الملف السوري وخيار الناتو
10-12-2012, 01:59 PM
من خلال تتبعنا للملف السوري بامكاننا ان نجزم ان الملف متجه نحو حل بقوات الناتو على الطريقة الليبية, ففي الايام الماضية ظهرت عدت مؤشرات تدل على اتخاذ القرار بشأن دفع قوات الناتو لحسم المعركة, وقد بدأت اول المؤشرات بطلب تركيا من الغرب تزويدها بصواريخ الباتريوت ووضعها على حدودها مع سوريا, وهذه الصواريخ ماكان من الممكن ان تطلبها تركيا الا اذا ثبت تورطها بالملف السوري وخوفها من رد فعل سوري بضرب مناطق تركية بالصواريخ, وتورط تركيا بالملف السوري سيكون عبر اطلاق الحرية لقواعد الناتو العسكرية, الموجودة في اراضيها, للتحرك باتجاه ضرب مواقع عسكرية سورية واضعاف النظام تمهيدا لسيطرة المقاتلين كما حدث بليبيا, اما ثاني المؤشرات فقد بدات مع تصريحات امريكية بالتخوف من استعمال سوريا لاسلحة كيمياوية لضرب السكان, ثم تطورت التصريحات بالادعاء ان هذه الاسلحة الكيمياوية قد يتم شحنها لحزب الله بلبنان, وهنا سندخل بسيناريو يشبه سيناريو العراق عندما تم اقناع الراي العام الدولي بامتلاك العراق للسلاح النووي كذريعة لاحتلاله.
فرض الامر الواقع هذا بسوريا سيضع القضية السورية امام مأزقين, المأزق الاول هو بتحويل الثورة السورية من ثورة شعبية كسبت تعاطف ومساندة من كل الشعوب, وخاصة الشعوب العربية, الى ثورة عميلة للغرب وسيدفع الشعب السوري ثمن هذا الخيار ويتحول من شعب بطل الى شعب متواطيء كما حصل مع الشعب الليبي, اما المأزق الثاني فهو كون سوريا بلد فقير وغير بترولي وغير قادر على تسديد تكاليف فاتورة حلف الناتو مما سيجعل سوريا رهينة لسنوات طويلة لمن يدفع ثمن الفاتورة, وللاسف بعالمنا العربي هناك الكثير مستعد ان يدفع من اموال البترودولار.
في الاخير فان الخاسر الاكبر من كل هذا هم المقاتلين الحقيقيين بالداخل السوري الذين سيدفعون ثمن رفضهم لمعارضة الخارج ان تكون ممثل وحيد للشعب السوري, تلك المعارضة التي تمثل اجندات خارجية وبعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي لسوريا والتي للاسف ستكون هي السلطة الحاكمة الجديدة في حالة تدخل الناتو. يبقى ان الواقع الاجتماعي السوري واقع جدا معقد وقابل لحدوث انفجارات عديدة بين اطيافه نظرا لتعدد المذاهب والطوائف والقوميات والديانات ولا استبعد ان يكون مصير سوريا, بغض النظر عن كيف ستكون النهاية, مشابه لمصير العراق الذي لليوم يعيش تطاحن وحروب بين كل اطيافه المتنوعة..
فرض الامر الواقع هذا بسوريا سيضع القضية السورية امام مأزقين, المأزق الاول هو بتحويل الثورة السورية من ثورة شعبية كسبت تعاطف ومساندة من كل الشعوب, وخاصة الشعوب العربية, الى ثورة عميلة للغرب وسيدفع الشعب السوري ثمن هذا الخيار ويتحول من شعب بطل الى شعب متواطيء كما حصل مع الشعب الليبي, اما المأزق الثاني فهو كون سوريا بلد فقير وغير بترولي وغير قادر على تسديد تكاليف فاتورة حلف الناتو مما سيجعل سوريا رهينة لسنوات طويلة لمن يدفع ثمن الفاتورة, وللاسف بعالمنا العربي هناك الكثير مستعد ان يدفع من اموال البترودولار.
في الاخير فان الخاسر الاكبر من كل هذا هم المقاتلين الحقيقيين بالداخل السوري الذين سيدفعون ثمن رفضهم لمعارضة الخارج ان تكون ممثل وحيد للشعب السوري, تلك المعارضة التي تمثل اجندات خارجية وبعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي لسوريا والتي للاسف ستكون هي السلطة الحاكمة الجديدة في حالة تدخل الناتو. يبقى ان الواقع الاجتماعي السوري واقع جدا معقد وقابل لحدوث انفجارات عديدة بين اطيافه نظرا لتعدد المذاهب والطوائف والقوميات والديانات ولا استبعد ان يكون مصير سوريا, بغض النظر عن كيف ستكون النهاية, مشابه لمصير العراق الذي لليوم يعيش تطاحن وحروب بين كل اطيافه المتنوعة..
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله










