الغلو والتعصب عند الحشوية.
25-05-2014, 10:35 PM
الغلو والتعصب عند الحشوية
للشيخ :شمس الدين بوروبي
من الشعارات البراقة التي حملها السلفيون وزعموا أنها هدفا من أهداف دعوتهم محاربة التعصب والغلو في التعصب للمذاهب والغلو فيالمشايخ!! وهذه دعوة ظاهرها رحمة وباطنها من قبلها العذاب، وذلكأن-الحشوية-المتسترين بالسلفية يعلمون علم اليقين أنه لا يمكنهم نشر ضلالاتهم وبدعهموحقدهم وإسرائلياتهم وشذوذهم مادام المسلمون متمسكون بمذاهبهم وعلمائهم، ولذلك كانت دعوتهم لترك التعصب والغلو ما هي إلا غطاء لتدمير المذاهب السنية المتبعة ما عدا المذهب الحنبلي"طبعة ابن تيمية"، وكم صدَّق الناس أن هذه الدعوة السلفية تهدف حقيقة لنبذ التعصب والغلو !!
وما إن صدَّق الناس ذلك حتى خرجت عليهم - السلفية - بدعوة صريحة لنبذ المذاهب الأربعةوتحريم تقليد المذاهب وفتحوا النار على المذاهب السنية تحذيرا وتهكما وتضليلا وتبديعا. وما إن تخلى بعض الناس عن مذاهبهم السنية ظنا منهم كما قيل لهم إنهم لا يتمذهبون لأن مذهبهم الكتاب والسنة، فما إن اعتنقوا - اللامذهبية - وبلعواطعم الكتاب والسنة بفهم السلف، حتى وجدوا أنفسهم حنابلة "طبعة ابن تيمية"فلا هم مجتهدون يأخذون مباشرة من الكتاب والسنة، ولا هم مقلدون عوام يسألون أهل الذكر كما أمر القرآن، فمن جهة ملأوا رؤوسهم بتحريم تقليد الأئمة الأربعة حتى قال الألباني: كل مقلد منافق !!
ومن جهة أخرى ملأوا نفوسهم بحب ابنتيمية حتى صاروا يقلدونه فيما أصاب وفيما أخطأ !
ومن جهة طالبوا العوام بمعرفة أدلة الأحكام، ودفع العوام لمعرفة أدلة الأحكام مع جهلهم لعلوم الآلة خرج لنا جيش من المجتهدين !! الذين بلغوا درجة الاجتهاد المطلق في لحظات فقط، فتجد أحدهم يتوب يوم السبت ويتمسلف يوم الأحد ثم يطالع بعض المطويات التي توزع مجانا ولا تباع، وما إن يحل يومالخميس إلا والرجل صار مجتهدا يقول بلسان حاله لو كان مالك حيا ما وسعه إلااتباعي !
والعجيب في أمر جيش المجتهدين الجدد الذين صنعتهم السلفية عن طريق فكرة اللامذهبية أنهم في الوقت الذي يحرِّمون تقليد المذاهب الأربعة ويضللون أتباعها ويبدِّعونهم، نجدهم يدعون الناس لتقليدهم واتباعهم فإذا قال لك -متمسلف مثلا - لا يجوز لك تقليد مالك رضي الله عنه، فاعلم أنه غارق إلى أذنيهفي تقليد الألباني أو ابن تيمية، وإذا نصحك أن لا تتعصب للدعاة والأئمة، فاعلم أنه غارق لشحمة أذنيه في أسوأ أنواع التعصب والغلو لمشايخه الذين أقام لهمصنما في قلبه.
وهل هناك غلو وتعصب أكثر من أن يصرح ابن القيم في مدارج السالكين أن شيخه ابن تيمية كان يعلم الغيب ويطلع على المغيبات ويخبره بما في نفسه بل ويطّلع على اللوح المحفوظ !! -تجدون ذلك في مدارج السالكين ج2ص185-ثم لا نجد سلفيا واحدا فوق الأرض ينكر ذلك ويستنكر بل ينكرون على من أنكره، فمعنى ذلك أن القوم قد وقعوا في أسوأ أنواع الغلو والتعصب.
وهذا بكر أبو زيد الوهابي الحنبلي الذي كتب في الرد على خصومه ولم يترك شاردة ولا واردة قالها الإمام المحدث أبو غدَّة إلا ورد عليها، ولكن لما تعلق الأمر بمذهبه سكت سكوت أهل القبور. تصوروا أنه حقق كتابا في تراجم الحنابلة وهو كتاب "تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة" تأليف صالح بن عبد العزيز علي آل عثيمين الحنبلي مذهبا النجدي القصيمي البردي، ذكر في كتابه (ج1ص37):كان أهل خراسان يرون أن أحمد بن حنبل لا يشبه البشر، يظنون أنه من الملائكة !! وقال رجل كانفي ثغر: نحن نقول: نظرة من أحمد بن حنبل تعدل عندنا عبادة سنة !! نعم هكذا !! نظرة واحدة من أحمد تعدل عبادة سنة، ينشرها بكر أبو زيد ويحققها ولا يعلق بشيء، ينشرها ويسكت.
ثم يحذروننا من بدعة التعصب والغلو في المشايخ والمذاهب في الوقت الذي يرون فيه أن نظرة من أحمد بن حنبل تعدل عبادة سنة! ونجدهم يكفِّرون ويضللون صاحب البُردة بتهمة أنه يغالي في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الجيش الذي أفرزته اللامذهبية خطته تدمير مذاهب أهل السنة وإحلال محلها مذهب الحشوية التي ستضع الشعوبالإسلاميةتحت نفوذ وتصرف شيوخ الحشوية في الخليج وهؤلاء يضعون الأمة الإسلاميةتحت تصرف ونفوذ الشيخ الأكبر "بوش" مؤسس مذهب البوشية وهذا البوش يضع الجميعتحت تصرف عباد العجل وبُناة الهيكل، هذه هي القصة وما فيها بلا لف ولا دوران.