توضيحات حول أردوغان وحزب العدالة و التنمية .
26-04-2012, 06:40 AM
توضيحات حول أردوغان وحزب العدالة و التنمية .
في ظل شبح الفشل المتكرر للتجارب الإسلامية في كل مكان و الذي يخيم بظلاله السوداء على صورة المشروع الإسلامي ، يحاول أغلب الإسلاميين العرب لإبعاد هذه الصورة السلبية عنهم ربط أنفسهم بنماذج ناجحة كحزب العدالة و التنمية التركي الذي أتبت فاعليته في نقل تركيا إلى دولة حديثة ، وهذا عن طريق الادعاء أن حزب العدالة و التنمية حزب إسلامي وأنهم في حال انتخابهم سيكونون كإسلاميين إمتدادا لهذا النجاح ... و السؤال المطروح هنا : هل حقا حزب العدالة والتنمية حزب إسلامي بحيث يمكن نسب إنجازاته للإسلاميين ؟ ثم إذا كان هذا الحزب حزب إسلامي ، فهل هناك أي شبه بينه الإسلاميين العرب ؟
أولا و بالنظر إلى برنامج الحزب (PARTY PROGRAMME - Ak Parti ) فإنه يمكن التأكيد أن هذا الحزب لا يمت بأي صلة للمشروع الإسلامي ، فهو وحسب تعريفه لنفسه يعتبر "حزب قومي محافظ" ، هذا عدى كونه يشدد في برنامجه على كونه حزبا "علمانيا " أي أن لا قرابة له مع الفكر الإسلامي ...و هذه بعض المقتطفات من البرنامج .
الأمر الثاني حول أردغان أو إيضاح كيف اٌختلقت أسطورة كون حزب العدالة و التنمية أنه حزب إسلامي ؟ وكيف وجدت لها هذا الانتشار ؟ .
أولا و بإستثناء كون الإسلاميين يحاولون تسويق تجربتهم التعيسة و الفاشلة و المهلهلة و الكوميدية بنسب أنفسهم لأحزاب حداثية جادة استطاعت خدمة مواطنيها كما أسلفنا الذكر، فإنه يمكن القول أن جذور رئيس الحزب هي ما سبب هذا الإشكال ، فرجب طيب اردوغان بخلفيته الدينية يوحي لدى البعض بكون أن الحزب قد يكون ذو خلفية إسلامية ، وهو عموما أمر صحيح ، فأردغان لا يخفي كونه رجلا متدينا ، ، لكن قبل هذا يجب التوضيح أين نوع من التدين يقصد ؟ فالمفهوم الذي يتكلم به اردوغان عن التدين مختلف جذريا عن التدين بالمفهوم الشائع لدى الإسلاميين العرب ، هذا عدى كون أن تدين أردوغان لا يعني بالضرورة دينية الحزب الذي يقوده .
ما يغيب على اغلب المحللين السياسيين حول أردوغان و ما يسمى "بالإسلاميين الأتراك" ( هذا إذا استبعدنا فكرة أن هناك من يمارس التضليل) ، هو في كون أن هؤلاء يتميزون بكونهم ذوي خلفية " صـــوفية." هذا على عكس نظائرهم من الإسلاميين العرب ذوي الخلفية الوهابية ، وهو الأمر بالغ الأهمية ، فهذا الفارق الذي يبدو بسيطا يلغي في الحقيقة أي وجه للتشابه يمكن أن يحصل بينهما حتى و إن صنفوا جميعا في خانة المشروع الإسلامي ، فالصوفية هي في الواقع على النقيض المطلق مع الوهابية ، ما يعني أن المنطلقات و الأهداف والأساليب و النتائج ستكون هي الأخرى بالضرورة مختلفة بين الأتراك و العرب .
الأتراك و بميراثهم الصوفي ( خاصة النقشبندى .) يجعلهم بالطبيعة أناسا منفتحين على العالم ومتسامحين... تماما كما هو الانفتاح و التسامح الذي يطبع الصوفية ولهذا كانت النتيجة أنهم انخرطوا في أحزاب حداثية بدون أي تحفظ ، بحيث تعايشوا مع الآخرين المختلفين بكل أريحية ، هذا عدى كون أن الميراث الصوفي قد جعلهم سياسيين مسالمين ، وهو الأمر البالغ الأهمية في التجربة التركية التي تميزت بالاستقرار و التحضر على عكس الوحشية والهمجية التي طبعت الإسلاميين العرب و التي هي النتيجة الطبيعية لمن يعتقد بالوهابية .
(هذا الفارق هو ما يفسر لماذا لم يلجئ الأتراك للعنف رغم أنه تم الانقلاب عليهم أكثر من مرة على عكس الإسلاميين العرب كالجزائريين مثلا الذي هرولوا سريعا نحو الخيار المسلح بلا مراعاة لأي شيء ، ما أدخل بلادهم في نفق مظلم لم ينجوا منه حتى من صوت لهم من المواطنين البسطاء ، أو كالحالة السودانية التي كان فيها الإسلاميون هم المبادر بالعنف حين انقلبوا على التجربة الديمقراطية الوليدة بكل حقارة ، الأمر الذي يؤكد أن العنف و الهمجية هي في الحقيقة أمور فطرية لديهم ولا علاقة له بقضية الإقصاء أو التهميش التي يدعون أنهم يعيشونها ، فالمسالة بالأساس هي في الجذور الوهابية للإسلاميين العرب المرادفة للهمجية و العنف والتخلف ، وليس للجذور الإسلامية بالعموم ) .
الأمر الأخر المهم بالنسبة لتأثيرات الموروث الصوفي "خاصة في قضية الإسلاميين و التنمية " هو أن الميراث الصوفي كان أيضا سببا في كون أن الأتراك يركزون بالطبيعة على جوهر الأشياء لا شكلياتها ، وهذا لطبيعة الرؤية الصوفية التي تركز على الإيمان كقيمة جوهرية أكثر من العبادات كأفعال شكلية ، ولهذا كان الأهم لدى اردوغان مثلا أن النهضة بتركيا بكل السبل ولو بفتح شواطئ للعراة أولى مادامت تحسّن أحوال الفقراء من شعبه ، هذا على عكس العرب الذين دمروا بلدانهم بكل راحة ضمير ، لا لشيء سوى تحقيق أفكارهم .
خلاصة ما يكن فهمه بعد هذه التوضحيات أن النهضة التركية التي يعجب بها "أغلب" المواطنين العرب و التي يحاولون السعي إليها بدعم الإسلاميين بنيت في الواقع على أسس مناقضة لمفاهيم الإسلاميين ، ما يعني بالضرورة أن على من يريد النهضة و الازدهار و التقدم لبلاده أن يعي أن هذا ليس هو الطريق الصحيح للوصول لهذا المبتغى فالإسلاميون بالقطع لن يحققوا له ما يريد ، لكن طبعا هذا الكلام موجه فقط للمواطن الذين يأمل في أن يحقق له الإسلاميون النهضة و الرفاه ، أما اذا كان هدفه شيئا أخر كتحويل بلاده إلى مسلخ بشري يسوده المجرمون والقتلة و الإرهابيون فهم بالتأكيد الخيار الأمثل .
أخير يجب أن أنوه إلى أن الإسلاميين وبعد قراءة هذا الكلام أنهم حتما سيشهّرون بالتجربة التركية وسيلعنون و سيسبون و سيسفهون، لكن كل هذا لا يعني أنها لم تبث نجاحها أو أنها لا تغري ، وهذا بدليل أنهم حاولوا نسب أنفسهم إليها ، ، يبقى فقط أن يختار المواطن في أي إتجاه يسير ، (ان يسير وراء الحقيقة ، أم يسير وراء الأكاذيب ) مع الأخذ بالحسبان طبعا أن لكل خيار تكاليفه ، فلا شيء مجاني .
في ظل شبح الفشل المتكرر للتجارب الإسلامية في كل مكان و الذي يخيم بظلاله السوداء على صورة المشروع الإسلامي ، يحاول أغلب الإسلاميين العرب لإبعاد هذه الصورة السلبية عنهم ربط أنفسهم بنماذج ناجحة كحزب العدالة و التنمية التركي الذي أتبت فاعليته في نقل تركيا إلى دولة حديثة ، وهذا عن طريق الادعاء أن حزب العدالة و التنمية حزب إسلامي وأنهم في حال انتخابهم سيكونون كإسلاميين إمتدادا لهذا النجاح ... و السؤال المطروح هنا : هل حقا حزب العدالة والتنمية حزب إسلامي بحيث يمكن نسب إنجازاته للإسلاميين ؟ ثم إذا كان هذا الحزب حزب إسلامي ، فهل هناك أي شبه بينه الإسلاميين العرب ؟
أولا و بالنظر إلى برنامج الحزب (PARTY PROGRAMME - Ak Parti ) فإنه يمكن التأكيد أن هذا الحزب لا يمت بأي صلة للمشروع الإسلامي ، فهو وحسب تعريفه لنفسه يعتبر "حزب قومي محافظ" ، هذا عدى كونه يشدد في برنامجه على كونه حزبا "علمانيا " أي أن لا قرابة له مع الفكر الإسلامي ...و هذه بعض المقتطفات من البرنامج .
- Our Party constitutes a ground where the unity and the integrity of the Republic of Turkey, the secular, democratic, social State of law, and the processes of civilianization, democratization, freedom of belief and equality of opportunity are considered essential.
- حزبنا يشكل أرضية فيها وحدة وسلامة أراضي جمهورية تركيا ، و دولة القانون العلمانية الديمقراطية الاجتماعية ، وعمليات التحول الحضاري و الديمقراطي ، وحرية المعتقد وتكافئ الفرص تعتبر أمرا جوهريا
- Our party considers religion as one of the most important institutions of humanity, and secularism as a pre-requisite of democracy, and an assurance of the freedom of religion and conscience. It also rejects the
- interpretation and distortion of secularism as enmity against religion.
- إن حزبنا يرى الدين باعتباره واحد من أهم المؤسسات الإنسانية ، والعلمانية تشكل شرطا مسبقا للديمقراطية ، وضمان حرية الدين والضمير . كما انه يرفض التفسير الذي يشوه العلمانية بوصفها كمعادية للدين
- Basically, secularism is a principle which allows people of all religions, and beliefs to comfortably practice their religions, to be able to express their religious convictions and live accordingly, but which also allows people without beliefs to organize their lives along these lines. From this point of view, secularism is a principle of freedom and social peace.
- أساسا ، العلمانية هي المبدأ الذي يسمح للناس من جميع الأديان والمعتقدات ، أن يمارسوا معتقداتهم بإرتياح ،و أن يكونوا قادرين على التعبير عن معتقداتهم الدينية والعيش وتبعا لها ، ولكن أيضا الذي يتيح للناس الذين لا يؤمنون لتنظيم حياتهم وفقا لهذه الخطوط . ومن وجهة النظر هذه ، العلمانية هي مبدأ من مبادئ الحرية والسلام الاجتماعي.
- Our Party regards Ataturk's principles and reforms as the most important vehicle for raising the Turkish public above the level of contemporary civilization and sees this as an element of social peace.
- يعتبر حزبنا مبادئ وإصلاحات أتاتورك أهم وسيلة للارتقاء بالرأي العام التركي فوق مستوى الحضارة المعاصرة واعتبار ذلك عنصراً هاما للسلم الاجتماعي.
الأمر الثاني حول أردغان أو إيضاح كيف اٌختلقت أسطورة كون حزب العدالة و التنمية أنه حزب إسلامي ؟ وكيف وجدت لها هذا الانتشار ؟ .
أولا و بإستثناء كون الإسلاميين يحاولون تسويق تجربتهم التعيسة و الفاشلة و المهلهلة و الكوميدية بنسب أنفسهم لأحزاب حداثية جادة استطاعت خدمة مواطنيها كما أسلفنا الذكر، فإنه يمكن القول أن جذور رئيس الحزب هي ما سبب هذا الإشكال ، فرجب طيب اردوغان بخلفيته الدينية يوحي لدى البعض بكون أن الحزب قد يكون ذو خلفية إسلامية ، وهو عموما أمر صحيح ، فأردغان لا يخفي كونه رجلا متدينا ، ، لكن قبل هذا يجب التوضيح أين نوع من التدين يقصد ؟ فالمفهوم الذي يتكلم به اردوغان عن التدين مختلف جذريا عن التدين بالمفهوم الشائع لدى الإسلاميين العرب ، هذا عدى كون أن تدين أردوغان لا يعني بالضرورة دينية الحزب الذي يقوده .
ما يغيب على اغلب المحللين السياسيين حول أردوغان و ما يسمى "بالإسلاميين الأتراك" ( هذا إذا استبعدنا فكرة أن هناك من يمارس التضليل) ، هو في كون أن هؤلاء يتميزون بكونهم ذوي خلفية " صـــوفية." هذا على عكس نظائرهم من الإسلاميين العرب ذوي الخلفية الوهابية ، وهو الأمر بالغ الأهمية ، فهذا الفارق الذي يبدو بسيطا يلغي في الحقيقة أي وجه للتشابه يمكن أن يحصل بينهما حتى و إن صنفوا جميعا في خانة المشروع الإسلامي ، فالصوفية هي في الواقع على النقيض المطلق مع الوهابية ، ما يعني أن المنطلقات و الأهداف والأساليب و النتائج ستكون هي الأخرى بالضرورة مختلفة بين الأتراك و العرب .
الأتراك و بميراثهم الصوفي ( خاصة النقشبندى .) يجعلهم بالطبيعة أناسا منفتحين على العالم ومتسامحين... تماما كما هو الانفتاح و التسامح الذي يطبع الصوفية ولهذا كانت النتيجة أنهم انخرطوا في أحزاب حداثية بدون أي تحفظ ، بحيث تعايشوا مع الآخرين المختلفين بكل أريحية ، هذا عدى كون أن الميراث الصوفي قد جعلهم سياسيين مسالمين ، وهو الأمر البالغ الأهمية في التجربة التركية التي تميزت بالاستقرار و التحضر على عكس الوحشية والهمجية التي طبعت الإسلاميين العرب و التي هي النتيجة الطبيعية لمن يعتقد بالوهابية .
