الرد على شبهات الرافضة بوجود روايات تحريف القرآن عند أهل السنة
23-06-2013, 11:03 AM
" الرد على شبهات الرافضة بوجود روايات تحريف القرآن عند أهل السنة "
لما تكلمنا عن ادعاء الشيعة:" تحريف القرآن"، وأثبتنا ذلك
بحجج قاطعة، وأدلة ساطعة: مسندة لمصادرها بالمجلد والصفحة وأحيانا دار الطبع، - ومع ذلك كله!!؟-:انبرى:" أبو أيوب23": مدافعا عن الشيعة، ومحاولا إلصاق تلك الجريمة أيضا بأهل السنة والجماعة من باب:" إذ عمت خفت!!؟"، ونافذة:" كلنا في الهوى سوا!!؟"، وتكررٌ دفاعِه عن الشيعة كلما رددنا عليهم!!؟: يدعو كل متتبع منصف إلى التساؤل عن حقيقة مذهبه،وسر دفاعه المستميت عن مذهب الرفض!!!!!؟؟؟؟؟؟.
وكنت قد استبقت جوابه بتذكيره ب:" وجوب عدم الخلط بين ادعاء تحريف القرآن عند الشيعة، وبين مسألة نسخه عند أهل السنة"، لكنه لعجزه طبعا!!؟: لم يجد ما ينصر به مذهبه إلا أمثلة لنسخ القرآن عند أهل السنة، وهي نفس حجج الرافضة في جدالهم لأهل السنة!!؟، فهل يعني ذلك أن:" أبا أيوب23...!؟".
قد لا يعنينا كثيرا الآن: الجواب عن هذا السؤال بقدر ما يعنينا جواب:" أبي أيوب23" عن تحدينا له بأن يثبت لنا أن:" أهل السنة يقولون بتحريف القرآن كما تدعيه الشيعة!!؟".
ويترتب على عجزه عن إثبات ذلك:" وجوب الجهر بتوبته من فريته كما جاهر بنشرها،وإلا ف...!!!!؟؟؟؟؟".
وكنت قد أجبته جوابا أوليا عن فريته،ووعدته بجواب ثاني،وهأنذا أحقق وعدي ببحث لأحد الأفاضل من أهل السنة والحماعة ومعه جواب لسؤال متعلق بمسألتنا لفضيلة الشيخ:" عبد الرحمن السحيم"،فإلى البحث الماتع:
" روايات في كتب أهل السنة يستغلها الشيعة ليتهموا أهل السنة بتحريف القرآن!!؟":
قبل أن نذكر هذه الروايات نعرف القارئ على بعض أحكام القرآن :
أحكام القرآن عند أهل السنة [344] :
من أحكام القرآن عند أهل السنة النسخ ، والنسخ لغة بمعنى الإزالة وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
النوع الأول : نسخ التلاوة والحكم معا .
النوع الثاني: نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
النوع الثالث: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
والدليل على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا لأدلة:
1 - لأن أفعال الله لا تعلل بالأغراض، فله أن يأمر بشيء في وقت وينسخه بالنهي عنه في وقت، وهو أعلم بمصالح العباد.
2 - ولأن نصوص الكتاب والسنة دالة على جواز النسخ ووقوعه :
أ قال تعالى : وإذا بدلنا آية مكان آية 101 - النحل وقال تعالى
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها 106 - البقرة وقال تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب وقال تعالى ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك .
وهذه الآيات تدل على النسخ بأنواعه أي نسخ التلاوة ونسخ الحكم ونسخ الحكم مع التلاوة.
ب وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه : قال : قال عمر رضي الله عنه : أقرؤنا أبي ، وأقضانا ، وأنا لندع من قول أبي ، وذاك أن أبياً يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله عزل وجل : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها
ب النسخ في القرآن على ثلاثة أضرب :
الضرب الأول : ما نسخ تلاوته وحكمه معاً .
الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته.
الضرب الثالث ما نسخ تلاوته دون حكمه [345] .
أخي المسلم لقد أثيرت شبهة في شكل روايات فيها آيات منسوخة التلاوة أو قراءات شاذة وهذه الروايات موجودة عند أهل السنة ، وقد أثيرت في كتب كثيرة منها البيان في تفسير القرآن للخوئي وكتاب أكذوبة تحريف القرآن لمؤلفه رسول جعفريان وغيرها من الكتب .
أخي المسلم لقد أتهم أية الله العظمي الخوئي وهو أحد مراجع الشيعة أهل السنة اتهاما باطلاً فلقد قال " إن القول بنسخ التلاوة هو بعينه القول بالتحريف والإسقاط"
وقال أيضاً " إن القول بالتحريف هو مذهب أكثر علماء أهل السنة لأنهم يقولون بجواز نسخ التلاوة " [346] .
أخي المسلم ها هو الخوئي لم يجد عالماً سنياً يطعن بالقرآن الكريم فاضطر إلى اتهام أهل السنة بالطعن في القرآن لأنهم أجازوا نسخ التلاوة .
ونحن ننبه كل شيعي وسني انخدع بما قاله الخوئي وغيره من علماء الشيعة فنقول إن نسخ التلاوة ثابت عند أهل السنة وأيضا قد أقر كبار علماء الشيعة بأنواع النسخ بما فيها نسخ التلاوة وسنذكر بعض كبار علماء الشيعة الذين أقروا بالنسخ وسيفصل كلامهم في الروايات القادمة ومن علماء الشيعة الذين أقروا بالنسخ :
1 - الشيخ أبو علي الفضل الطبرسي صاحب كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن وذكر أنواع النسخ حين شرح آية النسخ آية 106 سورة البقرة .
2 - أبو جعفر محمد الطوسي الملقب عند الشيعة بشيخ الطائفة ، وذكر أنواع النسخ في كتابه التبيان في تفسير القرآن ج1 ص 13 مقدمة المؤلف .
3 - كمال الدين عبد الرحمن العتائقي الحلي في كتابه " الناسخ والمنسوخ" ص35.
4 - محمد على في كتابه لمحات من تاريخ القرآن ص 222 .
5 - العلامة محسن الملقب بالفيض الكاشاني فقد أقر بنسخ التلاوة حين شرح آية " ما ننسخ من آية أو ننسها " قال " ما ننسخ من آية " بأن نرفع حكمها وقال " أو ننسها" بأن نرفع رسمها انتهى شرح الكاشاني والمعروف أن نرفع رسمها أي نرفع خطها وهذا يعني رفع تلاوتها . تفسير الصافي شرح آية 106 سورة البقرة .
أخي المسلم سنذكر بعض الروايات التي يتخذها علماء الشيعة مطعناً على أهل السنة لأن فيها أما نسخ تلاوة أو قراءة شاذة ونبين الحق فيها بإذن الله تعالى [347] .
الرواية الأولى : روى ابن عباس عن عمر أنه قال : " إن الله عز وجل بعث محمداً بالحق، وأنزل معه الكتاب ، فكان مما أنزل اليه آية الرجم ، فرجم رسول الله e ورجمنا بعده ، ثم قال : كنا نقرأ : " ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم" ، أو : إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم " .
وقد أوردها الخوئي في كتابه البيان متهماً أهل السنة بحذف آية الرجم [348] .
وأوردها السيوطي في كتابة الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [349] .
ونقول كما قال علماء المسلمين ومنهم " السيوطي " إن آية الرجم " الشيخ والشيخة إذا زنيا " هي آية نسخت تلاوتها وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم :
1 - الشيخ أبو على الفضل الطبرسي :
إذ قال النسخ في القرآن على ضروب ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم [350] .
2 - أبو جعفر محمد الطوسي الملقب بشيخ الطائفة :
إذ قال النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة : منها ما نسخ لفظه دون حكــمه كآية الرجم وهي قوله " والشيخ والشيخة إذا زنيا ” [351] .
3 - كمال الدين عبد الرحمن العتائقي الحلي من علماء المائة الثامنة :
إذ قال : المنسوخ على ثلاث ضروب : منها ما نسخ خطه وبقى حكمه فما روى من قوله " الشيخ والشيخهة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله " [352] .
4 - محمد علي:
إذ قال أنواع المنسوخ ثلاثة : منها ما نسخ خطه وبقى حكمه كآية الرجم [353] .
5 - وذكر الكليني آية الرجم في الكافي وقال محقق الكافى علي أكبر الغفاري نسخـت تلاوتها [354] .
6 - محمد باقر المجلسي : صحح رواية آية الرجم التي بالكافي وقال وعدت هذه الآية مما نسخت تلاوتها دون حكمها [355]
وأيضاً الشطر الثاني من الرواية قوله تعالى " ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم "
فإن هذه الآية مما نسخت تلاوته وقد أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [356] .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم :-
1 - الشيخ أبو علي الفضل الطبرسي :
إذ قال النسخ في القرآن على ضروب : منها أن يرفع حكم الآية وتلاوتها كما روى عن أبي بكر انه قال كنا نقرأ " لا ترغبوا عن آباءكم فإنه كفر بكم " [357] .
2 - أبو جعفر الطوسي الملقب بشيخ الطائفة .. إذ قال كانت أشياء في القرآن ونسخت تلاوتها ومنها لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر [358] .
الرواية الثانية : وروت عمرة عن عائشة أنها قالت : " كان فيما انزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله -ص- وهن فيما يقرأ من القرآن " .
أوردها الخوئي في كتاب البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [359] .
أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته وحكمه معاً [360] .ونقول كما قال علماء المسلمين إن هذه الرضعات مماً نسخنا تلاوة وحكماً .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم :-
1 - أبو جعفر الطوسي الملقب بشيخ الطائفة .
إذ قال : قد نسخ التلاوة والحكم معاً مثل ما روى عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزله الله عشر رضعات يحرمن ثم نسخن [361] .
الرواية الثالثة : " بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل ، قد قرؤوا القرآن . فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب العرب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها ، غير أني قد حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم ، فتسألون عنها يوم القيامة ".
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [362] .
وأوردها السيوطي في روايتين منفصلتين في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [363] .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم.
1 - أبو على الطبرسي : إذ قال : جاءت أخبار كثيرة بأن أشياء كانت في القرآن فنسخ تلاوتها فمنها ما روي عن أبى موسى أنهم كانوا يقرؤون " لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ثم رفع [364] .
2 - كمال الدين العتائقي الحلي إذ قال : ما نسخ خطه وحكمه هي " لو أن لابن آدم واديين من فضه لابتغى لهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى رابعاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب [365] .
3 - أبو جعفر الطوسي .. إذ قال كانت أشياء في القرآن ونسخت تلاوتها ومنها لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله عن من تاب ثم رفع [366] .
الرواية الرابعة : روي المسور بن مخرمه : " قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم تجد فيما انزل علينا . أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة . فإنا لا نجدها. قال : أسقطت فيما اسقط من القرآن "
أورد هذه الرواية الخوئي في كتابه البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [367] .
وأوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوتها دون حكمه [368] ، ونقول كما قال علماء المسلمين فإن قول الراوي أسقطت فيما اسقط من القرآن أي نسخت تلاوتها في جملة ما نسخت تلاوته من القرآن .
الرواية الخامسة : روى أبو سفيان الكلاعي : أن مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم : " أخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف ، فلم يخبروه ، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك ، فقال ابن مسلمة : إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون ، والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون " .
أوردها الخوئي في كتابه البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [369] .
وأوردها السيوطي في كتابه الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوتـــه دون حكمه [370] .
الرواية السادسة: وروى يازر. قال : قال أبي بن كعب يازر : " كأين تقرأ سورة الأحزاب قلت : ثلاث وسبعين آية . قال: إن كانت لتضاهي سورة البقرة، أو هي أطول من سورة البقرة..." .
أوردها الخوئي في كتابة البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [371]
وأوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [372] .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة منهم :
1 - الشيخ أبو علي الطبرسي :
إذ قال : ... ثالثا أن يكون معنى التأخير أن ينزل القرآن فيعمل به ويتلى ، ثم يؤخر بعد ذلك بأن ينسخ فيرفع تلاوته البتة ويمحى فلا تنسأ ولا يعمل بتأويله مثل ما روي عن زر بن حبيش أن أبيا قال له كم تقرؤون الأحزاب ؟ قال بضعاً وسبعين آية، قال قد قرأتها ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أطول من سورة
البقرة [373] .
2 - أبو جعفر الطوسي : إذ قال : وقد جاءت أخبار متضافرة بأنه كانت أشياء في القرآن نسخت تلاوتها وعددها وذكر منها أن سورة الأحزاب كانت تعادل سورة البقرة في الطول [374] .
الرواية السابعة: عن أنس في قصة أصحاب بئر معونة الذين قتلوا، وقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم - قال أنس: ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع: " أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا «.
أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [375] .
هذه الرواية أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [376] ونقول كما قال علماء المسلمين أن المقصود في كلمة" حتى رفع " أي حتى نسخ تلاوته .
وقد قال بالنسخ هنا كبار علماء الشيعة فمنهم :
1 - أبو علي الطبرسي . إذ قال: جاءت أخبار كثيرة بأن أشياء في القرآن فنسخ تلاوتها منها عن أنس أن السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة قرأنا فيهم كتابا بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا، ثم إن ذلك رفع [377] .
2 - أبو جعفر الطوسي : إذ قال كانت أشياء في القرآن نسخت تلاوتها ، ومنها عن أنس بن مالك أن السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة : قرأنا فيهم كتابا - بلغوا عنا قومنا أن لقينا ربنا ، فرضا عنا وأرضانا ، ثم أن ذلك رفع [378] .
الرواية الثامنة: وروت حميدة بنت أبي يونس. قالت : " قرأ علي أبي - وهو ابن ثمانين سنة - في مصحف عائشة : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ، وعلى الذين يصلون الصفوف الأول . قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف «.
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [379] .
وأوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [380] .
نقول إن الزيادة " وعلى الذين يصلون الصفوف الأول " منسوخة التلاوة وكانت موجودة قبل أن يجمع عثمان الناس على مصحف واحد لأن عثمان حذف من القرآن منسوخ التلاوة، وتعتبر أيضا قراءة شاذة لأنها ليست متواترة.
الرواية التاسعة : ما جاء في سورتي الخلع والحفد في مصحف ابن عباس وأبي بن كعب : " اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكافرين ملحق " .
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [381] .
وقد أوردها السيوطي تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [382] .
وقال السيوطي قال الحسين بن المنادي في كتابه " الناسخ والمنسوخ " ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر وتسمى سورتين الخلع والحفد أي أن هاتين السورتين نسخت تلاوتهما .
الرواية العاشرة : قال أبو عبيد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع عن ابن عمر قال : لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله ، وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل :قد أخذت منه ما ظهر
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [383] .
وقد أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [384] ونقول كما قال علماء المسلمين إن المقصود في " ذهب منه قرآن كثير " أي ذهب بنسخ تلاوته .
الرواية الحادية عشر: روى عروة بن الزبير عن عائشة قالت : " كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مئتي آية ، فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن " .
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [385] .
وقد أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [386] ، ونقول إن سورة الأحزاب كانت طويلة ونسخت منها آيات كثيرة باعتراف العالمين الكبيرين الشيعيين الطوسي والطبرسي راجع رواية رقم 6 .
والمقصود في " فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن " أي عندما جمع عثمان الناس على مصحف واحد لم يكتب منسوخ التلاوة وبالطبع فإن سورة الأحزاب كانت أطول مع الآيات المنسوخة وحين حذفت منها الآيات المنسوخة قصرت السورة وهي الموجودة الآن وهي متواترة بتواتر القرآن .
الرواية الثانية عشرة: قال الخوئي : أخرج الطبراني بسند موثق عن عمر بن الخطاب مرفوعا : " القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف ".
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [387] .
نقول هذه رواية مكذوبة على عمر رضي الله عنه [388] .
الرواية الثالثة عشرة : أخبرنا عبد الرازق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال : سمعت بجالة التميمي قال : وجد عمر بن الخطاب مصحفا في حجر غلام في المسجد فيه : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبوهم"
هذه الرواية أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة تحريف القرآن قد تغير عنوان هذه الكتاب إلى اسم القرآن ودعاوي التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [389] .
ونقول إن كلمة " وهو أبوهم " هي نسخ تلاوة وتعتبر من القراءات الشاذة ، وقد اعترف بهذه القراءة الشاذة كبار علماء الشيعة ومنهم :-
1 - محسن الملقب بالفيض الكاشاني : في كتابه تفسير الصافي
إذ قال " عن الباقر والصادق عليهما السلام أنهما قرءا وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم [390] .
2 - العالم الشيعي محمد الجنابذي الملقب بسلطان علي شاه عندما فسر آية " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه وأمهاتهم " قال قرأ الصادق هاهنا : وهو أب لهم [391] .
3 - المفسر الكبير علي بن إبراهيم القمي في تفسيره الآية " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه وأمهاتهم " قال نزلت وهو أب لهم وأزواجه وأمهاتهم" الأحزاب [392]
الرواية الرابعة عشرة : عن عروة قال : كان مكتوب في مصحف عائشة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر" .
أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [393] .
ونقول ان " صلاة العصر " مما نسخ تلاوته وتعتبر من القراءات الشاذة غير المتواترة ، وقد ذكر هذه القراءة الشاذة كبار علماء الشيعة فمنهم :
1 - علي بن إبراهيم القمي في تفسيره إذ قال : عن أبي عبد الله عليه السلام انه قرأ " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين " [394] .
2 - المفسر الكبير هاشم البحراني في تفسيره إذ قال : وفي بعض القراءات
" حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين " [395] .
3 - العلامة محسن الملقب بالفيض الكاشاني في تفسيره قال " عن القمي عن الصادق ع انه قرأ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين [396] .
4 - المفسر العياشي محمد بن مسعود في تفسيره روى عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر قال : قلت له الصلاة الوسطى فقال حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين [397] .
الرواية الخامسة عشرة : حدثنا قبصة بن عقبة ... عن إبراهيم بن علقمة قال : " دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشام فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا فقال : أفيكم من يقرأ ؟ فقلنا : نعم . قال : فأيكم ؟ فأشاروا إلي ، فقال : اقرأ ، فقرأت : “ والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى “ قال : أنت سمعتها من في صاحبك قلت نعم ، قال : وأنا سمعتها من في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهؤلاء يأبون علينا “ .
أوردها رسول جعفريان في كتابه أكذوبة تحريف القرآن متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [398] .
وهذه القراءة تعتبر شاذة وغير متواترة والمتواتر هي" وما خلق الذكر والأنثى" [399] ويقال لها قراءة عن طريق الآحاد [400] .
وقد قال المفسر الشيعي الكبير أبو علي الطبرسي في كتابه مجمع البيان في تفسير سورة الليل " في الشواذ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة علي بن أبي طالب ع وابن مسعود وأبي الدرداء وابن عباس " والنهار إذا تجلى وخلق الذكر والأنثى “ بغير “ما” ، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام .
وهذا اعتراف من المفسر الشيعي الكبير انه توجد قراءة شاذة تنقص من الآية حرف "ما" وبالتالي فإن القراءة إن كانت شاذة فلا يهم إن غيرت حرف أو حرفين أو كلمة أو كلمتين . فإنها تكون قراءة شاذة أي ليست متواترة ولا تكون من القرآن المجمع عليه من الصحابة حين جمعه عثمان رضي الله عنه.
الرواية السادسة عشرة: حدثنا أبان بن عمران قال: قلت لعبد الرحمن بن اسود انك تقرأ " صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين «.
أوردها رسول جعفريان في كتابه أكذوبة تحريف القرآن متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [401] .
وقد اعترف بهذه القراءة الشاذة مفسرين الشيعة ومنهم :-
1 محمد بن مسعود العياشي : قال في تفسيره عن ابن أبي رفعه في غير المغضوب عليهم ، وغير الضالين وهكذا نزلت ، وعلق عليها معلق الكتاب السيد / هاشم المحلاتي وقال أن غير الضالين اختلاف قراءات [402] .
2 علي بن إبراهيم القمي في تفسيره [403] .
الرواية السابعة عشرة: عن ابن مسعود انه حذف المعوذتين من مصحفه وقال إنهما ليستا من كتاب الله.
أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [404] .
والرد على هذه الشبهة من عدة أوجه :
1 - لم ينكر ابن مسعود كون المعوذتين من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف لأنه يرى أن لا يكتب في المصحف إلا ما أذن به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله لم يأذن بهما .
2 - المعوذتان أنكرهما ابن مسعود قبل التواتر لان التواتر لم يثبت عنده .
3 - إن ابن مسعود إنما أنكر المعوذتين أن يكونا من القرآن قبل علمه بذلك فلما علم رجع عن إنكاره بدليل أن القرآن الكريم الموجود بين أيدينا من رواية أربعة من الصحابة هم : عثمان وعلي وأبي بن كعب وابن مسعود وفيه المعوذتان
4 - كان ابن مسعود يرى أن المعوذتين رقية يرقى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين مثل قوله أعوذ بكلمات الله التامات ، وغيرها من المعوذات ولم يكن يظن أنهما من القرآن .
----------------------------------------
[344] - مباحث في علوم القرآن - د. مناع القطان ص 236.
[345] - الإتقان في علوم القرآن للسيوطي - النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه
ص 700.
[346] - البيان في تفسير القرآن ص205 .
* ملاحظة مهمة : أخي المسلم إن علماء الشيعة ينقسمون إلى قسمين قسماً أنكر التحريف وآمن بنسخ التلاوة وقسماً أقر بالتحريف وأنكر نسخ التلاوة ، فإذا كان الأمر كذلك والنسخ عند الخوئي وأمثاله تحريف فجميع علماء الشيعة يقولون بالتحريف .
[347] ملاحظة مهمة : أخي المسلم بالرغم من أن السيوطي رحمه الله في كتابه الإتقان يضع الروايات تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه فإن الخوئي يأخذ هذه الروايات ويقول إن السيوطي كان يطعن بالقرآن .
[348] - البيان ص 203.
[349] - الإتقان جـ2 ص 718 .
[350] - مجمع البيان في تفسير القرآن جـ 1 ص 406 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[351] - التبيان في تفسير القرآن جـ 1 ص 13 مقدمة المؤلف وأيضا ص 394 شرح آية 106 سورة البقرة.
[352] - الناسخ والمنسوخ ص 35 مؤسسة أهل البيت ع بيروت .
[353] - لمحات من تاريخ القرآن ص 222 منشورات الاعلمي .
[354] - الكافي جـ 7 ص 176 بالهامش دار الأضواء بيروت .
[355] - مرآة العقول ج 23 ص 267 .
[356] - الإتقان جـ2 ص 720.
[357] - مجمع البيان في تفسير القرآن شرح آية 106 من سورة البقرة .
[358] - التبيان جـ 1 ص 394 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[359] - البيان ص 204.
[360] - الإتقان جـ1 ص 715.
[361] - التبيان جـ 1 ص 13 مقدمة المؤلف .
[362] - البيان ص 204.
[363] - الإتقان جـ2 ص 719.
[364] - مجمع البيان شرح آية 106 من سورة البقرة .
[365] - الناسخ والمنسوخ ص 34.
[366] - التبيان جـ 1 ص 394 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[367] - البيان ص 204.
[368] - الإتقان جـ2 ص 720.
[369] - البيان ص 205.
[370] - الإتقان جـ2 ص 721.
[371] - البيان ص 204.
[372] - الإتقان جـ2 ص 718.
[373] - مجمع البيان جـ 1 ص 409 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[374] - التبيان جـ 1 ص 394 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[375] - أكذوبة التحريف ص 47 .
[376] - الإتقان جـ2 ص 720.
[377] - مجمع البيان جـ 1 ص 406 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[378] - انظر التبيان جـ1 ص 394 شرح اية 106 سورة البقرة.
[379] - البيان ص 203.
[380] - الإتقان جـ2 ص 718.
[381] - البيان ص 205.
[382] - الإتقان جـ2 ص 721.
[383] - البيان ص 203.
[384] - الإتقان جـ2 ص 718.
[385] - البيان ص 203.
[386] - الإتقان جـ2 ص 718.
[387] - البيان ص 202.
[388] - ضعيف الجامع للألباني رقم الرواية 4133 .
[389] - أكذوبة التحريف ص 49 .
[390] - تفسير الصافي جـ4 ص 164 تفسير آية " النبي أولى...." سورة الأحزاب.
[391] - بيان السعادة في مقامات العبادة جـ3 ص 230 .
[392] - تفسير القمي جـ2 ص 176 .
[393] - أكذوبة التحريف ص 43.
[394] - تفسير القمي جـ1 ص 106 تفسير آية 238 البقرة .
[395] - تفسير البرهان جـ1 ص 230 ايه 238 البقرة .
[396] - تفسير الصافي جـ1 ص 269 أية 238 البقرة .
[397] - تفسير العياشي جـ1 آية 238 البقرة .
[398] - أكذوبة التحريف ص 46.
[399] - انظر كتاب صفحات في علوم القراءات لأبي طاهر عبد القيوم السندي ص 90 المكتبة الامدادية.
[400] - انظر الإتقان للسيوطي جـ1 ص 240 .
[401] - أكذوبة التحريف ص 38 .
[402] - تفسير العياشي جـ1 ص 38 .
[403] - تفسير القمي جـ1 ص 58 .
[404] - أكذوبة التحريف ص 48.
وهذه إضافة للشيخ: عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الكريم
يحتج الرافضة بهذه الروايات على أن آهل السنة هم من حرفوا القرآن
روي عن عائشة : " أنّ سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي ص في مائتي أية ، فلم نقدر منها إلاّ على ما هو الآن " ـ الإتقان 3 : 82 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، مناهل العرفان 1 : 273 ، الدرّ المنثور 6 : 56 ـ وفي لفظ الراغب : " مائة آية " ـ محاضرات الراغب 2 : 4 / 434 .
وروي عن عمر وأبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس : " أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة ، أو هي أطول منها ، وفيها كانت آية الرجم " الإتقان 3 : 82 مسند أحمد 5 : 132 ، المستدرك 4 : 359 ، السنن الكبرى 8 : 211 ،تفسير القرطبي 14 : 113 ، الكشاف 3 : 518 ، مناهل العرفان 2 : 111 ، الدر المنثور 6 : 559 ـ .
عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت: " قرأ عليّ أبي ، وهو ابن ثمانين سنة ، في مصحف عائشة: إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليماً وعلى الذين يصلون في الصفوف الأُولى " .
قالت : " قبل أن يغيّر عثمان المصاحف " ـ الإتقان 82:3 ـ .
أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب ،قال : " القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف " ـ الإتقان 1 : 242 ـ . بينما القرآن الذي بين أيدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار.
وأيضا يحتجون بآية الرجم التي كان يقولها عمر رضي الله عنه
============================
أرجو الرد من فضيلتكم وجزاكم الله خير الجزاء
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أهل السنة براء من دعاوى تحريف القرآن ، ومن القول بنقص القرآن وزيادته ! بل هذا من عقائد الرافضة !
فقد روى " الكليني " في كتابه " الكافي " أصحّ كتاب عند الرافضة عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَال : دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام مُصْحَفا وقَال : لا تَنْظُرْ فِيهِ ، فَفَتَحْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيهِ : " لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَجَدْتُ فِيهَا اسْمَ سَبْعِينَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ " ! قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيَّ : ابْعَثْ إِلَيَّ بِالْمُصْحَفِ .
وروى الكليني الرافضي أيضا عَنْ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ :
قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ أَنَا أَسْتَمِعُ حُرُوفاً مِنَ الْقُرْآنِ لَيْسَ عَلَى مَا يَقْرَأُهَا النَّاسُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : كُفَّ عَنْ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ ، اقْرَأْ كَمَا يَقْرَأُ النَّاسُ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ عليه السلام ، فَإِذَا قَامَ الْقَائِمُ عليه السلام قَرَأَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى حَدِّهِ ، وأَخْرَجَ الْمُصْحَفَ الَّذِي كَتَبَهُ عَلِيٌّ عليه السلام ، وقَالَ : أَخْرَجَهُ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى النَّاسِ حِينَ فَرَغَ مِنْهُ وَكَتَبَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ : هَذَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ كَمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ، وقَدْ جَمَعْتُهُ مِنَ اللَّوْحَيْنِ ، فَقَالُوا : هُوَ ذَا عِنْدَنَا مُصْحَفٌ جَامِعٌ فِيهِ الْقُرْآنُ لا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ ! فَقَالَ : أَمَا واللَّهِ مَا تَرَوْنَهُ بَعْدَ يَوْمِكُمْ هَذَا أَبَداً ! إِنَّمَا كَانَ عَلَيَّ أَنْ أُخْبِرَكُمْ حِينَ جَمَعْتُهُ لِتَقْرَءُوهُ.
فانظر إلى الرافضة كيف يدّعون محبة علي رضي الله عنه، ومع ذلك فإنهم يتّهمونه بِكتمان كِتاب الله !
ولو فرضنا أن ذلك كان في زمن الصحابة رضي الله عنهم، فَلِم لم يُظِهره عليّ رضي الله عنه حينما تولّى الخلافة ؟!
فالرافضة تتهمّ عليًّا رضي الله عنه أنه كَتَم كِتاب الله !!
وهذا في أصحّ كُتُبهم !
وروى الكليني الرافضي عن هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ .
هكذا تزعم الرافضة !
والقرآن الذي بأيدينا ستة آلاف آية وزيادة .. بينما تزعم الرافضة أن القرآن سَبْعَة عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ !!
تنبيه : ما يروونه عن جعفر الصادق أو عن غيره من آل البيت كذب وافتراء ، وقد تبرأ منه أئمة آل البيت ، خاصة جعفر الصادق
وأما ما استدّلوا به ، فالجواب عنه كما يلي :
ما روي عن عائشة رضي الله عنها كانت سورة الأحزاب تعدل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتي آية ، فلما كُتب المصحف لم يُقدر منها إلاّ على ما هي الآن .
فالمشهور عند أهل العلم أن سورة الأحزاب كانت أطول مما هي الآن، ونُسِخ منها جزء كبير.
قال القرطبي عن هذا الأثر عن عائشة : وهذا يحمله أهل العلم على أن الله تعالى رفع من الأحزاب إليه ما يزيد على ما في أيدينا ، وأن آية الرجم رفع لفظها.
ونَقَل عن أبي بكر الأنباري قوله : فمعنى هذا من قول أم المؤمنين عائشة : أن الله تعالى رفع إليه من سورة الأحزاب ما يزيد على ما عندنا.
قال القرطبي : قلت : هذا وَجْه مِن وُجوه النسخ . اهـ .
والنسخ ثابت في القرآن ، كما قال تعالى : مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا .
والرافضة تُنكر الـنَّسْخ تَبَعًا لليهود !! بينما تقول الرافضة بِما يُسمونه بـ " البداء " ! وهو نسبة الجهل إلى الله ! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، وهو أنه يبدو لله الأمر لم يكن بدا له !
وقد عقد الكليني الرافضي في كتابه " الكافي " : بَابُ الْبَدَاءِ !
وأصل هذه العقيدة عقيدة يهودية ! والشيء مِن معدنه لا يُستغرب ، فالرافضة أصلا صنيعة يهودية ! فالفرع تَبِع الأصل !!!
والله عزّ وجلّ ينسخ ما يشاء ويُثبت ، والنسخ ثابت في الكتاب وفي السنة . وما قالته عائشة في شأن سورة الأحزاب مثل ما قالته في شأن الرضاعة .
قالت رضي الله عنها : كان فيما أُنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يُحرِّمن ، ثم نُسِخن بخمس معلومات . رواه مسلم .
قال الزركشي : والـنّسْخ في القرآن على ثلاثة أضرب :
الأول : ما نُسخ في تلاوته وبَقِي حُكمه ، فيعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول ، كما رُوي أنه كان يقال في سورة النور الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبته نكالا من الله ولهذا قال عمر : لولا أن يقول الناس زاد عُمر في كتاب الله لكتبتها بيدي . رواه البخاري في صحيحه مُعَلَّقًا .
وأخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي بن كعب قال : كانت سورة الأحزاب توازي سورة النور ، فكان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما .
ونَقَل الزركشي عن ابن الحاجب قوله :
ظاهر قوله : لولا أن يقول الناس الخ .
أن كتابتها جائزة ، وإنما منعه قول الناس ، والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه ، وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة ؛ لأن هذا شأن المكتوب ، وقد يُقال : لو كانت التلاوة باقية لَبَادَر عُمر رضي الله عنه ولم يُعَرِّج على مقال الناس ؛ لأن مقال الناس لا يصلح مانعا .
والنوع الثاني من النسخ : ما نُسِخ حُكْمه وتلاوته ، كَعَشْرِ رضعات . والنوع الثالث : ما نُسِخ حُكْمه وبَقِيت تلاوته ، وهذا هو الأكثر . ذَكَرها النووي أيضا .
وسبق :
نصراني يثير شبهه : إذا كان القرآن كلام الله فلماذا لم يحفظ هاتين الآيتين من الضياع ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=613
هذا كله على افتراض ثبوت الرواية عن عائشة رضي الله عنها ، وإلاّ فإن في إسنادها من فيه ضعف.
فما يتعلق بِسورة الأحزاب وما قيل فيها مَرجعه إلى النسخ ، والمثبت في المصاحف هو ما حفظه الله ، لم يُحرّف ولم تُنسَخ تلاوته .
وما رُوي عن عائشة رضي الله عنها وقولها : " قبل أن يغيّر عثمان المصاحف " ، فهذا خبر ضعيف .
ولو ثبت عنها لم يكن فيه ما يَسند دعاوى الرافضة ! لأن المقصود بتغيير عثمان جمْع المصاحف وتوحيد الناس على مُصحف واحد .
وكانت المصاحف ربما كُتِب فيها ما هو مِن قَبِيل التفسير ، فهو – لو صحّ – لَكان من هذا القبيل ، وليس التغيير والتحريف الذي تعتده الرافضة وتذهب إليه .
ثم لو ثبت أيضا لم يكن فيه دليل؛ لأن الرواية ليست عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: " قرأ عليّ أبي، وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة .. "، فهي تروي فِعْل أبيها، هذا من جهة،
ومن جهة أخرى فإنه لا يُعرف لعائشة رضي الله عنها مُصْحَفًا ! وإنما عُرِف أن المصحف كان عند حفصة رضي الله عنها ،
وهو المصحف الذي جمعه الصحابة في زمن أبي بكر رضي الله عنه .
وأين هذا مما تزعمه الرافضة من مصحف فاطمة رضي الله عنها ؟!! فهم يزعمون أن الوحي كان يَنْزل على فاطمة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم !!
ولو ثبت هذا أيضا لم يكن فيه دليل ؛ لأنه قد يكون تفسيرا ، أو مما أضافه صاحب المصحف إلى مصحفه ، كأن يكتب على حاشية المصحف حُكمًا تجويديا ، أو قراءة ، ونحو ذلك .
ومما يُضعِّف هذه الرواية أن حُميدة مرة ترويه عن أبيها، ومرّة ترويه عن مُصحف عائشة ! ومما يُضعّفها أيضا أن حُميدة هذه لا تُعرف، وقد تكون بنت أبي يونس مولى عائشة رضي الله عنها.
وسبب جَمْع عثمان رضي الله عنه المصاحف وتوحيد الأمة على مُصحف واحد ما وقع من الاختلاف بسبب اختلاف القراءات.
فإن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قَدِم من غزوة كان غزاها بِمَرْج أرْمينِية ، فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان بن عفان فقال : يا أمير المؤمنين : أدرِكِ الناس! فقال عثمان: وما ذاك؟
قال: غزوت مَرْج أرمينية، فحضرها أهلُ العراق وأهلُ الشام، فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبيّ بن كعب، فيأتون بما لم يسمع أهلُ العراق ، فتكفرهم أهلُ العراق . وإذا أهل العراق يقرءون بقراءة ابن مسعود، فيأتون بما لم يسمع به أهل الشام، فتكفِّرهم أهلُ الشام. قال زيد: فأمرني عثمان بن عفان أكتبُ له مُصْحفًا،
وقال: إنّي مدخلٌ معك رجلا لبيبًا فصيحًا، فما اجتمعتما عليه فاكتباه، وما اختلفتما فيه فارفعاه إليّ .
فجعل معه أبان بن سعيد بن العاص ... ثم أرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة ، وحَلف لها ليردنها إليها ، فأعطته إياها ، فَعَرَض المصحف عليها ، فلم يختلفا في شيء . فردَّها إليها، وطابت نفسه، وأمرَ الناس أن يكتبوا مصاحفَ. فلما ماتت حفصةُ أرسل إلى عبد الله بن عمر في الصحيفة بِعَزْمة، فأعطاهم إياها فغسلتْ غسلا . رواه ابن جرير .
فهذا يدلّ على أن جَمْع عثمان رضي الله عنه كان باتفاق الصحابة ، وكان فيه توحيد الأمة على قراءة واحدة درءا للخلاف ، ورَفْعًا للتنازع الذي وَقَع .
وفِعْل عثمان رضي الله عنه تلقّته الأمة بالقبول، ووافقه عليه الصحابة أجْمَع، بِما فيهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم. اهـ .
ولا يجوز اعتقاد تغيير القرآن أو تحريفه، ولا الظنّ بالصحابة الكرام رضي الله عنهم مثل هذا الظّن؛ واعتقاد مثل ذلك كُفر بالله، وتكذيب لِوعد الله الذي تكفّل بِحفظ كِتابه.
قال أبو عبيد في " فضائل القرآن": ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة ، وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار ، وإسقاط لِمَا سِواه ثم أطبقت عليه الأمة ، فلم يختلف في شيء منه ، يَعْرِفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم ، وتوارثه القرون بعضها عن بعض ، وتتعلمه الولدان في المكتب .
وكانت هذه إحدى مناقب عثمان العظام . وقد كان بعض أهل الزيغ طعن فيه ، ثم تبين للناس ضلالهم في ذلك
وأما ما يُروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال : " القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف " ، فهو خبر باطل ،
كما بينه الإمام الذهبي في " ميزان الاعتدال " وأقرّه ابن حجر في " لسان الميزان " وتابعهما الألباني بقوله : لوائح الوضع على حديثه ظاهرة ،
فمثله لا يحتاج إلى كلام ينقل في تجريحه بأكثر مما أشار إليه الحافظ الذهبي ثم العسقلاني ؛
من روايته لمثل هذا الحديث وتفرده به ! . اهـ .
فهو خبر مكذوب لا يُعوّل عليه .
وسبق :
هل القرآن أنزل مرتبا مثل ترتيب المصحف الآن ؟؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3641
ونصيحة لإخواني وأخواتي.. لا تكونوا أقماع شُبُهات ! قال عليه الصلاة والسلام: ويل لأقماع القول. رواه الإمام أحمد .
قال ابن القيم رحمه الله: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرادا بعد إيراد : لا تَجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها ، فلا ينضح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزجاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشبهات بِظاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بصفائه ، ويدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشبهات . أو كما قال .
فما اعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
لا تُلقوا بأسماعكم إلى شُبُهات الزنادقة ، والذين يُشكِّكون الناس بِدينهم ! فما هذه إلاّ بِضاعة يهودية مُزجاة ! وأبواق لإبليس .. ينفثون الشبهات ، ويُشكِّكُون الناس بِدينهم .
لتعلموا أن الرافضة شياطين في صُوَر بني آدم !
روى الإمام اللالكائي من طريق مالك أبي هشام قال :
كنت أسير مع مِسْعَر ، فلقيه رجل من الرافضة قال : فَكَلّمه بشيء لا أحفظه ، فقال له مِسعر : تَنَحّ عني ، فإنك شيطان !
وروى عن محمد بن يوسف الفريابي قال : وقد أخبرني رجل من قريش أن بعض الخلفاء أخذ رجلين من الرافضة ،
فقال لهما : والله لئن لم تخبراني بالذي يَحملكما على تنقّص أبي بكر وعمر لأقتلنكما ، فَأبَيَا ، فَقَدَّم أحدهما فَضَرب عنقه ، ثم قال للآخر : والله لئن لم تخبرني لألحقنك بصاحبك . قال : فتؤمني ؟
قال له : نعم . قال: فإنا أردنا النبي ! فقلنا : لا يُتَابِعنا الناس عليه ، فقصدنا قَصد هذين الرجلين ، فتابعنا الناس على ذلك ! قال محمد بن يوسف : ما أرى الرافضة والجهمية إلاَّ زنادقة !
والله تعالى أعلم .
انتهى جواب الشيخ:" عبد الرحمن السحيم".
والمطلوب الآن من:"أبي أيوب23": إما الجواب التفصيلي:" "نقطة نقطة": عما ورد هنا،وإما:" الإقرار بعجزه"،ومن ثم: "وجوب الجهر بتوبته"،وإلا ف...!!!؟؟؟؟.
ننتظر جواب أبي أيوب23 والعراقي حسام؟؟؟؟؟؟
لما تكلمنا عن ادعاء الشيعة:" تحريف القرآن"، وأثبتنا ذلك
بحجج قاطعة، وأدلة ساطعة: مسندة لمصادرها بالمجلد والصفحة وأحيانا دار الطبع، - ومع ذلك كله!!؟-:انبرى:" أبو أيوب23": مدافعا عن الشيعة، ومحاولا إلصاق تلك الجريمة أيضا بأهل السنة والجماعة من باب:" إذ عمت خفت!!؟"، ونافذة:" كلنا في الهوى سوا!!؟"، وتكررٌ دفاعِه عن الشيعة كلما رددنا عليهم!!؟: يدعو كل متتبع منصف إلى التساؤل عن حقيقة مذهبه،وسر دفاعه المستميت عن مذهب الرفض!!!!!؟؟؟؟؟؟.
وكنت قد استبقت جوابه بتذكيره ب:" وجوب عدم الخلط بين ادعاء تحريف القرآن عند الشيعة، وبين مسألة نسخه عند أهل السنة"، لكنه لعجزه طبعا!!؟: لم يجد ما ينصر به مذهبه إلا أمثلة لنسخ القرآن عند أهل السنة، وهي نفس حجج الرافضة في جدالهم لأهل السنة!!؟، فهل يعني ذلك أن:" أبا أيوب23...!؟".
قد لا يعنينا كثيرا الآن: الجواب عن هذا السؤال بقدر ما يعنينا جواب:" أبي أيوب23" عن تحدينا له بأن يثبت لنا أن:" أهل السنة يقولون بتحريف القرآن كما تدعيه الشيعة!!؟".
ويترتب على عجزه عن إثبات ذلك:" وجوب الجهر بتوبته من فريته كما جاهر بنشرها،وإلا ف...!!!!؟؟؟؟؟".
وكنت قد أجبته جوابا أوليا عن فريته،ووعدته بجواب ثاني،وهأنذا أحقق وعدي ببحث لأحد الأفاضل من أهل السنة والحماعة ومعه جواب لسؤال متعلق بمسألتنا لفضيلة الشيخ:" عبد الرحمن السحيم"،فإلى البحث الماتع:
" روايات في كتب أهل السنة يستغلها الشيعة ليتهموا أهل السنة بتحريف القرآن!!؟":
قبل أن نذكر هذه الروايات نعرف القارئ على بعض أحكام القرآن :
أحكام القرآن عند أهل السنة [344] :
من أحكام القرآن عند أهل السنة النسخ ، والنسخ لغة بمعنى الإزالة وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
النوع الأول : نسخ التلاوة والحكم معا .
النوع الثاني: نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
النوع الثالث: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
والدليل على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا لأدلة:
1 - لأن أفعال الله لا تعلل بالأغراض، فله أن يأمر بشيء في وقت وينسخه بالنهي عنه في وقت، وهو أعلم بمصالح العباد.
2 - ولأن نصوص الكتاب والسنة دالة على جواز النسخ ووقوعه :
أ قال تعالى : وإذا بدلنا آية مكان آية 101 - النحل وقال تعالى
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها 106 - البقرة وقال تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب وقال تعالى ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك .
وهذه الآيات تدل على النسخ بأنواعه أي نسخ التلاوة ونسخ الحكم ونسخ الحكم مع التلاوة.
ب وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه : قال : قال عمر رضي الله عنه : أقرؤنا أبي ، وأقضانا ، وأنا لندع من قول أبي ، وذاك أن أبياً يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله عزل وجل : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها
ب النسخ في القرآن على ثلاثة أضرب :
الضرب الأول : ما نسخ تلاوته وحكمه معاً .
الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته.
الضرب الثالث ما نسخ تلاوته دون حكمه [345] .
أخي المسلم لقد أثيرت شبهة في شكل روايات فيها آيات منسوخة التلاوة أو قراءات شاذة وهذه الروايات موجودة عند أهل السنة ، وقد أثيرت في كتب كثيرة منها البيان في تفسير القرآن للخوئي وكتاب أكذوبة تحريف القرآن لمؤلفه رسول جعفريان وغيرها من الكتب .
أخي المسلم لقد أتهم أية الله العظمي الخوئي وهو أحد مراجع الشيعة أهل السنة اتهاما باطلاً فلقد قال " إن القول بنسخ التلاوة هو بعينه القول بالتحريف والإسقاط"
وقال أيضاً " إن القول بالتحريف هو مذهب أكثر علماء أهل السنة لأنهم يقولون بجواز نسخ التلاوة " [346] .
أخي المسلم ها هو الخوئي لم يجد عالماً سنياً يطعن بالقرآن الكريم فاضطر إلى اتهام أهل السنة بالطعن في القرآن لأنهم أجازوا نسخ التلاوة .
ونحن ننبه كل شيعي وسني انخدع بما قاله الخوئي وغيره من علماء الشيعة فنقول إن نسخ التلاوة ثابت عند أهل السنة وأيضا قد أقر كبار علماء الشيعة بأنواع النسخ بما فيها نسخ التلاوة وسنذكر بعض كبار علماء الشيعة الذين أقروا بالنسخ وسيفصل كلامهم في الروايات القادمة ومن علماء الشيعة الذين أقروا بالنسخ :
1 - الشيخ أبو علي الفضل الطبرسي صاحب كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن وذكر أنواع النسخ حين شرح آية النسخ آية 106 سورة البقرة .
2 - أبو جعفر محمد الطوسي الملقب عند الشيعة بشيخ الطائفة ، وذكر أنواع النسخ في كتابه التبيان في تفسير القرآن ج1 ص 13 مقدمة المؤلف .
3 - كمال الدين عبد الرحمن العتائقي الحلي في كتابه " الناسخ والمنسوخ" ص35.
4 - محمد على في كتابه لمحات من تاريخ القرآن ص 222 .
5 - العلامة محسن الملقب بالفيض الكاشاني فقد أقر بنسخ التلاوة حين شرح آية " ما ننسخ من آية أو ننسها " قال " ما ننسخ من آية " بأن نرفع حكمها وقال " أو ننسها" بأن نرفع رسمها انتهى شرح الكاشاني والمعروف أن نرفع رسمها أي نرفع خطها وهذا يعني رفع تلاوتها . تفسير الصافي شرح آية 106 سورة البقرة .
أخي المسلم سنذكر بعض الروايات التي يتخذها علماء الشيعة مطعناً على أهل السنة لأن فيها أما نسخ تلاوة أو قراءة شاذة ونبين الحق فيها بإذن الله تعالى [347] .
الرواية الأولى : روى ابن عباس عن عمر أنه قال : " إن الله عز وجل بعث محمداً بالحق، وأنزل معه الكتاب ، فكان مما أنزل اليه آية الرجم ، فرجم رسول الله e ورجمنا بعده ، ثم قال : كنا نقرأ : " ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم" ، أو : إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم " .
وقد أوردها الخوئي في كتابه البيان متهماً أهل السنة بحذف آية الرجم [348] .
وأوردها السيوطي في كتابة الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [349] .
ونقول كما قال علماء المسلمين ومنهم " السيوطي " إن آية الرجم " الشيخ والشيخة إذا زنيا " هي آية نسخت تلاوتها وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم :
1 - الشيخ أبو على الفضل الطبرسي :
إذ قال النسخ في القرآن على ضروب ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم [350] .
2 - أبو جعفر محمد الطوسي الملقب بشيخ الطائفة :
إذ قال النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة : منها ما نسخ لفظه دون حكــمه كآية الرجم وهي قوله " والشيخ والشيخة إذا زنيا ” [351] .
3 - كمال الدين عبد الرحمن العتائقي الحلي من علماء المائة الثامنة :
إذ قال : المنسوخ على ثلاث ضروب : منها ما نسخ خطه وبقى حكمه فما روى من قوله " الشيخ والشيخهة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله " [352] .
4 - محمد علي:
إذ قال أنواع المنسوخ ثلاثة : منها ما نسخ خطه وبقى حكمه كآية الرجم [353] .
5 - وذكر الكليني آية الرجم في الكافي وقال محقق الكافى علي أكبر الغفاري نسخـت تلاوتها [354] .
6 - محمد باقر المجلسي : صحح رواية آية الرجم التي بالكافي وقال وعدت هذه الآية مما نسخت تلاوتها دون حكمها [355]
وأيضاً الشطر الثاني من الرواية قوله تعالى " ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم "
فإن هذه الآية مما نسخت تلاوته وقد أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [356] .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم :-
1 - الشيخ أبو علي الفضل الطبرسي :
إذ قال النسخ في القرآن على ضروب : منها أن يرفع حكم الآية وتلاوتها كما روى عن أبي بكر انه قال كنا نقرأ " لا ترغبوا عن آباءكم فإنه كفر بكم " [357] .
2 - أبو جعفر الطوسي الملقب بشيخ الطائفة .. إذ قال كانت أشياء في القرآن ونسخت تلاوتها ومنها لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر [358] .
الرواية الثانية : وروت عمرة عن عائشة أنها قالت : " كان فيما انزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله -ص- وهن فيما يقرأ من القرآن " .
أوردها الخوئي في كتاب البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [359] .
أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته وحكمه معاً [360] .ونقول كما قال علماء المسلمين إن هذه الرضعات مماً نسخنا تلاوة وحكماً .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم :-
1 - أبو جعفر الطوسي الملقب بشيخ الطائفة .
إذ قال : قد نسخ التلاوة والحكم معاً مثل ما روى عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزله الله عشر رضعات يحرمن ثم نسخن [361] .
الرواية الثالثة : " بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل ، قد قرؤوا القرآن . فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب العرب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها ، غير أني قد حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم ، فتسألون عنها يوم القيامة ".
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [362] .
وأوردها السيوطي في روايتين منفصلتين في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [363] .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم.
1 - أبو على الطبرسي : إذ قال : جاءت أخبار كثيرة بأن أشياء كانت في القرآن فنسخ تلاوتها فمنها ما روي عن أبى موسى أنهم كانوا يقرؤون " لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ثم رفع [364] .
2 - كمال الدين العتائقي الحلي إذ قال : ما نسخ خطه وحكمه هي " لو أن لابن آدم واديين من فضه لابتغى لهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى رابعاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب [365] .
