وجوب التقريب بين أهل السنة والشيعة
13-05-2014, 10:06 PM
وجوب التقريب بين أهل السنة الشيعة
قال الله سبحانه وتعالى :(وأن هذه أمتكم أمة بواحدة) فكيف يزعم بعض المتموهبة استحالة التقريب بين اعضاء الجسم الواحد وأبناء الدين الواحد -السنة والشيعة- والله يقول: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا)
ان كبار علماء أهل السنة لا يكفرون الشيعة ويرون إمكانية وسهولة ووجوب التقريب بين جزأي الأمة الواحدة .وهذا التقريب والتواصل ونبذ الفرقة والخلاف لا تمليه علينا الظروف السياسية والاقليمية... بل تمليه علينا أخوة الدين والتوحيد، فديننا واحد وإلاهنا واحد ونبينا واحد وقرآننا واحد وصلواتنا واحدة وصيامنا واحد وقبلتنا واحدة وبدايتنا واحدة ومصيرنا واحد.....فلماذا يستحيل الاتفاق .إن الحوار ومعرفة أقوال الطرف الآخر من مصادره بأدلتها، ومحاورة المخالف بصدر رحب مع مراعاة آداب الحوار الاسلامي ولو على قاعدة قول الله :(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ).وقوله : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ).هي الطريق لحل الخلافات بين جميع الفرق الاسلامية .
وأرجو من الاخوة القراء إمعان النظر في هاتين الآيتين .فإذا كان الحوار مع اليهود والنصارى يتطلب كل هذا الأدب والحسن فكيف يكون الحوار مع المسلمين الموحدين.
أما أسلوب السلفية والوهابية وقناة صفا وبرهان ووصال وأسلوب العرعور وعثمان الخميس والمدخلي والرضواني فلن يزيد الامة الا تفرقا وتشرذما وذلا وهوانا .
فقدأفتى الشيخ محمود شلتوت شيخ الازهر سابقا بجواز التعبد على مذهب الشيعة الامامية وفتواه مشهورة ومنشورة .
والشيخ شلتوت شيخ سني قح عالم رباني جليل لايمكن لأي كان أن يتهمه فيها بالجهل وقلة الاطلاع ولا بالعمالة والتشيع .بل هي فتوى صادرة عن عالم نحرير واسع العلم والاطلاع يدري مايقول ، وأيده فيها الدكتور محمد محمد الفحّام شيخ الأزهر والداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي و عبد الرحمن النجار (مدير المساجد بالقاهرة): والدكتور مصطفى الرافعي و محمد رشيد رضا (المحدّث السلفي) الذي قال: (وقد صرحوا - أهل السنة - بصحة إيمان الشيعة، لأن الخلاف معهم في مسائل لا يتعلق بها كفر ولا إيمان، فالشيعي مسلم له أن يتزوج بأي مسلمة. وإذا نظرنا إلى ما أصاب المسلمين من التأخير والضعف بسبب العداوة المذهبية، وأننا في أشد الحاجة إلى التآلف والتعاطف والاتحاد يتبين لنا أن مصاهرة المخالف في المذهب ضرورية) .
كما قال الإمام الشهيد حسن البنا -المرشد العام للإخوان المسلمين-: (اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما) .
