نظرية المؤامرة على الثورة ببلدان الربيع العربي
03-12-2012, 01:03 PM
عندما نجحت الثورات العربية, او مايسمى بالربيع العربي, اعتقدنا اننا امام مرحلة جديدة تقوم على مبدأ الغاء نظريات المؤامرة الخارجية والداخلية والتي كانت الانظمة السابقة تستعملها كشماعة تعلق فوقها كل فشلها وتبرر بها وضعها الغير الشرعي وتقصي وتكبح كل الاصوات المعارضة, وهذه سياسة نجحت الانظمة السابقة بتسييرها مرة باسم الخطر الصهيوني ومرة باسم خطر الارهاب الداخلي مما وفر لها الغطاء للبقاء بالحكم اطول فترة وقدرة على التحكم بمصير الشعوب, مع هذه الانظمة الجديدة التي تمتاز بانها انظمة شرعية وصلت بانتخابات شعبية نجد ان سلوك نظرية المؤامرة مازال ساري المفعول, وكأن هذا السلوك خاصية عربية غير قابلة للتغيير, فهاهي الانظمة الجديدة بمصر وتونس وليبيا بدل ان تنطلق بالثورات نحو افاق جديدة, نجدها منشغلة للان بما يسمى فلول النظام السابق وتصنع منه خطر حقيقي يهدد الثورات لابد من محاربته اولا, ولما نتمعن بمفهوم فلول النظام السابق نجدها جملة مطاطية قابلة للشد والجذب وقابلة للبقاء لسنوات طويلة وقابلة لتصفية الحسابات مع قوى المعارضة, وهنا لا افهم لماذا تحتاج هذه الانظمة لشماعة نظرية المؤامرة الا اذا كانت تهدف من وراءها البقاء بالسلطة لاطول فترة. الكارثة الحقيقية ستكون في حالة لو سقط النظام بسوريا, كيف سيتعامل النظام الجديد مع فلول النظام السابق خاصة ونعلم ان كل المؤسسات والدوائر والجيش والشرطة ولاءها لنظام بشار الاسد وكلها شاركت بالحرب وبالجرائم؟ المؤكد ان سقوط نظام بشار واستلام الحكام الجدد للسلطة سيرافقه مذابح جديدة باسم فلول النظام السابق لا تقل عن الجرائم الحالية التي نراها كل يوم.
ان انتهاج سياسة الانتقام وتصفية الحسابات لاتؤدي سوى لافشال أي مشروع نهضوي ولا تحقق أي طفرة نوعية بتحسين المستوى الحياتي للمواطن والذي من اجله قامت هذه الثورات, بل بالعكس ان سياسة الانتقام ستدخل البلد بنفق مظلم وصراعات جانبية لا اول لها ولا اخر وستبقي على ثقافة اللاتسامح هي الثقافة السائدة بعالمنا العربي .
ان انتهاج سياسة الانتقام وتصفية الحسابات لاتؤدي سوى لافشال أي مشروع نهضوي ولا تحقق أي طفرة نوعية بتحسين المستوى الحياتي للمواطن والذي من اجله قامت هذه الثورات, بل بالعكس ان سياسة الانتقام ستدخل البلد بنفق مظلم وصراعات جانبية لا اول لها ولا اخر وستبقي على ثقافة اللاتسامح هي الثقافة السائدة بعالمنا العربي .
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله













