،، مَعَ سِبْقْ الأِصْرَارْ ،،
15-09-2012, 01:16 PM
،، مَعَ سِبْقْ الأِصْرَارْ ،،
المَدْخَلْ :
يُعاقبُ القَانُونْ عَلى الجرَائمْ التِي تُرتكبْ فِي حقْ الآخرينْ مَعَ سبقِ الإصرَارْ عقَابًا شَديدًا ..
فَكيفَ تُعاقبُ الأوطَانْ أبنَائهَا الذِينَ تَعَمدُوا خنقَ أحلامهَا ؟!
.
عرَفتنَا الحيَاة عَلى أشخَاصْ لاَ أكْثَرْ منهُمْ بَسَاطَةً...
فِي قُلُوبهُمْ مِنَ الطيبَة مَا قَدْ تَكْفِي لِجَعلِ كلّ مَنْ حَولهِمْ سُعدَاء ,
رغمَ الهُمومْ التِي لاَ تنتَهِي ...تراَهُمْ مُبْتسميْن.
رغمَ الأوجَاعْ التِي تحملهَا قلُوبهمْ ...تَراهُمْ مُبتَسمينْ.
رَغمَ سُوءْ الطَقسْ وَ ردَاءَة المَزَاجْ ...ترَاهُمْ مُبتَسمينْ.
وَحدَهُم هَؤلَاءْ النّاسْ يبعَثُونَ فيكَ حبَّ الحيَاة مِنْ جدِيدْ ,
يَجعَلُونكَ رغمًا عنكَ تُؤمنْ أنَ الدُنيَا لا تزَالُ بخيرْ...
وَ أنّ بِجُعْبتهَا لنَا هَدَايَا سَارَّة ، سَتُفَاجئْنا بهَا ذَاتَ عيدْ..
مِنْ ذَاتْ سنَة ...مِنْ ذَاتْ شَهرْ...المُهمْ ، يومًا مَا.
يُثيرُونَ فيكَ حبّ طرحْ الأسئلَة أغلبُهَا غبيَّة ’’
فَرطْ أمَلهُمْ وَ تفَاؤلهُمْ يدْفَعُكَ للتَمَادِي فِي الحمَاقَة..
بِقَولكَ أنّ لاَ بُدَّ لَهمْ أن يَكُونُوا مِنْ كَوكبٍ آخرْ..
تستَنتجْ أنهُمْ سقطُوا سهوًا هُنَا.
وَ بصفَة تلْقَائيَّة تَجدُ نفسكَ تحقدُ عَلى هذهِ الحيَاة ,
التِي ظَلمَتْهُمْ ظلمًا شَديدًا بوُجُودهُمْ فيهَا.
هذهِ الفئَة عَلى وَشكِ الإنقِرَاضْ،
لأنَّ بهَا رَائحَة مِنَ المَاضِي ، وَ طيبَة المَاضِي ، وَ حيَاة المَاضِي .
حيَاة الأنَاسْ البُسطَاءْ...الذِين أقصَى أحلاَمهُمْ فِي الحيَاة ..
أن يأتِي الليْل وَ هُمْ وسطَ عَائلتُهمْ الكَبيرَة ...
يتَقَاسمُون كلَّ مَا لديْهُمْ ..رغيفَ الخبزِ الوَاحدْ ،
المَكَانْ الواَحدْ ، السَريرْ الوَاحدْ ، القَلمْ الوَاحدْ...حتّى الحُلمْ وَ الخيبَة نَفْسهَا.
هُمْ أشْخَاصْ آمنُوا بِالوَطنْ الصَغيرْ قَبْلَ الكَبيرْ..وَ سَعُوا لحمَايتهِ بِكلِّ مَا يَملكُونْ.
هذهٍ الأشخَاصْ قَدْ دَاهَمهُمْ المَوتْ، وَ حلَّ عليهُمْ زَائرًا فجَأة ،
وَ لاَ تحزنْ بشأنِ موتهمْ...وَ لاَ دَاعِي لذلكْ.
لأنَهُمْ مَاتُوا وَ هُم يَودعُون أوطانهُمْ لنَا...يُوصوننَا بهَا خيرًا .
بأن نكُون لهَا خيرَ الحَافظينْ...بأن نمشِي عَلى خُطَاهُمْ ،
وَ أن نوَاصَل و نتمم مَا عجزُوا عَنهُ.
لكننَا لمْ نفعلْ شيئًا , لَقدْ أهدَونَا أوطَانَا وَ نحنُ جعلنَا منهَا دمَارًا .
قَدمُوا لنَا أحلاَمهمْ التِي عَاشُوا عَليهَا رَسمِهَا ...
و ثقتهُم الكَبيرَة التِي غدَتْ ترتَجفْ يومًا تلوَى الآخرْ.
أوطَانهُمْ التِي مِنَ المفروضْ هِي الأخرَى أوطَاننَا ,
أعلنَاهَا مَع سبقْ الإصرَارْ أوطَانَا برحمٍ عقيــمْ..
ذبحنَاهَا ...قتلنَاهَا ...أبدنَاهَا ...ظلمنَاهَا معنَا وَ بنَا .
طمرنَاهَا أمنياتهَا ، نصبنَا لَحدهَا...وَ مشينَا في جنَازتهَا وَ نبكِي .
مَاذَا نبكِي ؟ أحلامَهُمْ التِي اندثَرتْ ؟ عجزنَا المُتكرر أمامهَا ؟ أمْ بطشنَا بحقهَا ؟
نَصطنعُ الحُزنْ البَاذخْ الذِي دومًا يفضحُنَا ..
يَشِي بنَا امَامَ أحلامهَا ، أننَا نحنُ مَنْ تَعمدْنَا فِي قتلْنَا لهَا..
تُرعبنَا عزتهَا التِي طُمسَتْ فِي سَابعْ أرضْ ,
تأتِينَا فِي هيئَة كَابوسْ كلَّ يومٍ تُهددُ رَاحَة ضميرنَا ..
لكنهَا لمْ تطلبْ شيئًا مُستحيلاً ،
لَقدْ أرَادتْ لنَا قَبلَ لهَا ; العزّة ، الفَخرْ ، الأمَانْ وَ السلمْ .
أخَافُ أن ياتِي علينَا وقتٌ مِنَ الأوقَاتْــ..
نعلنُ فيهَا أننَّا أبنَاؤهَا غَير الشَرعيينْ ..وَ أيضًا مَعَ سبقْ الإصرَارْ.
.
.
المَخِرَجْ :
" القَانُونْ...لاَ يَحْمٍي المُغَفَليـــنْ.
" القَانُونْ...لاَ يَحْمٍي المُغَفَليـــنْ.
بُشْرَى,بْ.
2012| أيلُولْ | 03 .