في نفس السياق يكتب كل من الأستاذ أحمد بك المصري (أستاذ شلتوت وأبي زهرة) والشيخ أحمد الباقوري (شيخ الجامع الأزهر ووزير أوقاف مصر) و طه جابر العلواني أستاذ الفقه والأصول في جامعة الإمام محمد بن سعود، والدكتور علي سامي النشار والدكتور بدران أبو العينين والدكتور أحمد الحصري (أستاذ مساعد للفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر) والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق و الأستاذ عبد الرحمن بدوي والدكتور علي عبد الواحد وافي والدكتور حامد حفني داود : (أستاذ الأدب العربي بكلية الألسن بالقاهرة والمشرف على الدراسات الإسلامية بجامعة عليكرة الهند) و الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي والدكتورة سميرة الليثي والحاجة زينب الغزالي و فكري أبو النصر (من علماء الأزهر الشريف) و محمد الزحيلي (أستاذ بكلية الشريعة جامعة دمشق والشيخ عفيف عبد الفتاح طبّارة في كتابه روح الصلاة في الإسلام، والشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الأزهر و الشيخ عبد المجيد سليم رئيس لجنة الفتوى بالأزهر ومحمد سعيد رمضان البوطي بل ويقول العالم الأزهري خالد محمد خالد: (أما الشيعة بالذات فلهم في نفسي تقدير خاص، ولا يمكن أن ننسى من أعلامهم، أولئك الذين بذلوا جهداً سخياً وداعياً في سبيل تحرير الفقه الإسلامي من أغلاله، وتنقيته من الرواسب والشوائب). وكمال يقول الدكتور مصطفى السباعي: (فأعود وأكرر دعوتي للمخلصين من علماء الشيعة - وفيهم الواعون الراغبون في جمع كلمة المسلمين - أن نواجه المشاكل التي يعانيها العالم الإسلامي اليوم في انتشار الدعوات الهدامة، التي تجتث جذور العقيدة من قلوب شباب السنة وشباب الشيعة على السواء). (يجب أن تنصب جهود المخلصين من أهل السنة والشيعة، إلى جمع الشتات وتوحيد الكلمة، إزاء الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي وبالعقيدة الإسلامية من أساسها) .
ويقول الدكتور صابر طعيمة: (ومن الحق أن يقال: أنه ليس بين الشيعة والسنة من خلاف في الأصول العامة، فهم جميعاً على التوحيد، وإنما الخلاف في الفروع، وهو خلاف يشبه ما بين مذاهب السنة نفسها (الشافعية والحنفية…) فهم يدينون بأصول الدين كما وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة،، كما يؤمنون بكل ما يجب الإيمان به ويبطل الإسلام بالخروج منه في الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة. ومن الحق أن السنة والشيعة هما مذهبان من مذاهب الإسلام يستمدان من كتاب الله وسنة رسوله) .
ويقول الدكتور بدران أبو العينين : (أستاذ الشريعة في كلية الحقوق بجامعتي الإسكندرية وبيروت) (الشيعة جماعة من المسلمين تشيعوا لآل بيت الرسول… وهم يقيمون مع أهل المذاهب السنية، وتربطهم بهم روابط التسامح). ويقول الدكتور محسن العواجي:
إن "الحياد في هذه الأزمة يبقى مرفوضًا مهما كانت مبرراته؛ إذ لا سواء بين الفئتين".
ويشدد في المقال الذي يحمل عنوان "اللهم انصر المقاومين الأبطال، واشدد وطأتك على المعتدين الأنذال" على أنه "من السذاجة النظر إلى حزب الله في هذه الأزمة تحديدًا نظرة طائفية مجردة، ولا سيما أنه تحت قيادة حسن نصر الله الداهية سياسيًّا والشجاع ميدانيًّا مهما اختلفنا معه، رجل السياسة أكثر منه رجل الدين".
واستطردالدكتورالعواجي قائلاً: "الحقيقة التي لا مناص منها هي أن حزب الله في لبنان اليوم في عين الشارع الإسلامي شكّل رأس حربة فعّالة تثخن العدو وتقاوم زحفه ببسالة، وهذا العدو الذي أجمع المنصفون في العالم بأنه عدو مغتصب محتل، لا يراعي عهدًا ولا ذمة".
وشدّد على أن "كل مقاوم لهذا الاحتلال هو بحكم الواقع بطل مقدام سيسجل له التاريخ ذلك، وأقل حق له علينا مناصرته بكل وسيلة مشروعة؛ لأنه صاحب حق مشروع بكل المعايير والأعراف، ويدفع ظلمًا عن نفسه وعن أهله وأرضه".
ولم يكن د.العواجي هو فقط من خرج عن صمته، حيث بدأ عدد من العلماء السعوديين يعلنون عن مواقفهم من العدوان الإسرائيلي، داعين الله أن ينصر حزب الله على "الصهاينة المجرمين".
فقد أعلن الشيخ محمد بن يحيى النجيمي، أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء بالرياض، تأييده الكامل لحزب الله ولمقاومته البطولية.
وقال خلال حديث بثته قناة "المستقلة" السبت 22-7-2006: إنه لولا حزب الله لما كانت بيروت إلا نسخة مصغرة من مستوطنات إسرائيلية كما هو الحال في الجولان والضفة الغربية المحتلة.
وبين الشيخ النجيمي أن ما تقوم به إيران من دعم سياسي لحزب الله هو واجب على كل مسلم. وقال: "إن إيران ربما تدعم حزب الله سياسيا وهذا واجب على كل مسلم، لكنها لا تدعمه لا بالسلاح ولا بالمال".
وبدوره دعا الشيخ موسى القرني رئيس قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية سابقاً، خلال حديثه على قناة "اقرأ" إلى نصرة حزب الله، مشددا على أنه "يجب على المسلمين نصرة حزب الله لأنه يجاهد الصهاينة المجرمين".
ودعا الشيخ سلمان العودة، المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"، بدوره إلى توحد الصف أمام إسرائيل.
وقال في قناة "إم بي سي": "إن حق الأزمة أن نؤجل خلافاتنا لوقت آخر".
ومضى قائلاً: "إننا نختلف مع حزب الله، وهو خلاف جوهري وعميق كما هو خلافنا مع الشيعة الذي لا يمكن أن يلغى، لكن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا الأكبر هم اليهود والصهاينة المجرمين الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتى بين الأطفال والمحاربين".
***
إنني أرجو من القراء مراجعة الفصل الممتاز الذي كتبه الشهيد فتحي الشقاقي بعنوان: "السنة والشيعة.. ضجة مفتعلة ومؤسفة"- الأعمال الكاملة- المجلد الأول- مركز يافا للدراسات والأبحاث- والذي ناقش الأمر مناقشة تفصيلية و أورد أقوالا لآية الله الخميني تحكم بالكفر على من يفرقون بين السنة والشيعة.. كما يورد قول الأستاذ أحمد إبراهيم بك في كتابه (علم أصول الفقه وتاريخ التشريع الإسلامي- طبعة دار الأنصار) ص21 (والشيعة الإمامة مسلمون يؤمنون بالله ورسوله وبالقرآن وبكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومذهبهم هو السائد على البلاد الفارسية). ثم يقول ص 22 (ومن الشيعة الإمامية قديما وحديثا فقهاء عظام جدا وعلماء من كل علم وفن وهم عميقو التفكير واسعو الإطلاع ومؤلفاتهم تعد بمئات الألوف، وقد اطلعت على الكثير منها) ويقول في هامش نفس الصفحة (يوجد في الشيعة غلاة خرجوا بعقيدتهم من دائرة الإسلام ولكن هؤلاء غير ملتفت إليهم من جمهور الشيعة الإمامية).
ثم يعقب الدكتور فتحي الشقاقي قائلا:
وبعد كل هذا السيل من الشهادات التي لا تنتهي لعلماء الأمة أود أن أشير إلى أولئك الذين حاولوا ترديد فتوى ابن تيمية ضد الرافضة- والتي تضم العديد من فرق الشيعة- وحاولوا سحب هذه الفتوى على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية- وبالتالي استغلالها ضد الثورة الإسلامية في إيران- لقد وقع هؤلاء في عدة أخطاء هامة:
- لماذا لم يجدوا في تاريخ الإسلام قبل ابن تيمية مثل هذه الفتوى رغم أن ابن تيمية جاء في القرن السابع الهجري.. أي بعد أكثر من ستة قرون لظهور الشيعة.
- لم يستوعبوا ابن تيمية والتناقضات التي واجهها المجتمع المسلم وهو يواجه الغزو الخارجي.
- لم يحاولوا في غمرة حقدهم على الثورة الإسلامية في إيران وموقفهم السياسي منها .. لم يحاولوا تقصي إذا ما كانت كلمة (الرافضة) التي ذكرها ابن تيمية تنسحب على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية أم لا؟
يقول الأستاذ أنور الجندي كتابه الإسلام وحركة التاريخ ص 422 : (والرافضة غير السنة والشيعة).. كما يقول في ص 420 (وقد كان تاريخ الإسلام حافلا بالخلافات والمساجلات الفكرية وبالصراع السياسي بين السنة والشيعة. وتد حرص الغزو الخارجي منذ الحروب الصليبية إلى اليوم على أن يغذى هذا الخلاف وأن يعمق آثاره.. كما يقول: (والحق أن الخلاف بين السنة والشيعة لا يزيد عن أن يكون خلافا بين الأربعة) وحتى لا نقع في وهم أن السنة والشيعة شيء واحد وإنه لم يوجد في تاريخهم غلاة نقرأ ص 421 للأستاذ الجندي (ومن الحق أن يكون الباحث يقظا في التفرقة بين الشيعة والغلاة، هؤلاء الذين هاجمهم أئمة الشيعة أنفسهم وحذروا مما يدسونه).
ثم ينقل الدكتور فتحي الشقاقي على لسان آية الله الخميني كلمة قالها في خطبة له في جمادى الأول 1384 هـ:
(الأيدي القذرة التي بثت الفرقة بين الشيعي والسني في العالم الإسلامي لا هي من الشيعة ولا من السنة.. إنها أيدي الاستعمار التي تريد أن تستولي على البلاد الإسلامية من أيدينا والدول الاستعمارية، الدول التي تريد نهب ثرواتنا بوسائل مختلفة وحيل متعددة هي التي توجد الفرقة باسم التشيع والتسنن).
ان كبار علماء أهل السنة لا يكفرون الشيعة ويرون إمكانية وسهولة ووجوب التقريب بين جزأي الأمة الواحدة .وهذا التقريب والتواصل ونبذ الفرقة والخلاف لا تمليه علينا الظروف السياسية والاقليمية... بل تمليه علينا أخوة الدين والتوحيد، فديننا واحد وإلاهنا واحد ونبينا واحد وقرآننا واحد وصلواتنا واحدة وصيامنا واحد وقبلتنا واحدة وبدايتنا واحدة ومصيرنا واحد.....فلماذا يستحيل الاتفاق .إن الحوار ومعرفة أقوال الطرف الآخر من مصادره بأدلتها، ومحاورة المخالف بصدر رحب مع مراعاة آداب الحوار الاسلامي ولو على قاعدة قول الله :(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ).وقوله : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ).هي الطريق لحل الخلافات بين جميع الفرق الاسلامية .
وأرجو من الاخوة القراء إمعان النظر في هاتين الآيتين .فإذا كان الحوار مع اليهود والنصارى يتطلب كل هذا الأدب والحسن فكيف يكون الحوار مع المسلمين الموحدين.
أما أسلوب السلفية والوهابية وقناة صفا وبرهان ووصال وأسلوب العرعور وعثمان الخميس والمدخلي والرضواني فلن يزيد الامة الا تفرقا وتشرذما وذلا وهوانا .
فقدأفتى الشيخ محمود شلتوت شيخ الازهر سابقا بجواز التعبد على مذهب الشيعة الامامية وفتواه مشهورة ومنشورة .
والشيخ شلتوت شيخ سني قح عالم رباني جليل لايمكن لأي كان أن يتهمه فيها بالجهل وقلة الاطلاع ولا بالعمالة والتشيع .بل هي فتوى صادرة عن عالم نحرير واسع العلم والاطلاع يدري مايقول ، وأيده فيها الدكتور محمد محمد الفحّام شيخ الأزهر والداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي و عبد الرحمن النجار (مدير المساجد بالقاهرة): والدكتور مصطفى الرافعي و محمد رشيد رضا (المحدّث السلفي) الذي قال: (وقد صرحوا - أهل السنة - بصحة إيمان الشيعة، لأن الخلاف معهم في مسائل لا يتعلق بها كفر ولا إيمان، فالشيعي مسلم له أن يتزوج بأي مسلمة. وإذا نظرنا إلى ما أصاب المسلمين من التأخير والضعف بسبب العداوة المذهبية، وأننا في أشد الحاجة إلى التآلف والتعاطف والاتحاد يتبين لنا أن مصاهرة المخالف في المذهب ضرورية) .
كما قال الإمام الشهيد حسن البنا -المرشد العام للإخوان المسلمين-: (اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما) .
في نفس السياق يكتب كل من الأستاذ أحمد بك المصري (أستاذ شلتوت وأبي زهرة) والشيخ أحمد الباقوري (شيخ الجامع الأزهر ووزير أوقاف مصر) و طه جابر العلواني أستاذ الفقه والأصول في جامعة الإمام محمد بن سعود، والدكتور علي سامي النشار والدكتور بدران أبو العينين والدكتور أحمد الحصري (أستاذ مساعد للفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر) والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق و الأستاذ عبد الرحمن بدوي والدكتور علي عبد الواحد وافي والدكتور حامد حفني داود : (أستاذ الأدب العربي بكلية الألسن بالقاهرة والمشرف على الدراسات الإسلامية بجامعة عليكرة الهند) و الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي والدكتورة سميرة الليثي والحاجة زينب الغزالي و فكري أبو النصر (من علماء الأزهر الشريف) و محمد الزحيلي (أستاذ بكلية الشريعة جامعة دمشق والشيخ عفيف عبد الفتاح طبّارة في كتابه روح الصلاة في الإسلام، والشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الأزهر و الشيخ عبد المجيد سليم رئيس لجنة الفتوى بالأزهر ومحمد سعيد رمضان البوطي بل ويقول العالم الأزهري خالد محمد خالد: (أما الشيعة بالذات فلهم في نفسي تقدير خاص، ولا يمكن أن ننسى من أعلامهم، أولئك الذين بذلوا جهداً سخياً وداعياً في سبيل تحرير الفقه الإسلامي من أغلاله، وتنقيته من الرواسب والشوائب). وكمال يقول الدكتور مصطفى السباعي: (فأعود وأكرر دعوتي للمخلصين من علماء الشيعة - وفيهم الواعون الراغبون في جمع كلمة المسلمين - أن نواجه المشاكل التي يعانيها العالم الإسلامي اليوم في انتشار الدعوات الهدامة، التي تجتث جذور العقيدة من قلوب شباب السنة وشباب الشيعة على السواء). (يجب أن تنصب جهود المخلصين من أهل السنة والشيعة، إلى جمع الشتات وتوحيد الكلمة، إزاء الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي وبالعقيدة الإسلامية من أساسها) .
ويقول الدكتور صابر طعيمة: (ومن الحق أن يقال: أنه ليس بين الشيعة والسنة من خلاف في الأصول العامة، فهم جميعاً على التوحيد، وإنما الخلاف في الفروع، وهو خلاف يشبه ما بين مذاهب السنة نفسها (الشافعية والحنفية…) فهم يدينون بأصول الدين كما وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة،، كما يؤمنون بكل ما يجب الإيمان به ويبطل الإسلام بالخروج منه في الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة. ومن الحق أن السنة والشيعة هما مذهبان من مذاهب الإسلام يستمدان من كتاب الله وسنة رسوله) .
