لكِ اللهُ يَا سُوريَا القَلبْ.
05-09-2012, 09:00 AM
مُذْ أن قرأتُ مَقُولَة لأحلاَمْ و هيَ تَقُولْ "لاَ حبرَ يَتطَاولْ عَلى دَمْ"..
وَ قَلبِي يَنفَطرُ ألمًا وَ قهرًا ، و أنَا مُصَابَة بخيبَة املٍ كبيرَة جَعلتنِي أندبُ نَفسِي .
وَ أدركتُ حقًا ، مَا سببُ وجُودنَا نحنُ معْشَر الأحيَاءْ و آلَافْ مِنَ الأبريَاءْ يَمُوتُونْ...
مَا هدفُ المُنظمَاتْ العَالميَة التِي تُنَادِي بحقُوقْ الإنسَانْ و الأطفَالْ ..
وَ نحنُ نفقدُ الإنسَانيَة فِي حيَاتنَا .
كلَّ يَومْ الكَثيرْ مِنَ الصغَارْ يَمُوتُونَ مَوءودين لاَ ذنبَ لهَمْ غيرَ أنهَمْ أطفَالُ تلكَ البَلدْ...
وَ لأنَهُمْ كَذلكْ عليهُمْ هُمْ أيضًا أن يدفعُوا ضَريبَة الكَبارْ.
لاَ دِينْ وَلاَ قَانُونْ يرضَى بِقَتلِ الأبريَاءْ ..فَكيفَ نحنُ أمَّة الإسْلاَمْ ؟!
أمَة الإسْلاَمْ التِي حتَى حينَ كَانَ الرَسُول - عَليهِ الصَلاةْ وَ السَلامْ -
يقُومُ بِالغَزوَاتْ لفَتحِ البُلدَانْ وَ نُصرَة دينْ الحقْ ،
كَانَ دومًا ينهَى عنْ قَتلْ الأبريَاءْ و الأطفَالْ ..
نَحنُ قومٌ أعزَنَا اللهُ بالإسْلاَمْ ، والآنْ أصبحَنا نَنحَنِي حينَ تهبُّ الريَاحْ ...
وَ نسْتمعُ بكلِّ خضُوعْ لكلاَمْ الظَالمِينْ ...
ليسَ لصبَاحَنَا معَنىً وَ نحنُ نشاهدُ بِصفَة يَوميَة مِنْ خلاَل نشرَاتْ الأخبَارْ القَتلَى ...
وَ المُخزِي أننَا فقطْ بَارعينَ فِي فنْ الكَلامْ .
مَا جدْوَى وُجودُنَا نحنُ الكُتّابْ ؟ ...
مَا جدْوَى وُجُودِي وَ أنَا دومًا حينَ أرَى القَتلَى تفرّ منِي الكلمَاتْ رغمَ ازدحَامهَا المُفاجئْ .
لُجمَ قلمِي ، وَ جفَ حبرِي أمَامكُمْ يَا شُهدَاءْ سُوريًا ...فعُذرًا كثيرًا لَكُمْ .
عَجزنَا عَنْ إصلاَحْ الخطأ بِأيدينَا ، وَ عنْ النهيِ عَنْ المُنْكَر بألسنتنَا ...
لِنحزنْ قَليلًا بقلُوبنَا , رَغمَ أنَهُ أضعَفُ الإيمَانْ ,
لكن هُناكَ مَنْ لاَ يَشْعُرُ بهُمْ لإيمَانهِ بإسْتمرَارْ الحيَاة رغَمًا عنْ حُزننَا .
لاَ .. لَنْ تَستَمرَ الحيَاة بخيرْ وَ نحنُ هكذَا ،
وَ الأطفَالُ تُقتَل كَمَا فِي السَابقْ بَلْ أبشَعْ مِنْ أيَامْ الجَاهليَة .
يَدي مَشلُولَة عَنْ الكِتَابَة ، و ياسَمينُكِ المُلطخْ بدمِ الشُهدَاءْ يَقْهَرُنِي .
- بَدءًا مِنْ هذهِ اللحظَة ، لاَ أسمَحُ لأحدْ أن يدعُونِي للتفَاؤل .
سأطفِئُ كلُّ الأضْوَاءْ وَ أعيشُ فِي العتمَة , وَ لاَ أحدْ أريدُهُ أن يأمرنِي بالعَكسْ .
دمعِي لَنْ يتَوقفْ إلَى أن يَستَرجعَ اليَاسمينُ عطرَهُ .
مُكتئبَة أنَا منذُ أيَامْ وَ مَا كنتُ ادركُ السببْ ،
للتَو فقطْ عرفتُ أنَ حزنِي سببُهْ أطفَالُ سُوريَا و أرقِي سبَبهُ أطفَالُ سُوريَا .
- لاَ تحزَنُوا يَا أمهَاتْ ، فأطْفَالكُمْ كُتبتْ لَهُمْ حيَاة مُؤجلَة أجملُ بكثيرْ مِنْ هذَهِ التِي نعيشُهَا نحنْ .
أحبَائِي الأطفَالْ ، نَامُوا بِسَلامْ ...فَحقكُمْ محفُوظٌ عندَ الذِي لاَ تضيعُ عندَهُ الحقُوقْ .
أمَا أنَا ;
أعلنُ حُزنِي وَ خيبَتِي وَ حِدَادِي وَ توقُفْ قلمِي عَلى الكِتَابَة إلَى أجلٍ غيْرَ مُسمَى .
لَستُ بخيرْ وَ لَنْ أكُونْ .
لكِ اللهُ يَا سُوريَا القَلبْ .
2012 | أيْلُولْ | 05 .
بُشْرَى.ب
بُشْرَى.ب