إثبات فساد منهج و دعوة حسن البنا و جماعة الإخوان و أنها ليست على منهج السلف
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد :
إنني ما كتبت هذا الموضوع ألا و هو ( إثبات فساد منهج و دعوة حسن البنا و جماعة الإخوان و أنها ليست على منهج السلف الصالح ) إلا تقرباً لله تعالى و غيرة على دين محمد صلى الله عليه و سلم من هذه الدعوة الضالة التي أعدها من عوامل التخريب في الأمة الإسلامية لأن تلك الدعوة تخرب بدءاً من العقيدة و مروراً بالعبادات و لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى .
إن ذلك المنهج الخبيث و تلك الدعوة الخبيثة ألا و هي منهج و دعوة حسن البنا و جماعة الإخوان هي الباب الخلفي الذي يدخل منه أهل البدع من الفرق الضالة لكي يضلوا و يفتنوا أهل السنة والجماعة في دينهم ؛ فالصوفي أو الأشعري أو الرافضي بل و الإباضي لا يستطيع التصريح بعقيدته الباطلة و الدعوة إليها صراحة بين جماهير أهل السنة و إنما يلج أهل البدع من الفرق الضالة من خلال دعوة و منهج الإخوان على جماهير أهل السنة متسترين بدعوة الإخوان المسلمين لينشروا دعوتهم و ضلالاتهم بين عوام أهل السنة ، و لذلك فتلك الدعوة و ذلك المنهج الخبيث هو من بدايته كان من عوامل الهدم و التخريب في دين الإسلام .
ملحوظات مهمة قبل الشروع في البحث :
1) طبعاً فالبعض من جماعة الإخوان عندما يقرءون عنوان البحث سيسارعون باتهام كاتب البحث بالاتهامات الجاهزة المفتراة مثل الاتهام بتكفير أفراد جماعة الإخوان المسلمين و الرد على ذلك أن هذا البحث ليس تكفيراً و العياذ بالله تعالى لأفراد جماعة المسلمين سواء عوامهم أو دعاتهم فهم مسلمون بإذن الله تعالى و حتى و إن وقع من أحدهم الكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة و تنتفي موانع التكفير كالجهل مثلا ً و إنما الغرض من هذا الموضوع هو التحذير الصادق للمسلمين الموحدين من هذا المنهج الضال المضل الذي ابتدعه حسن البنا و الذي سارت عليه جماعة الإخوان حتى الآن ، والدعوة لنبذ هذا المنهج و تلك الدعوة الضالة و الاستعاضة عنها بما هو خير منها ألا و هو المنهج المبارك منهج أهل السنة و الجماعة منهج القرآن و السنة بفهم السلف الصالح .
2) هناك خطأ جوهري يقع فيه أفراد جماعة الإخوان المسلمين عند مقارنتهم بين السلفية و الإخوان ، فهم يظنون أن السلفية جماعة فيها خير و شر و كذلك الإخوان فيها خير و شر ، و الواقع أنني عندما أتكلم عن الإخوان أو السلفية لا أتكلم عن جماعتين بل أتكلم عن منهجين في الإسلام من خلالهما يتم فهم نصوص الكتاب و السنة ؛ فالسلفية لها جماعات كثيرة تدعو لها في أقطار و هؤلاء الأفراد ليسوا بمعصومين ففيهم الخطأ و الصواب أما السلفية كمنهج فهو منهج معصوم لأنه قائم على القرآن و السنة بفهم الصحابة و من تابعهم بإحسان إلى يوم الدين و لا أقصد أنك يجب عليك الانضمام إلى جماعة السلفيين كشرط بل الذي أقصده الاعتقاد باعتقاد و منهج السلف الصالح في فهم الكتاب و السنة و العمل بذلك قدر الإمكان لنصرة ذلك المنهج الحق ضد المناهج الباطلة الأخرى و منها منهج جماعة الإخوان الذي بإذن الله تعالى سيتبين لنا مدى ضلاله و انحرافه ، و أما المنهج السلفي فقد زكاه الله تعالى في قوله تعالى (وَالسّابِقُونَ الأوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
قال الحسن البصري في تفسيرها في تفسير ابن كثير وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله, ويوالون من يوالي الله ويعادون من يعادي الله وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدعون, ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون.و قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيرها وأما الذين اتبعوا المهاجرون الأوّلين والأنصار بإحسان, فهم الذين أسلموا لله إسلامهم وسلكوا منهاجهم في الهجرة والنصرة وأعمال الخير
و هذا المنهج زكاه الرسول صلى الله عليه و سلم في قوله
( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ) رواه البخاري
و قوله صلى الله عليه وسلم
(( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا - ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن ) رواه البخاري
و قوله صلى الله عليه و سلم (خير أمتي القرن الذين يلوني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ) رواه مسلم
و قوله صلى الله عليه و سلم
(قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ) صححه الألباني
فمما سبق من نصوص الكتاب و السنة يتبين لنا أن المنهج الرشيد في فهم نصوص الكتاب و السنة هو بفهم الصحابة رضوان الله عليهم و من تابعهم بإحسان ،
3) في خلال حواراتي مع الأخوة من جماعة الإخوان المسلمين أجد عندهم عادة هي أنهم دائما ما يحولون النقاش إلى مسائل شخصية فأنت عندما تتكلم عن المنهج المضل لتلك الجماعة يقولون لا تسب و لا تشتم و حرام الغيبة مع أن الكلام على مناهج أساساً و ليس على أشخاص ، فالغرض من البحث التحذير من المنهج البدعي الذي ابتدعه حسن البنا و من جاءوا بعده و ليس المقصود التجريح الشخصي ، و أما التحذير من أهل البدع فهو فريضة واجبة و فرض كفائي ، و علماء السلف فرقوا بين الغيبة المحرمة و بين التحذير من أهل البدع فالأمران مختلفان تماماً و إلا لما حذر السلف من أهل البدع .
4) أيضاً ملاحظة مهمة ألاحظها خلال حواري مع كثير من المنتمين لجماعة الإخوان ألا وهي أنني آتيهم بكلام الله تعالى في القرآن الكريم ثم بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يخالف كلام إمامهم حسن البنا فلا أجد منهم امتثالا و لا انقياداً و لا تخطئة لكلام و منهج إمامهم المخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا حول و لا قوة إلا بالله ،
و إنني أتساءل هل كلام حسن البنا الصوفي الحصافي الشاذلي أفضل من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم عند هؤلاء القوم ؟ !
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله (أراكم ستهلكون أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر) كما عند أحمد (1/337)
و في لفظ آخر في المحلى ج: 11 ص: 355
قال ابن عباس في أمر متعة الحج وفسخه بعمرة ( ما أراكم إلا سيخسف الله بكم الأرض أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر )
و في التمهيد لابن عبد البر ج: 8 ص: 208
والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله نحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثونا عن أبي بكر وعمر رواه معمر عن أيوب
فما بالكم أيها القراء بمن نحدثه بقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقول لنا قال الصوفي الحصافي الشاذلي حسن البنا و يحاولون بالباطل تأويل كلام حسن البنا إلى غير مراده الواضح و لا حول و لا قوة إلا بالله
إن من العجب أن من الإخوان من يتعرض للاعتقال و الابتلاء ثم إذا طولب بالامتثال لكلام رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يخالف كلام حسن البنا فلا نرى له انقياداً لهدي الرسول صلى الله عليه و سلم و لله في خلقه شئون .
5) ملاحظة أخرى يثيرها المنتمون لجماعة الإخوان و هي أنهم يقولون عندما يتم نصحهم بترك المنهج الضال لحسن البنا و لجماعة الإخوان فيقولون لماذا تردون على الإخوان فقط أليس الصحيح أن نستغل الوقت و نرد على النصارى و اليهود و الاستعمار ؟ و الرد عليهم أن التحذير واجب سواء من أعداء الدين كاليهود و النصارى أو من أهل البدع فالصحيح التحذير من الباطل بكل أشكاله و هذا هو منهج السلف الصالح فشيخ الإسلام ابن تيمية كان يرد على اليهود و النصارى و على جميع أهل البدع و لم يقل أفرغ وقتي فقط للرد على اليهود و النصارى و لا أرد على أهل البدع الأخرى فهذه دعوى باطلة يقصد بها عدم التحذير من المنهج الضال لحسن البنا و جماعته .
6) و أوصي أخوتي و أخواتي من أهل السنة و الجماعة الذين هم على منهج و عقيدة السلف الصالح بعد أن يقرءوا هذا البحث أن يترفقوا في الدعوة بالمنتمين و المنتميات لجماعة الإخوان المسلمين لأن غالب أفراد تلك الجماعة من العوام المتحمسين للإسلام على غير علم و هدى لذا الرجاء الترفق و الأناة معهم في الدعوة و في الإنكار عليهم و أذكر أخوتي و أخواتي ممن هم على منهج السف الصالح بنعمة الله عليهم و قوله تعالى (كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) (94) سورة النساء ، و قوله صلى الله عليه و سلم (قال ( مهلا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش ) رواه البخاري .
7) ملاحظة أخيرة قبل الشروع في البحث ألا و هي أن الأخطاء و الانحرافات التي سترد في منهج جماعة الإخوان المسلمين في هذا البحث ليست أخطاء فردية تنسب لفاعليها أو قائليها بل هي من أسس منهج جماعة الإخوان و في صميم منهاجهم الباطل الذي ابتدعه لهم حسن البنا .
يتبع باذن الله