ويقول الدكتور بدران أبو العينين : (أستاذ الشريعة في كلية الحقوق بجامعتي الإسكندرية وبيروت) (الشيعة جماعة من المسلمين تشيعوا لآل بيت الرسول… وهم يقيمون مع أهل المذاهب السنية، وتربطهم بهم روابط التسامح). ويقول الدكتور محسن العواجي:
إن "الحياد في هذه الأزمة يبقى مرفوضًا مهما كانت مبرراته؛ إذ لا سواء بين الفئتين".
ويشدد في المقال الذي يحمل عنوان "اللهم انصر المقاومين الأبطال، واشدد وطأتك على المعتدين الأنذال" على أنه "من السذاجة النظر إلى حزب الله في هذه الأزمة تحديدًا نظرة طائفية مجردة، ولا سيما أنه تحت قيادة حسن نصر الله الداهية سياسيًّا والشجاع ميدانيًّا مهما اختلفنا معه، رجل السياسة أكثر منه رجل الدين".
واستطردالدكتورالعواجي قائلاً: "الحقيقة التي لا مناص منها هي أن حزب الله في لبنان اليوم في عين الشارع الإسلامي شكّل رأس حربة فعّالة تثخن العدو وتقاوم زحفه ببسالة، وهذا العدو الذي أجمع المنصفون في العالم بأنه عدو مغتصب محتل، لا يراعي عهدًا ولا ذمة".
وشدّد على أن "كل مقاوم لهذا الاحتلال هو بحكم الواقع بطل مقدام سيسجل له التاريخ ذلك، وأقل حق له علينا مناصرته بكل وسيلة مشروعة؛ لأنه صاحب حق مشروع بكل المعايير والأعراف، ويدفع ظلمًا عن نفسه وعن أهله وأرضه".
ولم يكن د.العواجي هو فقط من خرج عن صمته، حيث بدأ عدد من العلماء السعوديين يعلنون عن مواقفهم من العدوان الإسرائيلي، داعين الله أن ينصر حزب الله على "الصهاينة المجرمين".
فقد أعلن الشيخ محمد بن يحيى النجيمي، أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء بالرياض، تأييده الكامل لحزب الله ولمقاومته البطولية.
وقال خلال حديث بثته قناة "المستقلة" السبت 22-7-2006: إنه لولا حزب الله لما كانت بيروت إلا نسخة مصغرة من مستوطنات إسرائيلية كما هو الحال في الجولان والضفة الغربية المحتلة.
وبين الشيخ النجيمي أن ما تقوم به إيران من دعم سياسي لحزب الله هو واجب على كل مسلم. وقال: "إن إيران ربما تدعم حزب الله سياسيا وهذا واجب على كل مسلم، لكنها لا تدعمه لا بالسلاح ولا بالمال".
وبدوره دعا الشيخ موسى القرني رئيس قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية سابقاً، خلال حديثه على قناة "اقرأ" إلى نصرة حزب الله، مشددا على أنه "يجب على المسلمين نصرة حزب الله لأنه يجاهد الصهاينة المجرمين".
ودعا الشيخ سلمان العودة، المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"، بدوره إلى توحد الصف أمام إسرائيل.
وقال في قناة "إم بي سي": "إن حق الأزمة أن نؤجل خلافاتنا لوقت آخر".
ومضى قائلاً: "إننا نختلف مع حزب الله، وهو خلاف جوهري وعميق كما هو خلافنا مع الشيعة الذي لا يمكن أن يلغى، لكن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا الأكبر هم اليهود والصهاينة المجرمين الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتى بين الأطفال والمحاربين".