3 - أبو جعفر الطوسي .. إذ قال كانت أشياء في القرآن ونسخت تلاوتها ومنها لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله عن من تاب ثم رفع [366] .
الرواية الرابعة : روي المسور بن مخرمه : " قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم تجد فيما انزل علينا . أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة . فإنا لا نجدها. قال : أسقطت فيما اسقط من القرآن "
أورد هذه الرواية الخوئي في كتابه البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [367] .
وأوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوتها دون حكمه [368] ، ونقول كما قال علماء المسلمين فإن قول الراوي أسقطت فيما اسقط من القرآن أي نسخت تلاوتها في جملة ما نسخت تلاوته من القرآن .
الرواية الخامسة : روى أبو سفيان الكلاعي : أن مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم : " أخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف ، فلم يخبروه ، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك ، فقال ابن مسلمة : إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون ، والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون " .
أوردها الخوئي في كتابه البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [369] .
وأوردها السيوطي في كتابه الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوتـــه دون حكمه [370] .
الرواية السادسة: وروى يازر. قال : قال أبي بن كعب يازر : " كأين تقرأ سورة الأحزاب قلت : ثلاث وسبعين آية . قال: إن كانت لتضاهي سورة البقرة، أو هي أطول من سورة البقرة..." .
أوردها الخوئي في كتابة البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [371]
وأوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [372] .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة منهم :
1 - الشيخ أبو علي الطبرسي :
إذ قال : ... ثالثا أن يكون معنى التأخير أن ينزل القرآن فيعمل به ويتلى ، ثم يؤخر بعد ذلك بأن ينسخ فيرفع تلاوته البتة ويمحى فلا تنسأ ولا يعمل بتأويله مثل ما روي عن زر بن حبيش أن أبيا قال له كم تقرؤون الأحزاب ؟ قال بضعاً وسبعين آية، قال قد قرأتها ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أطول من سورة
البقرة [373] .
2 - أبو جعفر الطوسي : إذ قال : وقد جاءت أخبار متضافرة بأنه كانت أشياء في القرآن نسخت تلاوتها وعددها وذكر منها أن سورة الأحزاب كانت تعادل سورة البقرة في الطول [374] .
الرواية السابعة: عن أنس في قصة أصحاب بئر معونة الذين قتلوا، وقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم - قال أنس: ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع: " أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا «.
أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [375] .
هذه الرواية أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [376] ونقول كما قال علماء المسلمين أن المقصود في كلمة" حتى رفع " أي حتى نسخ تلاوته .
وقد قال بالنسخ هنا كبار علماء الشيعة فمنهم :
1 - أبو علي الطبرسي . إذ قال: جاءت أخبار كثيرة بأن أشياء في القرآن فنسخ تلاوتها منها عن أنس أن السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة قرأنا فيهم كتابا بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا، ثم إن ذلك رفع [377] .
2 - أبو جعفر الطوسي : إذ قال كانت أشياء في القرآن نسخت تلاوتها ، ومنها عن أنس بن مالك أن السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة : قرأنا فيهم كتابا - بلغوا عنا قومنا أن لقينا ربنا ، فرضا عنا وأرضانا ، ثم أن ذلك رفع [378] .
الرواية الثامنة: وروت حميدة بنت أبي يونس. قالت : " قرأ علي أبي - وهو ابن ثمانين سنة - في مصحف عائشة : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ، وعلى الذين يصلون الصفوف الأول . قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف «.
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [379] .
وأوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [380] .
نقول إن الزيادة " وعلى الذين يصلون الصفوف الأول " منسوخة التلاوة وكانت موجودة قبل أن يجمع عثمان الناس على مصحف واحد لأن عثمان حذف من القرآن منسوخ التلاوة، وتعتبر أيضا قراءة شاذة لأنها ليست متواترة.
الرواية التاسعة : ما جاء في سورتي الخلع والحفد في مصحف ابن عباس وأبي بن كعب : " اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكافرين ملحق " .
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [381] .
وقد أوردها السيوطي تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [382] .
وقال السيوطي قال الحسين بن المنادي في كتابه " الناسخ والمنسوخ " ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر وتسمى سورتين الخلع والحفد أي أن هاتين السورتين نسخت تلاوتهما .
الرواية العاشرة : قال أبو عبيد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع عن ابن عمر قال : لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله ، وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل :قد أخذت منه ما ظهر
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [383] .
وقد أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [384] ونقول كما قال علماء المسلمين إن المقصود في " ذهب منه قرآن كثير " أي ذهب بنسخ تلاوته .
الرواية الحادية عشر: روى عروة بن الزبير عن عائشة قالت : " كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مئتي آية ، فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن " .
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [385] .
وقد أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه [386] ، ونقول إن سورة الأحزاب كانت طويلة ونسخت منها آيات كثيرة باعتراف العالمين الكبيرين الشيعيين الطوسي والطبرسي راجع رواية رقم 6 .
والمقصود في " فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن " أي عندما جمع عثمان الناس على مصحف واحد لم يكتب منسوخ التلاوة وبالطبع فإن سورة الأحزاب كانت أطول مع الآيات المنسوخة وحين حذفت منها الآيات المنسوخة قصرت السورة وهي الموجودة الآن وهي متواترة بتواتر القرآن .
الرواية الثانية عشرة: قال الخوئي : أخرج الطبراني بسند موثق عن عمر بن الخطاب مرفوعا : " القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف ".
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [387] .
نقول هذه رواية مكذوبة على عمر رضي الله عنه [388] .
الرواية الثالثة عشرة : أخبرنا عبد الرازق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال : سمعت بجالة التميمي قال : وجد عمر بن الخطاب مصحفا في حجر غلام في المسجد فيه : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبوهم"
هذه الرواية أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة تحريف القرآن قد تغير عنوان هذه الكتاب إلى اسم القرآن ودعاوي التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [389] .
ونقول إن كلمة " وهو أبوهم " هي نسخ تلاوة وتعتبر من القراءات الشاذة ، وقد اعترف بهذه القراءة الشاذة كبار علماء الشيعة ومنهم :-
1 - محسن الملقب بالفيض الكاشاني : في كتابه تفسير الصافي
إذ قال " عن الباقر والصادق عليهما السلام أنهما قرءا وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم [390] .
2 - العالم الشيعي محمد الجنابذي الملقب بسلطان علي شاه عندما فسر آية " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه وأمهاتهم " قال قرأ الصادق هاهنا : وهو أب لهم [391] .
3 - المفسر الكبير علي بن إبراهيم القمي في تفسيره الآية " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه وأمهاتهم " قال نزلت وهو أب لهم وأزواجه وأمهاتهم" الأحزاب [392]
الرواية الرابعة عشرة : عن عروة قال : كان مكتوب في مصحف عائشة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر" .
أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [393] .
ونقول ان " صلاة العصر " مما نسخ تلاوته وتعتبر من القراءات الشاذة غير المتواترة ، وقد ذكر هذه القراءة الشاذة كبار علماء الشيعة فمنهم :
1 - علي بن إبراهيم القمي في تفسيره إذ قال : عن أبي عبد الله عليه السلام انه قرأ " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين " [394] .
2 - المفسر الكبير هاشم البحراني في تفسيره إذ قال : وفي بعض القراءات
" حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين " [395] .
3 - العلامة محسن الملقب بالفيض الكاشاني في تفسيره قال " عن القمي عن الصادق ع انه قرأ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين [396] .
4 - المفسر العياشي محمد بن مسعود في تفسيره روى عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر قال : قلت له الصلاة الوسطى فقال حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين [397] .
الرواية الخامسة عشرة : حدثنا قبصة بن عقبة ... عن إبراهيم بن علقمة قال : " دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشام فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا فقال : أفيكم من يقرأ ؟ فقلنا : نعم . قال : فأيكم ؟ فأشاروا إلي ، فقال : اقرأ ، فقرأت : “ والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى “ قال : أنت سمعتها من في صاحبك قلت نعم ، قال : وأنا سمعتها من في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهؤلاء يأبون علينا “ .
أوردها رسول جعفريان في كتابه أكذوبة تحريف القرآن متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [398] .
وهذه القراءة تعتبر شاذة وغير متواترة والمتواتر هي" وما خلق الذكر والأنثى" [399] ويقال لها قراءة عن طريق الآحاد [400] .
وقد قال المفسر الشيعي الكبير أبو علي الطبرسي في كتابه مجمع البيان في تفسير سورة الليل " في الشواذ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة علي بن أبي طالب ع وابن مسعود وأبي الدرداء وابن عباس " والنهار إذا تجلى وخلق الذكر والأنثى “ بغير “ما” ، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام .
وهذا اعتراف من المفسر الشيعي الكبير انه توجد قراءة شاذة تنقص من الآية حرف "ما" وبالتالي فإن القراءة إن كانت شاذة فلا يهم إن غيرت حرف أو حرفين أو كلمة أو كلمتين . فإنها تكون قراءة شاذة أي ليست متواترة ولا تكون من القرآن المجمع عليه من الصحابة حين جمعه عثمان رضي الله عنه.
الرواية السادسة عشرة: حدثنا أبان بن عمران قال: قلت لعبد الرحمن بن اسود انك تقرأ " صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين «.
أوردها رسول جعفريان في كتابه أكذوبة تحريف القرآن متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [401] .
وقد اعترف بهذه القراءة الشاذة مفسرين الشيعة ومنهم :-
1 محمد بن مسعود العياشي : قال في تفسيره عن ابن أبي رفعه في غير المغضوب عليهم ، وغير الضالين وهكذا نزلت ، وعلق عليها معلق الكتاب السيد / هاشم المحلاتي وقال أن غير الضالين اختلاف قراءات [402] .
2 علي بن إبراهيم القمي في تفسيره [403] .
الرواية السابعة عشرة: عن ابن مسعود انه حذف المعوذتين من مصحفه وقال إنهما ليستا من كتاب الله.
أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن [404] .
والرد على هذه الشبهة من عدة أوجه :
1 - لم ينكر ابن مسعود كون المعوذتين من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف لأنه يرى أن لا يكتب في المصحف إلا ما أذن به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله لم يأذن بهما .
2 - المعوذتان أنكرهما ابن مسعود قبل التواتر لان التواتر لم يثبت عنده .