(هذا الفارق هو ما يفسر لماذا لم يلجئ الأتراك للعنف رغم أنه تم الانقلاب عليهم أكثر من مرة على عكس الإسلاميين العرب كالجزائريين مثلا الذي هرولوا سريعا نحو الخيار المسلح بلا مراعاة لأي شيء ، ما أدخل بلادهم في نفق مظلم لم ينجوا منه حتى من صوت لهم من المواطنين البسطاء ، أو كالحالة السودانية التي كان فيها الإسلاميون هم المبادر بالعنف حين انقلبوا على التجربة الديمقراطية الوليدة بكل حقارة ، الأمر الذي يؤكد أن العنف و الهمجية هي في الحقيقة أمور فطرية لديهم ولا علاقة له بقضية الإقصاء أو التهميش التي يدعون أنهم يعيشونها ، فالمسالة بالأساس هي في الجذور الوهابية للإسلاميين العرب المرادفة للهمجية و العنف والتخلف ، وليس للجذور الإسلامية بالعموم ) .
الأمر الأخر المهم بالنسبة لتأثيرات الموروث الصوفي "خاصة في قضية الإسلاميين و التنمية " هو أن الميراث الصوفي كان أيضا سببا في كون أن الأتراك يركزون بالطبيعة على جوهر الأشياء لا شكلياتها ، وهذا لطبيعة الرؤية الصوفية التي تركز على الإيمان كقيمة جوهرية أكثر من العبادات كأفعال شكلية ، ولهذا كان الأهم لدى اردوغان مثلا أن النهضة بتركيا بكل السبل ولو بفتح شواطئ للعراة أولى مادامت تحسّن أحوال الفقراء من شعبه ، هذا على عكس العرب الذين دمروا بلدانهم بكل راحة ضمير ، لا لشيء سوى تحقيق أفكارهم .
خلاصة ما يكن فهمه بعد هذه التوضحيات أن النهضة التركية التي يعجب بها "أغلب" المواطنين العرب و التي يحاولون السعي إليها بدعم الإسلاميين بنيت في الواقع على أسس مناقضة لمفاهيم الإسلاميين ، ما يعني بالضرورة أن على من يريد النهضة و الازدهار و التقدم لبلاده أن يعي أن هذا ليس هو الطريق الصحيح للوصول لهذا المبتغى فالإسلاميون بالقطع لن يحققوا له ما يريد ، لكن طبعا هذا الكلام موجه فقط للمواطن الذين يأمل في أن يحقق له الإسلاميون النهضة و الرفاه ، أما اذا كان هدفه شيئا أخر كتحويل بلاده إلى مسلخ بشري يسوده المجرمون والقتلة و الإرهابيون فهم بالتأكيد الخيار الأمثل .
أخير يجب أن أنوه إلى أن الإسلاميين وبعد قراءة هذا الكلام أنهم حتما سيشهّرون بالتجربة التركية وسيلعنون و سيسبون و سيسفهون، لكن كل هذا لا يعني أنها لم تبث نجاحها أو أنها لا تغري ، وهذا بدليل أنهم حاولوا نسب أنفسهم إليها ، ، يبقى فقط أن يختار المواطن في أي إتجاه يسير ، (ان يسير وراء الحقيقة ، أم يسير وراء الأكاذيب ) مع الأخذ بالحسبان طبعا أن لكل خيار تكاليفه ، فلا شيء مجاني .
سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتاب… كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من تَفَتُّح عُشْبَةٍ ... لا القُوَّةُ انتصرتْ ولا العَدْلُ الشريدُ ...سأَصير يوماً ما أُريدُ ..
درويش .
درويش .
من مواضيعي
0 قل ليتني شمعة في الظلام
0 التفكير في زمن التكفير .
0 معاداة العلم .
0 مشروع النهضة الإسلامية "خرافة"
0 ملاحظات حول العلمانية و العلمانيين العرب .
0 دجل مفضوح ، ومحاولات غسيل سمعة للقذارة .
0 التفكير في زمن التكفير .
0 معاداة العلم .
0 مشروع النهضة الإسلامية "خرافة"
0 ملاحظات حول العلمانية و العلمانيين العرب .
0 دجل مفضوح ، ومحاولات غسيل سمعة للقذارة .
التعديل الأخير تم بواسطة طاهر جاووت ; 26-04-2012 الساعة 07:15 AM










