اعرف ‫للصحابة‬ قدرهم/ لم يقل ابو ذر الغفاري لبلال يا ابن السوداء/ لأبي عبد الباري عبد الحميد العربي
24-04-2016, 07:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.

مقال للشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري.

اعرف ‫للصحابة‬ قدرهم
تفقه في دينك: لم يقل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه لبلال بن رباح رضي الله عنه: يا ابن السوداء.
ولم يطأ بلال ابن رباح وجه أبي ذر الغفاري بقدمه أبدا.
=اسم أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: جندب بن جُنادة، ويجوز في جندب فتح الجيم وضمها، وجُنادة بضم الجيم، له في صحيح الإمام البخاري أربعة عشر حديثاً
جاء الحديث على الصواب بدون لفظة "يا ابن السوداء" المنكرة.
أولا:
=جاء الحديث من طرق: عن شعبة، عن واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد، قال: لقيت أبا ذر بِالربذة، وعليه حلة، وعلى غلامه حلة، فسألته عن ذلك، فقال: إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وَلْيُلْبِسْهُ مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم".
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وفي الأدب المفرد، والإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد، وغيرهم.
ثانيا:
=وجاء الحديث من طرق: عن الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، قال: رأيت عليه بُرْدًا، وعلى غلامه برداً، فقلت: لو أخذت هذا فلبسته كانت حُلَّةً، وأعطيته ثوباً آخر، فقال: كان بيني وبين رجل كلام، وكانت أمه أعجميةً، فنلت منها، فذكرني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: "أساببت فلاناً" قلت: نعم، قال: "أفنلت من أمه" قلت: نعم، قال: "إنك امرؤ فيك جاهلِية" قلت على حين ساعتي: هَذِهِ من كبر السن؟ قال: "نعم، هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أَخاه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا يكلفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه".
أخرجه البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، والإمام النسائي في الكبرى، والإمام أبو داود في سننه، وابن ماجه في سننه، والبزار في مسنده. وغيرهم.
ثالثا:
=ورواه الامام الترمذي في «الجامع» "كتاب البر والصلة" من طريق: محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال حدثنا: سفيان، عن واصل، عن المعرور بن السويد، عن أبي ذر نحوه كما جاء في الصحيحن، وقال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
رابعا:
=الفوائد:
ليس في الحديث أن الرجل المسبوب هو: بلال بن رباح.
وليس في الحديث أن أبا ذر عيّر الرجل بقوله: "يا ابن السوداء".
خامسا:
كل الرويات التي جاء فيها أن الشجار كان بين أبي ذر وبلال منكرة، فهي بين مرسلة، وضعيفة منكرة.
سادسا:
أخطأ يوسف القرضاوي حين نسب رواية الشجار بين أبي ذر وبلال الى الصحيح، وقد بيّن باطله العلامة محمد ناصر الدين الألباني في كتابه " غاية المرام"
سابعا: الرويات الصحيحة تدل أن الرجل كان مملوكا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


مقال الشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري
............
التعديل الأخير تم بواسطة غايتي رضا الرحمن ; 24-04-2016 الساعة 08:25 PM