3 - إن ابن مسعود إنما أنكر المعوذتين أن يكونا من القرآن قبل علمه بذلك فلما علم رجع عن إنكاره بدليل أن القرآن الكريم الموجود بين أيدينا من رواية أربعة من الصحابة هم : عثمان وعلي وأبي بن كعب وابن مسعود وفيه المعوذتان
4 - كان ابن مسعود يرى أن المعوذتين رقية يرقى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين مثل قوله أعوذ بكلمات الله التامات ، وغيرها من المعوذات ولم يكن يظن أنهما من القرآن .
----------------------------------------
[344] - مباحث في علوم القرآن - د. مناع القطان ص 236.
[345] - الإتقان في علوم القرآن للسيوطي - النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه
ص 700.
[346] - البيان في تفسير القرآن ص205 .
* ملاحظة مهمة : أخي المسلم إن علماء الشيعة ينقسمون إلى قسمين قسماً أنكر التحريف وآمن بنسخ التلاوة وقسماً أقر بالتحريف وأنكر نسخ التلاوة ، فإذا كان الأمر كذلك والنسخ عند الخوئي وأمثاله تحريف فجميع علماء الشيعة يقولون بالتحريف .
[347] ملاحظة مهمة : أخي المسلم بالرغم من أن السيوطي رحمه الله في كتابه الإتقان يضع الروايات تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه فإن الخوئي يأخذ هذه الروايات ويقول إن السيوطي كان يطعن بالقرآن .
[348] - البيان ص 203.
[349] - الإتقان جـ2 ص 718 .
[350] - مجمع البيان في تفسير القرآن جـ 1 ص 406 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[351] - التبيان في تفسير القرآن جـ 1 ص 13 مقدمة المؤلف وأيضا ص 394 شرح آية 106 سورة البقرة.
[352] - الناسخ والمنسوخ ص 35 مؤسسة أهل البيت ع بيروت .
[353] - لمحات من تاريخ القرآن ص 222 منشورات الاعلمي .
[354] - الكافي جـ 7 ص 176 بالهامش دار الأضواء بيروت .
[355] - مرآة العقول ج 23 ص 267 .
[356] - الإتقان جـ2 ص 720.
[357] - مجمع البيان في تفسير القرآن شرح آية 106 من سورة البقرة .
[358] - التبيان جـ 1 ص 394 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[359] - البيان ص 204.
[360] - الإتقان جـ1 ص 715.
[361] - التبيان جـ 1 ص 13 مقدمة المؤلف .
[362] - البيان ص 204.
[363] - الإتقان جـ2 ص 719.
[364] - مجمع البيان شرح آية 106 من سورة البقرة .
[365] - الناسخ والمنسوخ ص 34.
[366] - التبيان جـ 1 ص 394 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[367] - البيان ص 204.
[368] - الإتقان جـ2 ص 720.
[369] - البيان ص 205.
[370] - الإتقان جـ2 ص 721.
[371] - البيان ص 204.
[372] - الإتقان جـ2 ص 718.
[373] - مجمع البيان جـ 1 ص 409 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[374] - التبيان جـ 1 ص 394 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[375] - أكذوبة التحريف ص 47 .
[376] - الإتقان جـ2 ص 720.
[377] - مجمع البيان جـ 1 ص 406 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[378] - انظر التبيان جـ1 ص 394 شرح اية 106 سورة البقرة.
[379] - البيان ص 203.
[380] - الإتقان جـ2 ص 718.
[381] - البيان ص 205.
[382] - الإتقان جـ2 ص 721.
[383] - البيان ص 203.
[384] - الإتقان جـ2 ص 718.
[385] - البيان ص 203.
[386] - الإتقان جـ2 ص 718.
[387] - البيان ص 202.
[388] - ضعيف الجامع للألباني رقم الرواية 4133 .
[389] - أكذوبة التحريف ص 49 .
[390] - تفسير الصافي جـ4 ص 164 تفسير آية " النبي أولى...." سورة الأحزاب.
[391] - بيان السعادة في مقامات العبادة جـ3 ص 230 .
[392] - تفسير القمي جـ2 ص 176 .
[393] - أكذوبة التحريف ص 43.
[394] - تفسير القمي جـ1 ص 106 تفسير آية 238 البقرة .
[395] - تفسير البرهان جـ1 ص 230 ايه 238 البقرة .
[396] - تفسير الصافي جـ1 ص 269 أية 238 البقرة .
[397] - تفسير العياشي جـ1 آية 238 البقرة .
[398] - أكذوبة التحريف ص 46.
[399] - انظر كتاب صفحات في علوم القراءات لأبي طاهر عبد القيوم السندي ص 90 المكتبة الامدادية.
[400] - انظر الإتقان للسيوطي جـ1 ص 240 .
[401] - أكذوبة التحريف ص 38 .
[402] - تفسير العياشي جـ1 ص 38 .
[403] - تفسير القمي جـ1 ص 58 .
[404] - أكذوبة التحريف ص 48.
وهذه إضافة للشيخ: عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الكريم
يحتج الرافضة بهذه الروايات على أن آهل السنة هم من حرفوا القرآن
روي عن عائشة : " أنّ سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي ص في مائتي أية ، فلم نقدر منها إلاّ على ما هو الآن " ـ الإتقان 3 : 82 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، مناهل العرفان 1 : 273 ، الدرّ المنثور 6 : 56 ـ وفي لفظ الراغب : " مائة آية " ـ محاضرات الراغب 2 : 4 / 434 .
وروي عن عمر وأبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس : " أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة ، أو هي أطول منها ، وفيها كانت آية الرجم " الإتقان 3 : 82 مسند أحمد 5 : 132 ، المستدرك 4 : 359 ، السنن الكبرى 8 : 211 ،تفسير القرطبي 14 : 113 ، الكشاف 3 : 518 ، مناهل العرفان 2 : 111 ، الدر المنثور 6 : 559 ـ .
عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت: " قرأ عليّ أبي ، وهو ابن ثمانين سنة ، في مصحف عائشة: إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليماً وعلى الذين يصلون في الصفوف الأُولى " .
قالت : " قبل أن يغيّر عثمان المصاحف " ـ الإتقان 82:3 ـ .
أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب ،قال : " القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف " ـ الإتقان 1 : 242 ـ . بينما القرآن الذي بين أيدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار.
وأيضا يحتجون بآية الرجم التي كان يقولها عمر رضي الله عنه
============================
أرجو الرد من فضيلتكم وجزاكم الله خير الجزاء
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أهل السنة براء من دعاوى تحريف القرآن ، ومن القول بنقص القرآن وزيادته ! بل هذا من عقائد الرافضة !
فقد روى " الكليني " في كتابه " الكافي " أصحّ كتاب عند الرافضة عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَال : دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام مُصْحَفا وقَال : لا تَنْظُرْ فِيهِ ، فَفَتَحْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيهِ : " لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَجَدْتُ فِيهَا اسْمَ سَبْعِينَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ " ! قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيَّ : ابْعَثْ إِلَيَّ بِالْمُصْحَفِ .
وروى الكليني الرافضي أيضا عَنْ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ :
قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ أَنَا أَسْتَمِعُ حُرُوفاً مِنَ الْقُرْآنِ لَيْسَ عَلَى مَا يَقْرَأُهَا النَّاسُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : كُفَّ عَنْ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ ، اقْرَأْ كَمَا يَقْرَأُ النَّاسُ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ عليه السلام ، فَإِذَا قَامَ الْقَائِمُ عليه السلام قَرَأَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى حَدِّهِ ، وأَخْرَجَ الْمُصْحَفَ الَّذِي كَتَبَهُ عَلِيٌّ عليه السلام ، وقَالَ : أَخْرَجَهُ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى النَّاسِ حِينَ فَرَغَ مِنْهُ وَكَتَبَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ : هَذَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ كَمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ، وقَدْ جَمَعْتُهُ مِنَ اللَّوْحَيْنِ ، فَقَالُوا : هُوَ ذَا عِنْدَنَا مُصْحَفٌ جَامِعٌ فِيهِ الْقُرْآنُ لا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ ! فَقَالَ : أَمَا واللَّهِ مَا تَرَوْنَهُ بَعْدَ يَوْمِكُمْ هَذَا أَبَداً ! إِنَّمَا كَانَ عَلَيَّ أَنْ أُخْبِرَكُمْ حِينَ جَمَعْتُهُ لِتَقْرَءُوهُ.
فانظر إلى الرافضة كيف يدّعون محبة علي رضي الله عنه، ومع ذلك فإنهم يتّهمونه بِكتمان كِتاب الله !
ولو فرضنا أن ذلك كان في زمن الصحابة رضي الله عنهم، فَلِم لم يُظِهره عليّ رضي الله عنه حينما تولّى الخلافة ؟!
فالرافضة تتهمّ عليًّا رضي الله عنه أنه كَتَم كِتاب الله !!
وهذا في أصحّ كُتُبهم !
وروى الكليني الرافضي عن هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ .
هكذا تزعم الرافضة !
والقرآن الذي بأيدينا ستة آلاف آية وزيادة .. بينما تزعم الرافضة أن القرآن سَبْعَة عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ !!
تنبيه : ما يروونه عن جعفر الصادق أو عن غيره من آل البيت كذب وافتراء ، وقد تبرأ منه أئمة آل البيت ، خاصة جعفر الصادق
وأما ما استدّلوا به ، فالجواب عنه كما يلي :
ما روي عن عائشة رضي الله عنها كانت سورة الأحزاب تعدل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتي آية ، فلما كُتب المصحف لم يُقدر منها إلاّ على ما هي الآن .
فالمشهور عند أهل العلم أن سورة الأحزاب كانت أطول مما هي الآن، ونُسِخ منها جزء كبير.
قال القرطبي عن هذا الأثر عن عائشة : وهذا يحمله أهل العلم على أن الله تعالى رفع من الأحزاب إليه ما يزيد على ما في أيدينا ، وأن آية الرجم رفع لفظها.
ونَقَل عن أبي بكر الأنباري قوله : فمعنى هذا من قول أم المؤمنين عائشة : أن الله تعالى رفع إليه من سورة الأحزاب ما يزيد على ما عندنا.
قال القرطبي : قلت : هذا وَجْه مِن وُجوه النسخ . اهـ .
والنسخ ثابت في القرآن ، كما قال تعالى : مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا .
والرافضة تُنكر الـنَّسْخ تَبَعًا لليهود !! بينما تقول الرافضة بِما يُسمونه بـ " البداء " ! وهو نسبة الجهل إلى الله ! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، وهو أنه يبدو لله الأمر لم يكن بدا له !
وقد عقد الكليني الرافضي في كتابه " الكافي " : بَابُ الْبَدَاءِ !
وأصل هذه العقيدة عقيدة يهودية ! والشيء مِن معدنه لا يُستغرب ، فالرافضة أصلا صنيعة يهودية ! فالفرع تَبِع الأصل !!!
والله عزّ وجلّ ينسخ ما يشاء ويُثبت ، والنسخ ثابت في الكتاب وفي السنة . وما قالته عائشة في شأن سورة الأحزاب مثل ما قالته في شأن الرضاعة .
قالت رضي الله عنها : كان فيما أُنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يُحرِّمن ، ثم نُسِخن بخمس معلومات . رواه مسلم .
قال الزركشي : والـنّسْخ في القرآن على ثلاثة أضرب :
الأول : ما نُسخ في تلاوته وبَقِي حُكمه ، فيعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول ، كما رُوي أنه كان يقال في سورة النور الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبته نكالا من الله ولهذا قال عمر : لولا أن يقول الناس زاد عُمر في كتاب الله لكتبتها بيدي . رواه البخاري في صحيحه مُعَلَّقًا .
وأخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي بن كعب قال : كانت سورة الأحزاب توازي سورة النور ، فكان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما .
ونَقَل الزركشي عن ابن الحاجب قوله :
ظاهر قوله : لولا أن يقول الناس الخ .
أن كتابتها جائزة ، وإنما منعه قول الناس ، والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه ، وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة ؛ لأن هذا شأن المكتوب ، وقد يُقال : لو كانت التلاوة باقية لَبَادَر عُمر رضي الله عنه ولم يُعَرِّج على مقال الناس ؛ لأن مقال الناس لا يصلح مانعا .
والنوع الثاني من النسخ : ما نُسِخ حُكْمه وتلاوته ، كَعَشْرِ رضعات . والنوع الثالث : ما نُسِخ حُكْمه وبَقِيت تلاوته ، وهذا هو الأكثر . ذَكَرها النووي أيضا .
وسبق :
نصراني يثير شبهه : إذا كان القرآن كلام الله فلماذا لم يحفظ هاتين الآيتين من الضياع ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=613
هذا كله على افتراض ثبوت الرواية عن عائشة رضي الله عنها ، وإلاّ فإن في إسنادها من فيه ضعف.
فما يتعلق بِسورة الأحزاب وما قيل فيها مَرجعه إلى النسخ ، والمثبت في المصاحف هو ما حفظه الله ، لم يُحرّف ولم تُنسَخ تلاوته .
وما رُوي عن عائشة رضي الله عنها وقولها : " قبل أن يغيّر عثمان المصاحف " ، فهذا خبر ضعيف .
ولو ثبت عنها لم يكن فيه ما يَسند دعاوى الرافضة ! لأن المقصود بتغيير عثمان جمْع المصاحف وتوحيد الناس على مُصحف واحد .
وكانت المصاحف ربما كُتِب فيها ما هو مِن قَبِيل التفسير ، فهو – لو صحّ – لَكان من هذا القبيل ، وليس التغيير والتحريف الذي تعتده الرافضة وتذهب إليه .
ثم لو ثبت أيضا لم يكن فيه دليل؛ لأن الرواية ليست عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: " قرأ عليّ أبي، وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة .. "، فهي تروي فِعْل أبيها، هذا من جهة،
ومن جهة أخرى فإنه لا يُعرف لعائشة رضي الله عنها مُصْحَفًا ! وإنما عُرِف أن المصحف كان عند حفصة رضي الله عنها ،
وهو المصحف الذي جمعه الصحابة في زمن أبي بكر رضي الله عنه .
وأين هذا مما تزعمه الرافضة من مصحف فاطمة رضي الله عنها ؟!! فهم يزعمون أن الوحي كان يَنْزل على فاطمة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم !!
ولو ثبت هذا أيضا لم يكن فيه دليل ؛ لأنه قد يكون تفسيرا ، أو مما أضافه صاحب المصحف إلى مصحفه ، كأن يكتب على حاشية المصحف حُكمًا تجويديا ، أو قراءة ، ونحو ذلك .
ومما يُضعِّف هذه الرواية أن حُميدة مرة ترويه عن أبيها، ومرّة ترويه عن مُصحف عائشة ! ومما يُضعّفها أيضا أن حُميدة هذه لا تُعرف، وقد تكون بنت أبي يونس مولى عائشة رضي الله عنها.
وسبب جَمْع عثمان رضي الله عنه المصاحف وتوحيد الأمة على مُصحف واحد ما وقع من الاختلاف بسبب اختلاف القراءات.
فإن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قَدِم من غزوة كان غزاها بِمَرْج أرْمينِية ، فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان بن عفان فقال : يا أمير المؤمنين : أدرِكِ الناس! فقال عثمان: وما ذاك؟
قال: غزوت مَرْج أرمينية، فحضرها أهلُ العراق وأهلُ الشام، فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبيّ بن كعب، فيأتون بما لم يسمع أهلُ العراق ، فتكفرهم أهلُ العراق . وإذا أهل العراق يقرءون بقراءة ابن مسعود، فيأتون بما لم يسمع به أهل الشام، فتكفِّرهم أهلُ الشام. قال زيد: فأمرني عثمان بن عفان أكتبُ له مُصْحفًا،
وقال: إنّي مدخلٌ معك رجلا لبيبًا فصيحًا، فما اجتمعتما عليه فاكتباه، وما اختلفتما فيه فارفعاه إليّ .
فجعل معه أبان بن سعيد بن العاص ... ثم أرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة ، وحَلف لها ليردنها إليها ، فأعطته إياها ، فَعَرَض المصحف عليها ، فلم يختلفا في شيء . فردَّها إليها، وطابت نفسه، وأمرَ الناس أن يكتبوا مصاحفَ. فلما ماتت حفصةُ أرسل إلى عبد الله بن عمر في الصحيفة بِعَزْمة، فأعطاهم إياها فغسلتْ غسلا . رواه ابن جرير .
فهذا يدلّ على أن جَمْع عثمان رضي الله عنه كان باتفاق الصحابة ، وكان فيه توحيد الأمة على قراءة واحدة درءا للخلاف ، ورَفْعًا للتنازع الذي وَقَع .
وفِعْل عثمان رضي الله عنه تلقّته الأمة بالقبول، ووافقه عليه الصحابة أجْمَع، بِما فيهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم. اهـ .
ولا يجوز اعتقاد تغيير القرآن أو تحريفه، ولا الظنّ بالصحابة الكرام رضي الله عنهم مثل هذا الظّن؛ واعتقاد مثل ذلك كُفر بالله، وتكذيب لِوعد الله الذي تكفّل بِحفظ كِتابه.
قال أبو عبيد في " فضائل القرآن": ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة ، وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار ، وإسقاط لِمَا سِواه ثم أطبقت عليه الأمة ، فلم يختلف في شيء منه ، يَعْرِفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم ، وتوارثه القرون بعضها عن بعض ، وتتعلمه الولدان في المكتب .
وكانت هذه إحدى مناقب عثمان العظام . وقد كان بعض أهل الزيغ طعن فيه ، ثم تبين للناس ضلالهم في ذلك
وأما ما يُروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال : " القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف " ، فهو خبر باطل ،
كما بينه الإمام الذهبي في " ميزان الاعتدال " وأقرّه ابن حجر في " لسان الميزان " وتابعهما الألباني بقوله : لوائح الوضع على حديثه ظاهرة ،
فمثله لا يحتاج إلى كلام ينقل في تجريحه بأكثر مما أشار إليه الحافظ الذهبي ثم العسقلاني ؛
من روايته لمثل هذا الحديث وتفرده به ! . اهـ .
فهو خبر مكذوب لا يُعوّل عليه .
وسبق :
هل القرآن أنزل مرتبا مثل ترتيب المصحف الآن ؟؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3641
ونصيحة لإخواني وأخواتي.. لا تكونوا أقماع شُبُهات ! قال عليه الصلاة والسلام: ويل لأقماع القول. رواه الإمام أحمد .
قال ابن القيم رحمه الله: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرادا بعد إيراد : لا تَجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها ، فلا ينضح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزجاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشبهات بِظاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بصفائه ، ويدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشبهات . أو كما قال .
فما اعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
لا تُلقوا بأسماعكم إلى شُبُهات الزنادقة ، والذين يُشكِّكون الناس بِدينهم ! فما هذه إلاّ بِضاعة يهودية مُزجاة ! وأبواق لإبليس .. ينفثون الشبهات ، ويُشكِّكُون الناس بِدينهم .
لتعلموا أن الرافضة شياطين في صُوَر بني آدم !
روى الإمام اللالكائي من طريق مالك أبي هشام قال :
كنت أسير مع مِسْعَر ، فلقيه رجل من الرافضة قال : فَكَلّمه بشيء لا أحفظه ، فقال له مِسعر : تَنَحّ عني ، فإنك شيطان !
وروى عن محمد بن يوسف الفريابي قال : وقد أخبرني رجل من قريش أن بعض الخلفاء أخذ رجلين من الرافضة ،
فقال لهما : والله لئن لم تخبراني بالذي يَحملكما على تنقّص أبي بكر وعمر لأقتلنكما ، فَأبَيَا ، فَقَدَّم أحدهما فَضَرب عنقه ، ثم قال للآخر : والله لئن لم تخبرني لألحقنك بصاحبك . قال : فتؤمني ؟
قال له : نعم . قال: فإنا أردنا النبي ! فقلنا : لا يُتَابِعنا الناس عليه ، فقصدنا قَصد هذين الرجلين ، فتابعنا الناس على ذلك ! قال محمد بن يوسف : ما أرى الرافضة والجهمية إلاَّ زنادقة !
والله تعالى أعلم .
انتهى جواب الشيخ:" عبد الرحمن السحيم".
والمطلوب الآن من:"أبي أيوب23": إما الجواب التفصيلي:" "نقطة نقطة": عما ورد هنا،وإما:" الإقرار بعجزه"،ومن ثم: "وجوب الجهر بتوبته"،وإلا ف...!!!؟؟؟؟.
ننتظر جواب أبي أيوب23 والعراقي حسام؟؟؟؟؟؟