ليس من الإسـلام الابتعادُ عن السياسـة...حزب التحرير- الجزائر
08-08-2007, 08:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس من الإسـلام الابتعادُ عن السياسـة
ليس من الإسـلام الابتعادُ عن السياسـة
نلاحظ منذ فترة في الجزائر ظاهرة غريبة تتناقض مع الإسلام، هي ظاهرة الابتعاد عن شؤون الأمة وعن السياسة، والإنصراف كلياًّ إلى كسب المال والدنيا، مع الركون إلى إصلاح شؤون الفرد الخاصة، وترك الأمور في المجتمع تجري على ما هي عليه.
وبما أن ما يُمليه الإسلام على المسلمين هو ما يجب أن يكون عليه حال المسلمين في هذا الجزء من بلاد الإسلام خاصة، فإن ما نشاهده وما نلمسه من أحوال الناس هذه الأيام يدعونا للتساؤل: ما معنى التديّن ؟ ومن هو المتديّن ؟؟ هل إذا صلينا جماعة كل الأوقات وصُمنا وجمعنا المال لنحج.. ونعتمر، وليس لنا من همّ خارج المسجد سوى كسب المال وجمعه، هل هذا هو التديّن حقّا ؟ مع أن إتقان العبادات، فرائضها وسننها، أمر مطلوب شرعاً، ولكن هل هذا كافٍ ؟
التساؤل الثاني هو: لماذا ضعفت الهمم، أيها المسلمون، وفترت العزائم و أخذنا ببعض الشريعة وتركنا البعض ؟ ورضينا بجزء فقط مما فرضه الله علينا ؟
الجواب فيه الخير، لنا جميعاً، في الدنيا والآخرة:
أولاً: التديّن معناه التمسك بالإسلام عقيدةً ونظامًا. وليس من الإسلام الابتعادُ عن شؤون الأمة وتركُ السياسة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "... ومن أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم".
فالسياسة من صميم ديننا، وهي الإهتمام بشؤون الأمة ورعايتها في جميع نواحي الحياة. فرعاية أمور الناس في الزراعة كرعاية أمورهم في الثقافة أو في الإعلام أو الأسرة أو ما يتعلق بالمساجد أو الأسواق أو الحج أو التعليم أو الجيش... أو غير ذلك ولا فرق، كلها يجب أن تُحكم بالإسلام وتسيّر وفق أحكام الإسلام. فالإسلام دين منه الدولة، وهي طريقة تنفيذه وإيجاده حيًا في المجتمع وفي معترك الحياة. وما ضياعُ المسلمين اليوم وتمزُّقهم إلا بسبب غياب دولة الخلافـة التي وحدها تجمع شملهم وتجعل من المسلمين دولـة قويـة وقـوة دوليـة تمثل المسلمين على الصعيد الدولي بوصفهم مسلمين لا بأيّ بوصف آخر.
اعلموا يقيناً أن أموركم لا ولن تنتظم لا في الداخل ولا في الخارج إلا بوجود الخلافـة التي تجسد الشكل الذي وردت به الأحكام الشرعية لتكون عليه دولـة المسلمين، علماً أنه لا ينبغي شرعاً أن يكون للمسلمين أكثر من دولة. فهل هذا دين أم سياسة ؟؟؟
إن الإسلام يتناول كافة شؤون الحياة بالمعالجة ويطلب من المسلمين تسييرها جميعا وفقاً للأحكام الشرعية، فلا مجال لاختيار المرء ما يستعذبه من العبادات ويركن إليها، أو بعض الأعمال الخيرية وينتهجها سبيلاً إلى الصلاح أو الإصلاح، تاركاً فرض العمل لتغيير الواقع المزري الذي تتردى فيه الأمة جراء تعطيل شرع الله. إن الدولة في الإسلام هي الخلافـة وهي من صميم الدين. ولا يقال إنها تقوم تلقائياً عندما يستقيم كل الناس أو أكثرهم، بل الواجب شرعاً أن يتلبّس كل المسلمين بالعمل فـوراً لإيجادها الآن، فبها وحدها تستقيم شؤون الناس، وتطبق الشريعة، ويسعد البشر، ويعز المسلمون، ويذل الكافرون، ويُحِقُّ الله الحق ويبطل الباطل.
وقد دأب الاستعمار في فترة الانحطاط على قلب المفاهيم لدى المسلمين فصاروا يرون الخلافـة فكرة خيالية تتحقق في آخر الزمان، فركن كل فرد إلى إصلاح نفسه بالعبادات والأخلاق، وترك أمور الجماعة، وانعزل بحجة فساد الزمان، فهل هذا هو التديّن في الإسلام ؟؟
ثانياً: أصيب المسلمون في الجزائر بشيء من اليأس والفتور في العزيمة بعد ما رأوا وعانوا خلال سنوات مضت، وصاروا يقولون ببساطة: لقد جرّبنا الصناديق وغيرها ولم نصل إلى نتيجة، فلا سبيل إلى تغيير الأمور في المجتمع وصار هذا لسان حال كثير من الناس.
نقول لهؤلاء:
1- إنه لمن ضحالة الفكر أن نتصور أن يترك أعداءُ الإسلام المسلمين وشأنهم. يقول الله تعالى: ...ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتددْ منكم عن دينه فيمتْ وهو كافرٌ فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحابُ النار هم فيها خالدون.
فلا سبيل إذاً إلى أن يكون العمل لتغيير أوضاع الأمة سهلاً ميسوراً عبر المشاركة في ما هو قائم موجود من أنظمةٍ مرتبطةٍ كليًا بالكافر المستعمر.
2- إن للإسلام طريقةً شرعية منضبطة دلّ عليها الشرع لا المنطق ولا العقل ولا الواقع ولا المصلحة، مستنبطة من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كيفية الوصول إلى الحكم وإقامة الدولة وهي قطعًا ليست المشاركة في الأنظمة، ولا جعل الصندوق حكَمًا بين من يريد الإسلام ومن لا يريد الإسلام. وهي قطعاً ليست الأعمال المادية أو حمل السلاح في الداخل. إنه العمل السياسي المفصول عن الأنظمة المناويء لأعداء الإسلام وحرّاسهم من الحكام الذين نصّبوهم على رؤوس المسلمين، إلى جانب طلب النصرة من أهل القوة من أبناء الأمة، والمداومة على ذلك حتى يأتي نصر الله: وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
3- ضعف الهمّة وسطحية التفكير عند كثير من أبناء أمتنا جراء الانحطاط وضربات الغزو الفكري جعلهم بسطاء في عقولهم وفي أعمالهم، لا يقدّرون الأعمال الفكرية والسياسية، يؤثرون السلامة ولا يقََدِمون على ما هو صعب، مع أن فيه النجاة وفيه الخلاص في الدنيا وفي الآخرة.
وإن أوجب ما يستأهل تقديم خالص العمل والتضحية في هذا الشأن هو عزّ الدنيا والنجاة من عذاب الله يوم القيامة والفوز بنعيم الآخرة: ولعذاب الآخرة أكبرُ لو كانوا يعلمون.
أيـها المسلمـون في الجزائـر...
احذروا أن تخالفوا أمر الله عزّ وجلّ وأمر رسوله، واعلموا أن من أوجب أمور دينكم أن تعملوا بجد مع العاملين من أجل إقامة الخلافـة، فهي التي توحّد كلمة الأمة، وتستجمع قوة المسلمين في وجه عدوهم، وتمكن من أداء الأمانة وحمل رسالة الإسلام إلى العالم أجمع. ألا تحبون الفوز في الدّارين؟
يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه وأنه إليه تحشرون.
في 25 من رجب 1428 هـ
حـزب التحريـر
الموافق لـ 08/08/2007م الجزائـر
من مواضيعي
0 خطاب حزب التحرير إلى جميع حكام المسلمين من الشرق إلى الغرب
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب العربي
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب
0 الذكرى 87 لهدم الخلافـة: 28 رجب 1342 هـ - 28 رجب 1429 هـ
0 الحكام العرب الذين كذبوا على الناس بالصمود والذين أعلنوا القعود,
0 شاهدوا ماذا تصنع الحضارة الرأسمالية بأهلها
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب العربي
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب
0 الذكرى 87 لهدم الخلافـة: 28 رجب 1342 هـ - 28 رجب 1429 هـ
0 الحكام العرب الذين كذبوا على الناس بالصمود والذين أعلنوا القعود,
0 شاهدوا ماذا تصنع الحضارة الرأسمالية بأهلها