الأولين: [دين الأولين]، والدين والفطرة: الإسلام.
قال الشيخُ السّعدي رحمه الله في تفسير آية الرُّوم: (فإنّ جميع أحكام الشّرع الظاهرة والباطنة قد وضع الله في قلوب الخلق كلّهم الميل إليها، فوضع في قلوبهم محبة الحقّ وإيثار الحقّ، وهذا حقيقة الفطرة، ومن خرج عن هذا الأصل فلعارض عرض لفطرته أفسدها..).
قال شيخ الإسلام أحمدُ بن تيمية رحمه الله رادا على المفسدين للفطرة، من أمثال ابن سينا وضربه من الجهمية وأهل الشكوك في درء التعارض (5/62): (فإنّ الله تعالى نصبَ على الحقّ الأدلة والأعلام الفارقة بين الحقّ والنّور، وبين الباطل والظّلام، وجعل فطر عباده مستعدةً لإدراك الحقائق ومعرفتها، ولولا ما في القلوب من الاستعداد لمعرفة الحقائق، لم يكن النظر والاستدلال ولا الخطاب والكلام، كما أنّه سبحانه جعل الأبدان مستعدة للاغتذاء بالطعام والشراب، ولولا ذلك لما أمكن تغذيتها وتربيتها، وكما أن في الأبدان قوةً تفرقّ بين الغذاء الملائم والمنافي، ففي القلوب قوة تفرق بين الحقّ والباطل أعظم من ذلك).
وقال أيضا شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في درء التعرض (6/62): (فالعِلم بالحقِّ يدعو صاحبَه إلى إتّباعه، فإنّ الحقَ محبوبٌ في الفطرة، وهو أحبّ إليها، وأجلّ فيها، وألذّ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له، فإنّ الفطرة لا تحب ذلك).
والشعب الجزائري المسلم بالفطرة معروف برجولته فهو يحب الحق ويسعى إليه ويكره الباطل والضلال ويدفعه ولا يؤمن به فأربعوا على أنفسكم يا أصحاب الجرائد فإن الحق أبلج والباطل لجلج.
أخرج الإمام البخاري من طريق يونس، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من مولود يولد إلا على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء" ؟ ثم يقول : (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم).
وروى الإمام مسلم في صحيحه من طريق: قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فقال في خطبته : "إن ربي -عز وجل- أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا، كل مال نحلته عبادي حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا".
إن السلفية هي الفطرة السليمة المكملة بالشريعة المنزلة وهي دين الله الخالص، ولهذا يتمنى القائمون على منتدى أهل الحديث أن تجتمع كلمة أهل السنة والجماعة في الجزائر للدفاع عن الحق بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يتركوا المهاترات جانبا، كما أنها تتوجه إلى الشباب الجاهل والذي يخلط الحق بالباطل في المواقع الإلكترونية، وراينا هذا بوضوح وهم يعلقون على جريدة الشروق الالكترونية أن يتقوا الله ويلزموا الصمت ويتركوا الكتابة، فضررهم أكثر من إصلاحهم، فوالله لبعضهم لايؤتمن على بيضة ثم يأتي ويسب ويشمت ويبث الشكوك في النت.
وفق الله الجميع لطاعته.
أملاه: الشيخ أبو عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري قبل صلاة الجمعة، 6 ربيع الأول 1434 من هجرته صلى الله عليه وسلم، الموافق 18 يناير (كانون الثاني) 2013 من ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام.
من مواضيعي
0 كلمة الى بعض السياسيين والاقتصادين/للشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري
0 اعرف للصحابة قدرهم/ لم يقل ابو ذر الغفاري لبلال يا ابن السوداء/ لأبي عبد الباري عبد الحميد العربي
0 الأنواع التي يكفر بها من سبّ صحابة رسول الله/للشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري
0 حوار حار: هل الثورات العربية بلاء للمسلمين/بعد أحداث تونس/ للبحاثة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري
0 بدعة سب جنس العرب جاءت من دولة فارس الرافضية وأعوانها من الشعوبيين/لفضيلة الشيخ عبد الحميد العربي
0 لفظتان منكرتان يستغلهما الصوفية في الرقص والاهتزاز عند الذكر/لفضيلة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري
0 اعرف للصحابة قدرهم/ لم يقل ابو ذر الغفاري لبلال يا ابن السوداء/ لأبي عبد الباري عبد الحميد العربي
0 الأنواع التي يكفر بها من سبّ صحابة رسول الله/للشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري
0 حوار حار: هل الثورات العربية بلاء للمسلمين/بعد أحداث تونس/ للبحاثة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري
0 بدعة سب جنس العرب جاءت من دولة فارس الرافضية وأعوانها من الشعوبيين/لفضيلة الشيخ عبد الحميد العربي
0 لفظتان منكرتان يستغلهما الصوفية في الرقص والاهتزاز عند الذكر/لفضيلة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 23-05-2016 الساعة 04:18 PM
سبب آخر: انظمة المنتدى لا تسمح بروابط المنتديات الأخرى.