كُن مؤسسـة.
12-07-2012, 12:28 PM
نبيّ الله إبراهيم عليه السلام كان أمّة، أي جامعا للخير تقتدي به الأمم كلّها،والإنسان المسلم الناجح الذي ينتمي إلى ملّة إبراهيم التي تعمُر الأرض وتُصلح فيها ولا تُفسد بإستطاعته أن يكون مؤسسة كاملة تمشي على الأرض وتسعى فيها بالخير والنفع، بعد أن تصبح أفكاره وتحركاته على نفس منوال ما تكون عليه المؤسسات بأشكالها المتعددة، فيفكّر بمنطق المؤسسة، ويرسم أهدافه كما ترسمها المؤسسة، ويتحرك إلى غاياته كما لو كان مؤسسة.
كلّ ما يحتاج إليه هذا الإنسان لتأسيس نفسه كمؤسسةَ بعد التوكُّل على الله هو أن يكون لديه "رأس مال" محترم من الطموح وعلوّ الهمّة أو "قاعدة نضالية" لابأس بها من الأفكار ، يصرفها في ميادين الخير والمعروف بعد أن يُجري دراسة جدوى يعرف من خلالها مواهبه وما يمكنه أن يُبدع فيه، ويسيّرها بعد ذلك حسب مخطّط محدّد وواضح، يعيّن فيه رؤيته ورسالته وأهدافه مما يستثمر أو ينشط لأجله...فهكذا تكون المؤسسات وهكذا يكون الإنسان المؤسسة...
فكّر كثيرا واعتبر نتائج تفكيرك مادة إستثماراتك الأساسية في حياتك، وكُن ذا نفس توّاقة، واحرص دائما على ما ينفعك في دُنياك وآخرتك...قيّم إنجازاتك بإخضاعها لحسابات الربح والخسارة قبل البدء في العمل وبعده، إجعل ربح المزيد من الأجر ، المزيد من الحسنات، والمزيد من المعلومات المفيدة والمعارف النافعة هدفك اليومي...
إجعل ما حباك الله به من موهبةٍ ثروتَك التي تعتمد عليها في بناء إستثماراتك من حياتك الدنيا لحياتك الأخرى...واسعى لتنمية هذه الثروة بإستمرار...
أنشئ لك فروعا جديدة في مجالات نشاط جديدة، حتى تحقّق المزيد من الأرباح...
إذا كنت طالبا إفتح لنفسك فرعا على مستوى أحسن مكتبة، تكتسب من خلاله المزيد من الثقافة لصالح المؤسسة التي هي أنت...وإذا كنت حافظًا لكتاب الله ، إفتح لمؤسستك التي هي أنت فرعا في مسجد الحيّ تعلّم الصغار كتاب الله لتجمع المزيد من الأجر والمزيد من المنفعة للناس...
كُن مثل الأحزاب الكبيرة متعدّدة الأجنحة...إجعل منصب الأب التي تشغله في أسرتك الصغيرة جناحك التربوي الذي تصنع من خلاله شخصية فرد سيكون جزءا مهمّا من المجتمع، ووظيفتك جناحك الإقتصادي التي تُساهم به في بناء بلدك...
نظّم ميزانيتك كما تفعل المؤسسات، واضبط التكاليف بما يتناسب مع الإيرادات...اقصد في مشيك وفي كلامك وفي كلّ شيئ، فلا تبذل خطواتك إلا في سبيل فيه ما ينفعك، ولا تُنفق من كلماتك إلى فيما فيه الخير...
كُن كمؤسسة، تكُن إنسانا ناجحا.
من مواضيعي
0 رحلة عبر الزمن!
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
التعديل الأخير تم بواسطة djazayri ; 15-07-2012 الساعة 07:23 AM
سبب آخر: إضافة صورة