الشرعية مطلب أساسي
15-04-2012, 02:15 PM
كل ما يتم تداوله بين الناس بشأن الانتخابات القادمة هو رفض لهذه الانتخابات ورفض للمشاركة فيها والفكرة المشتركة بين الجميع هي عدم الاستعداد لاعطاء شرعية لبرلمان جديد يعتبر نسخة من البرلمان القديم ولن يكون سوى ديكور .
لاشك ما يتم طرحه من مبررات للرفض فيها جانب صحيح وهذا اعتمادا على تجارب سابقة، ولا احد يستطيع ان يطعن بهذا المبرر لان كل تجاربنا الانتخابية كانت فاشلة، ولكن بنفس الوقت الجميع تجاهل عن عمد او عن جهل ما ممكن ان يكون عليه حال البلد لو ان الانتخابات ستفشل، قد لا يعلم الكثير اننا بحاجة لمؤسسات دستورية شرعية ونظام شرعي يكون صمام امان امام أي مخاطر خارجية، وان ميزان احترام الدول لبعضها اصبح يقاس على اساس ما تحققه هذه الدول من احترام لحقوق الانسان واحترام للمباديء الديمقراطية التي ينبثق من خلالها نظام سياسي شرعي يستمد شرعيته من ارادة الشعب، ومثل هذا النظام ما ممكن ان يتأسس الا اذا قرر الشعب ان يختار ممثليه، وعليه فاننا امام خيارين اما رفض المشاركة وترك النظام يتخبط بمشكل الشرعية وهنا نكون قد فتحنا اجواء البلد لكل الاخطار الخارجية ووفرنا كل التبريرات لاعدائنا للعبث بالبلد، واما ان نتجه نحو انتخابات تعطي الشرعية الدستورية لبلدنا وتقطع الطريق امام أي اطماع خارجية .
لااحد ينكر اننا نعاني من نواقص كثيرة، فلا النظام استطاع ان يحقق رغبات وتطلعات الشعب، ولا الاحزاب استطاعت ان تحقق التوافق والرضى لدى الشعب، ولكن كل هذا لا يعني اننا نسير بطريق مغلق فافاق التغيير والاصلاح لازالت متوفرة ولازالت امامنا فرص لاصلاح ما تم تخريبه الامر يحتاج فقط لنظرة شمولية وليست ضيقة، فليس من الصحيح ان نجمد تفكيرنا فقط بمشاكلنا اليومية ونرفض هذا ونرفض ذاك بسبب عدم التزامه بتحقيق مطالبنا المعيشية الامر يجب ان يتعدى لمصالح الوطن ايظا فنحن جزء من هذا الوطن وللوطن علينا واجب ايظا وواجبنا هو كيف نحميه وليس كيف نحطمه .
علينا ان نحرر عقولنا من الفشل لاننا نحن من اوصلنا هؤلاء الفاشلين للمسؤولية، واذا كان اختيارنا في كل مرة خاطيء الان امامنا فرصة ان نختار من يمثل الكفاءة والمقدرة، فالقوائم فيها الاطار وفيها الخضار ونحن من يختار و اختيارنا حتى يكون صحيح علينا ان نتجرد من العقلية الحزبية وان نختار من يمثل الكفاءة بعيدا عن صفته الحزبية فلا يهم لاي حزب ينتمي المهم ما ممكن ان يقدمه .
العالم الخارجي اصبح لا يرحم ويتربص بنا وممكن ان ينقض علينا في أي وقت وفرصتنا الوحيدة لقطع الطريق عليه هي بتأسيس نظام شرعي ودستوري وهذه هي فرصتنا الاخيرة في ظل ما يحدث من متغيرات على المستوى الدولي فاما ان نكون او لا نكون .
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله











