نسيت علياء والأولاد ، فسامحوني .
علياء وجه آخر وامرأة أخرى وعالم آخر .. تؤدي المشاعر الدينية باعتدال ، وتقرأ القرآن إذا سمح الوقت لها بذلك .. وتعتني بزوجها – يعني أنا – وبيتها ، بل إن أبنائي تعودوا عليها بما جعلهم يفسحون لسلمى ، وقتا أطول للنوم والصلاة وقراءة القرآن والصوم والعبادة .. ونسج الأحلام برفقة الشيخ طه في الجنة .
وعلى ذكر العبادة وقراءة القرآن ، لم أفهم لماذا كانت تنعكس على سلمى بآثار سلبية ، وعصبية تناطح الريح ..
كنت أتخيل أحيانا أنها ستفقد عقلها لو لم تنغمس في العبادة .. كأنها تهرب من جنون محتّم .
لم تتدخل علياء في أمر سلمى واختفاء الشيخ .. ولم تلحف عليّ في تقصي الأمر . لكني كنت أشعر بها أحيانا ، خصوصا حين أقف مع سلمى .
كانت تشعر بالخشية والخوف وأحيانا تطبق عيناها بصمت فيه بعض الاستسلام .
قلت لها : يبدو أن رأسك يضطرب بالتوجس وتتنازعه الأفكار !
قالت وهي تبتسم : أبدا .. فقط أنا أفكر في مصير سلمى ، أتمنى أن يعود لها الشيخ طه .. وأن نعيش نحن في أمن وسلام .
قلت وأنا أشعر بإحساس غامض ... إحساس من يثير غيرة امرأة أو يشعر بخوفها عليه : اطمئني يا علياء .. فأنت لي كل النساء