***
إنني أرجو من القراء مراجعة الفصل الممتاز الذي كتبه الشهيد فتحي الشقاقي بعنوان: "السنة والشيعة.. ضجة مفتعلة ومؤسفة"- الأعمال الكاملة- المجلد الأول- مركز يافا للدراسات والأبحاث- والذي ناقش الأمر مناقشة تفصيلية و أورد أقوالا لآية الله الخميني تحكم بالكفر على من يفرقون بين السنة والشيعة.. كما يورد قول الأستاذ أحمد إبراهيم بك في كتابه (علم أصول الفقه وتاريخ التشريع الإسلامي- طبعة دار الأنصار) ص21 (والشيعة الإمامة مسلمون يؤمنون بالله ورسوله وبالقرآن وبكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومذهبهم هو السائد على البلاد الفارسية). ثم يقول ص 22 (ومن الشيعة الإمامية قديما وحديثا فقهاء عظام جدا وعلماء من كل علم وفن وهم عميقو التفكير واسعو الإطلاع ومؤلفاتهم تعد بمئات الألوف، وقد اطلعت على الكثير منها) ويقول في هامش نفس الصفحة (يوجد في الشيعة غلاة خرجوا بعقيدتهم من دائرة الإسلام ولكن هؤلاء غير ملتفت إليهم من جمهور الشيعة الإمامية).
ثم يعقب الدكتور فتحي الشقاقي قائلا:
وبعد كل هذا السيل من الشهادات التي لا تنتهي لعلماء الأمة أود أن أشير إلى أولئك الذين حاولوا ترديد فتوى ابن تيمية ضد الرافضة- والتي تضم العديد من فرق الشيعة- وحاولوا سحب هذه الفتوى على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية- وبالتالي استغلالها ضد الثورة الإسلامية في إيران- لقد وقع هؤلاء في عدة أخطاء هامة:
- لماذا لم يجدوا في تاريخ الإسلام قبل ابن تيمية مثل هذه الفتوى رغم أن ابن تيمية جاء في القرن السابع الهجري.. أي بعد أكثر من ستة قرون لظهور الشيعة.
- لم يستوعبوا ابن تيمية والتناقضات التي واجهها المجتمع المسلم وهو يواجه الغزو الخارجي.
- لم يحاولوا في غمرة حقدهم على الثورة الإسلامية في إيران وموقفهم السياسي منها .. لم يحاولوا تقصي إذا ما كانت كلمة (الرافضة) التي ذكرها ابن تيمية تنسحب على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية أم لا؟
يقول الأستاذ أنور الجندي كتابه الإسلام وحركة التاريخ ص 422 : (والرافضة غير السنة والشيعة).. كما يقول في ص 420 (وقد كان تاريخ الإسلام حافلا بالخلافات والمساجلات الفكرية وبالصراع السياسي بين السنة والشيعة. وتد حرص الغزو الخارجي منذ الحروب الصليبية إلى اليوم على أن يغذى هذا الخلاف وأن يعمق آثاره.. كما يقول: (والحق أن الخلاف بين السنة والشيعة لا يزيد عن أن يكون خلافا بين الأربعة) وحتى لا نقع في وهم أن السنة والشيعة شيء واحد وإنه لم يوجد في تاريخهم غلاة نقرأ ص 421 للأستاذ الجندي (ومن الحق أن يكون الباحث يقظا في التفرقة بين الشيعة والغلاة، هؤلاء الذين هاجمهم أئمة الشيعة أنفسهم وحذروا مما يدسونه).
ثم ينقل الدكتور فتحي الشقاقي على لسان آية الله الخميني كلمة قالها في خطبة له في جمادى الأول 1384 هـ:
(الأيدي القذرة التي بثت الفرقة بين الشيعي والسني في العالم الإسلامي لا هي من الشيعة ولا من السنة.. إنها أيدي الاستعمار التي تريد أن تستولي على البلاد الإسلامية من أيدينا والدول الاستعمارية، الدول التي تريد نهب ثرواتنا بوسائل مختلفة وحيل متعددة هي التي توجد الفرقة باسم التشيع والتسنن).